رفعت خالد
01-06-2008, 06:01 PM
http://up.x333x.com/uploads/d8645e50fc.png
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على نعمائه و الشكر له سبحانه على منّه و إحسانه، و أشهد أن لا إله إلا هو، تعالى في عليائه و أن لا رسول بعد رسوله محمد صلى عليه الله و سلم تسليما يليق بمكانه.
أما بعـــد..
نتحدث اليوم عن الجحود، عن إنكار الحق رغم معرفته، عن الإصرار على المخالفة حتى الموت، عن كره الحق لمجرد أنه من (الفريق الآخر)..
و بداية دعونا نركّز على شيئين، أقل ما يمكن أن نصفهما به هو الثبات لأحدهما و التقلّب للآخر.. أما الشيء الثابت فكان و لا يزال موجودا و سيظل إلى أن يرث الله الأرض و ما عليها.. لا تمسه الحضارة و لا تقدم الفن و العمارة إنما هو مفهوم يحكم نزوات الإنسان التي بين جنبيه.. يضبطها و يشحذها.. إنه الحق الذي هو الحقيقة، هو الأصل.
و الشيء الثاني هو الباطل أو الضلال و البهتان و هو ما يُعدّل و يُغيّر حسب الأجواء و وِفق الأهواء، و هو بشذوذه كلغة منفردة لوحدها، ففي قاموسه شرح للمبادئ غير الشرح الذي يعرفه أصحاب الحق.. و الأدهى، الأمرّ أن أتباعه، يصرّون على أن (الحق) معهم و يعطون لذلك دلائل و مؤشرات غاية في الحبكة و الإتقان بحيث تخدع الكثير، بل الأكثر !.. و هذه، لعمري، هي الكارثة.. أن يُخضع الحق للهوى.
أما الطائفة الأولى، أصحاب الحق، فيفعلون العكس تماما.. يُخضِعون الهوى، الذي لا يسلمون منه بدورهم، إلى الحق الذي هداهم الله إليه و وفّقهم لفهمه و استخراجه من وسط الافتراءات و الادّعاءات التي تحجبه و تغطّيه.
الآن، لدينا فريقان.. فريق الحق بردائه الأبيض الذي ينطق وضوحا و صفاء و فريق الباطل الأسود الكثيف و الكثير الأتباع الذين يضجون و يهتفون بالوقاحة و العدوان و قد جُهّزوا بأحدث الأجهزة و آخر الصيحات من كل شيء.. فلمن الغلبة ؟..
طبعا جنود الحق هنا، يحتاجون إلى تدريب مكثف و إلى شخصية مكوّنة، مشّبعة بالإيمان حتى يخوضون هذه المعركة و يتحدّون نواميس الحياة كلها التي تشير إلى الباطل بالفوز و النصر.. ثم ترى الفريق الأبيض، و مع قلته، يفقد أفواجا أخرى تخرج لتنضم إلى السواد (الغالب أصلا) !.
هنا، يشتد الوطيس و تثقل الوطأة.. لو كان البيض لوحدهم أمام كل ذلك السواد لأمكننا أن نغسل أيدينا و نبكي بحرقة و نحن نغمض أعيننا لهول ما نتخيله..
لكنهم ليسوا وحدهم.. نعم ليسوا وحدهم.. افتحوا أعينكم.. إن معهم الله.
أليس هو من خلق الحق و الباطل ؟.. أليس هو، سبحانه، من خلق كل شيء وقدّره تقديرا ؟.. يعلم الغيب و يعلم ما تخفيه الأنفس و يعلم المصائر و ما تؤول إليه الأحوال..
إن لهذا الحق ربا حكيما، عليما، قادرا على قلب الموازين بحرفين يقولهما، تبارك و تعالى.. لكنه الخبير، يفعل ما يشاء و يعد الصابرين، الصالحين، الأخيار بالعاقبة و الثواب الحسن.. و هل يخلف الميعاد سبحانه ؟.
