المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شعر قصيدة الأصمعي



سوسوالحلوة
20-08-2008, 03:20 PM
كان الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور لا يعطي الشاعر علىقصيدة نقلها من غيره وكان يحفظ ما يسمع من أول مرة، وله غلام يحفظ القصيدة منمرتين، وجارية تحفظ القصيدة من ثلاث فكان الشاعر يكتب قصيدة طويلة، يدبجها طول ليلةوليلتين وثلاث فيقول له الخليفة: إن كانت من قولك أعطيناك وزن الذي كتبته عليهاذهبا، وإن كانت من منقولك لم نعطك عليها شيئا فيوافق الشاعر ويلقيها على مسامعالخليفة فيحفظها الخليفة من أول مرة فيقول له أنني أحفظها منذ زمن بعيد فيقولها لهثم يؤكد ذلك بالغلام الذي حفظها أيضا فيذكرها كاملة ثم ينادي على الجارية التي قدفتقولها كاملة فيشك الشاعر في نفسه..وهكذا مع كل الشعراء فبينما هم كذلك إذابالأصمعي يقدم عليهم فيشكون إليه حالهم
فقال: دعوا الأمر لي فكتبقصيدة ملونة الأبيات والموضوعات وتنكر بزي أعرابي وأتى الأمير ليسمعه شعره
فقال الخليفة: أتعرف الشروط
قال: نعم
قال: هاتالقصيدة
صوت صفير البلبل ** هيجقلب الثمل
الماء والزهر معا ** مع زهر لحظ المقل
وأنت ياسيدلي ** وسيدي و موللي
فكم وكم تيمني ** غزيل عقيقل
قطفتهمن وجنة ** من لثم ورد الخجل
فقال لا لا لا لا ** و قد غدا مهرول
والخود مالت طربا ** من فعل هذا الرجل
فولولت وولولت ** وليولي يا ويللي
فقال لا تولولي ** وبيني اللؤلؤ لي
قالت له حينكذا ** أنهض وجد بالمقل
وفتية سقونني ** قهيوة كالعسللي
شممتها بأنفي ** أزكى من القرنفل
في وسط بستان حلي ** بالزهروالسرور لي
والعود دندندن لي ** والطبل طبطب طبلي
طبطب طبطب ** طبطب طبطب لي
والرقص قد طاب لي ** والسقف سقسق سق لي
شواشوا وشاهش ** على ورق سفرجل
وغرد القمري يصيح ** ملل في مللي
ولو تراني راكبا ** على حمار أهزل
يمشي على ثلاثة ** كمشيةالعرنجل
والناس ترجم جملي ** في السوق بالقلقللي
والكل كعكعكعكع ** خلفي ومن حويللي
لكن مشيت هاربا ** من خشية العقنقل
إلى لقاء ملك ** معظم مبجل
يأمر لي بِخِلعَةٍ ** حمراء كالدمدم لي
أجر فيها ماشيا ** مبغددا للذيل
أنا الأديب الألمعي ** من حي أرض الموصل
نظمت قطعا زخرفت ** يعجز عنها الأدبل
أقولفي مطلعها ** صوت صفير البلبل

فلم يستطيعالخليفة أن يحفظها لصعوبة كلماتها وتداخل حروفها، فنادى الغلام فلم يستطع شيئا غيرأبيات متقطعة فنادى الجارية فعجزت عندئذ قال الخليفة أحضر ما كتبته عليها لنعطيكوزنه ذهبا قال الأصمعي ورثت عمود رخام من أبي نقشت عليه القصيدة وهو على ظهر الناقةلا يحمله إلا أربعة من الجنود فانهار الخليفة وجئ بالعمود فوزن كل ما في الخزنةوعندما أراد الخروج عرف الخليفة أنه الأصمعي، وعرف منه سبب حيلته فاتفق معه أن يعطيالشعراء ما تيسر من أجل تشجيعهم

منقول من النت