المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقرير..يهود مصر مخلب قط لإسرائيل ضد العرب



إسلامية
07-06-2008, 05:35 PM
يهود مصر مخلب قط لإسرائيل ضد العرب



القاهرة/ مجدي عطية 30/5/1429
04/06/2008



رغم أن يهود مصر عاشوا في أمان في ظل التسامح الإسلامي للمجتمع المصري، وكانوا من أغنى طوائف يهود العالم، وتقلدوا العديد من المناصب الوزارية والسياسية الهامة، فكان مثلا موسى قطاوي وزيرًا للمالية، ثم النقل والمواصلات إبان ثورة 1919، كما كان عضوًا في مجلس النواب، وشاركوا في كافة مناحي الحياة الفنية والثقافية والاقتصادية، وعندما قامت ثورة يوليو طمأنتهم، وزارهم اللواء محمد نجيب أول رئيس مصري بعد الثورة في معبدهم بالعباسية، إلا أنهم دأبوا خلال الفترة الماضية على المطالبة بأملاكهم التي تركوها في مصر بعد قيام ثورة يوليو؛ حيث يطلقون على أنفسهم : " أبناء الخروج الثاني"!
رغم أن قرارات التأميم طالت كل طوائف الشعب المصري من مسلمين وأقباط ويهود، في إطار التوجه الاشتراكي للثورة، كما أنهم خرجوا من مصر عند قيام دولة إسرائيل طواعية، ولم تجبرهم السلطات المصرية على ذلك.
الجديد في الأمر أن الحملة لاستعادة ما يُسَمَّى بأملاك اليهود في مصر أصبحت لا تكتفي بإقامة الدعاوي القضائية، وإنما بدأ المئات من يهود مصر الذين يعيشون في إسرائيل وغيرها من الدول الغربية ينتهجون استراتيجية جديدة، وهى تنظيم المؤتمرات لممارسة أقصى الضغوط على الحكومة المصرية، والمطالبة بهذه الأملاك، وهو ما حدث الأسبوع الماضي؛ حيث قررت السلطات المصرية إلغاء مؤتمر كان من المقرر أن تنظمه جمعية الصداقة المصرية - الإسرائيلية، والتي تترأسها ليفانا زامير بالمركز الأكاديمي الثقافي الإسرائيلي بالقاهرة، وبمشاركة السفارة الإسرائيلية الأسبوع الماضي تحت عنوان "العصر الذهبي لليهود في مصر" وكان من المقرر أيضا المطالبة بأملاك اليهود المصريين، وهى الدعوة التي جاءت متزامنةً مع احتفالات الدولة اليهودية بالعيد الستين لاغتصاب أرض فلسطين، ومطالبة القوى السياسية في مصر بإلغاء صفقة بيع الغاز الطبيعي المصري للكيان الصهيوني ، وهى مؤتمرات تستفيد منها إسرائيل بالطبع للضغط على الدول العربية التي تطالب بإعادة اللاجئين الفلسطينيين أو تعويضهم عن ممتلكاتهم في الأراضي الفلسطينية، وهو ما يعني أن يهود مصر أصبحوا مخلب قط لإسرائيل وأمريكا، تستخدمانه ضد مصر والعرب


مؤتمر اليهود بحيفا
ولم تكن هذه هي المرة الأولى من نوعها؛ حيث ألغت السلطات المصرية مؤتمرا في يونيو 2006 ، وهو المؤتمر الذي دعت إليه أدا أهاروني، السيدة الإسرائيلية المصرية الأصل، مما دفع باليهود لعقد المؤتمر في جامعة حيفا برعاية الجامعة وكلية الدراسات الشرقية في إسرائيل، تحت شعار "نحن أبناء الخروج الثاني من مصر"! في يونيو 2006 .
وكان المؤتمر يهدف إلى إعداد قاعدة بيانات كاملة عن اليهود المصريين وممتلكاتهم، وناقش المؤتمر العلاقة بين السلطة في مصر والطائفة اليهودية في فترة وجودهم هناك، وعلاقة يهود مصر بمصر الآن.
وتفعيلًا لذلك فقد تم توزيع استمارات على المشاركين تحمل عنوان "أسئلة" حول ما أطلقوا عليه "الخروج الثاني من مصر"، وكان يهدف منظمو المؤتمر من وراء هذه البيانات عمل قاعدة بيانات كاملة عن اليهود المصريين، وممتلكاتهم، وما أسموه بـ"الخروج الثاني".


