المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ:الخلق



Ibrahim
25-06-2008, 06:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و أصلي و أسلم على نبينا محمد صلى الله عليه و سلم أما بعد

قال الله سبحانة و تعالى في كتابه : (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) في هذه الآية الكريمة مبدأ ديني يجب النظر إليه عند البحث عن التغيير في النفس و في المجتمع. إلا أن هذا التغيير يبدأ في النفس بتغيير الكثير من الأمور السلبية التي تضر المجتمع و تضر النفس و بإتباع ماأمر الله به و بإجتناب مانهى عنه . من باب الإيجابية قال صلى الله عليه وسلم م" عجبا لأمر المؤمن ، إن أمره كله له خير ، و ليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر وكان خيرا له ، و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له". الدين الإسلامي يربي الناس على أمور كثيرة إيجابية نحن الآن في غفلة عنها و لو أتبعناها لصرنا أفضل الشعوب و أرقاها. عند تحليل أنجح الشعوب و الأمم في التاريخ نجد أنها إلتزمت بقواعد واضحة و محددة و لايسع المجال لتعداد الأمثلة الكثيرة إلا بمثلنا الأعلى الرسول صلى الله عليه و سلم و من تبعه. وضح الدين لنا أساس الأمة الناجحة و لو نظرنا كما سبق أن قلنا نجد أن الأمم الناجحة لم تخرج عن هذه الأسس و القواعد ولو أنها لم تتبع الدين فيها إلا أننا الأجدر بنا أن نتبعها لأنها أتت من ديننا أولاً قبل كل شيء الذي رزقنا الله به لضمان نجاحنا .
و سأركز في هذا المقال على الأخلاق كعامل مهم لنهضة الشعوب و سأسرد باقي العوامل التي ترفع الأمم و سأفصلها ان شاء الله لاحقاً في مقالات أخرى :
1- الأخلاق : هذا المبدأ واسع و هام جداً و قد وضح الرسول صلى الله عليه وسلم أنه سبب بعثته كنبي "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" الله سبحانه وتعلى يمدح خلق نبيه صلى الله عليه و سلم (إنك لعلى خلق عظيم) . يتبع أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم قول الشاعر : إنما الأمم الأخلاق مابقيت .... فأن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وقد ينطبق قول الشاعر هنا لو طبقناه على الحضارات المنتيهه و الأمم المنسية التي بدأت و ازدهرت بالإخلاق و أنتهت بزوالها.

الهمة ضد الكسل و الخمول
"اللهم إن أعوذ بك من الهم و الحزن و الجبن و البخل و العجز و الكسل و من غلبة الدين و قهر الرجال".

المسؤولية و إتقان العمل
"إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه"
"كلكم راع ومسؤول عن رعيته ، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته ، والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة في بيت زوجها راعية ، وهي مسؤولة عن رعيتها ، والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته"

نبذ العنصرية و الطائفية
"لافضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى"
(إن أكرمكم عن الله أتقاكم )

حب الغير و نبذ الأنانية و إيذاء الغير
"سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الإسلام خير ؟ قال : تطعم الطعام ، وتقرأ السلام ، على من عرفت ومن لم تعرف "
"تبسمك في وجه أخيك لك صدقة، و أمرك بالمعروف و نهيك عن المنكر صدقة ، و إرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة ، و إماطتك الحجر و الشوك و العظم عن الطريق لك صدقة ، و إفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة"
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)

الإلتزام بالعهود و الوعود و المواعيد
"آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا اؤتمن خان ، وإذا وعد أخلف"
و قد يكون الكثير مما لم أذكره هنا في هذا المقال. إلا أنني أتوقع أن القائمة تطول ولا يسع ذكرها كلها هنا. الحقيقة أن ماذكرت هو ليست من أختراع أحد إنما هو منهج أنزله الله سبحانه و تعالى للأنبياء ليعلموه للبشر و ثم ليعمروا الأرض إذا هم فعلاً أتبعوه (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)
والله أعلم

أخوكم إبراهيم أبونادي
للتعليق في مدونتي : http://ibrahimabunadi.blogspot.com/

Mahdee87
26-06-2008, 04:55 PM
موضوع من ذهب .. :)

الحياة لا تمشي الا بالنظام .. وبأسس محددة

والأسس التي وضعها الخالق عز وجل هي الأسس الأنسب لسير الحياة

والله يهدينا ونقتدي بنبينا .. ونمشي بهذا الكلام :)

ومشكور على الموضوع الرائع :)

Ibrahim
28-06-2008, 12:18 AM
البشر مهمها حاولوا بسن القوانين و إدارة الحياة بالطرق التي تناسبهم لن ينجحوا بشكل كامل (النجاح في الحياة يعني التوازن مابين هرم الحياة - الصحة - العائلة - العمل) و هذا التوازن صعب جداً إن لم نطبق الإسلام في حياتنا قال الله تعالى (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) -آية 124 سورة طه
و هذا واضح لنا في نماذج عديدة للمبدعين و العباقرة الغير مسلمين في التاريخ و كيف يكون فراغهم الروحي و ضياعهم الفكري و تأثرهم النفسي بالبحث عن الحقيقة و عن الخالق , أشكرك اخي مهدي .