المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر و نثر ][..... شظايـــا .....][



The Riotous
05-07-2008, 01:10 AM
شظايا
(حِكَمُ العصر)


– عش "وغداً" أو مت وأنت تحاول !
– اتق شر البخيل إذا وهب !
– لا تؤجل عمل الأمس إلى اليوم !
– ابتعد عن "الفكر" وغن له !
– العقل اللئيم في الجسم السليم !
– لا تبك على "النفط" المسكوب .. والمسلوب كذلك !
– من طلب العلا .. طلب "الواسطة" !
– وما نيل المطالب بالتمنى ولكن تؤخذ الدنيا "ذراعاً" !
– السكوت علامة القهر !
– خير الكلام ما غل وذل !
– ومن "العته" ما قتل !
– الضرب في الميت "سلام" !
– العربي أعمي ولو كان ضرير !
– الذي لا يعرفك .. في الغالب لا يريد !
– عدو عاقل خير من عدو أحمق !
– حلم "فلسطيني" في الوطن !
– لكل داء دواء يستطب به إلا "السياسة" أعيت من يداويها !
– من تدخل فيما لا يعنيه "كسب" ما يرضيه !
– العربي يصوم يصوم ويفطر على "جامعة" !
– "الوضاعة" كنز لا يفنى !
– عشرة عصافير على الشجرة خير من "ديك رومي" في اليد !
– يكاد "الأحمق" يقول خذوني !
– إذا أردت أن تطاع .. اقطع لهم كل ذراع !
– "الجبن" سيد الأخلاق !
– إذا خرج السر عن أثنين صار ملفاً لدي الشرطة !
– الضحك بلا سبب منتهى الغضب !
– سأل الممكن المستحيل : أين تقيم .. فقال : في أحلام "العربي" !
– حب لأخيك كما تحب لعدوك !
– عندما تكون في روما تصرف كالرومان .. وعندما تكون في بلد عربي تصرف كالعميان !
– من شابه أباه فما "لزم" !
– لا يَفُلّ أمريكا إلا إسرائيل !
– وعلى "العربي" تدور الدوائر !
– ليس كل ما يلمع ذهباً وليس كل ما يسطع شمساً !
– نوم الظالم "سعادة" !
– البعيد عن "الجيب" بعيد عن القلب !
– مرآة الحب "حدباء" !
– تجري الرياح بما لا يشتهي "خبراء الطقس" !
– ليس كل ما يتمناه العربي "يصرح" به !
– أشهر من "العار" على قلم !
– خالف "تُخْطف" !
– الآذان لها حيطان !
– وإذا لم يكن من "الجبن" بد .. فمن الحماقة أن "تعيش" شهيدا !
– لا كرامة لعربي داخل وخارج وطنه !
– الأيام "دولة" !
– الذل كله ولا نصف الذل !
– من أعطاك سمكة أطعمك ليوم .. ولكن من علمك "السرقة" أطعمك كل يوم !

Anisovic
05-07-2008, 01:57 AM
مبدع و فنّان...:biggthump
حكم رائعة....و تصحيح لمفاهيم مغلوطة....:p:boggled:

هــمـسـة
05-07-2008, 12:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الكريم
للأسف أن عصرنا الحالي أصبحت هكذا مفاهيمه
أصبت عين الواقع بكلامك
ووضعت يدك على جرح الزمان
هدى الله هذه الأمة إلى صوابها
وأسأله جل وعلا أن يهدي الأمة لتعود هذه المفاهيم إلى أصولها
دمت بخير سيدي
والسلام

نزار المصري
05-07-2008, 03:53 PM
شظايك فى القلب... وسطورك القليله لكنها ذات هدف
أصبت ألهدف...... مراره الواقع تجعلنا نهذي... صح هذيانك

تقبل تقديري

شذى 1988
07-07-2008, 05:45 PM
كلمات جميلة وتعبير اجمل
تقبل مروري
تحياتي

رورو حبيبتى
23-07-2008, 11:40 PM
اتق شر البخيل إذا وهب !
أستاذ
----------------------------------------
ابتعد عن "الفكر" وغن له !
معلم (بفتح الميم)
------------------------------------------
السكوت علامة القهر !
فعلا :cray:
لكن قل لي
لوخيرت بين أن تحرم من شيء تتعلق به روحك * وأن تقهر على شىء لا تطيقه
ماذا ستختار؟! :33:
----------------------------------------
الضحك بلا سبب منتهى الغضب !
نعم للأسف ومنتهى الألم أيضا
-------------------------------------------
ليس كل ما يلمع ذهباً وليس كل ما يسطع شمساً !
نعم قد يكون سيفا يلمع فى بريق عين المظلوم أو المخدوع الذى توشك أن تسيل عليه دمائه
وقد تكون تلك التى تسطع نارا تحرق دون أن تحيل الى رماد
----------------------------------------------
قل لي يا رجل
كيف تستطيع أن تحيا بهذا العقل الملتهب
ألم يأتك نبأ بأن المعرفة شقاء فى عهد الجنون
وأنها نور يرفع به الحجاب عن الواقع
لتراه عاريا
وترى من حولك
والأكثر مرارة أن من بين ذلك تبصر نفسك
فتسقط فى بحر من المرارة
ولسوء طالعك لا تستطيع الرجوع
لا تستطيع أن تحجب عينك فلا ترى
وعقلك التعس فلا يعي
فتبكى من غير دموع
حتى الدمع يستعصى عليك
--------------------------------------
أخى سلام عليك
لك الله ولكل من مثلك
الشكر لا يجدى
سلمت يمينك
تقبل مروري وتحيتي

ياسمين الشام
24-07-2008, 01:51 PM
يبدو أنك لا تستطيع أن تتخلى عن إحساسك الساخر وكلماتك المستهزأة بكل شيء..
قلب الأمثال العربية فكرة جميلة..

لأن ..
شر البلية ما يضحك...:silly::D

تحياتي لك سيدي..

The Riotous
28-07-2008, 03:35 PM
مبدع و فنّان...:biggthump

حكم رائعة....و تصحيح لمفاهيم مغلوطة....:p:boggled:



أسمح لي بالاختلاف معك فهذا ليس تصحيح .. هو فقط اقرار بواقع !
شكراً على الإطراء والدعم .. لا تحرمنا رأيك ،
في حفظ الله تعالى

The Riotous
28-07-2008, 03:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سيدي الكريم
للأسف أن عصرنا الحالي أصبحت هكذا مفاهيمه
أصبت عين الواقع بكلامك
ووضعت يدك على جرح الزمان
هدى الله هذه الأمة إلى صوابها
وأسأله جل وعلا أن يهدي الأمة لتعود هذه المفاهيم إلى أصولها
دمت بخير سيدي
والسلام



وعليكم سلام الله ورحمته وبركاته

اللهم آمين .. وأدعو مثلك أن تعود هذه المفاهيم إلى أصولها الحقيقة وليست الأصول التي قد يراها أصحاب الفهم الخاطئ للأصول !

وبالمناسبة تلك الأمثال ليست مقتصرة على تلك الأمة ولكنها للأسف أصبحت قواعد عالمية .. ولكن بما أن تلك الأمة المفترض أن تحمل مخزون من العدل والأمانة بحيث تضرب المثل .. فإن الحال لا يدعو للتفاؤل !

في حفظ الله تعالى

The Riotous
28-07-2008, 03:49 PM
شظايك فى القلب... وسطورك القليله لكنها ذات هدف
أصبت ألهدف...... مراره الواقع تجعلنا نهذي... صح هذيانك

تقبل تقديري


لم أكن أعلم أن الشظية ممكن أن تكون بتلك القوة لتخترق اللحم والقفص الصدري ! (شر البلية)

الهذيان نعمة صديقي الكريم .. والغريب أن الواقع هو ما يجعلنا نهذي وليست الحبوب أياها !

تقبل تحياتي .. في حفظ الله تعالى .

The Riotous
28-07-2008, 03:52 PM
كلمات جميلة وتعبير اجمل

تقبل مروري

تحياتي



أشكرك على الإطراء والدعم .. يشرفني المرور .. لا تحرمينا رأيكِ ،
في حفظ الله تعالى .

The Riotous
29-07-2008, 06:45 PM
اتق شر البخيل إذا وهب !



أستاذ
----------------------------------------
ابتعد عن "الفكر" وغن له !
معلم (بفتح الميم)
------------------------------------------
السكوت علامة القهر !
فعلا :cray:
لكن قل لي
لوخيرت بين أن تحرم من شيء تتعلق به روحك * وأن تقهر على شىء لا تطيقه
ماذا ستختار؟! :33:
----------------------------------------
الضحك بلا سبب منتهى الغضب !
نعم للأسف ومنتهى الألم أيضا
-------------------------------------------
ليس كل ما يلمع ذهباً وليس كل ما يسطع شمساً !
نعم قد يكون سيفا يلمع فى بريق عين المظلوم أو المخدوع الذى توشك أن تسيل عليه دمائه
وقد تكون تلك التى تسطع نارا تحرق دون أن تحيل الى رماد
----------------------------------------------
قل لي يا رجل
كيف تستطيع أن تحيا بهذا العقل الملتهب
ألم يأتك نبأ بأن المعرفة شقاء فى عهد الجنون
وأنها نور يرفع به الحجاب عن الواقع
لتراه عاريا
وترى من حولك
والأكثر مرارة أن من بين ذلك تبصر نفسك
فتسقط فى بحر من المرارة
ولسوء طالعك لا تستطيع الرجوع
لا تستطيع أن تحجب عينك فلا ترى
وعقلك التعس فلا يعي
فتبكى من غير دموع
حتى الدمع يستعصى عليك
--------------------------------------
أخى سلام عليك
لك الله ولكل من مثلك
الشكر لا يجدى
سلمت يمينك
تقبل مروري وتحيتي



بخصوص الاختيار وبالنسبة إلى شخص مثلي يحيا على الحافة فعادة هؤلاء الأشخاص ألا يسمحوا لأنفسهم بالتعلق بشيء .. على ما يبدو أنه خليط من الجبن مع مقدار كوب من اللا مبالاة !
وبما أن القهر من وجهة نظري هو الأسوأ على الإطلاق فأذهب مع الاختيار الأول .


المعرفة نقمة لا شك فيها وهناك بيت للمعري في توقيعي يفي بالغرض ، وتلك محاكاة سخيفة من عندي : الجهل تاج على رؤوس الجهلاء لا يدركه إلا العارف !
فرانسيس باكون Francis Bacon يقول : أن سبب سقوط الملائكة هو الرغبة في القوة المفرطة .. وسبب سقوط البشر هو الرغبة في المعرفة ! (رغم كونه نفسه من قال أن القوة ترادف المعرفة)


لا أريد أن أري نفسي على حقيقتها لأنها لا تريد أن تفعل المثل ! بالمناسبة شكراً على وصف عقلي بالتعس .. وها هو يرسل إليكِ بأتعس تحياته !
سلام الله عليكِ .. وشكراً على الإطراء والدعم .. لا تحرمينا رأيك ،
في حفظ الله تعالى .

The Riotous
29-07-2008, 06:51 PM
يبدو أنك لا تستطيع أن تتخلى عن إحساسك الساخر وكلماتك المستهزأة بكل شيء..