و تستمر المعركة في جميع الجبهات.. المادية و النفسية و الثقافية.. و يسقط الضحايا و يُأسر الأسرى.. و يظهر جليا البطل من الجبان و يتميّز الشجاع من الرعديد الذي تهمه قطعة قماش أكثر من دينه و فريقه الذي يقاتل معه !..
و ينتظر البيض الغيث من السماء....
* * *
" فريق في الجنة و فريق في السعير "
* * *
الوقاحة و العجب من خصال الإنسان العتيدة التي ما إن تمسك لجامه حتى يصبح طاغوتا و شيطانا من شياطين الإنس، يمشي بين الناس مهلكا الحرث و النسل و مفسدا في البر و البحر.. نعوذ بالله من هؤلاء.
إنهم عُبّاد الشهوة.. و كما سمعت عن مذهب يسمونه "الوصولية" أو "الأريفيزم" الذي يؤمن أتباعه بمبدأ (الاستغلال) أي استغلال الحياة لفعل أي و كل شيء، لأنها فرصة واحدة.. فمثلا لو رأيت فتاة أعجبتك فازن بها، ماذا تنتظر؟.. لن تعود لهذه الحياة مرة أخرى ! !..
أعوذ بالله !..
أرأيتم ما يصل إليه الإنسان لو اعتمد على حوله و قوته و طغت عليه الوقاحة و العجب ؟.. و أعتقد أن الكثير ينتمي إلى هذا (الدين) دون أن يدري.. ألا ترون من يفعلون كل شيء و يبيحون لأنفسهم كل ما يرونه ؟.. ألا تسمعون بمن يبيع دينه رخيصا و يلقي به بين قدميه ؟.. إنهم بيننا كالذباب، و منتشرين بشكل مرعب، فادح.. يجعل الذي بقلبه شيئا من الورع يقلّب ناظريه في السماء المرفوعة بغير عمد و يقول " اللهم أنقذني من براثن الشياطين و اخترني فيمن اخترت يا رب العالمين ".
و الذي يجعل أسناني تصطكّ من الغضب و الغيظ هو لزوجة هؤلاء و استخفافهم بكل شيء، حتى أنك تكاد ترى قلوبهم و قد خُتم عليها !.. يبتسمون و كأن (الدنيا بخير) و كأننا اجتمعنا ذات يوم و قررنا خلق هذا الكون و تحمّل كلّ منا خلق جسده بخلاياه و دمه و أعضائه و شبكته العصبية و شرايينه الدقيقة المتداخلة و تعديل نسبة السكر و الدهنيات و التفنن في نَظْم مَتتالية الـ (دي أن أي) الخاصة به كما شاء و بذلك فهو رب نفسه.. و العياذ بالله.
و هُم، و الله، خطر مستطير يتربّص بكل وافد جديد على الصراط المستقيم.. يزيّنون الكلام و يتصنعون الأخلاق و يدعون الحضارة و الرقي حتى يسقط المسكين مخدوعا و يقنع نفسه بأنه كان ضالا فينحرف إلى طريق أخرى لم ينزل الله بها من سلطان فيظن المسكين أنه (اهتدى) إلى (الحق) !..
أنظر لهم و هم يجادلون و يناضلون لينسفوا الحق، جوهر الإسلام و يتركونه أجوفا لا نفع منه و لا ضر !..
" و يجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق "
أنظر لهم و هم يتربصون بنا و يتصيدون لنا الأخطاء و الهفوات ليطلقوا أحكاما و تصورات تذهب بالعقول بعيدا عن الطهارة و العفة و الأخلاق و الإنسانية التي جاء بها سيد الخلق.
أنظر لهم و هم يُسكِتون كلّ ناطق بالحق و يُطفئون كلّ شعلة دافئة وسط الظلام كي لا يروا الضوء و لا يتركوا الآخرين يرونه !..
" يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم و الله متمّ نوره و لو كره الكافرون "
أنظر لهم و لجهودهم..
أين جهودنا نحن ؟..
أين حكّامنا ؟.. أين إعلامنا ؟.. أين كُتّابنا ؟.. أين دعاتنا ؟.. أين شبابنا ؟.. أين نسائنا ؟..
أينكم يا جنود الجيش الأبيض ؟؟..
