المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تأملات



PO IS ON
21-08-2008, 01:38 PM
تأملات ^!*
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جلست ليلة كان الذهن فيها خال والقلب فيها مطمئن أتامل في منظر السماء البديع بعيدا عن أجواء المدينة الصاخبة فجالت ببالي تأملات آثرت أن أدونها على أن أدعها تنطلق نحو الفضاء بمجرد انصرافي من مجلسي ذاك, تأملت في نواحي الحياة التي طالما أشغلتني الدراسة
ومصارف الحياة عنها.

* تأملت في دورة (ارتكاب الذنب) الدائمة حيث تبدأ من فكرة أو محفز فهمة وعزيمة ثم ارتكاب للذنب ثم ندم على فعله ولا أخفيكم أنني اكتسبت خبرة في هذا المجال مما جعلني ولله الحمد على رغم أنني لاأتجاوز الستة عشر عاما أشعر بأنني تجاوزت سن المراهقة بطيشه وشهواته
وبلغت مرحلة النضج بسبب اكتسابي لتلك الخبرات فيما بين سن العاشرة والثالثة عشرة. إذ أني كنت أرتكب فيها مايفترض بشاب في سني الآن فعله. على كلٍ فكرت في تلك الدورة وفتشت حتى وجدت شيئين أولا أن الذنب نوعين : 1- ذنب بشري -محتمل الوقوع- يقع فيه كل الناس ويختلف
نوع الذنب من شخص إلى آخر وربما يتكرر مرة أو مرتين أو ثلاث كحد أقصى فالبشر ليسوا معصومين من الخطأ كما نعلم. 2- ذنب متعمد - تعدى مرحلة الذنب البشري - وهو أن يتحول الذنب البشري إلى عادة. لتوضيح ذلك إليكم هذا المثال: قد يقع شخص في السرقة لمرة أو مرتين ثم تنهاه نفسه عن ذلك
الذنب الذميم لكن قد يقع شخص آخر في السرقة ويسرق لمره ومرتين وثلاث ثم يندم ثم يعاود الكرة حتى تصبح السرقة عادة ومهنه لاينكرها قلبه, وقس على ذلك الذنوب الأخرى التي يقع فيها البشر. وثاني ما وجدت أن هناك طريقة يمكننا بها تفادي الوقوع في الذنب مرة أخرى وستعتمد تلك الطريقة
على عاملين مهمين : االعامل الأول قاعدة الـ 90/10,و لعامل الثاني مرحلة الندم إذ أنها تشبه إلى حد ما حالة الغضب الشديد ففي كليهما يكون الشخص مستعدا لفعل أي شيء ليس من العادة فعله ( على سبيل المثال الشخص الغاضب قد يكسر زجاج النافذة أو يضرب أخوه أو
من هو أصغر منه وكذلك النادم ممكن أن يقرأ جزءا من القرءان تعبيرا عن ندمه) وكلاهما آت بيانه .
قاعدة 90/10 هنا سأكتب القاعدة نقلا عن أحد المنتديات (قاعدة 10/90, ستغير لك حياتك ( على الأقل ردود أفعالك تجاه مواقف معينة) ما هي هذه القاعدة 10% من الحياة تتشكل من خلال ما يحدث لنا ، و الـ90 % من الحياة يتم تحديدها من خلال ردود أفعالنا ...
ماذا يعني هذا ,معنى هذا الكلام أننا في الواقع ليس لدينا القدرة على السيطرة على الـ 10% مما يحدث لنا , فنحن لا نستطيع منع السيارة من أن تتعطل أو الطائرة من الوصول متأخرة عن موعدها( مما سيؤدي ذلك إلى إفساد برنامجنا بالكامل) أو سائق ما قطع علينا حركة المرور أو السير .
فنحن في الواقع ليس لدينا القدرة على التحكم بـ10% و لكن الوضع مختلف مع الـ90 % ، فنحن من يقرر كيف يمكن أن تكون الـ90% .... كيف ذلك ؟عن طريق ردود أفعالنا ... نحن لا نستطيع التحكم في إشارة المرور الحمراء ، و لكن نستطيع السيطرة على ردة فعلنا ،
لا تدع الآخرون يجعلونك تتصرف بحماقة، أنت تستطيع أن تقرر ماهي ردة فعلك المناسبة ...... دعونا نستخدم هذا المثال كنت تتناول طعام الإفطار مع عائلتك و فجأة أسقطت ابنتك الصغيرة فنجان القهوة على قميص عملك. لم يكن لك دور فيما حدث هنا ولكن ماسوف يحدث
لاحقا سيتقرر حسب ردة فعلك ... بدأت بالصراخ و الشتم و قمت بتوبيخ ابنتك.. فأخذت الطفلة في البكاء ، ثم استدرت إلى زوجتك موبخا إياها لوضعها الفنجان على حافة الطاولة ، و بعد مشادة لفظيه قصيرة بينكما، اندفعت إلى الطابق العلوي و قمت بتغيير قميصك و
من ثم عدت إلى الطابق السفلي ، فوجد أن ابنتك قد انشغلت بالبكاء عن إنهاء فطورها و الاستعداد للمدرسة ، و نتيجة لذلك فاتها باص المدرسة و زوجتك كان لابد أن تغادر لعملها .. اضطررت إلى إيصال ابنتك بسيارتك الخاصة إلى المدرسة ، و بما أنك متأخر قدت سيارتك بسرعة 40
ميل في الساعة من أصل 30 ميل في الساعة كحد أقصى.. و بعد 15 دقيقة تأخير و دفع مخالفة مرورية بقيمة 60$ ، وصلت إلى المدرسة .. ركضت ابنتك إلى مبنى المدرسة دون أن تقول لك مع السلامة.. و بعد و صولك إلى المكتب متأخراً 20 دقيقة ،
وجدت أنك قد نسيت حقيبتك ...فها هو يومك بدأ بصورة سيئة و استمر من سيء إلى أسوء .. بعد عودتك إلى المنزل تجد توترا في العلاقة بينك وبين زوجتك وابنتك . لماذا ؟بسبب ردود أفعالك منذ الصباح .. لماذا كان يومك سيئا
أ ) هل هو بسبب القهوة ب ) هل هو بسبب إبنتك ج ) هل هو رجل الشرطة د ) هل أنت سببت لنفسك ذلك ,الإجابة هي : لم يكن لك دخل أو سيطرة على حادثة الفنجان ولكن ردة فعلك في الخمس ثواني التالية هي من تسببت في إفساد يومك ..... ::هنا هو ماكان ممكن وينبغي أن يحدث.
فنجان القهوة وقع عليك ، و بدأت ابنتك بالبكاء .. و قلت لها بكل لطف : لا بأس يا عزيزتي .. و لكن كوني في المرة القادمة أكثر حذراً و انتباهاً . تتناول المنشفة وتسرع إلى الطابق العلوي .. تستبدل قميصك وتتناول حقيبة أوراقك وثم تعود إلى الطابق السفلي في الوقت المحدد لترى ابنتك من النافذة و هي تصعد إلى حافلة المدرسة ملوحة بيدها لوداعك
تصل إلى عملك مبكراً بـ 5 دقائق و تحيي زملائك بكل مرح و ابتهاج .. ويبدي رئيسك تعليقا حول يومك الرائع. لاحظت الفرق يوجد سيناريوهان مختلفان : لهما نفس البداية ،ولكن نهاية مختلفة لماذا ؟بسبب ردة فعلك .. و في الحقيقة لم يكن لديك أي سيطرة على الـ 10% التي حدثت أما الـ 90% الأخرى فتم تحديدها عن طريق ردة فعلك )
استنادا على هذه القاعدة ممكن أن تستفيد من الوقت الذي تكون فيه نادما بدلا من أن تضيع وقتك في لوم نفسك أو إيذاء نفسك بدافع المنع من ارتكاب الذنب ( ولاأكذب إن ذكرت أني كنت أعمد لجرح نفسي كي أمنعها من الوقوع في الذنب) بإمكانك أن تستفيد من ساعة الندم في معالجة خطأك وإعلان توبتك
والحصول على أجر لعل ذلك أن يندرج تحت قوله تعالى (إن الحسنات يذهبن السيئات) وقوله صلى الله عليه وسلم بما معناه أن إتباع السيئة بالحسنة يتسبب في محو السيئة فقد حلقت يوما -في وقت ندمي على فعل معصية- أن أقرأ سورتي البقرة وآل عمران في نفس اليوم وبإمكان أي شخص نادم الاستفادة أيضا
فربما تحلف على أن تصوم اليوم التالي أو أن تصوم الاثنين والخميس في نفس الاسبوع ولكن حذار من أن تحمل نفسك مالا تطيق فتحلف على أشياء لا تطيقها فتحمل وزر المعصية التي فعلتها ووزر الحلف الغير منجز لذلك احرص على أن يكون حلفك في حدود ما تطيق ولك الاختيار.

* وتأملت في تلك الجلسة المشهودة حالنا - معشر المسلمين- وولوجنا الجنة بإذن الله تعالى( من ناحية ماثبت لدينا وجوده فيها كالراحة التامة وعدم التبرز ... إلى آخره) فوجدت أن البشر بطبيعة الحال ستجد فيها نعيما لايوصف كون الدنيا سجن المؤمن وكونها لا تخلو من الأمراض التي إن أفلت أحدهم من هذا نهشه ذاك ورحم الله عليا
-رضي الله عنه- حين قال ( .. وما بقاء جسد تنهشه الآفات ...) وكون الدنيا مليئة بالهموم التي لا تذر امرئا إلا ونغصت عليه من موت قريب أو فراق حبيب وغيره , لكنني وجدت ذلك النعيم الذي يعيشه المرء سيكون في أول عشر سنوات أو مئة سنة كحد أقصى ثم بعد ذلك ماذا ؟ نعيم طول الوقت , لاهموم
, لامخاوف , لا أمل نرنو إليه ,و لا محبوب نخاف عليه. فإني - كوني طالب في المرحلة الثانوية- وإن كانت الاختبارات تبعث بقلبي هما وترقبا من قبل موعدها بأسابيع إلا أنني أفتقدها في الإجازة حيث لا شيء سوى اللهو ومحاولة إسعاد النفس (ولا أقصد بهذا التشبيه بين هذا وذاك), فوددت لو أقابل عالما متخصصا في
الدين وأناقشه في ذلك , عموما كل ماذكرت سابقا هو في عالم الغيب أي أنه شبه مجهول لذلك أتوقف هنا عن المتابعة تاركا لكم التعمق في ذلك.

