المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حرب الأقليات في إيران تستعر تحت رماد السرية والكتمان



إسلامية
20-08-2008, 08:09 PM
ميدل ايست اونلاين /


بدأت الحرب الطائفية ضد الأقليات الدينية في إيران تخرج الى العلن، وذلك مع تزايد العمليات التي تشنها مجموعات المقاومة المسلحة لأبناء تلك الأقليات، من ناحية، وتحول أعمال القمع التي تمارسها السلطات الإيرانية الى حملة إعدامات مكشوفة من ناحية أخرى.



وكان تنظيم "جند الله" وهو الجناح المسلح لـ"حركة المقاومة الشعبية" في ايران، اعلن الثلاثاء عن قيامه بقتل شرطيين إيرانيين يحتجزهما التنظيم منذ يونيو/حزيران
وتشن السلطات الإيرانية حملة إعدامات ضد الناشطين في منطقة سيستان بلوشستان، وغالبا ما يتم تغطية هذه الإعدامات بالقول ان المحكومين هم مجرمون بتهم لا علاقة لها بأنشطتهم السياسية المناهضة للسياسات الطائفية التي يمارسها الفرس (الذين يمثلون الفئة الأكبر) في إيران ضد الأقليات الأخرى.





وكانت طهران أعدمت مؤخرا صحفياً مرتبطا بـ"حركة المقاومة الشعبية".
وقال علي جامشيدي المتحدث باسم السلطة القضائية إن يعقوب ماهرنهاد ورجلاً آخر قد شنقا في زاهدان عاصمة محافظة سيستان بلوشستان.
وأدين ماهرنهاد في فبراير الماضي بالانتماء إلى جماعة "جند الله" وبارتكاب "جرائم ضد الأمن القومي".


واعتقل ماهرنهاد العام الماضي في مدينة زاهدان بينما كان يعد تقريراً لصحيفة في طهران.
وتقول تقارير إن الصحفي ماهرنهاد أشرف على جمعية خيرية يبدو أنها كانت تعمل على تحسين تعليم الأطفال.


وقبل ذلك أعدمت ايران أعدمت السلطات الإيرانية أربعة أشخاص متهمين بالانتماء إلى الحركة في مدينة جابهار في محافظة سيستان وبلوجستان وهم: محمد صالح زهي ورحيم باران زهي ولال محمد زين الديني وأسد الله إسحاق زهي.


وظلت محافظة سيستان بلوشستان المحاذية لباكستان
وتقول جماعة "جند الله" إنها تقاتل ضد الاضطهاد الديني والسياسي التي تعانيه الأقلية السنية في البلاد، بينما تقول الحكومة إنها حركة إرهابية.
ويقول متحدث بإسم حركة المقاومة الشعبية، لم يكشف عن إسمه، "لسنا إرهابيين ولا مهربين كما تزعم السلطات الإيرانية، ولكننا نعمل على تحقيق حقوق الملايين من البلوش وأهل السنة في ايران".


ويضيف "الشعب البلوشي من اعرق الشعوب الإسلامية في المنطقة وله تاريخ حضاري وثقافي حافل بالكفاح ضد المستعمر الإنكليزي وضد الأنظمة الدكتاتورية في ايران باكستان وأفغانستان حيث محل تواجد هذا الشعب الذي جزء ووزع على هذه الدول الثلاث وضاع حقه في إقامة دولة مستقلة يمارس فيها سيادة على نفسه شأنه شأن الشعوب الأخرى".


ويقول المتحدث "رغم القمع والاضطهاد الذي لحق بهم من الأنظمة الدكتاتورية إلا ان ذلك لم يمنع البلوش عامة ومنهم الشعب البلوشي في ايران خاصة من مواصلة نضالهم للحصول على حقوقهم المشروعة".


ويقول "ان الحكومة الإيرانية دائما تحاول تزييف الحقائق وهي تعمل ذلك للتغطية على جرائمها بحق الشعب البلوشي وظلمها لأهل السنة في إيران. كما انها وزعت ظلمها على جميع الشعوب في إيران، ونحن نؤمن بحق هذه الشعوب ونؤيد نضاله المشروع ونرى ان المسؤولية تقتضي ان يتوحد الجميع لمواجهة الظلم والعدوان".


وكانت "حركة المقاومة الشعبية" اعلنت في ابريل/نيسان الماضي عن اختطاف الشيخ جواد طاهري ممثل مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي في مدينة فهرج بمحافظة كرمان المحاذية لإقليم بلوشستان. وذلك وسط أجواء صدامات دامية في إقليم بلوشستان دارت رحاها بين المعارضة البلوشية وقوات السلطة الإيرانية في اغلب مدن الإقليم مما أسفر عن مقتل العشرات من عناصر الطرفين، وذلك في ظل تكتم إعلامي رسمي خصوصا بعد أن واجهت القوات الحكومية نكسات في هجماتها الأخيرة على مواقع المقاتلين البلوش.


وتنقسم إيران من الناحية العرقية الى عدة أقليات، حيث يشكل الفرس 45% من مجموع السكان البالغ عددهم نحو 70 مليون نسمة حسب إحصاءات عام 2000. وهناك 25% أذريون، و8% جيلاكي ومازنداراني، و8% أكراد، و4% عرب، و3% لور، و3% بلوش، و3% تركمان، و1% “آخرون” (يهود وغيرهم).


ويقول مراقبون ان الوسيلة التي يستخدمها الفرس لإملاء هيمنتهم، وسط هذه الأقليات، لا تقتصر على القمع المسلح، ولكنها تصل الى حد القتل والترويع والإعدامات من خلال محاكم عشوائية تتسم بطابع همجي مكشوف.


ويدعو الإيراني الأذري محمود علي جهركاني الذي يقيم في باكو إلى قيام "أذربيجان الجنوبية" في الأراضي الإيرانية حيث يعيش السكان من أصل أذري، ويقول أستاذ الألسنية السابق: "يجب على النظام الإيراني الحالي أن يخلي الساحة لنظام شاب ديمقراطي، كما يجب علينا أن نستغل الفرصة التي يقدمها لنا التاريخ لتحويل أذربيجان الجنوبية إلى جمهورية فيدرالية قوية داخل إيران لنقترب بذلك من الاستقلال".


ويتزعم جهركاني النائب السابق "حركة النهضة الوطنية في أذربيجان الجنوبية" في المنفى منذ أن أمضى ثلاث سنوات في السجن في إيران. ويقول: "الحمد لله أن أمتنا بدأت تستيقظ وهناك ما بين 65 إلى 75% من سكان أمتنا البالغ عددهم 35 مليوناً في أذربيجان الجنوبية يتألفون من الشباب، وقد استفاق ثلاثة أرباعهم إلى أنهم جيش كبير".


وفي عام 2006 أعدمت إيران عددا من النشطاء العرب الذين يدافعون عن إستقلال إقليم الأحواز. والعرب الإيرانيون محرومون من المشاركة السياسية. وعلى الرغم من أن مناطقهم تشكل في موقعها الجغرافي ركيزة الصادرات البترولية الإيرانية إلا أن معظم مواطنيها يعيشون تحت خط الفقر.


ومازال إقليم خوزستان العربي يشكل مسرحا لعمليات مقاومة تقوم بها مجموعات مسلحة إيرانية عربية ترفض عمليات "التفريس". ويتهم نشطاء خوزستان السلطات الإيرانية بتنظيم عمليات لتصحر الإقليم من خلال ربط نهر الأحواز بمناطق فارسية خارج الإقليم وتحويل المياه المعدنية إلى تلك الأقاليم تاركين أهل الإقليم يتجرعون المياه غير الصالحة للشرب.


ويتعرض المقاومون الأكراد الذين يطالبون بالحكم الذاتي الى حملة قمع دامية وشرسة. كان من جملتها اغتيال الدكتور عبد الرحمن قاسملو رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني بمدينة فينا عاصمة النمسا في يوليو/تموز 1989 مع اثنين من رفاقه على ايدي عناصر من المخابرات الأيرانية. ويعتقد ان الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد كان أحد المتورطين في عملية الإغتيال.


وتواصل القوات الإيرانية منذ عدة أشهر سلسلة من أعمال القصف للقرى الكردية القريبة من شمال العراق بدعوى ملاحقة الإرهابيين من الإنفصاليين الأكراد.
ويشكل الأكراد العرقية الثالثة في البلاد بعد الفرس والآذريين، ويتركز وجودهم في جبال زاغروس على امتداد الحدود مع تركيا والعراق، ومتجاورين مع نظرائهم الكرد في هذين البلدين، وبحسب المحافظات فهم يتوزعون على أربعة منها، أذربيجان الغربية، كردستان، كرمنشاه، وإيلام.


ويقول أكراد إيران أنهم يتعرضون لاضطهاد منظم من السلطات الإيرانية، وأنه يحظر عليهم تعلم اللغة الكردية في المدارس، ويواجهون تقييدات في نشر الأدب الكردي وأن ما يصدر من منشورات كردية يصدر بإشراف المخابرات، وذلك برغم أن البند 15 من الفصل الثاني ينص على حق الأقليات في إستعمال لغاتها في المجالات التعليمية والثقافية.


ويرى الاكراد أن هناك تمييزا ضدهم في فرص العمل والقبول في الجامعات، وأن من يشغل المناصب العليا في المناطق الكردية هم من غير الكرد، وأن مناطقهم هي الأقل من حيث التنمية والتأهيل والأعلى من حيث البطالة، وأن الكردي مهمش بشكل كبير ولا يسمح له بالتعبير السياسي الحر عن نفسه، حيث تقوم السلطات بإعاقة تشكيل الأحزاب الكردي