المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية حنين من جرّب الجهاد .. و ما لا تعرفونه عن أسامة !!



تهاويل
01-01-2002, 12:00 AM
أيها الفضلاء :

كم حزنت وتألمت وأنا استمع لأحد المشايخ ممن ملأ الدنيا بالأشرطة التي تتحدث عن سير الأصحاب وتضحياتهم وبطولاتهم , فعندما سئل فضيلته في إحدى القنوات الفضائية عن ما يدور الآن في أفغانستان قال :

لا تكافؤ . !!! وعدَّ ذلك مجازفة . بانهزامية غريبة عجيبة!!! . قلت في نفسي كم سمعنا من هذا الشيخ أخبار معارك المسلمين الخالدة وأن القوم كانوا لا يقاتلون بعددٍ ولا عده وقبل ذلك كتاب الله ينطق { كم من فئة قليلة غلبت فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ...} .

ولكن ... كم تخسر الأمة بترك الجهاد ..... كم يخسر طلاب العلم خاصة بترك الجهاد ...

وليست القضية دروساً نظرية فهذه سهلةميسورة والله المستعان .

وكم تمنيت من قلبي لو صمت هؤلاء أمثال هذا الشيخ حفاظاً على ما قدموا من قبل , وكم كانوا يدندنون على سيرة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : فأين هم من مواقف شيخ الإسلام في الجهاد خاصة فنعوذ بالله من الحور بعد الكور . ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب .. أسأل الله الكريم أن يعصمنا وإياهم من مظلات الفتن وإنما هي أيام قلائل وإن إلى ربك المنتهى يوم تبلى السرائر .. نسأل الله أن يسترنا بستره الجميل في الدنيا والآخرة .

وتأكيدا على ما سبق حول هذه الصفة ففي حرب الخليج قبل أكثر من عشر سنوات إدلهمت الخطوب في أرض الجزيرة وخاف الناس واضطربوا فكنت أستمع لبعض طلاب العلم في مجالسهم الخاصة فتسمع من ضعف التوكل والمبالغة في أخذ الحيطة والحذر ما لا تجده عند من جرب الجهاد وعاش أيامه فإنك تجد مجالسهم عامرة باليقين والثقة والتوكل وهذا لعمر الله من ثمرات الجهاد العظيمة تربيته للنفوس خاصة وقت المحن والشدائد ..

فاللهم أقم علم الجهاد يا سميع الدعاء.

وتأكيدا على ما سبق إليكم كلام شيخ الإسلام حقاً وصدقاً الحبر البحر المجاهد الكبير أحمد بن عبد الحليم بن تيميه رحمه الله إذ يقول : ولهذا كان الجهاد سنام العمل وانتظم سنام جميع الأحوال الشريفة . ففيه سنام المحبة كما في قوله تعالى { فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون في الله لومة لائم } وفيه سنام التوكل وسنام الصبر فإن المجاهد أحوج الناس إلى الصبر والتوكل . ولهذا قال الله تعالى { والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون } .

ولهذا كان الصبر واليقين اللذان هما أصل التوكل يوجبان الإمامة في الدين كما دل عليه قوله تعالى :

{ وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون } ..

ولهذا كان الجهاد موجباً للهداية التي هي محيطة بأبواب العلم كما دل عليه قوله تعالى { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا .. } فجعل امن جاهد فيه هداية جميع سبله تعالى .

ولهذا قال الإمامان عبد الله بن المبارك وأحمد بن حنبل وغيرهما : إذا اختلف الناس في شيء فانظروا ماذا عليه أهل الثغر فإن الحق معهم لأن الله يقول { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا }.

وفي الجهاد أيضا حقيقة الزهد في الحياة الدنيا . وفي الدار الدنيا , وفيه أيضا حقيقة الإخلاص وأعظم مراتب الإخلاص : تسليم النفس والمال للمبعود كما قال تعالى { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون ....}.

وفي موضع آخر قال : واعلموا أن الجهاد فيه خير الدنيا والآخرة وفي تركه خسارة الدنيا والآخرة قال الله تعالى { قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين } يعني : إما النصر والظفر وإما الشهادة والجنة . فمن عاش من المجاهدين كان كريماً له ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة . ومن مات منهم أو قتل فإلى الجنة........إلى قوله رحمه الله ومن كان كثير الذنوب فأعظم دوائه الجهاد فإن الله عز وجل يغفر ذنوبه كما أخبر الله في كتابه بقوله سبحانه وتعالى { يغفر لكم ذنوبكم } .

ولن أنسى ما حييت موقفا أذكره الآن تأكيدا لكلام شيخ الإسلام السابق فقد كان مجموعة من الأخوة و كانت تلك المجموعة المتآلفة المتحابة الحريصة على العلم في الخط الأول وكانوا يتذاكرون في صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير [ باب الحور العين وصفتهن ] فقصف الطيران على مواقعهم قصفاً دقيقاً فقتل بعضهم و كانوا من خيارهم و قدّر الله الحياة لبعضهم ، ثم اشتعلت النيران في الخيام والقذائف التي كانت موضوعة تحت الجبل القريب بين الخيام فالتهم الحريق كل شيء وأتى على الكتب الموضوعة في الخيام والعجيب أن أحدهم وجد ورقة مقطوعة من المصحف قد سلمت من الحريق فيها قول الحق تبارك وتعالى { أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده } إي والله ...... أخذها أحد الأخوة في جيبه حتى

لا تداس ونسي مكانها من هول المصاب ثم فتش في جيبه بعد ذلك فوجد الآية فكانت عبرة وآية أن هذا هو الطريق وأن فيه ذروة سنام الهداية كما قال شيخ الإسلام ..

أيها الأعزة :

نحن قد عرفنا الطريق وأحببنا هذا الطريق طريق المجد والعزة ولكننا في هذه المحنة تقاعسنا وتخاذلنا عن النفير لأسباب شتى فسبقنا أقوام بالنفير إليكم والطاعات والقرب فرصة والقلوب لها إقبال وإدبار

إذا هبت رياحك فاغتنمها

فإن لكل خافقة سكون

ثم أضحى الأمر بعد ذلك فيه من الصعوبة ما فيه من حيث الوصول إليكم واللحاق بركبكم الكريم .

وإنني والله لا أجد لنفسي عذراً إلا بنصرتكم قدر طاقتي بشتى أنواع النصرة بالمال والدعاء والذب عن أعراضكم وجهاد المنافقين المخذلين وبيان الحقيقة لهم عسى أن يكون في ذلك نجاة من عذاب الله والله أسأل أن يصلح السري
00000000000000000000000
مقال بقلم ابن الاكوع