قلب الأمثال العربية فكرة جميلة..


لأن ..
شر البلية ما يضحك...:silly::D



تحياتي لك سيدي..



غاندي يقول أن حس الدعابة لديه منعه من الانتحار منذ فترة طويلة ،
يبدو أنكِ تريدين لي الانتحار .. على أي حال ستكون تكاليف الأداة - أياً كانت - عليكِ !


لا أراني استهزأ ولكن أرى أننا جعلنا من أنفسنا مدعاة للاستهزاء !


لا تحرمينا رأيك .. تحياتي لكِ بالمثل ،
في حفظ الله تعالى .


بالمناسبة لم أقتصر على الأمثال العربية هناك الصيني والإنجليزي والأمريكي والبنغالي أيضاً .

رورو حبيبتى
01-08-2008, 04:29 AM
أخي Riotous
شكرا للرد على سؤالي غير أني أظن أن فى الحرمان مما نحب قهر على الحياة من غير مانحب
كما أظن أيضا أنه ليس فى الإمكان أن نتحكم فى إرتباطنا بالأشياء والمعاني التي قد تحتاجها الروح وتتغذى عليها
ربما قد نتحكم فى إرتباطنا بالأشخاص (هذا إن إستطعنا) أو بصورة هذا الإرتباط وقوته وسلطانه على النفس
هذا يا أخى إن كنت من كوكب آخر تترفع فيه النفس عن (الحاجة)
وأعتذر منك أشد الإعتذار على دعوة عقلك بالعقل التعس
صدقني يا أخي لم أقصدك بالعين
كنت أتحدث عن المثقف عموما ، وكلمة التعس ليست إلا سخرية من الواقع، غير مقصود بها أبدا أى إساءة لك
فالتنوير نعمة ترفع صاحبها لا تسىء له
أعتذر عن الإطالة
وشكرا لسعة صدرك
وأرجو ألا ينتهي بنا الحوار أبدا

The Riotous
04-08-2008, 06:36 PM
أخي Riotous

شكرا للرد على سؤالي غير أني أظن أن فى الحرمان مما نحب قهر على الحياة من غير مانحب
كما أظن أيضا أنه ليس فى الإمكان أن نتحكم فى إرتباطنا بالأشياء والمعاني التي قد تحتاجها الروح وتتغذى عليها
ربما قد نتحكم فى إرتباطنا بالأشخاص (هذا إن إستطعنا) أو بصورة هذا الإرتباط وقوته وسلطانه على النفس
هذا يا أخى إن كنت من كوكب آخر تترفع فيه النفس عن (الحاجة)
وأعتذر منك أشد الإعتذار على دعوة عقلك بالعقل التعس
صدقني يا أخي لم أقصدك بالعين
كنت أتحدث عن المثقف عموما ، وكلمة التعس ليست إلا سخرية من الواقع، غير مقصود بها أبدا أى إساءة لك
فالتنوير نعمة ترفع صاحبها لا تسىء له
أعتذر عن الإطالة
وشكرا لسعة صدرك

وأرجو ألا ينتهي بنا الحوار أبدا


ربما تأتي مرحلة حب ما هو جديد .. وتكوين ارتباطات جديدة عن طريق إمعان النظر في الفطرة السابقة ، (صداع التنمية البشرية الشهير)
أختلف معكِ فحتى العواطف قابلة للتحكم فيها .. نحن فقط لا نعرف الوسيلة ،
ربما يكون المستقبل هو حقاً عصر الإنسان الآلي .. بغض النظر عن كونه من فولاذ أو لحم ودم !
الحاجة ليست الصفة الوحيدة المحددة للإنسانية ويسعدني أني أحاول تهميشها .. قد أنجح بمقدار وقد لا أنجح ،
الحاجة لدينا تقابلها صفة أخرى لدى الآخر وهي الاستغلال .. فعندما يستشعر المرء بحاجة غيره يدفعه الاستغلال لانتهاز الموقف وإحالة حاجتنا إلى عيب نفسي أو جسدي .
كنت أمزح معكِ بخصوص التعس تلك وصدقيني لم أعتبرها إساءة .. بل ليس لي الحق في ذلك .. فالحزن لا يعيب المرء .. ونزار يقول أن الحب هو الإنسان والإنسان بلا حزن ذكرى إنسان ! (من المرات القليلة التي أرتاح لكلامه)
لا تعتذري عن الإطالة ولكن أعتذري عن الإيجاز !
لا ينتهي الحوار ما لم ينتهي البشر .. وما دمنا لم ننتهي بعد فلازال دائماً للحديث بقية ،
في حفظ الله تعالى .

رورو حبيبتى
05-08-2008, 02:37 AM
أخي Riotous

قصة التنمية البشرية هذه رغم إعجابى الشديد بهداية الإنسان اليها وأثرها العجيب على حياته العملية ونجاحه وتميزه إلا أني أكره فيها التعامل معه على أنه آلة صماء تستطيع التحكم بها فى كل شىء حتى فى الشعور، وقد يعدها هذا خطرا أكثر منها ميزة حين تكون فى يد طاغية تخطط لتحريك الإنسانية وفق ماتريد
وأنا أعتبر هذا أكثر إيلاما وبرودة من معاناتنا قبل إكتشافها
وأما عن التحكم فى العواطف فأنا أشك فى قدرتك عليه وإن كنت لا أشك فى كلامك
فكيف هذا والله برحمته رفع عنا حساب القلب حين يحب وحين يكره لأنه يعلم أن ذلك يخرج عن دائرة التحكم والسيطرة
بل قصر الحق تبارك وتعالى محاسبته على هذه العاطفة فقط حين تخرج لدائرة الفعل
ولذا قال ( لايجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوى)
أى أمرنا ألا يدفعنا كراهيتنا لقوم ما على ظلمهم ولابد أن نعدل ، وهنا نهانا عن الظلم ولم ينهنا عن الكراهية لأنه سبحانه يعلم أنها كثيرا ماتخرج عن تحكمنا وسيطرتنا وكذلك الحب
وليست قوة يا أخي ولا ميزة أن نكن أناس بلا (حاجة) بل هى (إستحالة)
والدين والعلم والطبيعة يؤكدان ذلك
ولا يعني وجود الحاجة للشىء لدي أن يوجد مقابل لها إستغلال من الآخر حين يعلمها
ولو وجد فليس ثمة مشكلة مادامت حاجتي ليست هى التى تقودني
ومادام إستغلاله لها مشروطا بإستعدادي وسماحي له بذلك
فنحن من نسمح للحاجة والعوز لتكون عيبا فينا أو فضيلة ( التعفف)
( يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم) (لا يسألون الناس إلحافا)
كأن ملابسهم دلت عليهم دون سلوكهم ! لأنهم أناس يحترمون أنفسهم ويقودونها ولا تقودهم
الدين جاء على أيدى الرسل ليعلمنا ألا نعبد إلا الله
وأن نترفع عن عبادة أنفسنا فلا تقودنا حوائجنا ورغباتنا وهوانا
وبما أن النفس فى الأصل مائلة فإن الله أمرنا أن نميلها عن ميلها حتى تستقيم
وميلها هنا يعني العوز والحاجة التى تلفها وتهدهد فيها
وهذا فى قوله ( فأقم وجهك للدين حنيفا ) حنيفا أى مائلا
وليس العيب يا أخي فى إعترافنا بأننا أناس ذوى حاجة ، لا أظن أنه من التميز أن نحيا فى غير جلودنا لأنها تزعجنا
والله لم يخلق الحاجة فينا ليعيبنا بها وقد أسجد لأبينا الملائكة
لكنه أخبرنا أننا حين نستخدمها ولا تستخدمنا ولا نخضع لغيره نكون بذا أعلى من الملائكة التى خلقت بغير حاجة أو عوز
كما أنني لم أقل أنها الصفة المحددة للإنسانية فقد دفعنى للحديث عنها سياق الحوار
وإن كنت لا أغفل أنها رغم ذلك لها الأهمية بمكان بحيث أخرجت آدم من الجنة وكانت النموذج الأول لفكرة الخطيئة فى عالم البشر
الخطيئة التى من خلالها عرف الإنسان نفسه وعرف كذلك ربه وتعلم أول دروس الحياه
أظن بذلك أننى قد إعتذرت عن الإيجاذ ! :D
شكرا أخى للحوار الجميل
دمت لي بكل خير

The Riotous
07-08-2008, 03:54 PM
لست أرى أن التنمية البشرية بهذا السوء .. فالتحكم في العواطف يختلف عن التحكم في الشعور تماماً ،
كذلك التحكم في العواطف لا يعني كبتها بصورة نهائية ولكن يمكننا تحريفها .. والتحريف ليس بالضرورة كذلك أن يكون نحو الأسوأ ،
فعواطف سلبية مثل الغضب والكره وغيرهما هي التي "يجب" علينا تحريفها وليس إعدامها (لأنه من الصعب وليس من المستحيل) ،
بينما هناك عواطف إيجابية مثل الحب والخير يمكن إعادة تعريفها بناء على تجديد مفهومنا لتلك القيم المطلقة .
الكلام هنا يطول ويطول ولست داعية أو تابع لهذا الفكر ولكن تروقني أغلب فلسفاته .
(شاهدت من فترة الفيلم الصامت الرائع متروبوليس Metropolis والذي يُعدُّ نظرية مستقبلية لواقعية ديكنز ، لا أظن أننا سنصل لهذا المستوى وإن كان من الممكن)

وبالمناسبة لا يوجد في تلك الأفكار طغاة حيث مفتاح الحياة (العام وليس الخاص بقدماء المصريين) يكون بين يديكِ وأنتِ من عليه تحديد قيمه ومعاييره .

بالنسبة للتحكم في العواطف من العبث القول أنه يمكن السيطرة المطلقة عليها ولكن هناك درجات ..
لاحظي أن كاظم الغيط مثلاً هو القوي في الإسلام .. وأن المرء يُحشر مع من أحب .

من وجهة نظري المريضة أن هناك فطرة فطرية وأخري مصطنعة ..
والفطرة الفطرية تلك خيّرة بطبيعتها (حب الخير والعدل والطبيعة وغيرهم) ، بينما الفطرة المصطنعة تلك من البيئة والتربية والعوامل الأخرى التي تتسلل إلى لا وعينا (حب أشخاص بعينهم – كره أفكار معينة) ،
بالتأكيد علماء النفس والاجتماع يُطلقون على الثانية اسم التربية ولكني أراها من تملُّكها للمرء في هذا السن الذي يفتقر إلى المناعة أقرب إلى فطرة ملازمة له حين يكبر .. لا يثنيه عنها إلى درجة عالية من الصراحة والثقافة والإرادة .

لا يوجد إنسان بلا حاجة ولكن علينا أن نتوقف عن إبداء حاجتنا إلى الحاجة لأن هناك من يستثمر ذلك .. عندما قال شوقي أن العذارى قلوبهن كالهواء فإن هذا يدفعنا للتفكير كيف أن تلك القلوب التي لم تُدنَّس بعد تحتاج إلى ملئها فيجب علينا عدم استغلال الفرصة .. لكن الإنسان – في الغالب – مستغل بطبعه !

