صباح نيسان
12-07-2008, 10:59 PM
-ألديك سر بقائي .. وأمرأة .
أحياء متلاصقة ، قطعتها مرات عديدة ،ابوبها ألمغلقة تبعث صمتها القاسي..متكدراً ،
حذراً بلا مبالاة،أتفحصها دوماً بنظرة سريعة .. فأراها كما هي ، ألاالوجوه التي تفتح
عينيها على الجانبين ..أتجنبها ..لآن لها كل ساعة نظرة مختلفة.. تطاردني ،تلحق بي ،
أقرأ فيها رغبة سحبي داخل فكيها ، حيث التوقع: رطوبة وظلام ، وأصوات منتحبة ،
ومسامات لوجوه ملونة جف عرقها ، يقطع زمنها الوحيد ... زمن الانتظار ..
ابواب تُفتح ،تفتح أمام مخيلتي أبواب ألتصور: طفل عاٍر ، حول فمه بقايا مرق الطماطم ..
أراد الخروج لكن يداً خائفة سحبته ألى ألداخل .. تصورت ما وراءه وبين جدرانه : أرامل
يحدثن ويلامسن الواحه ،ورجال طغاة يحكمون مملكة من أربع زوايا ، لاشمس تشرق على
باحاتهم .. تواقون لآستنزاف ما حل( ببابي )، ألذي يمد ذراعيه على سياج ألدار ، غليظتان ،
أصابعهما تعبث باشيائي .. تلقيها على دروب جائعة ،سرعان ماتختفي بسرية ، فأرى الامان
وألتوحش يدفعانه لى حماقات ،لها نهايات مأساوية .. واشٍِِ ، ثرثار ، يفتح مصراعيه في
ليال مظلمة ، فتمتد الاصابع نحوي ، غليظة مستنكرة .. تكلفني كرامتي حد الافلاس ،فأجمد
حساباتي حتى يعلن الديك أستردادها .
قرأت تاريخه ، اقدم ما في الحي يتحدر من اصول لااصل لها ،خشبه أخرق ، لكنه منقوع
بزيت الكتان ، صنعه حرفي من احياء بعيدة ، اسنده بدعامتين من خشب السيسم الصقيل ،
ألخالي المسامات : ليعلن لاحفاده عودة مؤجلة .. النبوءات تقول : صانعه (حفيده) سيقتلعه
ويدق آخر . حاولت اقتلاعه مرات عديدة ، هزت أركانه المرة الاولى ، والمرة الاخيرة
صار أكثر قوة أمام أحباطي وأقتناعي بأنه شر لابد منه . ذكرتني وحدتي بأبناء لي بصقهم
الى غربة موحشة ،يهيمون فوق المسافات ، يحملون ديك الخلاص على هاماتهم ، ينتظرون
أعلانه العودة ، أعياهم زمنه الطويل ، وعلى اكتافهم ينمو ثقله ألهرم .
أمرأة حطت على زمني ، حركته ، توهجت بسطوعها دروبي ، تكمل مالم أبدأه ، ربتت يدها
على كتفي ، أزالت غبار ألسنين ، أطفأت فوانيس الظلام .. وبدأت : صنعت باباً جديداً خلف
بابي ، وأعلنت موت الديك ..لكنه لم يدم .. سقطت دعامته ألعليا ، ثم تهاوى سقوطاً ، حتى
تغلغل في الارض ، داست أقدامها تربته وبيدها فأس زجاجي ، أثبتت حافته في صدره ،
شرخته ، خرجت من الجرح قبل ان يندمل خشبه ، ويبقى الاثر على صدري ، شفافا ،
له نبض واهن ، تنبعث منه رائحتها ، متفتحة ، تخترق الظلال امامي ، بشعاع باهت
تغطيه كثافة رمادية ، تتوالد ، تنمو ولونها يزداد دكونة .
