سوسوالحلوة
18-08-2008, 03:01 PM
كتبت هذه القصة منذ فترة أرجو منكم أن تقرأوها وتعطوني رأيكم بها فرأيكم يساعدني كثيرا وخصوصا من أراد النقد ساعدوني لأكمل هذه الهواية بقرآئتم لها أشكركم:wink2::
صديقتي "أحبك في الله"
الصاحب الصادق أصبح عملة نادرة نفيسة.. يصعب نيلها..وما أكثر مايتردد في ذهني
قول أمي:" منار الصاحب ساحب فانتقي الطيب".
لكل إنسان في هذه الدنيا صديق يشاركه فرحه وحزنه يشتاق لرؤيته,يحبه ويهتم لأجله,يحفظ سره,بحثت عنه طويلا فلم أجده,صادقت الكثيرين لكني أتفاجىء فيما بعد أنهم ليسوا مثلما أردت,فالبعض لا يحفظ سراْ بل ويفضحك,وآخرون لا يهتمون لمشاعرك,وهؤلاء يغتابونك في غيبتك,لكني وجدتها.
لا تصدقون إن قلت لكم يوم لقاءنا كان من الأيام التعيسة في حياتي
لكن تولدت منه الصداقة الحقيقية,بدأت بمشكلة حدثت بين صفنا وصفهم اشتد الحوار والمناقشة إلى أن أصبحت شجاراْ,فما كان منها إلا أن أطفأت نيران الغضب بهدووووء,أسكتت الجميع بحجتها القوية,كانت كلمتها مسموعة ورأيها صائب,كبرت في عيني يوما بعد يوم فكلماتها نابعة من قلبها الصافي حاولت التقرب منها أكثر فأكثر حتى أصبحنا صديقتين وذلك بعد استشارة أمي.
كنت أستشيرها في أموري,أسألها عما يحيرني ,أعجبني فيها إيمانها المتعشعش في صدرها,لسانها لا يكل عن ذكر الله,أحببت أحلامها البسيطة وآمالها الكبيرة وتشاركنا الطموحات المرتفعة,كانت تقى صندوق أسراري الدفين,صحيح أننا نختلف في كثير من الأمور لكن قلوبنا تصفو في نفس الوقت إلا ما ندر.
كنا نتبادل الهدايا والرسائل والكتب المفيدة..لكن أجمل ما أهدتني إياه هو أنها معي..
صداقتنا لا تنتهي ما دامت في الله.. أصبحنا كالجسد و الروح الواحدة وما أصعب الفراق.
في يوم كنا جالسين نرتقب وصول المعلمة,ثم وقفنا لتحيتها (لكن تقى كانت متعبة في هذا اليوم كثيرا لم أكن أعلم السبب فهي لا تحب إخباري كي لا أقلق عليها) فسقطت مغمى عليها ثم نقلت إلى ممرضة المدرسة,بعد ذلك علمت أنها قد ذهبت إلى البيت.
كنت انتظر الدقيقة التي سأصل فيها إلى البيت لأرفع سماعة الهاتف وأتصل بها,لأن قلبي لم يكن مطمأن أبدا,صرت أصبر نفسي في المدرسة لأن الوساوس لم تنتهي في رأسي فقلت في نفسي:"ربما لم تتناول فطورها صباحا فأغمي عليها".
وعندما عدت إلى البيت,اتصلت بهاتفهم.. رنّ كثيرا..لا أحد يرد..أخيراْ كلمتني أختها الصغيرة
سألتها إن كانت تقى في البيت فأجابت:"لا أنا وحدي مع الخادمة كلهم راحوا مع تقى"
قلت لها :إلى أين؟
فأجابتني:"إلى المستشفى قالوا لي فيها مرض مو حلو بس ما أعرف ماهو؟".
(سقطت السماعة من يدي وهي تنادي:آلو آلو)
شل لساني عن الكلام,لم أستطع أن أكلمها,أغلقت الهاتف,وبعد معرفتي للمستشفى صحبني أخي إليها بسيارته بعد الرجاء والطلب بإلحاح فالوقت متأخر..لكن..
ليتني لم أذهب ليست تقى التي أعرفها وجهها مصفر,تتنفس بصعوبة,لم تستطع تحريك يدها لتسلم علي...ولكن هذا هين بالنسبة للفاجعة الكبرى قفد كانت مصابة بمرض السرطان.
ذهبت للطبيب لأعرف مدة علاجها فردَّ علي:" علاجها صعب الآن فالمرض اكتشف متأخراْ جدا ربما تموت بعد أيام, لا أدري الأعمار بيد الله" (نزلت علي هذه الكلمات كالصواعق لا أستطيع تخيل صدق ما قاله ,رجعت إلى البيت حزينة القلب مكتأبة الصدر دعوت الله لها في صلاتي كثيرا بالشفاء والعافية).
كنت أذهب إليها يومياْ لأطمأن عليها عساي أخفف عنها بعض الألم,أخبرها عن الدراسة والمدرسة وأقرأ لها بعض الكتب..كانت تنظر إلي بعيونها الذابلة.. تنصت لكل كلماتي..لكن دون أن أجد منها جوابا أو أي تعبير.
شغلت يوميين متتاليين بالامتحانات والتحضير لها فلم أزرها,في اليوم الثالث بعد عودتي من المدرسة رنَّ الهاتف..فإذا به صوت بالكاد قد خرج يقول لي:"أريد أن أراك الآن".. لو كان لي أجنحة لطرت إليها..لكني أنتظر من يوصلني.. ها قد جئت إليك..
تقطع قلبي حين رأيتها..أمسكت بيدها فإذا هي ترتجف..قلبها يخفق بشدة..
ما بك يا تقى..هل أنادي الطبيب..هزت رأسها بالنفي..ثم قالت:"منار..صديقتي أحس أني لن أراك بعد اليوم"..
فأجبتها:"لا يا تقى لا تقولي هذا الكلام ستشفين بإذن الله وتعودين معي إلى المدرسة بعد أيام اصبري(واندمجت في الحديث)غدا نمرح ونلعب ونقيم لك............,فجأة أحسست بيدها تثقل في يدي كأنها الجبل,نظرت إليها..فإذا هي تنطق بالشهادتين بصوت خافت معلنة مفارقة الروح للجسد..لم أتحمل..صرخت صرخة مدوية أسمعت المستشفى بأكمله:"لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا"
(جاء الأطباء لنقل جثمانها من أمامي إلى مكان بعيييد جدا) كَلّمتها بصوت خافت:"تقى لا تتركيني أرجوك,من سيفهمني دروسي؟..من سيعينني إذا ضاقت علي الحياة؟..من سيوقظني لصلاة الفجر برنة الهاتف كل يوم؟..من سأخبره بأسراري؟.. صديقتي أجيبيني"
(أنطق بهذه الكلمات علّها ترد لي صديقتي بعد أن ذهبت إلى غير رجعة ولكن بحر الدموع لن يفيد).
صديقتي "أحبك في الله"
الصاحب الصادق أصبح عملة نادرة نفيسة.. يصعب نيلها..وما أكثر مايتردد في ذهني
قول أمي:" منار الصاحب ساحب فانتقي الطيب".
لكل إنسان في هذه الدنيا صديق يشاركه فرحه وحزنه يشتاق لرؤيته,يحبه ويهتم لأجله,يحفظ سره,بحثت عنه طويلا فلم أجده,صادقت الكثيرين لكني أتفاجىء فيما بعد أنهم ليسوا مثلما أردت,فالبعض لا يحفظ سراْ بل ويفضحك,وآخرون لا يهتمون لمشاعرك,وهؤلاء يغتابونك في غيبتك,لكني وجدتها.
لا تصدقون إن قلت لكم يوم لقاءنا كان من الأيام التعيسة في حياتي
لكن تولدت منه الصداقة الحقيقية,بدأت بمشكلة حدثت بين صفنا وصفهم اشتد الحوار والمناقشة إلى أن أصبحت شجاراْ,فما كان منها إلا أن أطفأت نيران الغضب بهدووووء,أسكتت الجميع بحجتها القوية,كانت كلمتها مسموعة ورأيها صائب,كبرت في عيني يوما بعد يوم فكلماتها نابعة من قلبها الصافي حاولت التقرب منها أكثر فأكثر حتى أصبحنا صديقتين وذلك بعد استشارة أمي.
كنت أستشيرها في أموري,أسألها عما يحيرني ,أعجبني فيها إيمانها المتعشعش في صدرها,لسانها لا يكل عن ذكر الله,أحببت أحلامها البسيطة وآمالها الكبيرة وتشاركنا الطموحات المرتفعة,كانت تقى صندوق أسراري الدفين,صحيح أننا نختلف في كثير من الأمور لكن قلوبنا تصفو في نفس الوقت إلا ما ندر.
كنا نتبادل الهدايا والرسائل والكتب المفيدة..لكن أجمل ما أهدتني إياه هو أنها معي..