رفعت خالد
05-2008
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على نعمائه و الشكر له سبحانه على منّه و إحسانه، و أشهد أن لا إله إلا هو، تعالى في عليائه و أن لا رسول بعد رسوله محمد صلى عليه الله و سلم تسليما يليق بمكانه.
أما بعـــد..
نتحدث اليوم عن الجحود، عن إنكار الحق رغم معرفته، عن الإصرار على المخالفة حتى الموت، عن كره الحق لمجرد أنه من (الفريق الآخر)..
و بداية دعونا نركّز على شيئين، أقل ما يمكن أن نصفهما به هو الثبات لأحدهما و التقلّب للآخر.. أما الشيء الثابت فكان و لا يزال موجودا و سيظل إلى أن يرث الله الأرض و ما عليها.. لا تمسه الحضارة و لا تقدم الفن و العمارة إنما هو مفهوم يحكم نزوات الإنسان التي بين جنبيه.. يضبطها و يشحذها.. إنه الحق الذي هو الحقيقة، هو الأصل.
و الشيء الثاني هو الباطل أو الضلال و البهتان و هو ما يُعدّل و يُغيّر حسب الأجواء و وِفق الأهواء، و هو بشذوذه كلغة منفردة لوحدها، ففي قاموسه شرح للمبادئ غير الشرح الذي يعرفه أصحاب الحق.. و الأدهى، الأمرّ أن أتباعه، يصرّون على أن (الحق) معهم و يعطون لذلك دلائل و مؤشرات غاية في الحبكة و الإتقان بحيث تخدع الكثير، بل الأكثر !.. و هذه، لعمري، هي الكارثة.. أن يُخضع الحق للهوى.
أما الطائفة الأولى، أصحاب الحق، فيفعلون العكس تماما.. يُخضِعون الهوى، الذي لا يسلمون منه بدورهم، إلى الحق الذي هداهم الله إليه و وفّقهم لفهمه و استخراجه من وسط الافتراءات و الادّعاءات التي تحجبه و تغطّيه.
الآن، لدينا فريقان.. فريق الحق بردائه الأبيض الذي ينطق وضوحا و صفاء و فريق الباطل الأسود الكثيف و الكثير الأتباع الذين يضجون و يهتفون بالوقاحة و العدوان و قد جُهّزوا بأحدث الأجهزة و آخر الصيحات من كل شيء.. فلمن الغلبة ؟..
طبعا جنود الحق هنا، يحتاجون إلى تدريب مكثف و إلى شخصية مكوّنة، مشّبعة بالإيمان حتى يخوضون هذه المعركة و يتحدّون نواميس الحياة كلها التي تشير إلى الباطل بالفوز و النصر.. ثم ترى الفريق الأبيض، و مع قلته، يفقد أفواجا أخرى تخرج لتنضم إلى السواد (الغالب أصلا) !.
هنا، يشتد الوطيس و تثقل الوطأة.. لو كان البيض لوحدهم أمام كل ذلك السواد لأمكننا أن نغسل أيدينا و نبكي بحرقة و نحن نغمض أعيننا لهول ما نتخيله..
لكنهم ليسوا وحدهم.. نعم ليسوا وحدهم.. افتحوا أعينكم.. إن معهم الله.
أليس هو من خلق الحق و الباطل ؟.. أليس هو، سبحانه، من خلق كل شيء وقدّره تقديرا ؟.. يعلم الغيب و يعلم ما تخفيه الأنفس و يعلم المصائر و ما تؤول إليه الأحوال..
إن لهذا الحق ربا حكيما، عليما، قادرا على قلب الموازين بحرفين يقولهما، تبارك و تعالى.. لكنه الخبير، يفعل ما يشاء و يعد الصابرين، الصالحين، الأخيار بالعاقبة و الثواب الحسن.. و هل يخلف الميعاد سبحانه ؟.
و تستمر المعركة في جميع الجبهات.. المادية و النفسية و الثقافية.. و يسقط الضحايا و يُأسر الأسرى.. و يظهر جليا البطل من الجبان و يتميّز الشجاع من الرعديد الذي تهمه قطعة قماش أكثر من دينه و فريقه الذي يقاتل معه !..