* تأملت أيضا في حال الأخوة المتحابـين الذين قضوا مع بعضهم البعض سنين مديدة ثم إذا فرق بينهم الدهر قام كل منهم بذكر عيوب الآخر وإذا تصالحوا ندم كل منهم على ما قاله وذكر محاسنه فاختلط ذلك على السامعين ووجدت خصلة لو سلم الإنسان منها سلم من ذلك كله ألا وهي اللسان فما منع المتخاصمين
أن يمسكوا عليهم لسانهم فلربما أصلح الدهر ما أفسده أو أصلح أهل الخير خطأ الدهر فعدت إلي صاحبك كما كنت أو أفضل فندمت حين لاينفع الندم على ما قلت , علما بأن ذلك لايخلو من حالتين : إما غيبة أو بهتان وكلاهما آفة في هذا الزمان وتذكر قول الحكيم(( أنا أملك الكلام قبل أن أنطق به فإذا
نطقته صار يملكني) و احرص على هذه القاعدة "قل ما أنت متأكد منه ولا تقل ما تشك فيه , فالندم على السكوت خير من الندم على الكلام".

* وتأملت في حالنا في هذه الحياة الدنيا فوجدت أن هناك عواملا تضفي على الحياة لونا مرحا يشعرنا بالتجدد يوما بعد يوم وتلك العوامل وعلى الرغم من أننا نشجبها علنا فإننا نكاد لانستغني عنها في حياتنا اليومية التي أضحت مقيدة بالاعتيادية ( الروتين) ولعل من تلك العوامل المذكورة سابقا: التمرد , ولا أعني بذلك
التمرد المفرط ولكنني أعني تمرد الصبيان في البيوت على قرارات الوالدين الصارمة كاللعب داخل البيت (يشبهها بعض الصبيان بكرة القدم داخل الصالات) وماإلى ذلك من الأمور فاستنتجت أن الإنسان يضطر أحيانا إلى منع أشياء ربما لم يرى ضيرا فيها فمثلا قد يمنع الأب اللعب داخل البيت وهو لايكترث لذلك
أصلا ولكن كفى بذلك حجة على الصبيان حين تلف أي غرض - تأثر بنوبة كروية لم تمهله طويلا - , وسأبرهن لكم على ذلك , تخيلوا لو أن كل الصبيان أصبحوا مثاليين , لا مشاغبات ولا تمرد وكل الشباب قفزوا لمرحلة النضج فلا تفحيط ولا "برشمة" فهل سيكون للدنيا طعم؟ أترك الإجابة لكم.

* ومضيت في سلسلة تأملاتي فتأملت في النصيحة العظيمة التي يسديها لنا الدعاة -جزاهم الله خيرا- في أن إتباع صيام شهر رمضان بست من شوال يجعل لك ثواب صيام سنة كاملة ويوضحون ذلك بقولهم عدد أيام رمضان 30 يوما أضف إليها 6 من شوال أصبحت 36 والحسنة بعشر أمثالها يصبح الناتج 360 يوما
وهو عدد أيام السنة) لكنني لاحظت شيئين في ذلك القول:
1- الأول أن صيام السنة يكون بصيام 360 يوما والحسنة بعشر أمثالها تصبح """""3600""""" وصيام ست من شوال بعد صيام رمضان ناتجه """"""360"""""" فلا تطابق بينهما.
2- الثاني أنهم يقولون ( والحسنة بعشر أمثالها) والرسول يقر ذلك ولكن ليس على الإيقاف فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف لذلك لا يجب الجزم بأن لك عشر أمثال أجر الصيام.
وان استدل بعضهم بقول الرسول - صلى الله عليه وسلم- بما معناه أن من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر فإني أفضل أن نثبت ذلك دون توضيح فنثبت أنه يكون كصيام الدهر ولكن دون تبيين الكيفية.



وأخيرا عذرا على الإطالة فإني رجوت منها إصلاح الحالة, واعلموا أني بشر وأني معرض للخطأ وأني أقول لكل من يعارضني (( وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين)).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.