المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية الحرب العالمية الثالثة



ابو عمرو
01-01-2002, 11:03 PM
الحرب العالمية الثالثة

منذ أكثر من شهر وأنا أنوي الكتابة في هذا الموضوع, وما أخرتني عن كتابته إلا شفقة على القارئ الكريم وأمل أن تتبدل قراءتي لأحداث الساعة, ولكنني وجدت نفسي إزاء المعطيات التي بين يدي من أحداث متسارعة ومواقف متلاحقة والخلفية التي حصلت عليها نتيجة دراساتي لكل من الحرب العالمية الأولى والثانية أن أضع يدي على قلبي وأدعو الله أن أكون مخطئا في قراءتي بأننا نشهد بوادر الحرب العالمية الثالثة, وعلى كل من يستبعد ذلك أن يسأل نفسه.. هل ما حدث خلال الأشهر الثلاثة الماضية كان في حسبان أحد منا? ولو كتب أحد عنه قبل الحادي عشر من سبتمبر وقص علينا أحداث الثلاثة أشهر التي تلت الحادي عشر من سبتمبر هل كان سيصدقه أحد?
وإليكم بعض المؤشرات التي تدعم احتمالية الحرب العالمية الثالثة:
> تأكيد الولايات المتحدة الامريكية (القوة العظمى الأولى) وحلفائها أن المعركة ضد ما يسمى بالارهاب ستكون حربا طويلة الأجل, وهذا قد لا يكون مقلقا في حد ذاته, ولكنه يصبح مقلقا للغاية إذا تمعنا في تعريف ما يسمى بـ(الارهاب) أو (الدول الارهابية) والقائمة تضم اليوم أفغانستان والعراق ولبنان (حزب الله) وسوريا والصومال والسودان واليمن وفلسطين (حماس).. والقائمة تكبر يوما بعد يوم.
> توسيع تعريف ما يسمى بـ(الارهاب) ليضم شعوبا إسلامية تدافع عن حقوقها الإنسانية وعن أراضيها مثل كشمير والشيشان ومسلمي الصين بل والشعب الفلسطيني في حين استثنيت اسرائيل من توجيه أي تهمة لها وهي أسوأ دولة ارهابية استعمارية استحلالية في العالم قاطبة ورئيس وزرائها مجرم حرب وسفاح, وهي دولة تزاول أبشع أنواع الإرهاب الدولي وتخالف القوانين الدولية وقوانين الأمم المتحدة وقبل كل هذا قوانين السماء بانتهاكها للحرمات وتدنيسها للمقدسات.
> تطورات الأحداث بين الهند وباكستان وهما دولتان تملكان قنابل ذرية, وموقف الغرب المنحاز من القضية الكشميرية وحقوق الشعب الكشميري.
> الاتفاقية الحربية بين اسرائيل والهند ودور اسرائيل في حالة نشوب حرب بين الهند وباكستان, وهل من الممكن أن تقوم اسرائيل بمساعدة الهند في ضرب المفاعل النووي الاسلامي الوحيد في باكستان كما فعلت اسرائيل في العراق من قبل وبذلك يجرد العالم الاسلامي من أي قوة تستطيع الوقوف في وجه اسرائيل عند قيامها بأهم مرحلة في تاريخها منذ قيامها, ألا وهي بناء المعبد المزعوم على أنقاض الأقصى والذي كتبت عنه عدة مقالات منها مقال بعنوان (متحف معبد سليمان) والذي ذكرت فيه الدور الذي اختير مجرم الحرب السفاح شارون للقيام به لإتمام الحلم الاسرائيلي الذي شارف على الاكتمال على أرض الواقع, حيث بدأ شارون بالفعل تهيئة الأمر لبناء الهيكل والمعبد على أنقاض المسجد الأقصى والمزمع بناؤه خلال السنوات القادمة (2004- 2006).
وتأكيدا لذلك افتتح يوم الاربعاء 18/4/2001 متحف بجوار المسجد الأقصى في قبو القصر الذي كان يقطنه خلفاء المسلمين طوال القرن السابع الميلادي, وعرض المتحف بالكمبيوتر COMPUTER SIMULATION مشروع بناء المعبد المزعوم على أنقاض الأقصى بتفاصيله الدقيقة وكأن المشاهد يسير داخل المعبد ليرى فيه الزخارف الذهبية للبوابات الرئيسية وأماكن دخول اليهود الذين يقصدون (يحجون) المعبد, ويؤكد العرض أن بقايا المعبد القديم تقع تحت المسجد الأقصى بل وقبة الصخرة كذلك (وهذا ما يحاول اليهود جاهدين إثباته بالتنقيب تحت الأقصى, وكان موضوع العدد الأخير لمجلة نيوزويك في 24/12/2001).
