gohov
30-06-2008, 08:18 AM
الطيف العابر
المساء ربيعي، السماء صافية، لا ترى فيها إلا بعض الغيوم بدت منتشرة في وداعة في الأفق...
كنت رغم هذا الجو اللطيف أ حس بكآبة و ضجر مميتين و رغم ضوء النهار كنت أحس بظلام داكن يتساقط علي كرذاذ المطر... يلفني و يضرب أعماقي....
كنت أعب أنفاسا ثقيلة من سيجارة تنتحر بين أصابعي، تتألم في صمت و قبول فقطعت علي سكينتي و مزقت هدوء الصمت في ذاتي.
كانت تمشي بلطف و ثقة و كبرياء، كانت كالملاك تتقدم في هودج من صمت، كنت أراها حزينة، باكية من غير دموع، مرت أمامي كما تمر الأطياف، كأنها أغنية ترددها النسمات، كأنها عطر فاح شذاه في الفضاء، كأنها ألمي بات يعذبني، كأنها الثلج يحترق في كبرياء، كأنها الليل يبسط علي أهدابه باكيا....
سارت على مهل ثم توقفت أمامي و جال ناظرها في الأفق البعيد و كأنها تحدث الأطياف، أو تبحث عن أحلام تسكنها، عن قصائد تحفظها، و كأنها تبكي من غير دموع....
أزاحت "شكلة" من شعرها و داعبت أصابعها الرقيقة ضفائره و هي تبحث عن شكل جديد له و لم تدري أن بداخلي قد تشكلت بدايات النهايات و غرب في ذاتي المساء كما تغرب في النوم أواخر الحكايات....
أتت تمشي على مهل الحمـــــام ---- تنير بخطوها سبل السقـــــــــام
أتت تمشي من الماضي البعيـــد---- كما تأتي المنى سحرا منامــــــي
كما النسمات هائمــــــة بروضٍ ---- تعانق زهره، كما الغمـــــــــــام
أربكها الشخوص بها فلمــــــــا ---- تعثر خطوها وقفت أمامــــــــي
أزالت شكلة في الشعر ثـــــــــمْ ---- مَ سافرت الأصابع في الظـــــلام
و راحت تنقي شكلا جديــــــــدا ---- لليل قد غزى الكتفين هـــــــــام
و في صمت تفتش في الجنـــان ---- تعدل ما تعوج من قـــــــــــوام
و تأخذني إلى مدن الخيــــــــال ---- و ترديني قتيلا دون إثـــــــــــم
و تغرب في العيون كما الشهاب ---- إذا ابتلعته أمواج الغــــــــــيوم
و هام وراءها بصري فســـارت ---- على عجل و ضاعت في الزحام
منور - ق
" التجربة الوجودية صراع مع الذات "
منور - ق
المساء ربيعي، السماء صافية، لا ترى فيها إلا بعض الغيوم بدت منتشرة في وداعة في الأفق...
كنت رغم هذا الجو اللطيف أ حس بكآبة و ضجر مميتين و رغم ضوء النهار كنت أحس بظلام داكن يتساقط علي كرذاذ المطر... يلفني و يضرب أعماقي....
كنت أعب أنفاسا ثقيلة من سيجارة تنتحر بين أصابعي، تتألم في صمت و قبول فقطعت علي سكينتي و مزقت هدوء الصمت في ذاتي.
كانت تمشي بلطف و ثقة و كبرياء، كانت كالملاك تتقدم في هودج من صمت، كنت أراها حزينة، باكية من غير دموع، مرت أمامي كما تمر الأطياف، كأنها أغنية ترددها النسمات، كأنها عطر فاح شذاه في الفضاء، كأنها ألمي بات يعذبني، كأنها الثلج يحترق في كبرياء، كأنها الليل يبسط علي أهدابه باكيا....
سارت على مهل ثم توقفت أمامي و جال ناظرها في الأفق البعيد و كأنها تحدث الأطياف، أو تبحث عن أحلام تسكنها، عن قصائد تحفظها، و كأنها تبكي من غير دموع....
أزاحت "شكلة" من شعرها و داعبت أصابعها الرقيقة ضفائره و هي تبحث عن شكل جديد له و لم تدري أن بداخلي قد تشكلت بدايات النهايات و غرب في ذاتي المساء كما تغرب في النوم أواخر الحكايات....
أتت تمشي على مهل الحمـــــام ---- تنير بخطوها سبل السقـــــــــام
أتت تمشي من الماضي البعيـــد---- كما تأتي المنى سحرا منامــــــي
كما النسمات هائمــــــة بروضٍ ---- تعانق زهره، كما الغمـــــــــــام
أربكها الشخوص بها فلمــــــــا ---- تعثر خطوها وقفت أمامــــــــي
أزالت شكلة في الشعر ثـــــــــمْ ---- مَ سافرت الأصابع في الظـــــلام
و راحت تنقي شكلا جديــــــــدا ---- لليل قد غزى الكتفين هـــــــــام
و في صمت تفتش في الجنـــان ---- تعدل ما تعوج من قـــــــــــوام
و تأخذني إلى مدن الخيــــــــال ---- و ترديني قتيلا دون إثـــــــــــم
و تغرب في العيون كما الشهاب ---- إذا ابتلعته أمواج الغــــــــــيوم
و هام وراءها بصري فســـارت ---- على عجل و ضاعت في الزحام
منور - ق
" التجربة الوجودية صراع مع الذات "
منور - ق