تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ملخص أحكام الصيام



Mr.alOne
26-08-2008, 01:33 AM
بسم اللهِ الرحمنِ الرحيم
شَرَعَ اللهُ الصيامَ محدوداً بحدودٍ شرعيةٍ ، من تجاوزها أفسدَ صيامهُ أو نَقَّصَه ، فَيجبُ عَلَى كلِ مسلمٍ أنّ يعرفَ حدودَ ما أنزلَ اللهُ عَلَى رسولهِ صَلَى اللهُ عليهِ وسلم مما يتعلقُ بالعباداتِ التي فُرضت فرضَ العين عَلى كلِ مسلمٍ .. ومنها الصيام.


وهذا بحثٌ جمعتهُ من عدةِ كتبٍ أذكرها بعد الإنتهاءِ منه.


أولاً: ما هو تعريفُ الصومِ لغةً وشرعا؟
لغةً : مصدر صَامَ يصومُ ، ومعناهُ أمسك.
شرعاً: التعبدُ للهِ سبحانهُ وتعالى بالإمساكِ عن الأكلِ والشربِ ، وسَائرِ المفطراتِ ، من طلوعِ الفجرِ إلى الغروب.
والصيامُ ركنٌ من أركانِ الإسلام ، وقد فُرضَ في السنةِ الثانية ، فَصامَ رسولُ اللهِ صَلَى اللهُ عليهِ وسلم تسع رمضانات إِجماعا.
وقد فرضَ أولاً عَلى التخيير بينَ الصيامِ والإطعام ؛ والحِكمةُ من فرضهِ على التخيير التدرجُ في التشريع ؛ ليكون أسهل في القبول ؛ كَما في تحريمِ الخمر ، ثم تعينَ الصيامُ و صارتِ الفديةُ عَلَى من لا يستطيع الصومَ إطلاقاً.


ثانياً : على من يجبُ الصوم؟
يجبُ صوم رمضان على كلِ مسلمٍ مكلفٍ قادرٍ مقيم ، و أما الصغير الذي لم يبلغ فإنَّ الصيامَ لا يجبُ عليه ، لقولهِ صَلَى اللهُ عليهِ وسلم " رُفِعَ القَلَمُ عن ثَلاَثَةٍ" وذكرَ منهم " الصبي حَتَى يَبلغ".
و أما المجنون ومن زَالَ عقلهُ بهرمٍ أو غيره فإنهُ لا صيامَ عليهِ ولا إِطعام لعدم العقلِ عندهم.
و أما العاجِزُ عن الصيامِ فإنّ كانَ يرجو الشفاء ، فإنهُ ينتظرُ حتى يعافيهِ اللهُ ثم يقضي ما فاته ، و أما العاجزُ الذي لا يرجو زوالَ عجزهِ كالكبيرِ والمريضِ الآيس من البرء ، فهذا ليسَ عليهِ صيام ، و إِنما الواجبُ عليهِ أنّ يطعمَ عن كلِ يومٍ مسكينا.
و المرأةُ الحائضُ والنفساءُ لا تصوم ، و تقضي بعد الطهر بعدد الأيامِ التي أفطرتها، و إنّ حصلَ الحيضُ أو النفاس في أثناءِ يومِ الصيام بطل الصيام ، و وجبَ عليها قضاءُ ذلكَ اليومِ الذي حدث فيهِ الحيضُ أو النفاس ، و إنّ انقطعَ الدمُ في أثناءِ النهار فلايلزمها الإمساك ولا يحسبُ لها لو أمسك.
و المسافرُ مخيرٌ إنّ شاءَ صام و إنّ شاءَ أفطر ، و يسنُ لهُ الفطر و يكرهُ لهُ الصوم.


