المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من أخطا الحسابات: روسيا أم جورجيا؟



إسلامية
12-08-2008, 12:21 AM
الاحداث التى تفجرت على نحو مباغت وخطير فوق الأراضي الجورجية، وباستخدام الوسائل القتالية على هذا النحو من قبل جورجيا ضد اوسيتيا الجنوبية وتدخل القوات الروسية ضد القوات الجورجية واجبارها على اخلاء عاصمة اوسيتيا التى كانت قد احتلتها فى بداية المعارك، لاشك تمثل نقلة جديدة فى الصراع الجارى فى هذا البلد وفى الاقليم بل هى تتخطاها الى التاثير على توازنات الوضع الدولى بين اخطر قواه المتصارعة "بصفة مباشرة" الان، اى روسيا والولايات المتحدة.





وإذا كان هذا الصراع بين جورجيا واوسيتيا هو تكرار لسيناريو سابق، فان اندلاع تلك الأحداث فى ظل الظرف الراهن والتدخل الروسي على هذا النحو، والمواقف المعلنة من دول الاقليم –خاصة تلك التى كانت من قبل تحت السيطرة خلال زمن الاتحاد السوفيتى –والمواقف الأمريكية والأطلسية والأوروبية، لاشك تعبر عن انتقال وتغيير فى اساليب الصراع الدولى او فى نمط المواجهة الروسية لتمدد النفوذ الامريكى والاطلسى والاوروبى فى المحيط الحيوي الإقليمي لروسيا، إلى درجة تدفع إلى القول بان ما جرى ويجرى فى جورجيا، وضع أساسا جديدا لتغييرات في أساليب الصراع الدولي، بغض النظر عن النتائج التى ستحدث على ارض جورجيا خلال المعركة الجارية.



من بدأ؟


من المبكر الآن، الحكم على من بدا التصعيد في داخل جورجيا، ونقله من السياسي إلى العسكري، بما يعنى ان ليس مدركا ولا متحققا من خطط لهذا التطور ليحقق أهداف محددة الآن.
هناك من المراقبين من يرى ان روسيا هى من حرض اوسيتيا الجنوبية لاستدراج جورجيا الى العمل العسكرى، لكى تتمكن هى من ادخال قواتها الى داخل الاراضى الجورجية -على هذا النحو الذى رايناه -من اجل دفع الاوضاع فى هذا البلد الى نقطة تسمح لها بالتدخل بالوجود العسكرى الدائم على اراضيه، بما يجعل من جورجيا نقطة يصعب على الولايات المتحدة الاستمرار فى محاولة نصب الدرع الصاروخى على ارضها المضطربة والمتحاربة والتى تتواجد عليها قوات روسية تمثل امتدادا بريا مباشرا للجيش الروسى بحكم طبيعة الحدود المشتركة (وهو ما يوجه ضربة قاضية للمشروع بعد تردد بولندا فى مفاوضاتها لاستضافة بقية معدات هذا الدرع). لكن هناك من يرى ان الولايات المتحدة هى من حرض جورجيا على حسم المعركة الداخلية بينها واقليم اوسيتيا عسكريا، لفرض وقائع على الأرض، تمكن من توحيد القرار الداخلى فى جورجيا وتضعف النفوذ الروس هناك، بما يمكنها من انجاز ارتباطها بحلف الاطلنطى ويسهل على الولايات المتحدة نصب رادارات الدرع الصاروخي على أرضها، دون مقاومة من فوق الارض الجورجية.



وايا كان من بدا المعركة أو خطط لإشعالها، فإننا الآن أمام تغيير فى قواعد اللعبة التى كانت سارية أو لنقل "مجازة" من قبل الأطراف المتدخلة فى الأحداث الجارية في جورجيا. فمن ناحية روسيا، فنحن الآن أمام أول تحرك عسكرى للقوات الروسية خارج الاراضى الروسية –منذ نهاية الحرب الباردة او لنقل منذ انهيار الاتحاد السوفيتى السابق - لتحقيق اهداف سياسية فى دول الاتحاد السوفيتي السابق. وهو يعنى أن روسيا قد اعتمدت استراتيجية تنظيف المحيط بالقوة العسكرية، وانها جاهزة الى احداث تغييرات سياسية به وفق مفاعيل القوة العسكرية. كما نحن امام رد روسى على التطويق المتسارع الخطى لحلف الاطلنطى لها وباستخدام القوة العسكرية، كما نحن امام رد روسى فى محيطها على التغييرات السياسية التى لحقت بحلفاء لروسيا فى داخل اوروبا وبشكل خاص لدولة صربيا، والاهم اننا امام ممارسة روسيا لصراع عسكرى ضد احد حلفاء الولايات المتحدة، المباشرين.



ومن ناحية أخرى، فنحن أمام جورجيا أخرى غير التي كنا نعرفها؛ فجورجيا التي وصل الى قيادتها سكشفيلى وفق مفاعيل الثورة البرتقالية –المخطط لها امريكيا-التى كانت تحمل الورود وتمارس التظاهرات السلمية للوصول للحكم، باتت دولة قادرة على منازلة الجيش الروسى على نحو غير مسبوق -وهى الدولة الصغرى -بما جعل روسيا تتحدث مباشرة عن تسليح أمريكي و"إسرائيلي" (صهيوني) ومن أوكرانيا لجورجيا اوصل جيشها إلى تلك الحالة.



ونحن أمام جورجيا قادرة على انفاذ مخططات وسياسات ابعد من اوضاعها الداخلية ومن الوضع الإقليمي إلى الوضع الدولي، فإذا كانت من قبل راجية لكى تقبل بالاطلنطى ولكى تكون ارضها نقطة من نقاط ارتكاز الدرع الصاروخي الأمريكي، فإنها بإعلان الحرب على اوسيتيا تدخل مجال تطوير اوضاعها بمعركة قتالية لتصبح عضوا في الأطلنطي، رغم المعارضة الروسية وبما يجعلها لاعبا اقليميا ومتماسا مع تغييرات دولية بشان القدرة والقوة لروسيا والولايات المتحدة، إذ الدرع الصاروخي نظام تسلح عالمي الطابع.



حسابات الطرفين؟


واقع الحال ان المعركة ما تزال جارية، وان تطورات الأوضاع ما تزال فى بداية تفاعلاتها فى الإقليم وعلى المستوى الدولي. لكن ما ظهر حتى الآن، هو أن جورجيا قد دخلت المعركة على خلفية تقديرات بان روسيا لن تجرؤ على التدخل العسكرى المباشر فى المعارك حين هجومها على اوسيتيا، وربما قدرت جورجيا أيضا، انها قادرة على انهاء وحسم المعركة عسكريا قبل ان تتمكن القوات الروسية من التدخل العسكري، وعلى اعتبار أن حسم المعركة على هذا النحو السريع سيمكنها من فرض وقائع على الارض، تمكنها من التعامل مع التدخل الروسى سياسيا باعتباره عدوانا خارجيا على بلد مستقل.



كما يبدو ان جورجيا قرات الوضع الاقليمى على نحو دفعها لهذا التحرك، إذ هي رأت أن التغييرات التى جرت خلال المرحلة الماضية، قد وفرت لها حلفاء إقليميين، تؤثر مواقفهم على قدرة روسيا على التحرك عسكريا، إذ تصورت جورجيا ان مواقف حلفائها فى الاقليم سيجعل روسيا تخشى من ان تتدخل عسكريا فى القتال الجارى فى داخل جورجيا، حتى لا توفر لتلك الدول فرصة اتخاذ مواقف قوية ضد روسيا تساهم فى حصارها إقليميا، ان لم يكن تضامنا مع جورجيا، فلان تلك الدول تخشى ان تتعرض لذات المصير لاعتبارات تاريخية وسياسية وإستراتيجية، إذ يمكن لروسيا إذا نجحت فى غزوها العسكرى لجورجيا بالارتكان الى صراعات داخلية ان تكرر ذات الامر وفق نفس السيناريو فى الدول الاخرى بحكم وجود تيارات موالية لموسكو فى معظم بلدان أوروبا الشرقية.



وفى الجانب الآخر، يبدو أن روسيا قد حددت اعتبارات تدخلها السريع والحاسم في جورجيا، بناءا على تقديرات بان التاخر فى انقاذ اوسيتيا الجنوبية سيؤدى الى توترات فى الوضع الداخلى لروسيا بل وامتداد الدور الجورجى الى داخل روسيا بحكم ان اوسيتيا الجنوبية هى القسم المكمل لاوسيتيا الشمالية التى هى جزء من الاتحاد الفيدرالي الروسي، كما رأت روسيا أن تدخلها ضرورى للرد على الاضعاف الامريكى والاوروبى لحليفتها فى قلب اوروبا اى صربيا خاصة بعد الاعتراف باستقلال كوسوفا دون اخذ الاعتراضات الروسية فى الاعتبار السياسي والاستراتيجي، وكذا رأت روسيا أن بامكانها توجيه ضربة اجهاضية للقوة العسكرية الجورجية المتنامية من خلال التدخل الحاسم فى هذه المعركة او لنقل انها رات ان الفرصة قد واتتها "لاضعاف التطلعات الجورجية المتنامية فى لعب دور اقليمى على حساب المصالح الروسية، وكذا هي رأت أن اضعاف الجيش الجورجى قد يمكن القوى السياسية الموالية لروسيا فى جورجيا من التحرك للسيطرة على الحكم واسقاط سكشفيلى وتغيير التوجهات السياسية لجورجيا. وفى ذلك يبدو أن روسيا رات ان الاتحاد الاوروبى يصعب عليه التدخل الفاعل لانقاذ جورجيا بحكم الروابط الاقتصادية والسياسية مع روسيا، وان الولايات المتحدة تعيش ظرفا داخليا وخارجيا يمنعها، من التحرك بشكل فاعل في الفناء الخلفي لروسيا.




من أخطأ؟





وايا كانت الجهة التى بادرت باشعال فتيل العمل العسكرى ومن يقف خلفها وحساباتها، ورغم ان الأمور مرشحة للتطور بما قد يغير بعضا من التفاصيل، فإننا كنا في بداية الاحداث امام اختبار قوة وبالوسائل العسكرية –هو الاول من نوعه بعد الحرب الباردة -بين طرفين احدهما مرتبط بالولايات المتحدة والآخر بروسيا، تحول إلى معركة عسكرية في جورجيا من اجل تحقيق "هدف استراتيجى" هو نصب او منع نصب الدرع الصاروخى الذى ان نجحت الولايات المتحدة فى نصبه تمكنت من حصار روسيا داخل حدودها وان فشلت خرجت روسيا الى محيطها الجغرافى "القديم" وصارت فاعلة فيه على نحو يعيد بناء تحالفاتها في الإقليم، بما يشير إلى تحولات هامة فى الوضع الدولي لروسيا لا الإقليمي فقط، بالنظر إلى أن المعركة الجارية تاتى بعد تغييرات من قبل روسيا، تمثلت في عودة الطيران الروسى الاستراتيجي للتحليق الدولي مجددا، وإلغاء التصديق على معاهدة الأسلحة التقليدية في أوروبا. .وغيرها.



لقد احتلت جورجيا مكانا بارزا في هذا الصراع، منذ جرى فيها التغيير البرتقالى -الذى جاء بسكشفيلى الى الحكم -تارة بسبب مناوشاته مع روسيا بهدف تعميد نفسه ضمن إطار حلف الأطلنطي، وتارة بسبب قرار الولايات المتحدة اشراك جورجيا فى منظومة الدرع الصاروخى الذى يغطى مساحة اوروبا كلها ويهدد روسيا وحلفائها.
وفى الأيام الأخيرة، يبدو أن جورجيا أصبحت اخطر نقطة فى الصراع الامريكى الروسى فى هذه البقعة من العالم، إذ وصلت الأمور حد الصدام العسكري غير المباشر، من خلال العمليات الحربية التى جرت بين قوات جورجيا وقوات إقليم اوسيتيا الجنوبية، وباعتبار ان كلا منهما مرتبط بطرف من الطرفين الدوليين المتصارعين، حيث سكشفيلى مرتبط بالغرب عامة والولايات المتحدة بشكل خاص، بينما إقليم اوسيتيا يرتبط بروسيا ارتباطا عضويا، وهو ما تطور من بعد الى صدام مباشر بين القوات الروسية والجورجية.



وفى ذلك يبدو ان روسيا مصممة على انجاز أهدافها، وربما هي كانت في وضع الانتظار للقيام برد مكافىء على كل ما جرى ضد مصالحها منذ انهيار الاتحاد السوفيتي وحتى الآن، وان جورجيا وضعت نفسها امام الهجوم العسكرى الروسى وفق حسابات غير دقيقة للوضع الإقليمي والدولي، حيث الأوضاع الراهنة لتلك القوى المساندة لجورجيا لا تسمح لها الظروف الراهنة، بالتحرك الواسع والكبير وربما المناسب او المأمول من قبل جورجيا.


http://almoslim.net/node/97460 (http://almoslim.net/node/97460)

moneeeb
12-08-2008, 03:52 AM
السلام عليكم...

مقال جميل, و تطورات سريعة فى المنطقة, و نتمنى ان نرى تصادم بين الروس و الامريكان و يقضو على بعض و ينتهى عصر العولمة الغربية و نرى امامنا خط نظيف نحن المسلمين نسود فيهرجل على رجل :D

فى امان الله

-Cheetah-
13-08-2008, 05:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خطأ أمريكي جورجي فادح!

فهذا الفعل الأحمق أعطى الروس العذر "لكنس" القوة العسكرية الجورجية وإراحتها من الأحمال العديدة من طائرات ودبابات وغيرها وصلتها مؤخرا من أمريكا وفرنسا ودول أخرى "صديقة".

DeadLy_
13-08-2008, 06:24 PM
الحمدلله إن شاء الله تتزايد المواجهة فيما بينهم. هذا جزاء جورجيا لمحالفتها أمريكا وقتل المسلمين في العراق. اللهم عليك بمن طغى منهم...

إسلامية
13-08-2008, 06:33 PM
الحمدلله إن شاء الله تتزايد المواجهة فيما بينهم. هذا جزاء جورجيا لمحالفتها أمريكا وقتل المسلمين في العراق. اللهم عليك بمن طغى منهم...


صدقت .. بارك الله فيك

وحياالله الجميع

ماسنيسا
13-08-2008, 07:06 PM
اللهم اضرب الظالمين بالظالمين
واخرج المسلمين منهم سالمين
امين

-Cheetah-
13-08-2008, 07:11 PM
الحمدلله إن شاء الله تتزايد المواجهة فيما بينهم. هذا جزاء جورجيا لمحالفتها أمريكا وقتل المسلمين في العراق. اللهم عليك بمن طغى منهم...

لا ننسى أخي الكريم أن روسيا تعمل القتل والذل في إخوتنا المسلمين في الشيشان أيضا.

DeadLy_
13-08-2008, 07:47 PM
لا ننسى أخي الكريم أن روسيا تعمل القتل والذل في إخوتنا المسلمين في الشيشان أيضا.

أنا معك. إن شاء الله يقاتلون ويقتلون بعض ربما لم أكن واضحاً في ردي السابق, لكني ضد الاثنين

إسلامية
13-08-2008, 11:05 PM
اللهم اضرب الظالمين بالظالمين

واخرج المسلمين منهم سالمين
امين


آمين

وهذا هو القصد من الأول

ماسنيسا
14-08-2008, 01:16 AM
لا ننسى أخي الكريم أن روسيا تعمل القتل والذل في إخوتنا المسلمين في الشيشان أيضا.

بارك الله فيك اخي الا ان الامر لم يتوقف عند الشيشان
بل الى جميع المنطقة من ايام الحزب الشيوعي في بداية القرن العشرين اين قتلت و فتكت بالمسلمين و اغلقت المساجد
و غير ذلك من الاعمال الشنيعة
حتى سقوط الاتحاد السوفياتي
عليهم لعائن الله الى يوم الدين
:أفكر::أفكر::أفكر:

ToxicRain
14-08-2008, 12:57 PM
موضوع رائع :)


جورجيا في هالحرب وضعها لايسمح بخطأ مثل اللي بدأت به , لكن في كل الحالات فالإتحاد الروسي منتصر و جورجيا هي الخاسر الأكبر من الآن :blackeye:

الجميل هو ان جورجيا سحبت حوالي 1000 جندي من العراق لحماية اراضيها من القوات الروسية و الدولات المساعدة له :D (ابخازيا و اوسيتيا)

محمد السيوطيM.S
18-08-2008, 11:10 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :)
بداية مشكور أختي إسلامية على الموضوع فجزاك الله كل خير

مثل ما قال أخواني هؤلاء كفرة × كفرة و كل جانب منهم له صفحة سوداء معنا
روسيا مثلاً مع الشيشان مثل ما قال أخوي شيتا
و جورجيا وضعت يدها في يد أمريكا و طبعاً لا داع للإكمال ما دام قلنا أمريكا :أفكر:

فكلً يركض نحو مصلحته و ليس لدينا شك في أن روسيا لو دخلت العراق لن تكون "أحن" من أمريكا
لكن علينا نحن أيضاً أن نرى أين مصلحتنا.. و مصلحتنا حالياً في رجوح كفة روسيا طبعاً
إلى حين إشعار آخر :أفكر:



نتمنى ان نرى تصادم بين الروس و الامريكان و يقضو على بعض و ينتهى عصر العولمة الغربية و نرى امامنا خط نظيف نحن المسلمين نسود فيهرجل على رجل
لو انتهى عصر العولمة "الغربية" فعندها يأتي عصر العولمة "الشرقية " من كوريا الجنوبية و الصين و اليابان .. و لو انتهى العصر الشرقية ربما نرى عصر العولمة الجنوبية فتظهر دولة مثل جنوب أفريقيا :D
اعتقد أن عصرنا لن يأتي غالباً ... ربما لأن بلادنا ليس لها اتجاه معين على الخريطة :09:



الجميل هو ان جورجيا سحبت حوالي 1000 جندي من العراق لحماية اراضيها من القوات الروسية و الدولات المساعدة له
:biggthump
و إن شاء الله تغرق المركب التي ستعيدهم :D

في رعاية الله جميعاً :wave: