المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف يفكر القذافي؟



mostefaouiriadh
24-08-2008, 07:11 PM
كيف يفكر القذافي؟

كتب رياض مصطفاوي

حادثة القبض على نجل الزعيم الليبي معمر القذافي؛ كشفت مستوى تفكير ومعالم شخصية القائد، فتطبيق بسيط للقانون في سويسرا عرض بلد البنوك إلى الحرمان من النفط الليبي والتهديد بقطع العلاقات.

الحادثة: إعتداء بالضرب.
المتهمين: الشاب حنبعل القذافي وحرمه
الضحايا: خادمين

النهج الطبيعي الذي يجب أن يأخذه الحدث هو معاقبة الفاعلين حسب القانون المحلي لإقليم الحادثة، وهو ما بدأ إتمامه بالفعل عند القبض على المتهمين، ولكن...

والد المتهم يستخدم مصالح دولته وكل ثقلها الدبلوماسي والإقتصادي من أجل إنقاذ ابنه من القضية. سابقة خطيرة في تاريخ العلاقات الدولية أن يستخدم زعيم أمة إمكانات بلده من أجل قضية شخصية، وهنا ندعو للتساؤل؛ هل فكر الزعيم الليبي لحظة واحدة في استخدام سلاح النفط كوسيلة ضغط عند ضرب العراق في بداية التسعينات من القرن الماضي وهو يندد من مكتبه المكيف بعاصفة الصحراء؟ وهل فكر لحظة في ذلك عند احتلال العراق سنة 2003؟ بل هل فكر مجرد التفكير في وقف ضخ النفط من أجل القضية الفلسطينية قضيته وقضية كل العرب كما يدعي؟ ولنذهب أبعد من ذلك لنسأل؛ هل فكر القذافي في وقف إنتاج وضخ النفط الليبي عندما ضرب عليه الحصار بسبب حادثة لوكاربي، وكانت دولته وشعبه مهددين بالإنهيار؟ مع العلم أن ليبيا منتج مهم للبترول وأي توقف لإنتاجها أثناء الحصار الذي ضرب عليها في التسعينيات من القرن الماضي كان سيخلق اختلال كبير في التوزيع العالمي وممكن أنه كان سيخدم الموقف الليبي في قضية لوكاربي واحتمال فك الحصار.

لكن الزعيم الليبي أكبر بكثير بأن يستخدم البترول وهو ملكية خاصة به وبعائلته، في قضايا لا تعني عائلته، فلماذا تسامح مع المرضات البلغاريات في قضية حقن أبناء الشعب بفيروس الإيدس وتشدد عندما تعلق الأمر بتطبيق القانون على نجله؟ أعتقد أن الشعب الليبي على ضوء هذه القضية؛ مطالب بمحاكمة القذافي بتهمة استغلال النفوذ واستخدام ثروة قومية لأغراض شخصية. طبعا ذلك لو كان البلد بلد الشعب.

سمعة لبيبا في مجال العلاقات مع الأجانب زفت، زفت، زفت... فالليبيين معروفين بالنرجسية واحتقار الآخرين، والدليل على ذلك العدد الكبير من المساجين الأجانب في المعتقلات الليبية والذين خضعوا لمحاكمات صورية وأحكام بشعة دون منحهم أدنى الحقوق المتعارف عليها في أعراف القضاء، ومنهم الجزائريين الذين تملأ أخبارهم الجرائد منذ مدة، والذين يكشفون عن ديكتاتورية منقطعة النظير ممارسة عليهم كأجانب دخلوا الأرض الخطأ للبحث عن لقمة العيش، أو ربما لمجرد السياحة، ومثلهم كثيرين من السودان ومصر وتونس وغيرهم، فهل أحس الزعيم الليبي عند اعتقال فلذة كبده بعيدا عن أرض الوطن ما تحسه عائلات المعتقلين الأجانب في زنزانات نظامه؟

السلطات الليبية تعتقل سويسريين بتهمة مخالفة قوانين الإقامة، هل السويسريين بحاجة إلى ترك بلدهم الذي يعتبر بلد الأحلام الجميلة و"الحرقة" إلى طرابلس؟ إن الهجرة الغير شرعية تتجه من الجنوب إلى الشمال، ولم يحن الوقت بعد لكي يتم قلب الساعة الرملية وتغيير الزمن إلى الهجرة من شمال إلى الجنوب.

ليبيا بلد "عربي" بكل ما في الكلمة من معاني للتخلف والفوضى والإرتجال، سويسرا بلد أوروبي بكل ما في الكلمة من معاني التقدم والتنظيم والتكنوقراطية، ليبيا قطعت النفط على سويسرا، فماذا لو تحلت سويسرا بقطرة من العروبة على الطريقة الليبية وقامت بمصادرة الأموال الليبية في بنوكها؟ هل يمكن أن ننكر أن الأموال الليبية في سويسرا أكثر من الأموال الليبية في ليبيا؟

حتى ولو استبعدنا الفكرة لكون سويسرا بلد يحترم نفسه ولن يصادر الأموال الليبية؛ ماذا لو قامت فقط بقطع تموين ليبيا بمواد صناعة العملة؟ كم ستصمد ليبيا حتى تضطر لطبع عملتها على ورق الجرائد؟

سويسرا لم تكتسب أية عداوة نظرية منذ رسم الخارطة السياسية العالمية بعد الحرب العالمية الثانية، وذلك بحكم اختيارها للحياد إلى درجة السلبية تجاه كل القضايا العالمية، فهل تكون ليبيا أول دولة تعادي سويسرا في التاريخ الحديث؟ ولأي سبب؟ لعصبية شاب.

لكن لحسن حظ ليبيا؛ في الدولة السويسرية لا تزر وازرة وزر أخرى، فالقانون قانون والتجارة تجارة والديبلوماسية ديبلوماسية، وفي تركيبة يد السلطة السويسرية إذا قطعت الإبهام لا تتألم السبابة.

أبو طلحة القبطي
02-09-2008, 05:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا جديد أخي في تفكير معظم قادة المسلمين على مدار عقدين من الزمان -من يظل منهم على قيد الحياة-!
نسأل الله أن يفرج كرب المسلمين, وأن يردنا إليه رداً جميلاً.