تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية مياه نتنه برائحة حيوان الضربان«سلاح كيماوي» إسرائيلي لقمع التظاهرات السلمية الفلسطيني



إسلامية
23-08-2008, 07:21 AM
مياه نتنه برائحة حيوان «الضربان» ... «سلاح كيماوي» إسرائيلي لقمع التظاهرات السلمية الفلسطينية




واجه المتظاهرون الفلسطينيون والأجانب في قرية بلعين قرب رام الله في الضفة الغربية في الاسابيع الثلاثة الاخيرة سلاحا لم يعهدوه من قبل: مياه نتنة لا تزول رائحتها عن الملابس.
وسارع المتضامنون الاجانب والاسرائيلون، بعضهم مقيم في القرية، للبحث عن سر النتانة التي لا تزول، ليجدوا ان اسرائيل طورت سلاحا جديدا ضد المتظاهرين: تركيب كيماوي ينتج رائحة حيوان الضربان الكريهة.




والضربان حيوان صغير شبيه بالجرو يستخدم رائحته الكريهة لاصطياد فرائسة. وتنقل المصادر التاريخية عن الأعراب قولهم عن هذا الحيوان انه «يخرج رائحة في ثوب من يصيده، فلا تذهب رائحته حتى يبلى ذلك الثوب».
وقال منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في بلعين عبدالله ابو رحمة لـ «الحياة» إنه شخصياً تعرض للمياه النتنة هذه قبل اسبوعين، وانه اخضع ملابسه لسلسلة عمليات غسيل استخدم فيها الكثير من انواع المنظفات ووضعها في الشمس لمدة اسبوع من دون ان تفارقها رائحة الضربان النتنة.




وينظم اهالي قرية بلعين تظاهرات سلمية اسبوعية بعد ظهر كل يوم جمعة صوب الجدار منذ الشروع في اقامته على اراضي القرية في آذار (مارس) عام 2004. وتعد تجربة القرية في النضال السلمي التجربة الابرز في الاراضي الفلسطينية. وبدأت قرى وبلدات فلسطينية عديدة في محاكاة تجربة القرية في العامين الأخيرين، ما يثير قلق السلطات الاسرائيلية من اتساع التجربة لتشمل عموم البلاد.




وواجهت اسرائيل معضلة في التعامل مع هذا النوع من التظاهرات السلمية نظرا الى مشاركة عدد كبير من ناشطي السلام الاسرائيليين والاجانب فيها. وقال ابو رحمة ان مشاركة الناشطين الاسرائيليين والاجانب في تظاهرات القرية وفر حماية للمتظاهرين، مشيرا الى ان الجيش الاسرائيلي يتجنب اطلاق النار العشوائي على المتظاهرين خشية اصابة وقتل اسرائيليين واجانب.
تكلفة قمع التظاهرات
وشكلت التظاهرات السلمية تحديا من نوع جديد للجيش الاسرائيلي الذي اعتاد التعامل عسكريا مع التظاهرات الفلسطينية. واجرى ناشطو سلام اسرائيليون بحثا عن تكاليف قمع التظاهرة الاسبوعية في قرية بعلين بيّنت ان الجيش الاسرائيلي يتكبد اسبوعيا 50 الف دولار ثمن ادوات يستخدمها في قمع المتظاهرين من قنابل غاز ورصاص مطاط ووقود للسيارات العسكرية.




وخلص البحث الى ان تحول الفلسطينيين الى النضال الشعبي السلمي ونشر هذا النوع من التظاهرات في المناطق المختلفة بدلا من العمل العسكري، يؤدي الى استنزاف اسرائيل ماديا واستنزاف جيشها اخلاقيا ومعنويا.
وكان التحدي الابرز للجيش الاسرائيلي في مواجهة هذه التظاهرات هو ابتكار اسلحة تؤدي الى وقف التظاهرات من دون اراقة الدماء. واستخدم الجيش في المرحلة الاولى السلاح التقليدي في قمع التظاهرات، وهي الاعيرة المطاط والغاز المسيل للدموع والاعتقال والسجن وفرض الغرامة المالية. وعندما وجد ان التظاهرات تواصلت بدرجة اكبر، لجأ الى تطوير هذه الاسلحة، فأخذ يستخدم قاذفات كبيرة لقنابل الغاز المسيل للدموع تطلق 30 قنبلة معاً مغطية مساحة واسعة تزيد على الدونمين، ما يؤدي الى الحاق اذى اكبر بالمتظاهرين الذين لا يستطيعون مغادرة منطقة الغاز لفترة طويلة.