الجالية اليهودية في مصر
عَدَدُ اليهود الذين يعيشون في مصر -على أكثر تقدير- لا يتعدون مائة يهودي، فالبعض يقول 60 ، والبعض الآخر يقول 75 ، ومعظمهم من المسنين، بعد أن كان عددهم 65 ألف يهودي قبل قيام دولة إسرائيل، وكانوا يعيشون في مناطق مختلفة في مصر، لعل أشهرها حارة اليهود بمصر.
وتترأس الجالية اليهودية سيدة تدعى كارمن واينشتاين، صاحبة المواقف المتناقضة؛ ففي الوقت الذي تعلن فيه أن الطائفة لا تمت لإسرائيل بأية صلة، وإذ بالتقارير تفيد بأنها تعد ملفًا كاملًا عن أملاك اليهود في مصر، وأنها تقدمت بطلب للدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف، لاستعادة بعض الأوقاف اليهودية التي تُشْرِفُ عليها الوزارة منذ قيام ثورة يوليو، فضلًا عن تواصلها مع السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، ولجنة الحريات الدينية بالكونجرس الأمريكي، التي التقت بالطائفة اليهودية، في سابقة هي الأولى من نوعها قبل أربع سنوات، كما أنها تتمتع بعلاقات وثيقة مع اللوبي اليهودي بالولايات المتحدة الأمريكية !
وتُعَدُّ الجالية اليهودية في مصر من أقدم الجاليات الموجودة في العالم ، ويوجد في مصر 21 معبدا يهوديا تتركز في القاهرة والإسكندرية، وبعض هذه المعابد لا يتردد عليها أحد من اليهود لقلة أعدادهم في مصر، كما يذهب إليها اليهود في المناسبات والاحتفالات الدينية، وليس بصفة أسبوعية لإقامة صلاة السبت عند اليهود.


قضايا التعويضات
أقام اليهود المصريون أكثر من 3500 قضية ضد الحكومة المصرية في المحاكم الدولية، ومنها المحكمة الأمريكية العليا، وذلك للحصول على ما يقرب من خمسة مليارات جنيه نظير ما تركوه من أملاك! والتي أشهرها قضية أملاك "بيجو" التي رفعها رافال بيجو، اليهودي الكندي ذو الأصول المصرية، ضد شركة "كوكاكولا" التي اتهمها بالاستيلاء- دون وجه حق- على أملاك أسرته بالقاهرة، بعد قيام الحكومة المصرية في عهد جمال عبد الناصر بفرض الحراسة على ممتلكات أسرة الخواجة بيجو الجد، إثر قيامها بتحويل مبالغ مالية كبيرة إلى اليهود في إسرائيل، بالتعاون مع الوكالة اليهودية لبناء مستوطنات لليهود، وهو ما تزامن مع تأميم معظم الشركات والمحلات والبنوك المملوكة للأجانب، وكذلك يطالبون بعقارات حارة اليهود التي كانوا يعيشون فيها، وأملاك "جوزيف سموحة"، الذي كان يملك 37 فدانا في منطقة سموحة بمحافظة الإسكندرية.


تنقيب عن آثار يهودية
المثير في الأمر أن مثل هذه المؤتمرات تأتي بالتزامن مع نشاط يهودي مكثف و ملحوظ في التنقيب عن آثار يهودية في مصر؛ حيث يشارك عدد من خبراء الآثار اليهود، الذين يحملون جنسيات مختلفة، في بعثات التنقيب عن الآثار في مصر، وخاصة في مناطق يُعْتَقَدُ أن اليهود كانوا يعيشون بها، وذلك لمحاولة إثبات أنهم شاركوا في صناعة الحضارة المصرية! وقد حاولت إسرائيل العام الماضي ممارسة ضغوط على الحكومة المصرية لانتزاع موافقةٍ على إقامة متحف للآثار والمخطوطات اليهودية بمنطقة الفسطاط التاريخية بمصر القديمة، وذلك مقابل دعم ترشيح فاروق حسنى وزير الثقافة، وهو ما رفضه الوزير في ذلك الوقت، في ظل استمرار الكيان الصهيوني في ممارسة الجرائم الوحشية في حق الشعب الفلسطيني.


تزوير الآثار
الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير آثار منطقة دهب بجنوب سيناء يؤكد أنه لا يوجد أي عصر ذهبي لليهود في مصر على الإطلاق، و أما ما يرصده التاريخ من تواجد اليهود في مصر، فإننا نجد دخول بني إسرائيل مصر في عصر نبي الله يوسف عليه السلام؛ حيث دخل اليهود أيام حكم الهكسوس، وما زالوا يعيشون في مصر متوالدين متناسلين، حتى أتى سيدنا الكليم نبي الله موسى بن عمران على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه.
وعاشوا في أرض جاشان أو جوشن، المعروفة بوادي الطليمات، ثم خرجوا مع سيدنا موسى عليه السلام، وكانت منطقة سيناء لهم منطقة عبور وتيه وتخبط لمدة أربعين سنةً كما هو معروف، وكانوا غير مستقرين عقابًا لهم على رفضهم دخولَ الأرض المقدسة، وعصيانهم الأوامر الإلهية، وبذلك ليس لهم الحق في المطالبة بأي شبر من أرض سيناء، هذا لو افترضنا نقاء النسب، وهو مستحيل في ظل تشتتهم عبر العصور!
ويشير الدكتور ريحان أنه إلى الآن لم يُعْثَر على أي آثار مزعومة لليهود في مصر؛ لأنهم ليسوا أصحاب حضارة، كما أنه لا توجد أي آثار يهودية في أي منطقة في العالم باستثناء أربعة مقابر في فلسطين، ومشكوكٌ في صحة المدفون فيها.
أما عن معابدهم في مصر، فهي ليست آثارًا بالمعنى العلمي لكلمة "آثار"؛ لأنها لا تتميز بطراز معماري خاص بالديانة اليهودية، وإنما كانت هذه المعابد عبارة عن كنائس مسيحية، وقامت الجالية اليهودية بشرائها وتحويلها إلى أماكن للعبادة.


