الامير الفقير
26-08-2008, 11:37 PM
حـُب الأوطان ... وحليب الأمهات ... !
كنت وما زلت وما زال معظمنا نحن أصحاب الشوارب ... نستهجن دموع الرجال ونراها لا تليق بهم ... بحكم تقاليدنا وعرفتنا التي عرفناها وتناقلتها روايات أجدادنا مذ قديم الزمان ... وقد غذتها بعض تقاليد التعصب والحمية القبلية والعشائرية التي كانت جزءا" كبيرا من ذلك الموروث ... وتركنا الدموع صاغرين ( لآخرين ) يشاركونا في هذه المعمورة ... برغم صدق الدموع ونقائها في التعبير عن حزن أو فرح من يذرفها ... بعيدا عن دموع التماسيح التي أمتاز بها البعض ... والتماسيح المساكين براء من اولائك المتلونين
وقد مررت بتجربة صعبة جدا قبل سنتين عند فقدي لأخي الصغير الذي طالته يد الطائفية المقيته والتي استشرت وسط مجتمعنا بفضل المحتل الباغي وبأمتياز ... وبفضل قوى ( الضلالة ) التي تريد بأمة العرب الفرقة والتناحر ... لكني كنت أجاهد نفسي لكي لا أذرف دمعة واحدة في مجلس العزاء الذي أقمناه لكي نترحم على روحه الطاهرة ... ونجحت بالفعل للتماسك وعدم الرضوخ لمشاعر الألم والحسرة على المسكين ... على أني كنت أنفرد بنفسي بعيدا عن الجميع لكي أفتح أنهار الدموع حتى تفيض ملابسي ... لكي أطفيء بها نار الحزن واللوعة ... ولكي أغسل بعض الوساوس وايحاءات الشيطان لعنه الله لأيماني الكبير بقضاء الباري وحكمته
لكن ما حدث قبل يومين قد أفحمني وأقنعني بأن هناك ماهو أغلى من الأخ والولد والمال وكل شيء ... ففي المبارات النهائية للدوري العراقي الممتاز والذي نقلته قنواتنا المحلية بين فريق نادي الزوراء العريق ونادي أربيل الصاعد بقوة لدوري الكبار ... دخلت قوة من قوات الأحتلال الى ملعب او ( استاد ) الشعب الدولي والذي كان يحتشد فيه أكثر من 50 ألف متفرج يمثلون العراق ... كل العراق ... بطوائفه وقومياته ومذاهبه ... قبل المبارات ... واذا بالجميع يرمون تلك القوة بآلاف قناني الماء الفارغة وبـآلاف ( القنادر ) وهتاف مدوي بلهجة عراقية نقية ... أخوان سنـّه وشيعة ... هذا الوطن ما نبيعه ... وشعار آخر ينتهي بالموت لأسرائيل وأمريكا ، بمشهد تقشعر له أبدان كل من مرّ بأهوال ما حدث لنا
لم أكن أدري بنفسي أني سأطلق العنان لدموعي أمام أبنائي وأقربائي الذين جلسوا معي يشاهدون المبارات ... فيشهد الله أني لم أفعلها مذ بلغت الحلم ... لكني أنتبهت الى أن الجميع يشاركوني البكاء ... حتى الصغار ... فتعجبت وبلغ بي العجب ... عجبا عندما شاهدت طفلتي الصغيرة والتي لا يتجاوز عمرها الثمان سنوات وهي تبكي كبكائنا ... وعندما سألتها ذلك ... قالت لي بابا ... أحب العراق ... سألت نفسي هل من الممكن أنها رضعت حب الوطن من أمها العراقية العربية ...؟؟؟
</B>
كنت وما زلت وما زال معظمنا نحن أصحاب الشوارب ... نستهجن دموع الرجال ونراها لا تليق بهم ... بحكم تقاليدنا وعرفتنا التي عرفناها وتناقلتها روايات أجدادنا مذ قديم الزمان ... وقد غذتها بعض تقاليد التعصب والحمية القبلية والعشائرية التي كانت جزءا" كبيرا من ذلك الموروث ... وتركنا الدموع صاغرين ( لآخرين ) يشاركونا في هذه المعمورة ... برغم صدق الدموع ونقائها في التعبير عن حزن أو فرح من يذرفها ... بعيدا عن دموع التماسيح التي أمتاز بها البعض ... والتماسيح المساكين براء من اولائك المتلونين
وقد مررت بتجربة صعبة جدا قبل سنتين عند فقدي لأخي الصغير الذي طالته يد الطائفية المقيته والتي استشرت وسط مجتمعنا بفضل المحتل الباغي وبأمتياز ... وبفضل قوى ( الضلالة ) التي تريد بأمة العرب الفرقة والتناحر ... لكني كنت أجاهد نفسي لكي لا أذرف دمعة واحدة في مجلس العزاء الذي أقمناه لكي نترحم على روحه الطاهرة ... ونجحت بالفعل للتماسك وعدم الرضوخ لمشاعر الألم والحسرة على المسكين ... على أني كنت أنفرد بنفسي بعيدا عن الجميع لكي أفتح أنهار الدموع حتى تفيض ملابسي ... لكي أطفيء بها نار الحزن واللوعة ... ولكي أغسل بعض الوساوس وايحاءات الشيطان لعنه الله لأيماني الكبير بقضاء الباري وحكمته
لكن ما حدث قبل يومين قد أفحمني وأقنعني بأن هناك ماهو أغلى من الأخ والولد والمال وكل شيء ... ففي المبارات النهائية للدوري العراقي الممتاز والذي نقلته قنواتنا المحلية بين فريق نادي الزوراء العريق ونادي أربيل الصاعد بقوة لدوري الكبار ... دخلت قوة من قوات الأحتلال الى ملعب او ( استاد ) الشعب الدولي والذي كان يحتشد فيه أكثر من 50 ألف متفرج يمثلون العراق ... كل العراق ... بطوائفه وقومياته ومذاهبه ... قبل المبارات ... واذا بالجميع يرمون تلك القوة بآلاف قناني الماء الفارغة وبـآلاف ( القنادر ) وهتاف مدوي بلهجة عراقية نقية ... أخوان سنـّه وشيعة ... هذا الوطن ما نبيعه ... وشعار آخر ينتهي بالموت لأسرائيل وأمريكا ، بمشهد تقشعر له أبدان كل من مرّ بأهوال ما حدث لنا
لم أكن أدري بنفسي أني سأطلق العنان لدموعي أمام أبنائي وأقربائي الذين جلسوا معي يشاهدون المبارات ... فيشهد الله أني لم أفعلها مذ بلغت الحلم ... لكني أنتبهت الى أن الجميع يشاركوني البكاء ... حتى الصغار ... فتعجبت وبلغ بي العجب ... عجبا عندما شاهدت طفلتي الصغيرة والتي لا يتجاوز عمرها الثمان سنوات وهي تبكي كبكائنا ... وعندما سألتها ذلك ... قالت لي بابا ... أحب العراق ... سألت نفسي هل من الممكن أنها رضعت حب الوطن من أمها العراقية العربية ...؟؟؟
</B>