أسلحة قمع التظاهرات


واستخدم الجيش خلال السنوات الاربع الماضية منظومة واسعة من الاسلحة شملت القنابل الاسفنجية التي تصيب الافراد وتسبب لهم رضوضا كبيرة، والاصوات الموجهة عبر مكبرات ضخمة تؤدي عند توجيهها على شخص ما الى الحاق ضرر في اذنه الوسطى، وتالياً فقدانه التوازن الجسدي، والكرات الملحية وهي كرات صغيرة مليئة بمسحوق الغاز تصيب الأفراد، وأكياس الكرات الحديد وهي كيس خيشي صغير يحتوي على نحو مئة كرة معدنية موجهة ضد الافراد ايضاً، والسلاح الكهربائي وكرات معدنية تصيب المتظاهرين بصدمة كهربائية وغيرها.




وأخيراً استخدم الجيش المياة النتنة التي اعتقد المتظاهرون بداية انها مياه عادمة نظرا الى شدة نتانتها، الى ان كشف الجيش في استجوابات صحافية وبرلمانية انها تركيب كيماوي ينتج رائحة الضربان النتنة.
وشرعت اسرائيل في اقامة الجدار الفاصل في الضفة الغربية عام 2002 بهدف معلن هو «منع الهجمات الفلسطينية»، لكن سرعان ما تبين ان الهدف هو عزل شريط من الارض يشكل نحو عشرة في المئة من مساحة الضفة الغربية، وضمها بعد اتمام تجميع المستوطنات فيها.
وبدأت مقاومة الجدار في قرية بلعين الصغيرة بتظاهرات شعبية استقطبت عشرات المتضامنين الاسرائيليين والاجانب. وقدم تزاوج الأفكار بين الجنسيات المشاركة نموذجاً جديداً للتظاهر والاحتجاج الشعبي في فلسطين.





ففي التظاهرة الأولى، شاركت عشرات النساء من دون رجال بهدف «توجيه رسالة للجنود الاسرائيليين ان التظاهرة احتجاجية غير عنيفة». وفي المسيرة الثانية، شارك عشرات الاطفال من دون وجود اي شخص بالغ لحمل رسالة مماثلة.
ومن اشكال الاحتجاج، تسلل اصحاب الاراضي والمتظاهرين ليلا الى حقول الزيتون وربط اجسادهم بأشجار الزيتون قبل وصول الجرافات صباحاً لاقتلاعها. وفي واحدة من هذه التظاهرات، تقدم المتظاهرون الى الجيش وهم يرتدون أكفانا بيضاء كتب عليها اسم واحدة من القيم العليا مثل «العدل والإنسانية والحق والأخلاق»، في اشارة الى موت هذه القيم علي ايدي جيش الاحتلال الاسرائيلي، واستخدموا وسائل أخرى مثل رفع أعلام دول فاعلة في المجتمع الدولي، وتكميم الافواه بأشرطة لاصقة تعبيراً عن الصمت الدولي وغيرها. كما استخدموا أسلوب الجدار الحديد الذي يمضي على جثث أهل البلاد عبر وضع مجسم للجدار فوق أعناق المشاركين. وفي إحدى المرات، نظم أهالي القرية مسيرة أعلام وزع فيها 1500 علم فلسطيني، في رسالة موجهة الى الفصائل المتصارعة على السلطة.





ومع كل وسيلة قمع جديدة، كان المتظاهرون يجتمعون ويتدارسون معا وسائل الرد. ومن الافكار التي طبقوها في هذه التظاهرات القاء روث الحيوانات والبيض على الجنود، اضافة الى استخدام دروع حديد على الصدر للوقاية من الرصاص المطاط، واستخدام مرايا كبيرة لتوجيه اشعة الشمس على عيون الجنود وارباكهم ومنعهم من توجيه اسلحتهم نحو المتظاهرين.




وكانت الفكرة الاكثر قبولا لمواجهة مياه الضربان هي ارتداء ملابس قديمة غير صالحة للبس او تغطية الجسم بأكياس بلاستيكية. وقال ابو رحمة: «هذه الوسائل غير كافية لحماية المتظاهرين من هذه المياه النتنة، لكنها بالتأكيد تخفف من آثارها».


http://www.alhayat.com/arab_news/levant_news/08-2008/Article-20080822-eb6889ea-c0a8-10ed-01bf-ee336b541791/story.html (http://www.alhayat.com/arab_news/levant_news/08-2008/Article-20080822-eb6889ea-c0a8-10ed-01bf-ee336b541791/story.html)