وأخالفكِ الرأي فالحاجة هي ما تقود الإنسان بالفعل وليس شيء آخر (بالطبع الحاجة تختلف عن الرغبة فالحاجة ضرورة والرغبة رفاهية) ،
فالمرء يحتاج للعلم يتعلم – يحتاج للغذاء يأكل – يحتاج للحب يتزوج (على فرض) – يحتاج للحرية يقتل نفسه في الغالب يأساً وهكذا !
من هذا يكون التعفف من الحاجة مجرد انتحار ! (كما أشرت التعفف من الرغبة وليس من الحاجة)

وبالمناسبة في مقابل الحاجة وفر لنا الدين رخصة كسر بعض القواعد طالما كانت الحاجة وجودية ،

من جديد أختلف معكِ فآدم لم يخرج بسبب الحاجة للخلود ولكن بسبب الرغبة في الخلود ، فإن كانت الحاجة هي من تدفعه لكان العقاب بعدم الطرد من الجنة ولكن الرغبة هي مرادف الخطيئة عندما تُسْتهلَك في غير محلها .

أظن أنني كتبتُ الكثير في هذا الرد .. سأوفر ما تبقى من طاقتي للرد على ردكِ على هذا الرد ،
العفو سيدتي الحوار يُمْتِعني .. بانتظار ردكِ .. في حفظ الله تعالى .

رورو حبيبتى
09-08-2008, 10:04 PM
لست أرى أن التنمية البشرية بهذا السوء .. فالتحكم في العواطف يختلف عن التحكم في الشعور تماماً ،أنا لم أذكر أنها سيئة من هذه الجهة بل قلت أن سوءها مشروط بتعاملها مع الإنسان على أنه آلة
كذلك التحكم في العواطف لا يعني كبتها بصورة نهائية ولكن يمكننا تحريفها .. والتحريف ليس بالضرورة كذلك أن يكون نحو الأسوأ ،ولم أقل أن تحكمنا فى العواطف يعنى كبتها أبدا

كما أننى أرفض فكرة التحكم أصلا فى العواطف بل أعنى ضرورة التحكم فى الفعل حتى لا تقودنا عواطفنا وأهواءنا
فعواطف سلبية مثل الغضب والكره وغيرهما هي التي "يجب" علينا تحريفها وليس إعدامها (لأنه من الصعب وليس من المستحيل) ،لم أقل إعدامها

بل تقويمها وحدها عن دائرة الفعل حتى لا نظلم مثلا بدافع الكره
بينما هناك عواطف إيجابية مثل الحب والخير يمكن إعادة تعريفها بناء على تجديد مفهومنا لتلك القيم المطلقة

.لا أفهم كلمة تجديد مفهومنا تلك
الكلام هنا يطول ويطول ولست داعية أو تابع لهذا الفكر ولكن تروقني أغلب فلسفاته . لا أفهم ماذا تعني بهذا الفكر! هل هو تصنيف لفكر معين ؟
(شاهدت من فترة الفيلم الصامت الرائع متروبوليس Metropolis والذي يُعدُّ نظرية مستقبلية لواقعية ديكنز ، لا أظن أننا سنصل لهذا المستوى وإن كان من الممكن)
لست فى الإطلاع مثلك يا أخى فأعذرنى فأنا مرهونة بما بين يدى فقط وإن كنت أطمع فى المذيد

وبالمناسبة لا يوجد في تلك الأفكار طغاة حيث مفتاح الحياة (العام وليس الخاص بقدماء المصريين) يكون بين يديكِ وأنتِ من عليه تحديد قيمه ومعاييره .
وهل نسيت أن الناس فى ذلك ليسوا سواء

الذى يحكم (تحديد قيمه ومعاييره) ثقافة المرء وفكره

أى أنه لو كان من العوام الأناس الطيبون الذين يفرحون بقدر ما يتألمون

لا يضيرهم غير لقمة العيش والستر حتى الموت

كيف لهذا حين يملك مفتاح الحياة أن يحدد قيمه ومعاييره

كيف لا يخدع(بضم الياء) من محترف يضع له السم فى العسل

ثم لماذا لا يوجد فى تلك الأفكار طغاه

وهل ثقافة المرء وتنويره بل ونبوغه وذكاءه يمنعه من أن يكن طاغية!

قد يكون هذا هو ما يمكن له فى هذا الطريق ويعينه على طغيانه

هل نسيت أن قارون كان عابدا وله محراب وكان ذو علم كبير وهو ماساعده على أن يربي ماله ويستذيد به وهو أيضا ما أوقع فى نفسه الزهو والغرور

وكان زهوه بنفسه وكبره أفعل بها من كل ما تعلم من علوم الخير والحق
بالنسبة للتحكم في العواطف من العبث القول أنه يمكن السيطرة المطلقة عليها ولكن هناك درجات ..
لاحظي أن كاظم الغيط مثلاً هو القوي في الإسلام .. وأن المرء يُحشر مع من أحب .
لم أقل ما يخالف هذا أبدا
من وجهة نظري المريضة أن هناك فطرة فطرية وأخري مصطنعة ..
والفطرة الفطرية تلك خيّرة بطبيعتها (حب الخير والعدل والطبيعة وغيرهم) ، بينما الفطرة المصطنعة تلك من البيئة والتربية والعوامل الأخرى التي تتسلل إلى لا وعينا (حب أشخاص بعينهم – كره أفكار معينة) ،

اسمح لي أن أختلف معك

لو فرضنا أن الإنسان داخليا نتاج لهاتين الفطرتين كما تقول (الفطرية التي لا يختلف فيها إثنان والمكتسبة أو المصطنعة على حد تعبيرك وهى التى كانت نتاج البيئة والظروف) فكيف بربك تفسر إختلاف الإخوة الذين تربوا فى ظروف واحدة!

البيئة تعطى صفات مكتسبة وقدرة النفس على غربلة هذه الصفات والطباع وإستحواز أحدها على الآخر مع إضافة الجديد كلما إتسعت بيئة المرء بإرادته حيث ثقافته وإطلاعه ذلك هو مايكون الشخصية فيمابعد
بالتأكيد علماء النفس والاجتماع يُطلقون على الثانية اسم التربية ولكني أراها من تملُّكها للمرء في هذا السن الذي يفتقر إلى المناعة أقرب إلى فطرة ملازمة له حين يكبر .. لا يثنيه عنها إلى درجة عالية من الصراحة والثقافة والإرادة .
نعم وهنا تكمن قوة النفس وهنا أيضا يبدأنضجها
لا يوجد إنسان بلا حاجة ولكن علينا أن نتوقف عن إبداء حاجتنا إلى الحاجة لأن هناك من يستثمر ذلك .. عندما قال شوقي أن العذارى قلوبهن كالهواء فإن هذا يدفعنا للتفكير كيف أن تلك القلوب التي لم تُدنَّس بعد تحتاج إلى ملئها فيجب علينا عدم استغلال الفرصة .. لكن الإنسان – في الغالب – مستغل بطبعه !
وكأنك يا أخي لم تقرأ ردي علي تلك الفكرة (الإستغلال)

أو كأنك مصر على رأيك


وأخالفكِ الرأي فالحاجة هي ما تقود الإنسان بالفعل وليس شيء آخر (بالطبع الحاجة تختلف عن الرغبة فالحاجة ضرورة والرغبة رفاهية) ،

ماذا تعني بأن الحاجة تقودنا

أظن من الأفضل أن تقل تدفعه لا تقوده

الحاجة للطعام تدفعنا للعمل (المشقة) ولا تقودنا للسرقة (بدون مشقة)

كما أننى لا أظن بوجود فارق بين الحاجة والرغبة فلهما نفس المعنى وإن كنا قد تلقينا العكس حين تعلمنا بأن الرغبة تخص أمرا بعينه

كما أن الرغبة ليست رفاهية!


فالمرء يحتاج للعلم يتعلم – يحتاج للغذاء يأكل – يحتاج للحب يتزوج (على فرض) – يحتاج للحرية يقتل نفسه في الغالب يأساً وهكذا !
من هذا يكون التعفف من الحاجة مجرد انتحار ! (كما أشرت التعفف من الرغبة وليس من الحاجة)
التعفف من الشىء لايعني الحرمان منه بل يعني التمتع به على السبيل الشرعي ليكن حقا دون أن يكن على حساب قيمة أخرى


وبالمناسبة في مقابل الحاجة وفر لنا الدين رخصة كسر بعض القواعد طالما كانت الحاجة وجودية ،
نعم بمقياس (الضرورات تبيح المحظورات)

ولكن لا تنسى أن لهذا بعينه أيضا ضوابط
من جديد أختلف معكِ فآدم لم يخرج بسبب الحاجة للخلود ولكن بسبب الرغبة في الخلود ، فإن كانت الحاجة هي من تدفعه لكان العقاب بعدم الطرد من الجنة ولكن الرغبة هي مرادف الخطيئة عندما تُسْتهلَك في غير محلها .
وأنا أيضا أختلف معك

أولا فى المفارقة بين الحاجة والرغبة

وثانيا فى تحديد كنه الخطيئة التى أخرجت آدم من الجنة

وهى ليست رغبته فى الخلود التى هى من وجهة نظرى حاجته للخلود ولعدم حرمانه من هذا النعيم

بل كانت فى مخالفة الأمر الإلهى التى كانت عن جهل حين قال له الله لا تفعل ولكنه فعل

ولا تنسى أن إبليس خالف أيضا الأمر الإلهى حين رفض السجود

لكنه مخالفته كانت عن عمد نتاج كبر وعجب(بضم العين)

فقد أله نفسه وظن أنه يملك القرار وأنه أهلا للتميز

فقد ناقش المولى إرادته وهنا تكمن خطيئته التى أوجبت عليه اللعنة

أما آدم فقد عصى ليس عن رغبة بل عن جهل (وليس الجهل عدم العلم بأنها معصية بل عدم العلم بما قد تورثه وتوقعه فيه تلك المعصية

الجهل بقدره وقدر الإله الذى يعصاه تلك هى الجهالة التى لم تحرمه من رحمة الله حين يغفر له

لن الكبر يعنى تحدى ونزال وتأله على الله وهو ما يؤدى للطرد من رحمته

أخى الكريم سأنهى الحوار مؤقتاحتى أنظر مليا للتأكد من أنه لا فرق بين الحاجة والرغبة

والبحث عن هذا الفرق إن وجد

ولو تأكدت من رأيك سأعلن إعتذارى فى الحوار الجديد
أظن أنني كتبتُ الكثير في هذا الرد .. سأوفر ما تبقى من طاقتي للرد على ردكِ على هذا الرد ،
العفو سيدتي الحوار يُمْتِعني .. بانتظار ردكِ .. في حفظ الله تعالى .



وأنا أشكرك على ردك وأستمتع أيضا بالحوار معك

وأفضل أن تدعوني ب(أختي) بدلا من سيدتي

فهى تشعرنى بأنى إمرأة فى الخمسين

وبما أننا ناقصات عقل فإغفر لى هذه الهفوة

وسلام عليك يا أخى من الله ورحمة

The Riotous
16-08-2008, 07:44 PM
وعليكِ سلام الله ورحمته وبركاته


أنا لم أذكر أنها سيئة من هذه الجهة بل قلت أن سوءها مشروط بتعاملها مع الإنسان على أنه آلة
بالطبع كل شيء في حياتنا مشروط .


ولم أقل أن تحكمنا فىالعواطف يعنى كبتها أبدا

كما أننى أرفض فكرة التحكمأصلا فى العواطف بل أعنى ضرورة التحكم فى الفعل حتى لا تقودنا عواطفنا وأهواءنا
لهذا القانون يحاسب الفعل وليس العاطفة .


لم أقل إعدامها

بل تقويمها وحدها عن دائرةالفعل حتى لا نظلم مثلا بدافع الكره
لم نختلف .


لا أفهم كلمة تجديد مفهومنا تلك

بمعنى أننا ربما صرنا نحب أشياء وأشخاص بدافع فطري بحت ولتأثرات نفسية تتعلق غالباً بفترة الطفولة (فترة نقص المناعة تلك) .. أحياناً علينا مراجعة أنفسنا تجاه ما نحب ونكره ونقول لماذا .. لأنه من وجهة نظري أن العواطف أيضاً مشروطة وإن لم نكن أحياناً بصفاء الذهن الكافي للملاحظة .
هذا بجانب ألغاز الحياة المعقدة : لماذا أحب أكل السمك بينما يكره أخي اللحم البقري ؟!


لا أفهم ماذا تعني بهذا الفكر! هل هو تصنيف لفكر معين؟

بالطبع أقصد فكر التنمية البشرية (ما كان الحديث بشأنه).


لست فى الإطلاع مثلك يا أخى فأعذرنى فأنا مرهونة بما بين يدى فقط وإن كنت أطمع فى المذيد

لا تنخدعي في .. الشبكة وفرت الكثير من وقت البحث وجهده ويمكنك معرفة كل شيء عن العالم وفي العالم بطرق غاية في البساطة والسرعة (وبالطبع ليس كل ما على الشبكة بالضرورة صحيح) ،
أحمد الله على أن الشبكة كان لها الفضل في خروجي من الدائرة الضيقة للسينما الأمريكية .. قال نهرو سابقاً – زعيم الهند التاريخي – أن أمريكا تحاصرنا بسلاحين : هوليود (الآخر لا أتذكره ربما هي المستعمرات).


وهل نسيت أن الناس فىذلك ليسوا سواء
الذى يحكم (تحديد قيمه ومعاييره) ثقافة المرء وفكره
أى أنه لوكان من العوام الأناس الطيبون الذين يفرحون بقدر مايتألمون
لا يضيرهمغير لقمة العيش والستر حتى الموت
كيف لهذا حينيملك مفتاح الحياة أن يحدد قيمه ومعاييره
كيف لايخدع(بضم الياء) من محترف يضع له السم فى العسل
ثم لماذا لايوجد فى تلك الأفكار طغاه
وهل ثقافةالمرء وتنويره بل ونبوغه وذكاءه يمنعه من أن يكن طاغية!
قد يكون هذاهو ما يمكن له فى هذا الطريق ويعينه على طغيانه
هل نسيت أنقارون كان عابدا وله محراب وكان ذو علم كبير وهو ماساعده على أن يربي ماله ويستذيدبه وهو أيضا ما أوقع فى نفسه الزهو والغرور
وكان زهوه بنفسه وكبره أفعلبها من كل ما تعلم من علوم الخير والحق
ظني الشخصي أن المرء لا يحتاج لثقافة الكتب ليصير مثقف .. والإنسان الطبيعي لديه الذكاء الكافي ليحلل ويربط الأمور ببعضها إلا من يريد لعقله أن يَغِيب أو يُغَّيب ولهذا كان كل إنسان مسئول عن نفسه وكل شيطان سيتبرأ من تابعيه .
بالطبع المثل القائل بأن الفرد ذكي والجماعة (أقل ذكاءً) في الغالب صحيح .. وفي التاريخ من أحترف لعبة خداع العامة ووهمهم لكن لا أظن هذا الوهم يدوم طويلاً فهو دائماً مؤقت .. لديك مثلاً قبل انتشار القنوات الفضائية كيف أن القنوات الأرضية التابعة للحكومات العربية تعطي صورة غريبة خادعة لواقع الشارع والشعب العربي .. لكن المواطن كان دائماً لا يُصدّق .
جوبلز نفسه – وهو أستاذ الكذب ووزير الداعية النازية – قال : "لو أنك قلت كذبة كبيرة ما فيه الكفاية وأخذت تكرره سيصدقها الناس في النهاية .. والكذبة يمكنها أن تستمر طالما يقي النظام الناس من عواقبها السياسية والاقتصادية والعسكرية ، ولهذا من الضروري أن يبذل النظام كل جهده لقمع المعارضة .. لأن الحقيقة هي العدو المُهْلِك للكذبة وبهذا تكون الحقيقة أكبر عدو للنظام !"
بالطبع العلاقة بين الذكاء والطغيان ليست علاقة عكسية بس على العكس .. فالشر بالطبع كلما زاد ضرره كلما زاد ذكائه ، حتى التقدم العلمي فهو إما أن يُزيد العلماء إيماناً أو إلحاداً !


اسمح لي أن أختلف معك

لو فرضنا أنالإنسان داخليا نتاج لهاتين الفطرتين كما تقول (الفطرية التي لا يختلف فيها إثنانوالمكتسبة أو المصطنعة على حد تعبيرك وهى التى كانت نتاج البيئة والظروف) فكيف بربكتفسر إختلاف الإخوة الذين تربوا فى ظروف واحدة!
البيئة تعطى صفات مكتسبة وقدرةالنفس على غربلة هذه الصفات والطباع وإستحواز أحدها على الآخر مع إضافة الجديد كلماإتسعت بيئة المرء بإرادته حيث ثقافته وإطلاعه ذلك هو مايكون الشخصية فيما بعد
لست ضليعاً في علم النفس والاجتماع أو الوراثة .. ولكن هناك الجينات المحددة للصفات (ومنها الإرادة الشخصية) – طرق التربية – المجتمع – وهناك منعطفات محددة لطبيعة ما سيكونه المرء لكن من النادر أن ينتبه إليها المرء ،
منذ حوالي خمس سنوات كانت تستهويني طرق التربية والعوامل المحددة لطبيعة تكوين المرء النفسي وقمت بتفنيد تلك العوامل في ورق لم أجده .. بالطبع هذا كلام فارغ لأن هناك علوم مختصة بتلك الأمور وإحصائيات ونتائج .. لكن دائماً ما يكون الفرد خاضع لأن يكون خارج دائرة الإحصائيات تلك .


وكأنك يا أخي لم تقرأ ردي علي تلك الفكرة (الإستغلال)

أو كأنك مصرعلى رأيك
ليس بالضرورة ولكن ربما أنكِ تفترضين في الناس الأفضل بينما أفترضُ الأسوأ .


ماذا تعنيبأن الحاجة تقودنا

أظن منالأفضل أن تقل تدفعه لا تقوده
الحاجةللطعام تدفعنا للعمل (المشقة) ولا تقودنا للسرقة (بدون مشقة)
كما أننى لاأظن بوجود فارق بين الحاجة والرغبة فلهما نفس المعنى وإن كنا قد تلقينا العكس حينتعلمنا بأن الرغبة تخص أمرا بعينه
كما أن الرغبة ليست رفاهية!
(تدفع – تقود) تلك فروق بلاغية وليست جوهرية .. بينما الفرق بين الحاجة والرغبة من وجهة نظري جوهري ،
الفكرة أن الحاجة ضرورية لضرورة الحياة بينما الرغبة رفاهية كما قلت لأنها مُكمِّلة للحياة .. أنا أحتاج الطعام ولكني أرغب في صنف بعينه وهكذا ، لاحظي الفرق بين فعل (يحتاج ويرغب) .


نعم بمقياس (الضرورات تبيح المحظورات)

ولكن لا تنسى أن لهذا بعينهأيضا ضوابط
ظوابط تحدد سلوكنا ولا تحدد الأصل من الفعل .


أخى الكريم سأنهى الحوار مؤقتاحتى أنظر مليا للتأكد من أنه لا فرق بينالحاجة والرغبة
والبحث عن هذا الفرق إن وجد
ولو تأكدت من رأيك سأعلن إعتذارى فى الحوارالجديد
ليس في الحوار اعتذار ولكنه جدال (أختي وليست سيدتي) .. والاعتذار يسبقه إساءة ولا توجد واحدة بل يوجد نشاط محمود وتبادل للأفكار ،
أشكركِ على الحوار وبانتظار تعليقكِ متى تشائين ،
في حفظ الله تعالى .


بالمناسبة وحتى لو قلت أختي ما أدراكِ أنني لست في الخمسين وبهذا ستكونين كذلك !

رورو حبيبتى
17-08-2008, 10:22 PM
لهذا القانون يحاسب الفعل وليس العاطفة .

بل للأسف الذى يجرم هنا هى العاطفة لا الفعل
لأنها هى الدافع وراء الفعل
وهنا يصب المرء عليها كل غضبه ويجتهد فى إعدامها


بمعنىأننا ربما صرنا نحب أشياء وأشخاص بدافع فطري بحت ولتأثرات نفسية تتعلق غالباً بفترةالطفولة (فترة نقص المناعة تلك) .
نعم ولكن الست معي أننا حين نتخطاها نصبح أكثر أمراضا وعللا
وأن العقل بقدر ما أكسب من مناعات بقدر ما أورث أمراض لا أمل فى الشفاء منها
حين كشف النقاب عن عالم كان مستتر!
أحياناً علينا مراجعة أنفسنا تجاه ما نحب ونكرهونقول لماذا .. لأنه من وجهة نظري أن العواطف أيضاً مشروطة وإن لم نكن أحياناًبصفاء الذهن الكافي للملاحظة .
قد تكن مشروطة لكنك لا تستطيع أن تمنطقها
فهى لا تخضع لدائرة العقل وإن كان العقل يزكيها ويمكن لها




