عبدالله آل زميل
03-06-2008, 10:03 PM
متى تكون أكرم عند الله ؟
قال ابن تيمية
والرب سبحانه : أكرم ما تكون عليه أحوج ماتكون إليه
المرجع / مجموع الفتاوى 1 / 39
رحّال بأشعاري
03-06-2008, 10:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكرك أخي العزيز على هذه العبارة الكريمة والفائدة العظيمة
ولكن عندي سؤال
هل المقصود هنا بالحاجة مطلقا ؟؟؟
فكل البشر أحوج ما يكونون إلى الله عز وجل
أم أن المقصود هنا أن يكون المرء في حاجة دائمة إلى الله كثير التوجه إليه سبحانه بالدعاء والتذلل إليه وأن يكون دائم السؤال له تبارك اسمه وعلا شأنه ؟؟
أعتقد أن هذا هو المقصود أن تشعر دائما أنك في حاجة إلى الله عز وجل لأن شعورك بالحاجة إليه ينبع من إيمانك بوجوده وقدرته وهيمنته ... وهذا ما يجعل العبد كريما عند الله سبحانه
هذا والله أعلم ..
أرجو الإفادة
وجزاكم الله خيرا
أحْـــــمَـدْ
12-06-2008, 10:06 PM
بِسْمِ اللـَّهِ الرَّحـْمـَنِ الرَّحِـيمِ
السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُه
قال شيخُ الإسلام - رحمهُ االله رحمةً واسعة و أنارَ قبرهُ مدَّ البصر و قدَّسَ اللهُ روحَهُ -
والعبد كلما كان أذل لله وأعظم افتقارا إليه وخضوعا له كان أقرب إليه, وأعز له , و أعظم لقدره , فأسعد الخلق أعظمهم عبودية لله.
وأما المخلوق فكما قيل: احتج إلى من شئت تكن أسيره, واستغن عمن شئت تكن أميره,
ولقد صدق القائل:
بين التذلل والتدلل نقطة .. في رفعها تتحير الأفهام
فأعظم ما يكون العبد قدرا وحرمة عند الخلق: إذا لم يحتج إليهم بوجه من الوجوه, فإن أحسنت إليهم مع الاستغناء عنهم: كنت أعظم ما يكون عندهم, ومتى احتجت إليهم- ولو في شربة ماء- نقص قدرك عندهم بقدر حاجتك إليهم, وهذا من حكمة الله ورحمته, ليكون الدين كله لله, ولا يشرك به شيء.
ولهذا قال حاتم الأصم: لما سئل فيم السلامة من الناس؟ قال: أن يكون شيئك لهم مبذولا وتكون من شيئهم آيسا, لكن إن كنت معوضا لهم عن ذلك وكانوا محتاجين, فإن تعادلت الحاجتان تساويتم كالمتبايعين ليس لأحدهما فضل على الآخر, وإن كانوا أحوج خضعوا لك.
فالرب سبحانه: أكرم ما تكون عليه أحوج ماتكون إليه وأفقر ماتكون إليه.
والخلق: أهون ما يكون عليهم أحوج ما يكون إليهم, لأنهم كلهم محتاجون في أنفسهم, فهم لا يعلمون حوائجك, ولا يهتدون إلى مصلحتك, بل هم جهلة بمصالح أنفسهم, فكيف يهتدون إلى مصلحة غيرهم؟! فإنهم لا يقدرون عليها, ولا يريدون من جهة أنفسهم, فلا علم ولا قدرة ولا إرادة.
والرب تعالى يعلم مصالحك ويقدر عليها, ويريدها رحمة منه وفضلا, وذلك صفته من جهة نفسه,لا شيء آخر جعله مريدا راحما, بل رحمته من لوازم نفسه, فإنه كتب على نفسه الرحمة, ورحمته وسعت كل شيء, والخلق كلهم محتاجون, لا يفعلون شيئا إلا لحاجتهم ومصلحتهم, وهذا هو الواجب عليهم والحكمة, ولا ينبغي لهم إلا ذلك, لكن السعيد منهم الذي يعمل لمصلحته التي هي مصلحة, لا ما يظنه مصلحة وليس كذلك.
والرب تعالى يمتنع أن يكون المخلوق مكافئا له أو متفضلا عليه؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا رفعت مائدته : (الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبا مباركا فيه غير مكفى ولا مكفور ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا) رواه البخارى من حديث أبى أمامة.
بل ولا يزال الله هو المنعم المتفضل على العبد وحده لا شريك له فى ذلك، بل ما بالخلق كلهم من نعمة فمن الله، وسعادة العبد فى كمال افتقاره إلى الله واحتياجه إليه، وأن يشهد ذلك ويعرفه ويتصف معه بموجبه، أى بموجب علمه ذلك. فإن الإنسان قد يفتقر ولا يعلم، مثل أن يذهب ماله ولا يعلم، بل يظنه باقيًا، فإذا علم بذهابه صار له حال آخر، فكذلك الخلق كلهم فقراء إلى الله، لكن أهل الكفر والنفاق فى جهل بهذا وغفلة عنه وإعراض عن تذكره والعمل به، والمؤمن يقر بذلك ويعمل بموجب إقراره، وهؤلاء هم عباد الله .
الإنسان وكل مخلوق فقير إلى الله بالذات، وفقره من لوازم ذاته، يمتنع أن يكون إلا فقيرًا إلى خالقه، وليس أحد غنيًا بنفسه إلا الله وحده، فهو الصمد الغنى عما سواه، وكل ما سواه فقير إليه، فالعبد فقير إلى الله من جهة ربوبيته ومن جهة إلهيته، كما قد بسط هذا فى مواضع.
والإنسان يذنب دائما، فهو فقير مذنب، وربه تعالى يرحمه ويغفر له، وهو الغفور الرحيم، فلولا رحمته وإحسانه لما وجد خير إصلا، لا فى الدنيا ولا فى الآخرة، ولولا مغفرته لما وقى العبد شر ذنوبه، وهو محتاج دائما إلى حصول النعمة، ودفع الضر والشر ولا تحصل النعمة إلا برحمته، ولا يندفع الشر إلا بمغفرته، فإنه لا سبب للشر إلا ذنوب العباد، كما قال تعالى: {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ} [النساء: 79]، والمراد بالسيئات: ما يسوء العبد من المصائب، وبالحسنات: ما يسره من النعم، كما قال: {وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الأعراف: 168]، فالنعم والرحمة والخير كله من الله فضلا وجودًا، من غير أن يكون لأحد من جهة نفسه عليه حق، وإن كان تعالى عليه حق لعباده، فلذلك الحق هو أحقه على نفسه، وليس ذلك من جهة المخلوق، بل من جهة الله، كما قد بسط هذا فى مواضع.
ا.هـ
... وَ السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُهْ ...
رحّال بأشعاري
12-06-2008, 11:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي العزيز أحمد
على هذا التوضيح الشافي
جزاكم الله خيرا
جميع حقوق برمجة vBulletin محفوظة ©2025 ,لدى مؤسسة Jelsoft المحدودة.
جميع المواضيع و المشاركات المطروحة من الاعضاء لا تعبر بالضرورة عن رأي أصحاب شبكة المنتدى .