صداقتنا لا تنتهي ما دامت في الله.. أصبحنا كالجسد و الروح الواحدة وما أصعب الفراق.
في يوم كنا جالسين نرتقب وصول المعلمة,ثم وقفنا لتحيتها (لكن تقى كانت متعبة في هذا اليوم كثيرا لم أكن أعلم السبب فهي لا تحب إخباري كي لا أقلق عليها) فسقطت مغمى عليها ثم نقلت إلى ممرضة المدرسة,بعد ذلك علمت أنها قد ذهبت إلى البيت.
كنت انتظر الدقيقة التي سأصل فيها إلى البيت لأرفع سماعة الهاتف وأتصل بها,لأن قلبي لم يكن مطمأن أبدا,صرت أصبر نفسي في المدرسة لأن الوساوس لم تنتهي في رأسي فقلت في نفسي:"ربما لم تتناول فطورها صباحا فأغمي عليها".
وعندما عدت إلى البيت,اتصلت بهاتفهم.. رنّ كثيرا..لا أحد يرد..أخيراْ كلمتني أختها الصغيرة
سألتها إن كانت تقى في البيت فأجابت:"لا أنا وحدي مع الخادمة كلهم راحوا مع تقى"
قلت لها :إلى أين؟
فأجابتني:"إلى المستشفى قالوا لي فيها مرض مو حلو بس ما أعرف ماهو؟".
(سقطت السماعة من يدي وهي تنادي:آلو آلو)
شل لساني عن الكلام,لم أستطع أن أكلمها,أغلقت الهاتف,وبعد معرفتي للمستشفى صحبني أخي إليها بسيارته بعد الرجاء والطلب بإلحاح فالوقت متأخر..لكن..
ليتني لم أذهب ليست تقى التي أعرفها وجهها مصفر,تتنفس بصعوبة,لم تستطع تحريك يدها لتسلم علي...ولكن هذا هين بالنسبة للفاجعة الكبرى قفد كانت مصابة بمرض السرطان.
ذهبت للطبيب لأعرف مدة علاجها فردَّ علي:" علاجها صعب الآن فالمرض اكتشف متأخراْ جدا ربما تموت بعد أيام, لا أدري الأعمار بيد الله" (نزلت علي هذه الكلمات كالصواعق لا أستطيع تخيل صدق ما قاله ,رجعت إلى البيت حزينة القلب مكتأبة الصدر دعوت الله لها في صلاتي كثيرا بالشفاء والعافية).
كنت أذهب إليها يومياْ لأطمأن عليها عساي أخفف عنها بعض الألم,أخبرها عن الدراسة والمدرسة وأقرأ لها بعض الكتب..كانت تنظر إلي بعيونها الذابلة.. تنصت لكل كلماتي..لكن دون أن أجد منها جوابا أو أي تعبير.
شغلت يوميين متتاليين بالامتحانات والتحضير لها فلم أزرها,في اليوم الثالث بعد عودتي من المدرسة رنَّ الهاتف..فإذا به صوت بالكاد قد خرج يقول لي:"أريد أن أراك الآن".. لو كان لي أجنحة لطرت إليها..لكني أنتظر من يوصلني.. ها قد جئت إليك..
تقطع قلبي حين رأيتها..أمسكت بيدها فإذا هي ترتجف..قلبها يخفق بشدة..
ما بك يا تقى..هل أنادي الطبيب..هزت رأسها بالنفي..ثم قالت:"منار..صديقتي أحس أني لن أراك بعد اليوم"..
فأجبتها:"لا يا تقى لا تقولي هذا الكلام ستشفين بإذن الله وتعودين معي إلى المدرسة بعد أيام اصبري(واندمجت في الحديث)غدا نمرح ونلعب ونقيم لك............,فجأة أحسست بيدها تثقل في يدي كأنها الجبل,نظرت إليها..فإذا هي تنطق بالشهادتين بصوت خافت معلنة مفارقة الروح للجسد..لم أتحمل..صرخت صرخة مدوية أسمعت المستشفى بأكمله:"لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا"
(جاء الأطباء لنقل جثمانها من أمامي إلى مكان بعيييد جدا) كَلّمتها بصوت خافت:"تقى لا تتركيني أرجوك,من سيفهمني دروسي؟..من سيعينني إذا ضاقت علي الحياة؟..من سيوقظني لصلاة الفجر برنة الهاتف كل يوم؟..من سأخبره بأسراري؟.. صديقتي أجيبيني"
(أنطق بهذه الكلمات علّها ترد لي صديقتي بعد أن ذهبت إلى غير رجعة ولكن بحر الدموع لن يفيد).