في ليلة .. فيها فكرة الصراع تكفي حتى يهزمني النوم ، ابصرته يثب بمواجهتي ،
يوقظني .. وعيناه اسئلة كبيرة ، امام حديثهما صمته مطبق (ولدي ..لن اجيب ،
انظر ، تفحص الزوايا ، الاركان ، خارطة (ألأرضة) هذا بيتك .. عليه سقطت الامطار ،
على حافات ميازيبه نبت فطر ، امك نثرت ملاءتها على السطح ، ومن كسرت ساقك
هي نخلة الدار . عرفتها قبل ان أسأل .. هي امرأة .. منحتك القوة ، جاوزتك الباب ،
لكنك لن تدوم ، جئت قبل ألاوان .. الديك لم يمت كما تقول عيناك ، لكني اعترف ان
الباب صار اكبر حجما واكثر صلادة ، لكن هذا لايعني شئ ، حين تحدث المعجزة ،
وتتحقق النبوءات ، ويقتلعه صانعه ... حينها فقط ... سنحرقهما معا ) .
- أبي .. لم يكن هناك ديك
- امرأة لعينة .. ساحرة ، لقد مسختك ، انستك حلمك (حلمنا) أملك في الدنيا ،
سنواتنا الطوال .. لعينة .. قارب زمن الانتظار على الموت وسيعود لي أبنائي ..
اعلم ان هذا على وشك الحدوث فأذهب حتى يقوم ويوقف سنوات الالم والضياع
والخوف ، ويضع بيضته ، بيضة النبوءات .. عندها فقط عد الي او انك ستعود حتما ً .
وعي ٌ يستبد به ، يحمله على جناحي رؤية مستنيرة ، ترسم خطاه على مسالك النسيان ،
يخطو فوق الجرح ، يطمره في أرض الغربة ، تعفنه سيصيب صدورنا .. دمائنا
وأسورانا ، أرثنا من الاصوات .. لكن الخلاص سيأتي به سباتٌ ممزوج بالنوم ،
والاوسمة خفية في الصدور حتى يدفع الديك ... بيضة النبوءات .
أحياء متلاصقة ، قطعتها مرات عديدة ،ابوبها ألمغلقة تبعث صمتها القاسي..متكدراً ،
حذراً بلا مبالاة،أتفحصها دوماً بنظرة سريعة .. فأراها كما هي ، ألاالوجوه التي تفتح
عينيها على الجانبين ..أتجنبها ..لآن لها كل ساعة نظرة مختلفة.. تطاردني ،تلحق بي ،
أقرأ فيها رغبة سحبي داخل فكيها ، حيث التوقع: رطوبة وظلام ، وأصوات منتحبة ،
ومسامات لوجوه ملونة جف عرقها ، يقطع زمنها الوحيد ... زمن الانتظار ..
ابواب تُفتح ،تفتح أمام مخيلتي أبواب ألتصور: طفل عاٍر ، حول فمه بقايا مرق الطماطم ..
أراد الخروج لكن يداً خائفة سحبته ألى ألداخل .. تصورت ما وراءه وبين جدرانه : أرامل
يحدثن ويلامسن الواحه ،ورجال طغاة يحكمون مملكة من أربع زوايا ، لاشمس تشرق على
باحاتهم .. تواقون لآستنزاف ما حل( ببابي )، ألذي يمد ذراعيه على سياج ألدار ، غليظتان ،
أصابعهما تعبث باشيائي .. تلقيها على دروب جائعة ،سرعان ماتختفي بسرية ، فأرى الامان
وألتوحش يدفعانه لى حماقات ،لها نهايات مأساوية .. واشٍِِ ، ثرثار ، يفتح مصراعيه في
ليال مظلمة ، فتمتد الاصابع نحوي ، غليظة مستنكرة .. تكلفني كرامتي حد الافلاس ،فأجمد
حساباتي حتى يعلن الديك أستردادها .
قرأت تاريخه ، اقدم ما في الحي يتحدر من اصول لااصل لها ،خشبه أخرق ، لكنه منقوع
بزيت الكتان ، صنعه حرفي من احياء بعيدة ، اسنده بدعامتين من خشب السيسم الصقيل ،
ألخالي المسامات : ليعلن لاحفاده عودة مؤجلة .. النبوءات تقول : صانعه (حفيده) سيقتلعه
ويدق آخر . حاولت اقتلاعه مرات عديدة ، هزت أركانه المرة الاولى ، والمرة الاخيرة
صار أكثر قوة أمام أحباطي وأقتناعي بأنه شر لابد منه . ذكرتني وحدتي بأبناء لي بصقهم
الى غربة موحشة ،يهيمون فوق المسافات ، يحملون ديك الخلاص على هاماتهم ، ينتظرون
أعلانه العودة ، أعياهم زمنه الطويل ، وعلى اكتافهم ينمو ثقله ألهرم .
أمرأة حطت على زمني ، حركته ، توهجت بسطوعها دروبي ، تكمل مالم أبدأه ، ربتت يدها
على كتفي ، أزالت غبار ألسنين ، أطفأت فوانيس الظلام .. وبدأت : صنعت باباً جديداً خلف
بابي ، وأعلنت موت الديك ..لكنه لم يدم .. سقطت دعامته ألعليا ، ثم تهاوى سقوطاً ، حتى
تغلغل في الارض ، داست أقدامها تربته وبيدها فأس زجاجي ، أثبتت حافته في صدره ،
شرخته ، خرجت من الجرح قبل ان يندمل خشبه ، ويبقى الاثر على صدري ، شفافا ،
له نبض واهن ، تنبعث منه رائحتها ، متفتحة ، تخترق الظلال امامي ، بشعاع باهت
تغطيه كثافة رمادية ، تتوالد ، تنمو ولونها يزداد دكونة .
في ليلة .. فيها فكرة الصراع تكفي حتى يهزمني النوم ، ابصرته يثب بمواجهتي ،
يوقظني .. وعيناه اسئلة كبيرة ، امام حديثهما صمته مطبق (ولدي ..لن اجيب ،
انظر ، تفحص الزوايا ، الاركان ، خارطة (ألأرضة) هذا بيتك .. عليه سقطت الامطار ،
على حافات ميازيبه نبت فطر ، امك نثرت ملاءتها على السطح ، ومن كسرت ساقك
هي نخلة الدار . عرفتها قبل ان أسأل .. هي امرأة .. منحتك القوة ، جاوزتك الباب ،
لكنك لن تدوم ، جئت قبل ألاوان .. الديك لم يمت كما تقول عيناك ، لكني اعترف ان
الباب صار اكبر حجما واكثر صلادة ، لكن هذا لايعني شئ ، حين تحدث المعجزة ،
وتتحقق النبوءات ، ويقتلعه صانعه ... حينها فقط ... سنحرقهما معا ) .
- أبي .. لم يكن هناك ديك
- امرأة لعينة .. ساحرة ، لقد مسختك ، انستك حلمك (حلمنا) أملك في الدنيا ،
سنواتنا الطوال .. لعينة .. قارب زمن الانتظار على الموت وسيعود لي أبنائي ..
اعلم ان هذا على وشك الحدوث فأذهب حتى يقوم ويوقف سنوات الالم والضياع
والخوف ، ويضع بيضته ، بيضة النبوءات .. عندها فقط عد الي او انك ستعود حتما ً .
وعي ٌ يستبد به ، يحمله على جناحي رؤية مستنيرة ، ترسم خطاه على مسالك النسيان ،
يخطو فوق الجرح ، يطمره في أرض الغربة ، تعفنه سيصيب صدورنا .. دمائنا
وأسورانا ، أرثنا من الاصوات .. لكن الخلاص سيأتي به سباتٌ ممزوج بالنوم ،
والاوسمة خفية في الصدور حتى يدفع الديك ... بيضة النبوءات .