ادعاءات وتزوير
ويضيف الدكتور ريحان: أن اليهود اعتادوا على تزوير وتزييف الحقائق التاريخية لادعاء أن لهم آثارًا وحضارة سابقة، فمثلا النجمة السداسية التي يتخذونها شعارًا بزعم أنها أثر يهودي، وهي في الأساس أحد رسوم الفن الإسلامي والزخارف الإسلامية المنقوشة على العديد من الآثار الإسلامية!
وكذلك ادعاؤهم بأن قلعة صلاح الدين الأيوبي في طابا بسيناء "قلعة يهودية"!
وأيضا الادعاء بأن طريق الحجاج المسيحيين في سيناء هو طريق للحجاج اليهود في الأساس، وهو محض تزوير للآثار، فبدلا من مطالبتنا لهم بإعادة الذهب والحلي الذي أخذته نساء بني إسرائيل عند الخروج من مصر من المصريات يطالبوننا هم بتعويضات عن ممتلكات باعوها قبيل الهجرة إلى دولة إسرائيل!!


فرز طائفي
أما الدكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة، فيؤكد أنه ليس صحيحا أن ثورة يوليو هي السبب في هجرة اليهود المصريين من مصر إلى الخارج؛ فقد حدثت هجرات لليهود من كافة الدول العربية التي كانوا يعيشون فيها قُبَيْلَ قيام ثورة يوليو في عام 1952، مثلما حدث في اليمن والعراق وغيرها من الدول العربية الأخرى، فهي ظاهرة عامة في يهود الدول العربية، وليس في مصر وحدها.
كما أن أغلب اليهود الذين خرجوا من مصر والدول العربية الأخرى هاجروا إلى بلاد أوروبية، وليس إلى إسرائيل حسبما يُشَاع، وبعضهم يحتفظ بذكريات جميلة في هذه الدول.
والمشكلة لم تكمن في يهود مصر، وإنما كانت في وجود بعض الجماعات والحركات الصهيونية التي كانت موجودةً في صفوف الطائفة اليهودية، وكانت تساهم في بناء دولة إسرائيل، وقامت ببعض التفجيرات الإرهابية في مصر، حتى كانت فضيحة "لافون" الشهيرة التي أظهرت صورة اليهود أمام المصريين كطابور خامس لإسرائيل في مصر!
أهداف سياسية
فيما يرى الدكتور سمير غطاس مدير مركز القدس للدراسات السياسية أن الهدف الأول لهذه المؤتمرات سياسي في المقام الأول، تستفيد من الحكومة الإسرائيلية التي تدعي انه ليس لها علاقة بهذه المطالب مشيرا أن تلك الأصوات المطالبة بحقوق اليهود المزعومة جاءت لإبطال الأصوات المطالبة بحقوق الفلسطينيين المسلوبة!
وهذه المطالب والمؤتمرات من المتوقع أن تستخدمها الحكومة الإسرائيلية كأوراق للضغط خلال الفترة القادمة في حالة الدخول في أي تسوية مع الفلسطينيين، وذلك لتعويم مطالب عودة اللاجئين إلى أراضيهم..
وينبه الدكتور غطاس أيضا إلى أن بروفيسور إسرائيلي يقوم منذ ستة شهور بجمع معلومات عن أملاك اليهود في الدول العربية لتدشين حملة لاستعادة هذه الأملاك بالتعاون مع اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن الخطورة تكمن أيضا في أن تصاعد هذه المطالب يتزامن مع وجود مخططات إسرائيلية لتوسعة قطاع غزة جغرافيا على حساب سيناء، واقتطاع أراضي منها لإقامة دولة فلسطينية في المستقبل!



http://islamtoday.net/albasheer/show_articles_content.cfm?id=72&catid=76&artid=12869 (http://islamtoday.net/albasheer/show_articles_content.cfm?id=72&catid=76&artid=12869)