ظني الشخصي أن المرء لا يحتاج لثقافة الكتب ليصير مثقف .. والإنسانالطبيعي لديه الذكاء الكافي ليحلل ويربط الأمور ببعضها (ليس الناس سواء فى هذا أبدا )
إلا من يريد لعقله أن يَغِيبأو يُغَّيب
(هو حين أختار ألا يفهم لم يكن يقصد أن يغيب عقله بل ربما ظن الجنون فى المشتعلة عقولهم فآثر ألا يفهم على أن يفهم أو ربما كان مطلعا مسبقا على أدواته فأدرك أنه من العبث أن يسلك سبيلا ليس له مكان فيه )
ولهذا كان كل إنسان مسئول عن نفسه وكل شيطان سيتبرأ من تابعيه
أنت مسؤل بقدر ما تعلم
المسؤلية مرهونة بقدر ثقافتك وعلمك
(قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون)
الغباء واللامبالاة والجهل وركود الحس سمات أساسية وجوهرية فى أناس نعدهم فى هذا الزمان طبيعيون ، بل وناجحون ومتميزون يمرو عليك بإبتسامة باهتة ولسان حالهم يقول لك ماذا صنعت بعقلك المتقد وحسك بالآخرين !
ثم إن بعض الناس وإن كانو الكثير يفسدون بجهلهم وهم لا يفهمون أنهم يفسدون
فمن يتحمل تبعة فعلهم ماداموا لا يعقلون؟
كالدبة التى قتلت صاحبها لأنها خافت عليه من الذبابة ثم جلست تبكي بجانبه
هل تستطيع أن تعاقبها على موته !
كما يقولون أهل القانون الأمر مشروط بالقصد لا بالفعل
لذا فأنت لست مؤمَن (محمي) من عقول الآخرين وإن كانوا هم مؤمَنين من عقلك
وتلك مرارة المثقف وعناءه حين يعيش بين الجهلاء
(هم من أنفسهم فى عناء والناس منهم فى راحة)
بالطبع المثل القائل بأن الفرد ذكي والجماعة (أقل ذكاءً) في الغالبصحيح .. وفي التاريخ من أحترف لعبة خداع العامة ووهمهم لكن لا أظن هذا الوهم يدومطويلاً فهو دائماً مؤقت .. (نعم لكن ضحاياه كثيرون وتبعاته تتوارثها الأجيال كراهية وحقدا فى الصدور يوشك يوما أن يخرج ويبطش بالجميع حين تتاح له الفرصة ) لديك مثلاً قبل انتشار القنوات الفضائية كيف أن القنواتالأرضية التابعة للحكومات العربية تعطي صورة غريبة خادعة لواقع الشارع والشعبالعربي .. لكن المواطن كان دائماً لا يُصدّق
وماذا حين تنبه العبقرى ولم يصدق ؟
الأمر عنده سواء مادامت البطون ممتلئة !
جوبلز نفسه – وهو أستاذ الكذب ووزير الداعية النازية – قال : "لو أنكقلت كذبة كبيرة ما فيه الكفاية وأخذت تكرره سيصدقها الناس في النهاية .. والكذبةيمكنها أن تستمر طالما يقي النظام الناس من عواقبها السياسية والاقتصادية والعسكرية، ولهذا من الضروري أن يبذل النظام كل جهده لقمع المعارضة .. لأن الحقيقة هي العدوالمُهْلِك للكذبة وبهذا تكون الحقيقة أكبر عدو للنظام !"

الحقيقة لا تهلك الكذبة ولا الكاذبين وليتها فعلت، ولكنها تهلك فينا احترامنا لأنفسنا وتحطمها فلا يبقى فينا غير الخواء ونتعلم ونعلم الآخرين فن الإنحناء
الحقيقة يا أخى قيمة لا تفعل فعلها إلا من خلال قوالب (البشر) وإرادة
فالقيم تصلنا من خلال الأشياء
فالجمال مثلا لم نكن لندركه دون أن يلتبس به الوجود
والخير لم ندركه إلا من خلال فعل بشري أو إلهي
بالطبع العلاقة بين الذكاء والطغيان ليست علاقة عكسية بس على العكس .. فالشر بالطبع كلما زاد ضرره كلما زاد ذكائه ، حتى التقدم العلمي فهو إما أنيُزيد العلماء إيماناً أو إلحاداً !

لست ضليعاً في علم النفس والاجتماعأو الوراثة .. ولكن هناك الجينات المحددة للصفات (ومنها الإرادة الشخصية) – طرقالتربية – المجتمع – وهناك منعطفات محددة لطبيعة ما سيكونه المرء لكن من النادر أنينتبه إليها المرء ،بالفعل المنعطفات هى الفيصل الذى يكتب كلمة النهاية فى بناء الشخصية، وحتما سينتبه المرء ولكن بعد أن يتخطاها.
منذ حوالي خمس سنوات كانت تستهويني طرق التربيةوالعوامل المحددة لطبيعة تكوين المرء النفسي وقمت بتفنيد تلك العوامل في ورق لمأجده .. بالطبع هذا كلام فارغ لأن هناك علوم مختصة بتلك الأمور وإحصائيات ونتائج

لا مانع من الإجتهاد فقد تصيب البصيرة مالم يصبه العلم النظري
...
ليس بالضرورة ولكن ربما أنكِ تفترضين في الناس الأفضل بينما أفترضُالأسوأ .
للحق لم أفترض فيهم الأفض بل لأنى أفترض بي القوة
(ههههههههههه)
والفطنة التي لن تسمح للآخر بإستغلالي
وقطعا هذا عبث وهراء
لأن القسمة (بفتح الفاء) تأتي دائما ممن يبتعد عن مخيلتنا كل البعد أن يستغلونا


(تدفع – تقود) تلك فروق بلاغية وليستجوهرية ..
(البلاغة يا أخى بحث فى جوهر الأمور بل هى فى الأصل مايحدد بوضوح وسحر جوهرها)والدافع قوة تلح عليك فى الوصول لشىء ولكن تتركك حرا لتختار وسيلة الوصول أليه ، أما القيادة فهى قوة تسحبنا سحبا من غير مقاومة منا للوصول لشىء تختار هى سبيله ونحن نستسلم لها
بينما الفرق بين الحاجة والرغبة من وجهة نظري جوهري،
أعترف بانك على الحق فى هذا وأني كنت مخطئة
إلا أنى لازلت أخالفك الرأى فى كون الثانية رفاهية!
الفكرة أن الحاجة ضرورية لضرورة الحياة بينما الرغبة رفاهية كما قلتلأنها مُكمِّلة للحياة .. أنا أحتاج الطعام ولكني أرغب في صنف بعينه وهكذا ، لاحظيالفرق بين فعل (يحتاج ويرغب) .


ظوابط تحدد سلوكنا ولا تحدد الأصل من الفعل .
(اليس السلوك يا أخي هو الفعل؟!)


بالمناسبة وحتى لو قلت أختي ما أدراكِ أنني لست في الخمسين وبهذاستكونين كذلك !
ههههههههههههههههههههه
طبعا الإحتمال ليس بعيد كونك فى الخمسين أو السبعين وليست هذه المشكلة فقد تكون كذلك ولك أخت فى العاشرة! :D
ولكن (سيدتي) حينها قطعا ستكون تعدت المئة ! :wow:
أخى الكريم
شكرا لك على هذا الحوار الممتع
لك الله فى ما أضفت
وسلام عليك من الله ورحمة

The Riotous
22-08-2008, 04:23 PM
سلام الله عليكِ ورحمته وبركاته


بل للأسف الذى يجرم هنا هى العاطفة لا الفعل
لأنها هى الدافع وراء الفعل
وهنا يصب المرء عليها كل غضبه ويجتهد فى إعدامها

أقصد القانون الإلهي والمدني وليس القانون المجازي داخل النفس .. لكن ما يهتم به القانون المدني مثلاً هو توافر القصد والظروف المحيطة فقط ،
الإنسان هو من يعمد إلا التخلص من عواطفه التي يرى أنها تُعيق طريقه .. وتلك بالطبع فلسفة "داروينية" بحته – إن جاز التعبير – !


نعم ولكن الست معي أننا حيننتخطاهانصبح أكثرأمراضا وعللا
وأن العقل بقدر ما أكسب من مناعات بقدر ما أورث أمراض لا أمل فىالشفاء منها
حين كشف النقاب عن عالم كانمستتر!

العلم لا يتم فرضه .. نحن من نختار نوع المعرفة التي تُهْلِكنا .. لذا على كل إنسان أن يتحمل وزر علمه !
الغريب حقاً في العالم أنه يُعاقِب نفسه .. بينما الجاهل يُعاقبه الآخرون !
اعتقادي أن معرفة الأمراض أفضل من جهلها فكما يقولون نصف علاج المشكلة هي الاعتراف بوجود واحدة .


قد تكن مشروطة لكنك لا تستطيع أنتمنطقها
فهى لا تخضع لدائرة العقل وإن كان العقليزكيهاويمكن لها
ربما نحن لسنا بالحيادية الكاملة لمنطقتها أو لا نتمتع بالفطنة الكافية والتحليل العميق .. عجزنا عن تفسير الأمور لا يعني بالضرورة أنها غير قابل للتفسير .

أحاول أن أؤمن بأن كل شيء له تفسير منطقي وإلا كان الوجود عدم بلا جدوى أو يخضع دائماً لقانون الصدفة كما يقول اللادينون .


(ليس الناس سواء فى هذا أبدا )
بالطبع هناك درجات ودرجات .. لكن الفطرة في الإنسان أنه على قدر من الذكاء بغض النظر عن منسوب هذا القدر .


(هو حين أختار ألايفهم لم يكن يقصد أن يغيب عقله بل ربما ظن الجنون فى المشتعلة عقولهم فآثر ألا يفهمعلى أن يفهم أو ربما كان مطلعا مسبقا على أدواته فأدرك أنه من العبث أن يسلك سبيلاليس له مكان فيه )
عندي أختار ألا يفهم = عقله مُغيَّب ،
هناك مقولة عبقرية مصرية تقول "سلامتك من الفكر" .. نقولها لمن يُرهقه التفكير .. التفكير هو من جعل راسكولنكوف – بطل الجريمة والعقاب للفذ ديستويفسكي – يُصاب بالحمى وينتهي به الأمر بتسليم نفسه .. تفكير هتلر في كلام نيتشه تسبب في حرب ندفع ثمنها حتى اليوم .. تفكير قابيل في حياته مقارنة بأخيه جعلته يرتكب جريمة سُميت بعدها جريمة قتل !


أنت مسؤل بقدر ماتعلم
المسؤلية مرهونة بقدر ثقافتكوعلمك
(قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لايعلمون)
الغباء واللامبالاة والجهل وركود الحس سمات أساسية وجوهرية فى أناسنعدهم فى هذا الزمان طبيعيون ، بل وناجحون ومتميزون يمرو عليك بإبتسامة باهتة ولسانحالهم يقول لكماذا صنعت بعقلك المتقد وحسك بالآخرين !
ثم إن بعض الناس وإن كانو الكثير يفسدون بجهلهم وهم لا يفهمون أنهميفسدون
فمن يتحملتبعةفعلهم ماداموا لايعقلون؟
كالدبة التى قتلت صاحبها لأنها خافت عليه من الذبابة ثم جلست تبكيبجانبه
هل تستطيع أن تعاقبها على موته !
كما يقولون أهل القانون الأمر مشروط بالقصد لابالفعل
لذا فأنت لست مؤمَن (محمي) من عقول الآخرين وإن كانوا هم مؤمَنين منعقلك
وتلك مرارة المثقف وعناءه حين يعيش بينالجهلاء
(هم من أنفسهم فى عناء والناس منهم فى راحة)

أعتقد أن مرارة المثقف تلك تأتي من فهمه للحياة وليس فهمه للناس .. فإنه إن فهم الناس لن يشعر بالمرارة ولكن سيشعر بالتعاطف أو الكره حتى ،
احتكاكي المحدود بالناس قال لي أن كل إنسان لديه معاييره التي يفهم بها بطريقته الخاصة .. على ما يبدو أن الجميع يفهم في كل شيء !
ربما هي ضغينة ما أحملها للبشر ولكني أجد أنه من غُيَّب عقله يستحق – بشكل ما – ما يجرى له .. والمُغيِّب يعجبني فيه ذكاءه ومدى حرصه الدءوب على نجاح تجارته في الكذب ..
وكما قلت سابقاً على أي حال الأمر لن يستغرق طويلاً ،
أتفق معكِ على المسئولية بقدر العلم لكن لابد من وجود حساب يعاقب الجهل ليس بصفته جهل ولكن بصفته (الكسل المانع لعدم المحاولة) .


نعم لكن ضحاياه كثيرون وتبعاته تتوارثها الأجيال كراهية وحقدا فىالصدور يوشك يوما أن يخرج ويبطش بالجميع حين تتاح له الفرصة

نحن – أيضاً بشكل ما – مسئولون عما يحدث لنا كما قال ألبرت هبرد أننا نعاقب بواسطة خطايانا وليس بسببها !
في اعتقادي أن الذي يكره أو يحقد هو الشخص الذي يفتقر إلى الذكاء بحيث يُعَاقِب نفسه على ما يجب أن يُعَاقَب عليه الغير .. لذا يستحق هو أيضاً ما قد يحدث له .


وماذا حينتنبهالعبقرى ولم يصدق ؟
الأمر عنده سواء مادامت البطون ممتلئة !

وكذلك إن كانت خاوية !


الحقيقةلا تهلك الكذبة ولا الكاذبين وليتها فعلت، ولكنها تهلك فينا احترامنا لأنفسناوتحطمها فلا يبقى فينا غيرالخواءونتعلم ونعلم الآخرينفنالإنحناء

الحقيقة يا أخى قيمة لا تفعل فعلها إلا من خلال قوالب (البشر) وإرادة
فالقيم تصلنا من خلال الأشياء
فالجمال مثلا لم نكن لندركه دون أن يلتبس بهالوجود
والخير لم ندركه إلا من خلال فعل بشري أوإلهي

أختلف معكِ .. فالحقيقة إن كانت مرتبطة حقاً بالأشخاص فنحن هالكون لا محالة !
الحقيقة السليمة تفرض نفسها كضيف ثقيل الظل على من احتكروا "الحقيقة" .. وكوننا أحياناً لا نبصرها جيداً فهذا لأننا لم نعتاد قربها بتلك الدرجة .. مثل الشمس عليها أن تتسلل من كافة الأطواق والأحجبة التي يحيط بها كوكبنا العزيز نفسه !
وبخصوص الجمال والخير فإن تم ربطهم بالفعل البشري سالف الذكر فهذا ما كنتُ أقصده بالفطرة المصطنعة .. وليست بالضرورة أن تكون سيئة ولكنها كذلك ليست بالضرورة أن تكون صادقة !


للحق لم أفترض فيهم الأفض بل لأنى أفترضبيالقوة

مرحباً "زارا"
(زارا : اسم تدليل لزارادشت)


أعترف بانك على الحق فى هذا وأني كنت مخطئة
إلا أنى لازلت أخالفك الرأى فى كون الثانيةرفاهية!

لو كانت غير ذلك لما كان إتباعها الدائم مذموماً .. من منطلق السيارات فهي تعتبر كماليات للحياة يمكن الاستغناء عن معظهما طالما السيارة يمكنها في النهاية أن تسير .


(اليس السلوك يا أخي هوالفعل؟!)
السلوك – نوعاً ما – هو الفعل .. لكني قلتُ الأصل من الفعل وليس – بالضرورة – الفعل ذاته .


طبعا الإحتمال ليس بعيدكونك فى الخمسين أو السبعين وليست هذه المشكلة فقد تكون كذلك ولك أخت فى العاشرة!
على أساس أنه يُمكن للأم أن تحمل بعد حملها الأول بستين عام !


ولكن (سيدتي) حينها قطعا ستكون تعدت المئة !

يقولون أن الحياة الحقيقية بعد المائة .. والأسنان اللبنية تعود من جديد .. ربما وقتها تكونين أصغر !
الشكر لكِ على الحوار وليته يطول .. في حفظ الله تعالى .

رورو حبيبتى
25-08-2008, 12:58 AM
بل للأسف الذى يجرم هنا هى العاطفة لا الفعل

لأنها هى الدافع وراء الفعل
وهنا يصب المرء عليها كل غضبه ويجتهد فى إعدامها

أقصد القانون الإلهي والمدني وليس القانون المجازي داخل النفس .. لكن ما يهتم به القانون المدني مثلاً هو توافر القصد والظروف المحيطة فقط ،

وهذا ما أشرت له بالضبط مع إختلاف شكل الكلمة ( القصد) أى النية والنية مردها الإرادة والتى ترجع بدورها للعاطفة !

مثلا: لأنى أكره فلان كدت له (مكرت به) وأوقعته فى ما يكره

وهنا جاءت العاطفة التى خلقت الدافع فتحركت الإرادة وجاء الفعل0
الإنسان هو من يعمد إلا التخلص من عواطفه التي يرى أنها تُعيق طريقه .. وتلك بالطبع فلسفة "داروينية" بحته – إن جاز التعبير – !

قد تكون رؤية دارونية لكن فلسفة لاأظن

فلا أظن فى هذا التيار فلسفة

الفلسفة علم التأمل والإبحار فى الوجود والنفس البشرية

وهذا التيار (داروين) لا يعتبرها أكثر من كائن دفعه التطور الذاتى لتتغير صورته

لكنه فى الإصل ليس أكثر من حيوان تغيرت ملامحه !

ولست أستبعد دفعه للقضاء على عواطفه إن كانت تعيقه

فهو فى الأصل لا يعترف بحقيقة تلك العواطف بل يعتبرها مجرد غلاف للرغبات الحيوانية

العلم لا يتم فرضه .. نحن من نختار نوع المعرفة التي تُهْلِكنا .. لذا على كل إنسان أن يتحمل وزر علمه !

الأمر كذلك يبدوا وكأننا ضحية ما نعلم وما سيهلكنا حين نعلمه على حد تعبيرك

لكننا فى الحق أكثر مكرا من كوننا ضحية

لم تخدعنا الحياة بكل مافيها حين دلت لنا من البداية أننا كلنا هالكين لا محالة

من يعلم ومن لا يعلم

لكنهم لا يستوون

فقط تستطيع أن تختار طريقة الهلاك التي ترضيك

أو ترضي غرورك إن جاز التعبير

وكما قيل ( كلنا يتمرغ فى الوحل* ولكن بعض منا يتطلع من وحله للنجوم !)

والمعرفة من وجه نظرى هى هذا التطلع
الغريب حقاً في العالم أنه يُعاقِب نفسه .. بينما الجاهل يُعاقبه الآخرون !

بل يتلاشاه الآخرون ويفسحون له الطريق ويرفعون له القبعة

الجاهل أكثر حظا وأعظم حقا بين الجموع

أما العالم الذى يعاقب نفسه فيكفيه سلام خلعه عليها رغم الألم

وقضية تصنع له القيمة حتى وإن كانت قضية خاسرة


اعتقادي أن معرفة الأمراض أفضل من جهلها فكما يقولون نصف علاج المشكلة هي الاعتراف بوجود واحدة .

نعم

يقولون هذا فى الطب لانه ليس بين المريض والشفاء غير إعترافه بالمرض أو تشخيصه له

هذا بفرض وجود العلاج

لكن حين يفطن المرء لما يحمل من علل روحية وفى الوقت ذاته يعلم أنه لم يخترع بعد دواء لها

فهنا تكمن محنته ومأساته التي أورثها له نضجه


ربما نحن لسنا بالحيادية الكاملة لمنطقتها أو لا نتمتع بالفطنة الكافية والتحليل العميق ..

هذا حين نكون بصدد محنتنا نحن ومعاناتنا فيها لكن حين نكون خارج الدائرة

الدائرة الكهربائية التى تتوقف معها وظائف التحليل والتدقيق والبصيرة بل والرؤيا كلها أحيانا

حين نخرج عنها نبصر ونعي ونمنطق كيفما نريد

ونتمتع بكل ماذكرت !

عجزنا عن تفسير الأمور لا يعني بالضرورة أنها غير قابل للتفسير .بالضبط

أحاول أن أؤمن بأن كل شيء له تفسير منطقي

هذه هى الكارثة

أول خطوات المعرفة الرصد (للحدث)

ثم البحث والفهم لدلالته

أي المنطق

فنظن أن المعادلة تم حلها

وهكذا سنملك بأصابعنا الصغيرة مقاليد الأمور

ومقاديرها

هههههههههههههههه

المنطق

ذلك الغول الذى نمجده

ونغني له ونتغنى به

نلتصق به التصاقا وندافع عنه بكل ما نملك

ثم تأتى أول دروس النضج

اللطمة الأولى التى تطرحنا أرضا من الإعياء

الخط الرمادى الذى يسحب بعنفه بريق الألوان

ويترك لك الوجود باهت

إنه القانون الأول الذى علينا حين نتلقاه أن نحفظه عن ظهر قلب

وهو أن أصل الأمر غيب لا منطق فيه

لا سبيل للمنطق رغم أنك مأمور أن تتخذه سبيلا لغايتك

لكنك كذلك مأمور حينها أن تدرك تماما أنه لن يأخذك لها بذاته

المنطق يرسم لك الطريق لغايتك لكنه لا يملكها لك

حتى ولو أجتهدت

لتعلم أنك ستظل طفلا حتى تموت

مخلوق ناقص والنقص فيه جزء من بشريته

خليط من عوز وفاقة وحاجة وضعف وغباء

وإلا كان الوجود عدم بلا جدوى أو يخضع دائماً لقانون الصدفة كما يقول اللادينون .

المنطق يأخذك الى الحقيقة العليا

الله

لكنه لا يدخل فى سره الذى جعله الله فينا وفى سبلنا وأرزاقنا وفى الطبيعة أيضا

أى منطق فى حيوان (الكابوريا) مثلا الذى يقطع آلاف الأميال فى طريق كله مخاطرة فى رحلة التزاوج ليضع بيضه فى الماء ثم يعود من ذات الطريق وقد هلك أكثر من ثلثيه أمامه تحت عجلات العربات أو هلك من الجفاف فى الطريق ولا يتراجع بل يستمر ولايتردد ويتراجع عن تلك الرحلة بل يكررها

أى منطق فى ذكر النحل الذى يدخل فى سباق ينهكه ويستنفذ فيه كل جهده ليلقح الأنثى وهو يعلم أنه سيموت فور تلقيحها !

أى منطق فى قانون الإنبات الذى يؤكد ضرورة أن يظل النبات جائع من الماء تسقيه بحذر لأنه إذا شبع مات

أى منطق فى أن ترى القاتل يبكي على رأس القتيل !

والشيطان يحب

وإرادة الشر التى تحكمه سنين تتعطل أمام الحبيب وتتحول لرحمة أم لاتتوانى بأن تدفع بنفسها للهلاك ولا تصيب ولدها شوكة !


هناك مقولة عبقرية مصرية تقول "سلامتك من الفكر" ..

تلك مسألة نسبية تتوقف على طبيعة الفكر نفسه

نقولها لمن يُرهقه التفكير .. التفكير هو من جعل راسكولنكوف – بطل الجريمة والعقاب للفذ ديستويفسكي – يُصاب بالحمى وينتهي به الأمر بتسليم نفسه ..

ليس الفكر هو الذى أصابه بالحمى وجعله يسلم نفسه بل مواجهته لنفسه وحقيقتها وكأنه لم يكن ليراها من قبل، حين عجز أن يهرب بدعاويه ونظرياته وهو من الطبقة الممتازة التى لا تحتكم إلا لإرادتها (كما كان يأمل)، وإذا به ضعيف مهزوم يذهب يستمد قوته من سونيا الغانية ليتخذ منها درعا يحميه من الحياة التى قتلها !

تفكير هتلر في كلام نيتشه تسبب في حرب ندفع ثمنها حتى اليوم ..

لماذا لا تقل أن هتلر هو الذى قد وجد ضالته فى تفكير نيتشة، الفكر الذى يعتبر الإنسانية هزالا والوحشية قوة ، فبذرة الشر تظل مخبأة حتى تجد المناخ الذى تستطيع النمو فيه

تفكير قابيل في حياته مقارنة بأخيه جعلته يرتكب جريمة سُميت بعدها جريمة قتل

أى تفكير تعني

لماذا تطلق كلمة عامة على عدة معاني مختلفة تمام الإختلاف

لقد كان الحسد والحقد هو مادفعه لجريمته

فهل نسمى الحسد فكرا أم أنه عاطفة شيطانية تحولت لدافع سرعان ما أنتهى بجريمة القتل

أعتقد أن مرارة المثقف تلك تأتي من فهمه للحياة وليس فهمه للناس ..

لم أقل معاناته فى فهمه للناس بل قلت فى حياته معهم وبينهم حين لا يكن على نفس دأبهم!

فإنه إن فهم الناس لن يشعر بالمرارة ولكن سيشعر بالتعاطف أو الكره حتى ،هذه حقيقة


احتكاكي المحدود بالناس قال لي أن كل إنسان لديه معاييره التي يفهم بها بطريقته الخاصة .. على ما يبدو أن الجميع يفهم في كل شيء !

هههههههههههههههههههههه

(للعلم الضحكة سخرية من الحال وليست من القول)

فى ذات تفكيرنا وطرح أفكارنا ودفاعنا عن تلك الأفكار والأراء لا نفعل فى الحقيقة غير طرق إحتمالات (بفتح الطاء)

ونحن فى قرارة نفوسنا ندرك تماما أننا لم نفهم بعد ولن نفهم وأن الحقيقة قد تكون شىء آخر


ربما هي ضغينة ما أحملها للبشر

(الإحتمال قائم ما دمت تعد دوستايفسكي فذ فهذا يعني أنك معجب بأفكاره ! )
ولكني أجد أنه من غُيَّب عقله يستحق – بشكل ما – ما يجرى له .. والمُغيِّب يعجبني فيه ذكاءه ومدى حرصه الدءوب على نجاح تجارته في الكذب ..وأنا معك فى هذا على أن تستبدل يعجبني ب يدهشني

أتفق معكِ على المسئولية بقدر العلم لكن لابد من وجود حساب يعاقب الجهل ليس بصفته جهل ولكن بصفته (الكسل المانع لعدم المحاولة


هو ليس كسل

ربما كلفه الجهل جهد أعظم من دأبه ليعقل

لكنه الخوف والجبن وربما كان القهر، أسأل الله العافية



الأمر عنده سواء مادامت البطون ممتلئة !

وكذلك إن كانت خاوية !

لا أظن محرك أسرع وأعنف من الجوع بعد الشبع

أختلف معكِ .. فالحقيقة إن كانت مرتبطة حقاً بالأشخاص فنحن هالكون لا محالة!

لا لسنا هالكون هنا ، لأن التوازن بين الخير والشر فى الوجود فعل إلهي غير خاضع للبشر

وستظل هناك قوالب البشر التى تتبنى الحقيقة وتقاتل لأجلها مهما زاد الشر ورعاياه ومن يمكنوا له

الحقيقة قيمة يا أخي كالخير والجمال والقيم لاتفعل فعلها إلا من خلال إرادة أى من خلال بشر


الحقيقة السليمة تفرض نفسها كضيف ثقيل الظل على من احتكروا "الحقيقة" .. تفرضها من خلال إرادة وكوننا أحياناً لا نبصرها جيداً فهذا لأننا لم نعتاد قربها بتلك الدرجة .. مثل الشمس عليها أن تتسلل من كافة الأطواق والأحجبة التي يحيط بها كوكبنا العزيز نفسه !
وبخصوص الجمال والخير فإن تم ربطهم بالفعل البشري سالف الذكر فهذا ما كنتُ أقصده بالفطرة المصطنعة .. وليست بالضرورة أن تكون سيئة ولكنها كذلك ليست بالضرورة أن تكون صادقة !

أظن أن مصطلح الفطرة المصطنعة هذا شديد الغرابة والتناقض معا !

كيف تكون فطرة وفى ذات الوقت مصطنعة ؟!

وكونها تكن صادقة أو كاذبة سيئة فهذا شأن القالب الذى يخلعها عليه ( الانسان) لا شأن القيمة بذاتها





إلا أنى لازلت أخالفك الرأى فى كون الثانيةرفاهية!

لو كانت غير ذلك لما كان إتباعها الدائم مذموماً ..إتباع أى شىء بغير ضابط يعد فعلا مزموما من منطلق السيارات فهي تعتبر كماليات للحياة يمكن الاستغناء عن معظهما طالما السيارة يمكنها في النهاية أن تسير .

لا أظن المثال هنا يخدم الفكرة لأنه مثال غير عادل !



على أساس أنه يُمكن للأم أن تحمل بعد حملها الأول بستين عام!

بل على أساس أننا إخوة غير أشقاء طبعا !

يقولون أن الحياة الحقيقية بعد المائة .. والأسنان اللبنية تعود من جديد .. ربما وقتها تكونين أصغر !لم أطمح فى البقاء كل هذه السنين ولاحتى ثلثها.

أخي الكريم

أعتذر اليوم حقا عن الإطالة التى قد تصيبك بالملل

لكن للعقل أمراض حين نكشف النقاب عنها لانستطيع أن نتحكم فى صراخه

كل عام وأنت بخير

والسلام عليك ورحمة الله وبركاته

The Riotous
29-10-2008, 06:22 PM
قبل الرد أُحِب أن أعتذر بشدة عن التأخر فيه الناتج عن التداخل بين طبيعة الحياة وطبيعة المرء !




قد تكون رؤية دارونية لكنفلسفة لا أظن



فلا أظن فى هذا التيارفلسفة



الفلسفة علم التأملوالإبحار فى الوجود والنفس البشرية



وهذا التيار (داروين) لايعتبرها أكثر من كائن دفعه التطور الذاتى لتتغير صورته



لكنه فى الإصل ليس أكثر منحيوان تغيرت ملامحه !



ولست أستبعد دفعه للقضاءعلى عواطفه إن كانت تعيقه



فهو فى الأصل لا يعترفبحقيقة تلك العواطف بل يعتبرها مجرد غلاف للرغباتالحيوانية



لا يُشْترَط في الفلسفة السمو كما أعتقد .. فمنها ما أصاب أتباعها بالجنون أو بالكراهية أو بالتواكل ،



أعتقد أن نظرية التطور فلسفة أكثر منها علماً ،



فاعتبارها علماً يجعلها حقيقة بينما النظر لها على كونها رؤية يجعلها أكثر قابلية للمناقشة ، (الرؤية عندي ترادف الفلسفة لأني أعتقد أن الفلسفة رؤية غيرنا وكذلك رؤيتنا تجاه الحياة وما فيها)



مشكلة مكيافيللي ليس أنه أخرج فكرة جديدة وهي أن الغاية تبرر الوسيلة ، ولكن لأنه صرَّح بمبدأ حفظته الأغلبية داخل الصدور وتحفَّظوا على التصريح به !




الأمر كذلك يبدوا وكأنناضحية ما نعلم وما سيهلكنا حين نعلمه على حد تعبيرك



لكننا فى الحق أكثر مكرا منكوننا ضحية



لم تخدعنا الحياة بكلمافيها حين دلت لنا من البداية أننا كلنا هالكين لا محالة



من يعلم ومن لايعلم



لكنهم لايستوون



فقط تستطيع أن تختار طريقةالهلاك التي ترضيك



أو ترضي غرورك إن جازالتعبير



وكما قيل ( كلنا يتمرغ فىالوحل* ولكن بعض منا يتطلع من وحله للنجوم !)



والمعرفة من وجه نظرى هىهذا التطلع



الكل يعلم بهلاكه دون شك .. لذا دائماً نبحث عن الخلود .. مما قد يدفعنا لتقدير فكر أبليس عندما ربط الشجرة بالخلود !



فهو على علم بأهمية الأمر بالنسبة للفاني .. ولأن ما لا يُمْكِن إدراكه يَسْهُل اعتناقه !



يمضي الإنسان في الحياة محاولاً أن يجعل لها جدوى وفائدة .. لكن يظل التساؤل المقيت : هل لتلك الفائدة فائدة حقيقية ؟!



مثل تلك التساؤلات دفعت بماركس ليقول أن الدين أفيون الشعوب ودفعت نيتشه ليقول أن الله مات !




بل يتلاشاه الآخرون ويفسحونله الطريق ويرفعون له القبعة



الجاهل أكثر حظا وأعظم حقابين الجموع



أما العالم الذى يعاقب نفسهفيكفيه سلام خلعه عليها رغم الألم



وقضية تصنع له القيمة حتىوإن كانت قضية خاسرة



هناك الجاهل والمتجاهل .. أعتقد أن المتجاهل هو الأكثر حظاً بينما الجاهل مغلوب على أمره بأن يُصدِّق ما يُقال له ،



وأعتقد أن عدمية القضية لا تمنح المثقف سلام روحي ولكن تصيبه المثقفين بأمراض ضغط الدم والوفاة المُبكِّرة !




يقولون هذا فى الطب لانهليس بين المريض والشفاء غير إعترافه بالمرض أو تشخيصه له



هذا بفرض وجودالعلاج



لكن حين يفطن المرء لمايحمل من علل روحية وفى الوقت ذاته يعلم أنه لم يخترع بعد دواءلها



فهنا تكمن محنته ومأساتهالتي أورثها له نضجه



لا أعتقد أن هناك داء بدون دواء لكننا – كالعادة لا نعرف في الغالب !



على أي حال هناك مثل أسباني يقول "أن تعيشَ بدون همّ .. هذا هو الهمّ الحقيقي" !




هذا حين نكون بصدد محنتنانحن ومعاناتنا فيها لكن حين نكون خارج الدائرة



الدائرة الكهربائية التىتتوقف معها وظائف التحليل والتدقيق والبصيرة بل والرؤيا كلهاأحيانا



حين نخرج عنها نبصر ونعيونمنطق كيفما نريد



ونتمتع بكل ماذكرت !



لهذا يُفضل ألا يحمل الجرّاح أي نوع من المشاعر لمن يُجري عليه الجراحة !



فالخوف من الخطأ غالباً يكون – بدوره – خطأ!



وكما يقولون أن الخطأ أفدح من الجريمة !