ثالثاً: ماهي مفطراتُ الصيام؟
1- الأكلُ والشربُ عمداً ، وبمعنى الأكل و الشرب الإبر المغذية التي تغذي الجسم وتكسبهُ مايكسبهُ الطعام من القوة ، فهذهِ الإبرُ مفطرةٌ ولا يجوزُ استعمالها إلا لمضطر إِلى ذلك.
و أما الإبر التي ليست كذلك كإِبر البنسلين فهذهِ لا تفطر لأنها ليست طعاماً ولا شراباً ، لا لفظاً ولا معنى ، لكن الأحوط تركها في الصيام ، لقولهِ صَلَى اللهُ عليهِ وسلم " دع مايريبكَ إلا ما لا يريبك".


2- الجِماع ، و هو من كبائرِ الذنوبِ للصائم في نهار رمضان ، وفيهِ الكفارةٌ المغلظة : عِتقُ رقبة فإن لم يجد رقبةً فإنهُ يصومُ شهرينِ متتابعين ، فإنّ لم يستطع وجبَ عليهِ إطعامُ ستينَ مسكينا.


3- إنزالُ المني بفعلِ الصائمِ ، كأنّ يقبلَ زوجتهُ فيمني أو أن يستمني ... و أما إنّ كانَ الإِنزالُ بغيرِ فعلهِ كأنَ يحتلمَ مثلاً = فإنَّ صيامهُ صحيحٌ لا يبطل لأنّ ذلكَ بغير إختياره.


4- الحَاجِمةُ للحاجمِ والمحجوم ، لقولهِ صَلَى اللهُ عليهِ وسلم: " أفطرَ الحاجِمُ والمحجوم".
تنبيه: خروجُ الدمِ بقلعِ الضرسِ أو بغيرهِ لا يفطرُ وكذلك الرعاف.


5- القيء ، فإنّ استقاءَ فقاء فسدَ صومهُ ، و أما إنّ غلبهُ القيء بغير اختيارهِ فإنّ صيامهُ صحيحٌ إن شاءَ الله.
ولا يفطرُ الصائمُ إنّ فعلَ شيئاً من هذهِ المفطراتِ جاهلاً أو ناسياً ، لقولهِ صلى اللهُ عليهِ وسلم " إنَّ اللهَ تَجَاوزَ عن أمتي النسيانَ وما استكرهوا عليه"
ويجوزُ للصائمِ أن يتطيبَ بما شاء من الطيبِ والبخورِ وغيرهِ ولا يفطرُ بذلك.


يتبع لاحقاً
_______________
المراجع:
1 - الشرح الممتع على زاد المستقنع لفضليةِ الشيخ محمد ابن صالح العثيمين
2 -فتاوى الصيام لفضيلته.

Fly_Batman
26-08-2008, 02:33 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله الف خير على هذا الموضوع الرائع والمميز...وخاصة مع قرب رمضان..:D
ولقد استفدت منه الكثير أخي العزيز...وبارك الله فيك..في الدنيا والآخرة ولا تحرمنا من مواضيعك المميزة الهادفة ياعسل بالشوكلاته البندقية http://xs230.xs.to/xs230/08323/4480.gif

Mr.alOne
29-08-2008, 10:36 AM
وَعَليْكُمُ السَّلاَمُ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتهُ..
وَفِيْكَ بَارَكَ اللهُ أخي فلاي ، و أسألُ اللهَ أنّ يَنفَعَنا وَإِيَاكَ بِمَا عَلِمنا وأنّ يَجَعلهُ حجةً لنا لا علينا..
و أهلاً بِكَ يا قشطة بالعسل http://xs130.xs.to/xs130/08323/7618.gif

أبو طلحة القبطي
29-08-2008, 03:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً وبارك فيك وفي علمك.
أرجو نوضيح حكم التسوك أثناء الصيام حتى يكتمل الموضوع بإذن الله تعالى.
وكل عام وأنتم بخير...:)