ولقد كتبت قبل أكثر من عام مقالا بعنوان (ولتعلن علوا كبيرا) ذكرت فيه المعبد المزمع بناؤه والذي تم شرح تفاصيله في فيلم وثائقي أذيع في إحدى القنوات التلفزيونية الامريكية قبل أربعة أعوام, وفيه يرى المشاهد التفاصيل الدقيقة للبناء والتصميم وساحات المعبد المختلفة وأماكن الصلوات والقراءة والساحة الكبيرة التي يفترض أن يذبح المتعبدون فيها أضحياتهم, وطرق التعقيم الفوري للساحة بأحدث الوسائل, بل وقد صممت الأزياء التي يفترض أن يرتديها رواد المعبد ورجال الدين على اختلاف مراتبهم, وفيه ذكر لعام 2005 كهدف لبناء المعبد.
والحقيقة ان اسرائيل لن تحتاج أن تستعين بالجرافات والمعدات الثقيلة لهدم المسجد الأقصى حيث أن الأنفاق التي تقوم بحفرها تحت المسجد ستؤدي الى انهيار المسجد تلقائيا في السنوات الثلاث القادمة على الأكثر كما هو مقرر ومخطط, وقد نشر قبل خمسة أشهر تقرير يؤكد حتمية سقوط المسجد نتيجة ميل الحائط الذي يستند عليه عدة أقدام.
وقد كتبت كذلك قبل قرابة عام ثلاثة مقالات بعنوان (انتهت مسرحية السلام ودقت طبول الحرب) و(حرب أو استسلام) و(الجدار الحديدي) أما الأخير فقد كان عنوانا لمقال مشهور كتبه زئيف جابوتنسكي ZEEF JABOTINSKY مؤسس الصهيونية الحديثة عام 1923 يصف فيه الاسلوب الذي يجب أن يتبعه اليهود مع العرب بما أسماه (باللامبالاة) POLITE INDEFERNCE يقول فيه: (كل أصحاب الأرض الأصليين سيقاومون مستوطني أراضيهم ما دام هناك شعاع من أمل في التخلص من خطر المستوطنين الأجانب, وهذا ما سيحدث مع العرب, وسيستمرون في محاولة التخلص من المستوطنين ما دام هناك شعاع من أمل في أن أرض فلسطين قد لا تصبح أرض اسرائيل, وبذلك فإن الطريق الوحيد لتوقيع أي اتفاقية مع الفلسطينيين هي بناء الجدار الحديدي, أي بمعنى آخر تكوين قوة صهيونية في فلسطين لا تتأثر بأي ضغوط من العرب, حيث أن أي اتفاقية طوعية مع العرب لن تكون, وبذلك فإنه علينا أن نستمر في بناء المستوطنات دون توقف أو اعتبار لشيء, ولابد أن نبني المستوطنات تحت قوى لا تتأثر بما يجري حولها خلف جدار حديدي لا تستطيع قوة أو تحطمه).
وبعد 34 عاما من الاحتلال و24 عاما من خطة شارون الشاملة عام 1977م من ضم الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة قارب الجدار الحديدي على الانتهاء ولم يبق على اكتماله الا جزئية صغيرة من أجل بناء المعبد وهي أن يصل الشعب الفلسطيني الى نقطة الإحباط, وهذا ما كتبه ديفيد بن جوريون عام 1936: (أنه وبدون شك لن يكون هناك اتفاقية شاملة في هذا الوقت حيث انه لابد ان نوصل العرب الى نقطة الاحباط التام الشامل, وهذا الإحباط لن يتأتى نتيجة احباط كل محاولات العرب للثورة ضدنا فحسب بل ونتيجة لنمونا السريع في فلسطين ليخضع العرب لدولة اسرائيل).
إن اللوبي الصهيوني بتحكمه في صنع القرار في أمريكا لن يتوانى عن جر العالم كله الى حرب عالمية ثالثة ليضمن إكمال خطة الاحلال الكامل للشعب الفلسطيني وبناء المعبد على أنقاض الأقصى, وستغمض الشعوب أعينها عن كل هذا, وهو ما كتبه الصهاينة في بروتوكولات صهيون قبل أكثر من مائتي عام بقولهم: (هناك سبب آخر لإغماض الشعوب أعينها عن أفعالنا, ذلك أننا سنعدهم بإعادة حرياتهم وحقوقهم اليهم بعد القضاء على أعداء السلام, وأنه من غير المفيد ان نذكر أي شيء عن الفترة الزمنية التي ستجعلهم ينتظرون فيها على أمل اعادة حرياتهم اليهم) بروتوكول رقم 11 من الحالة (أو الدولة) الاستبدادية.
وما نشهده في الآونة الأخيرة هي بوادر تحقيق أهدافهم, فهل نحن مشرفون على حرب عالمية ثالثة شاملة أو استسلام كامل لأهداف اسرائيل?
WFITAIHI@POST.HARVARD.EDU
طبيب استشاري- وعضو هيئة تدريس
وعضو مجلس أمناء الجمعية الإسلامية في بوسطن


د. وليد أحمد فتيحي