هذه هىالكارثة



أول خطوات المعرفة الرصد (للحدث)



ثم البحث والفهملدلالته



أيالمنطق



فنظن أن المعادلة تمحلها



وهكذا سنملك بأصابعناالصغيرة مقاليد الأمور



ومقاديرها



هههههههههههههههه



أشم رائحة المرارة أقوى من اللازم .. على العموم قد تعلم المرء أن المرارة ليست بالشيء المذموم طالما كان هناك ما يعادلها في النفس من سخرية ! (أو أي مُعادِل آخر)




المنطق



ذلك الغول الذىنمجده



ونغني له ونتغنىبه



نلتصق به التصاقا وندافععنه بكل ما نملك



ثم تأتى أول دروسالنضج



اللطمة الأولى التى تطرحناأرضا من الإعياء



الخط الرمادى الذى يسحببعنفه بريق الألوان



ويترك لك الوجود باهت



إنه القانون الأول الذىعلينا حين نتلقاه أن نحفظه عن ظهر قلب



وهو أن أصل الأمر غيب لامنطق فيه



لا سبيل للمنطق رغم أنكمأمور أن تتخذه سبيلا لغايتك



لكنك كذلك مأمور حينها أنتدرك تماما أنه لن يأخذك لها بذاته



المنطق يرسم لك الطريقلغايتك لكنه لا يملكها لك



حتى ولوأجتهدت



لتعلم أنك ستظل طفلا حتىتموت



مخلوق ناقص والنقص فيه جزءمن بشريته



خليط من عوز وفاقة وحاجةوضعف وغباء



هناك مسلسل أتابعه بشغف يسمى (House M.D.) وفي مرة قال بطله : "لو كان المتدينين لديهم منطق لما كانوا متدينين" !



طبعاً هو مُلْحِد يؤمن بالمنطق فقط .. بينما المتدين – يُفْترَض أن – لديه الإيمان والمنطق جنباً إلى جنب .. لكنه بالطبع يُزكّي الإيمان على المنطق .. لأن المنطق بطبعه مُتغيِّر والحقائق ليست ثابتة طوال الوقت !



أختلف معكِ في فكرة أن الغيب لا منطق فيه .. ولكني – كالعادة – أعتقد أننا قد لا نكون بالذكاء الكافي لملاحظته أو أن منطق الغيب ليس بالضرورة أن يتكشَّف لنا .. ربما لمن بعدنا .. من يدري ؟!




المنطق يأخذك الى الحقيقةالعليا



الله



لكنه لا يدخل فى سره الذىجعله الله فينا وفى سبلنا وأرزاقنا وفى الطبيعة أيضا



أى منطق فى حيوان (الكابوريا) مثلا الذى يقطع آلاف الأميال فى طريق كله مخاطرة فى رحلة التزاوج ليضعبيضه فى الماء ثم يعود من ذات الطريق وقد هلك أكثر من ثلثيه أمامه تحت عجلاتالعربات أو هلك من الجفاف فى الطريق ولا يتراجع بل يستمر ولايتردد ويتراجع عن تلكالرحلة بل يكررها



أى منطق فى ذكر النحل الذىيدخل فى سباق ينهكه ويستنفذ فيه كل جهده ليلقح الأنثى وهو يعلم أنه سيموت فورتلقيحها !



أى منطق فى قانون الإنباتالذى يؤكد ضرورة أن يظل النبات جائع من الماء تسقيه بحذر لأنه إذا شبعمات



أى منطق فى أن ترى القاتليبكي على رأس القتيل !



والشيطانيحب



وإرادة الشر التى تحكمهسنين تتعطل أمام الحبيب وتتحول لرحمة أم لاتتوانى بأن تدفع بنفسها للهلاك ولا تصيبولدها شوكة !



هذا كثير من المنطق .. أولاً هناك منطق التكاثر الحيواني والتكاثر – كما نعرف – هدفه الأول المحافظة على النوع .. فإن لم يفعل الكابوريا والنحل ذلك لهلكوا جميعاً .. بالطبع الهلاك الجماعي أكثر خطراً من الهلاك الفردي !



وهم بذلك يتآلفون مع حقيقة يُمجدّها البشر – في الغالب – وهي التضحية الفردية فداء الجماعة .. لكن ما يحدث للحيوان غامض بالنسبة لتفكير الإنسان نظراً لنظرة الإنسان المتدنية للتكاثر ! (لا أعيب تلك النظرة فمن المفزع دائماً معرفة أنه سيأتي بنسل جديد للعالم الذي يحيا فيه أو الأكثر ترويعاً أن يأتي بنسل جديد يكون شبيه له)



منطق النبات مشابه أيضاً للإنسان إلى حد كبير .. حيث أن قمة طموح النبات وقمة ما يشتهيه هي الماء فإن وصل إليها لم يعد هناك ما يُبرر وجوده .. لم يعد هناك هدف يسعى إليه .. مثله مثل الإنسان إن حقق كل غاياته ملَّ فانتحر !



بينما القاتل يبكى لأنه – رغم كل شيء – بشر .. والشيطان يحب لأنه يستطيع أن يكره ! أعتقد أنه لا يوجد شيطان واحد ليس لديه جانب – على الأقل – شديد الرُقي والحساسية ! (أقصد بالشيطان طبعاً الإنسان لأنه ما يعنينا ولأنه في الغالب أشد خطراً)




تلك مسألة نسبية تتوقف علىطبيعة الفكر نفسه



هنا المقصود (الفكر) عموماً .. لأن الفكر يورث الهم في الغالب .. بغض النظر عن طبعه .. حيث أنه يحول المرء من صاحب عقل راجح .. إلى صاحب قضية ما .. إلى صاحب مرض في النهاية !




ليس الفكر هو الذى أصابهبالحمى وجعله يسلم نفسه بل مواجهته لنفسه وحقيقتها وكأنه لم يكن ليراها من قبل، حينعجز أن يهرب بدعاويه ونظرياته وهو من الطبقة الممتازة التى لا تحتكم إلا لإرادتها (كما كان يأمل)، وإذا به ضعيف مهزوم يذهب يستمد قوته من سونيا الغانية ليتخذ منهادرعا يحميه من الحياة التى قتلها !



بالطبع لسنا بصدد مناقشة الرواية وألغاز عم (ديستوفيسكي) النفسية .. ولكن الفكر يدفع إلى الفعل والمبادئ الفلسفية ليس لها قيمة في حد ذاتها ما لم تنفذ عملياً كما قال (برتراند راسل) على ما أتذكر ،



أعتقد أن دورة الحياة مكونة من دائرة متصلة من الفكر والفعل .. فكما قد يتضح أن الإنسان يُفكر ثم يقوم بالفعل ثم يُفكر في الفعل وأثره (الفكر من جديد) ثم العمل على إصلاح أو إفساد الناتج عن الفعل الأول (الفعل من جديد) .. وهكذا !





لماذا لا تقل أن هتلر هوالذى قد وجد ضالته فى تفكير نيتشة، الفكر الذى يعتبر الإنسانية هزالا والوحشية قوة، فبذرة الشر تظل مخبأة حتى تجد المناخ الذى تستطيع النموفيه



كُنت مثلك أظن كذلك لكني قرأت للرجل بعض مما كتبه فوجدته أقرب إلى الأدب منه إلى الفلسفة .. وإذا كان الأدب قابل للتأويل فالفلسفة أكثر قابلية .




أى تفكيرتعني



لماذا تطلق كلمة عامة علىعدة معاني مختلفة تمام الإختلاف



لقد كان الحسد والحقد هومادفعه لجريمته



فهل نسمى الحسد فكرا أم أنهعاطفة شيطانية تحولت لدافع سرعان ما أنتهى بجريمة القتل



لأني أقصد أن الإنسان عندما يستعمل عقله فإنه غالباً يدفعه إلى دماره ودمار من حوله ربما أكون متأثر بالنزعة الكارهة للبشر بعض الشيء ولكني كذلك متأثر بالناحية المتسامحة مع الإنسان والمتفهمة لطبيعته القاصرة .. أي العلاقة الغير طبيعية التي تنشأ داخل المرء من الحب والكره المجتمعين .. والتفكير على أن الإنسان شيطان جبان لكن مع ذلك نتفهم لماذا هو شيطان جبان !




لم أقل معاناته فى فهمهللناس بل قلت فى حياته معهم وبينهم حين لا يكن على نفس دأبهم!



الاختلاف بين البشر ليس بمشكلة ولكن عدم فهم الاختلاف هو المشكلة !




فى ذات تفكيرنا وطرحأفكارنا ودفاعنا عن تلك الأفكار والأراء لا نفعل فى الحقيقة غير طرق إحتمالات (بفتحالطاء)



ونحن فى قرارة نفوسنا ندركتماما أننا لم نفهم بعد ولن نفهم وأن الحقيقة قد تكون شىء آخر



تلك هي المشكلة .. لهذا يصاب المفكرون بالجنون أسرع من إصابتهم بالسرطان .. وتلك نظرية الحياة من الأساس والإيمان بقوة تفوق الإدراك البشري !




(الإحتمالقائم ما دمت تعد دوستايفسكيفذفهذا يعني أنك معجب بأفكاره ! )



على فكرة .. أفكار الكاتب التي يدرجها في رواياته ليست بالضرورة كلها أفكاره ولكن غالباً هي أفكاره يطرحها ليناقشها بطريقة فنية .. وطبيعة الأفكار وطريقة أسلوبه في تناولها هي الفرق بين الكاتب العظيم والكاتب الأقل موهبة .. وديستوفيسكي لا يحتاج شهادتي بالطبع لأنه أحد أهم الكتاب في التاريخ الإنساني مثله مثل تولستوي وبوشكين وسوفوكليس وهوميروس وشكسبير وبو !




لا لسنا هالكون هنا ، لأنالتوازن بين الخير والشر فى الوجود فعل إلهي غير خاضعللبشر



وستظل هناك قوالب البشرالتى تتبنى الحقيقة وتقاتل لأجلها مهما زاد الشر ورعاياه ومن يمكنواله



الحقيقة قيمة يا أخي كالخيروالجمال والقيم لاتفعل فعلها إلا من خلال إرادة أى من خلالبشر



أتفق معكِ في ما ذكرتِ لكن دون منطقة البشر تلك فأحياناً تكون الحقيقة من أعتى ما يمكن بحيث لا تنقلها إرادة بشرية ولكن تفرض نفسها بنفسها .. والبشر بطبعهم متجاهلين للحقيقة وغير مستعدين لها .. من يبحث عن الحقيقة مجرد أفراد وسط الجموع .. وغالباً يتعرضون لمواطئ أقدام الآخرين !



الحقيقة دائماً مهمة وغالباً غير ضرورية !




أظن أن مصطلح الفطرةالمصطنعة هذا شديد الغرابة والتناقض معا !



لستُ من هواة الطبيعي أو الخالي من التناقض .. التناقض حياتنا .. حتى وإن تظاهرنا بثباتنا على ذات اللون !




كيف تكون فطرة وفى ذاتالوقت مصطنعة ؟!



قلتها من قبل هي ما أحب أن أدمج بها التربية والنشأة والمجتمع ثم اختيار الإنسان .. بخلاف الفطرة الإلهية المعروفة .




أخي الكريم



أعتذر اليوم حقا عن الإطالة التى قد تصيبك بالملل



لكن للعقل أمراض حيننكشف النقاب عنها لانستطيع أن نتحكم فى صراخه



كل عام وأنتبخير



والسلام عليك ورحمةالله وبركاته




بالعكس الإطالة أسعدتني للغاية وليس بالضرورة كل مرة تعتذري(ن) عنها .. على العموم لا تحرمينا منها ،



وكل عام وأنتِ بخير (متأخرة طبعاً) ،



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .