أسماء مستعارة :

[تهاويل]

حين نخاطب الأوراق بمداد البوح وننشر عليها عبير المشاعر ونهمس بكل صدق بما يسكننا، نخطه وفي الروح فرح بحلاوة الاحساس، نكتبه معروفا ليقرأ ويبقى في الذاكرة ويأتي التوقيع في النهاية باسم مستعار، وكل هذه التعابير والحروف المتألقة النابضة بكلمات صادقة باسم مستعار·
حقيقة تتباين الآراء بين القبول والرفض، هناك من يرى الاسم المستعار ستارا يغطي الاسم لا الشخص، لاننا نقرأ حروفه ما هي إلا انعكاس لما في داخله، كما ان الاسم المستعار يهدي صاحبه مساحة طيبة للبوح والتحرك بالكلمات ونبضها المشاعر بكل بساطة وعذوبة، وأحيانا يكون هذا الاسم الوجه المقابل لأمر ما في حياة الكاتب فيرتبط به حتى يحبه ويوده ويجمل صورة الاسم ببوح يليق بالمتلقي والكاتب نفسه لأنه أصبح جزءا لا يتجزأ منه·
وان كان الحديث عن العنصر النسائي فبعضهن يكتبن بأسماء مستعارة لأسباب واعتبارات اجتماعية التي مازالت حاجزا يمنع ويحد من التعبير· وفي الجانب الآخر يرى البعض الاسم المستعار رداء غامضا يرتديه صاحبه خوفا وجبنا من الانتقاد أو الظهور الذي قد يرفضه البعض ويسبب للكاتب احباطا لا تقوى النفس على حمله، وهناك من يعتقد ان صاحب هذا الاسم ما اتخذه إلا لانه يسيء لأحد ما أو ينتقد أمراً ما يخاف فيه لومة لائم أو محاسبة مسؤول، كما ان قلة الثقة بالنفس أو انعدامها قد تعتبران سببا لوجود هذا الاسم وفي الاطار ذاته يظل الاسم المستعار غير مقدر حق التقدير فأي نتاج أدبي يُنشر به لا يضمن صاحبه حقه في حالة حدوث سرقة أدبية لنص كتبه باحساسه قبل قلمه·
تعددت الآراء كل حسب قناعاته وظروفه وأسبابه، المهم أن يكون الانسان مدركا مسؤولا عما يخطه قلمه من كلمات وأفكار وسلوكيات، أن يكون واعيا بتأثير الكلمة في كافة المجالات فهي لغة الحوار والتواصل، تستمد أبجديتها من الحياة والبشر وما يحدث للآخرين قبل صاحب القلم، وما يجب أن نتحلى به من أخلاق وأدب وذوق وفن لنرقى بأنفسنا وبالمتلقي القارىء أو المستمع·
جميل أن نكتب بأسمائنا الحقيقية ولكن الأجمل أن نعتق كتاباتنا بالحقيقة التي لا تحتمل إلا اللون الأبيض أو الأسود ولا مكان للرمادي فيها·