Mr.alOne
30-08-2008, 02:14 AM
وَعَليْكُمُ السَّلاَمُ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتهُ..
وَفيكَ وَفي عِلمِكَ بَارَكَ اللهُ ،
و أما بِخُصوصِ حُكمِ السواكِ للصائمِ.. فَذَهَبَ الشَافِعيَةُ و الحَنَابلة إِلى كَرَاهةِ السواكِ للصائمِ بعدَ الزَوال و استدلوا بِحديثِ علي رَضِيَ اللهُ عنهُ أنّ رَسولَ اللهِ صَلَى اللهُ عليهِ وسلم قال " إِذا صُمْتُم فاستَاكوا بالغَدَاةِ ولا تستاكوا بالعَشيَّ" وبحديثِ أبي هريرةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ عندَ البخاري أنّ رَسولَ اللهِ صَلَى اللهُ عليهِ وسلمَ قال : " لَخُلُوُفُ فَمِ الصَّائمِ أطيبُ عِندَ اللهِ من ريحِ المسك"... قَالوا فَإِنّ كَانَ هذا الخُلُوفُ أَطيبُ عِنْدَ اللهِ من ريحِ المسكِ فإِنَّهُ لا يُزالَ ، بِدليلِ أنّ دمَ الشَّهيدِ لايُزَالُ بل يَبقى عليهِ وَيدفنُ في ثِيَابهِ بِدِمائهِ..
وَ ذَهَبَ الحَنَفيَةُ و الظَاهِريةُ وهو إختيارُ شيخُ الإِسلامِ ابن تيميةَ وتلميذهُ ابنُ القيم و شيخنا العلامة محمدٌ ابنُ صالحٍ العثيمين - رَحِمَ اللهُ الجميع - إلى أنّ السِّواكَ مسنونٌ للصائمِ سائرَ اليومِ ..
و استدلوا بِعمومِ الأدلةِ الدالةِ عَلَى سُنَّيَةِ السِّوَاك ؛ فالعمومُ يبقى عَلَى عُمومهِ حتى يردَ مُخَصِصٌ لهُ ولا مخصصٌ هنا فيقبى العامُ عاماً..
وَ بِـحَديثِ عَامرُ ابنُ رَبيعة ..." رَأيتُ النبيَّ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلم يَستَاكُ و هو صَائِمٌ ، ما لا أُحصي أو أَعُدُّ" أخرجهُ البخاري
و أمـا حَديثُ عليٍّ الآنفُ الذكرِ فَضَعيفٌ مرفوعاً وموقوفا ؛ لأنَّ مَدَارَهُ عَلَى أبي عمرَ القصار ، وهوَ ضَعيفٌ لا يُحتجُ بهِ ، وقد ضَعَفَ الحَديث الدارقطني والبيهقي والعراقي و ابن حجر وجمعٌ من أهلِ العلم..
إِذاً فالراجحُ الذي رَجحهُ الشيخُ العثيمين - رَحِمَهُ اللهُ تعالى - والذي يفتي بهِ مشايخنا ؛ أنّ السَّوَاكَ مسنونٌ للصَائمِ قبلَ الزَوَالِ وبعدهُ.. واللهُ أعلم

kinko
30-08-2008, 05:39 AM
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا الجزاء
موضوع قيم و مفيد
جعله الله في ميزان حسناتك
اللهم اجعل عاقبة امرنا رشدا

Mr.alOne
06-09-2008, 12:46 AM
وَ عليْكُمُ السّلاَمُ و رحمةُ اللهِ وَبَرَكَاتهُ..
و جزيتَ أنتَ أيضاً خيرَ الجزاءِ ، على مروركَ الممتع و دعواتكَ الطيبة

قلب الحياة
06-09-2008, 02:24 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز
جزاك الله كل الخير
وأسأل الله أن ينفعنا بك هنا
تسلم والله

Mr.alOne
07-09-2008, 07:19 PM
و عَليْكُمُ السَّلاَمُ ورحمةُ اللهِ وبركاته..
وجزاكَ الله خيراً عَلَى مروركَ ودعواتكَ الطيبة ، ولك بالمثل
ساقَ اللهُ إِليكَ السعادة ورزقكَ ماتحلمُ بهِ وزيادة