و ينتظر البيض الغيث من السماء....
* * *
" فريق في الجنة و فريق في السعير "
* * *
الوقاحة و العجب من خصال الإنسان العتيدة التي ما إن تمسك لجامه حتى يصبح طاغوتا و شيطانا من شياطين الإنس، يمشي بين الناس مهلكا الحرث و النسل و مفسدا في البر و البحر.. نعوذ بالله من هؤلاء.
إنهم عُبّاد الشهوة.. و كما سمعت عن مذهب يسمونه "الوصولية" أو "الأريفيزم" الذي يؤمن أتباعه بمبدأ (الاستغلال) أي استغلال الحياة لفعل أي و كل شيء، لأنها فرصة واحدة.. فمثلا لو رأيت فتاة أعجبتك فازن بها، ماذا تنتظر؟.. لن تعود لهذه الحياة مرة أخرى ! !..
أعوذ بالله !..
أرأيتم ما يصل إليه الإنسان لو اعتمد على حوله و قوته و طغت عليه الوقاحة و العجب ؟.. و أعتقد أن الكثير ينتمي إلى هذا (الدين) دون أن يدري.. ألا ترون من يفعلون كل شيء و يبيحون لأنفسهم كل ما يرونه ؟.. ألا تسمعون بمن يبيع دينه رخيصا و يلقي به بين قدميه ؟.. إنهم بيننا كالذباب، و منتشرين بشكل مرعب، فادح.. يجعل الذي بقلبه شيئا من الورع يقلّب ناظريه في السماء المرفوعة بغير عمد و يقول " اللهم أنقذني من براثن الشياطين و اخترني فيمن اخترت يا رب العالمين ".
و الذي يجعل أسناني تصطكّ من الغضب و الغيظ هو لزوجة هؤلاء و استخفافهم بكل شيء، حتى أنك تكاد ترى قلوبهم و قد خُتم عليها !.. يبتسمون و كأن (الدنيا بخير) و كأننا اجتمعنا ذات يوم و قررنا خلق هذا الكون و تحمّل كلّ منا خلق جسده بخلاياه و دمه و أعضائه و شبكته العصبية و شرايينه الدقيقة المتداخلة و تعديل نسبة السكر و الدهنيات و التفنن في نَظْم مَتتالية الـ (دي أن أي) الخاصة به كما شاء و بذلك فهو رب نفسه.. و العياذ بالله.
و هُم، و الله، خطر مستطير يتربّص بكل وافد جديد على الصراط المستقيم.. يزيّنون الكلام و يتصنعون الأخلاق و يدعون الحضارة و الرقي حتى يسقط المسكين مخدوعا و يقنع نفسه بأنه كان ضالا فينحرف إلى طريق أخرى لم ينزل الله بها من سلطان فيظن المسكين أنه (اهتدى) إلى (الحق) !..
أنظر لهم و هم يجادلون و يناضلون لينسفوا الحق، جوهر الإسلام و يتركونه أجوفا لا نفع منه و لا ضر !..
" و يجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق "
أنظر لهم و هم يتربصون بنا و يتصيدون لنا الأخطاء و الهفوات ليطلقوا أحكاما و تصورات تذهب بالعقول بعيدا عن الطهارة و العفة و الأخلاق و الإنسانية التي جاء بها سيد الخلق.
أنظر لهم و هم يُسكِتون كلّ ناطق بالحق و يُطفئون كلّ شعلة دافئة وسط الظلام كي لا يروا الضوء و لا يتركوا الآخرين يرونه !..
" يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم و الله متمّ نوره و لو كره الكافرون "
أنظر لهم و لجهودهم..
أين جهودنا نحن ؟..
أين حكّامنا ؟.. أين إعلامنا ؟.. أين كُتّابنا ؟.. أين دعاتنا ؟.. أين شبابنا ؟.. أين نسائنا ؟..
أينكم يا جنود الجيش الأبيض ؟؟..
رفعت خالد
05-2008