تهاويل
02-01-2002, 06:33 AM
انقسام أمريكي حول الشريط: فريق يؤكد أنه الوصية وآخر لا يستبعد احتمال بث شريط آخر
باريس: عبد الكريم أبو النصر
كشفت مصادر دبلوماسية لـ"الوطن" أن مسؤولين في دولة أوروبية بارزة معنيين مباشرة بملف تنظيم القاعدة توصلوا إلى قناعة بأن شريط الفيديو الجديد لأسامة بن لادن هو في الواقع وصيته ورسالته الأخيرة إلى من يعتبرهم أنصاره، وأكدت المصادر الأمريكية والأوروبية أن هؤلاء المسؤولين الأوروبيين المعنيين خصوصاً بشؤون الحركات الإسلامية في العالم توصلوا إلى هذه القناعة ورفعوا تقريراً رسمياً بشأنها إلى الجهات المتخصصة بعد تحليل دقيق لشريط الفيديو الذي جرى بثه مساء الخميس، ونتيجة معلومات يملكونها عن تنظيم القاعدة وزعيمه. وأوضحت المصادر أن هؤلاء المسؤولين الأوروبيين تشاوروا في شأن مضمون الشريط مع مسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وفي وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين، وخرجوا بانطباع أن هناك انقساماً في الرأي بين الأمريكيين حول هذا الشريط، فهناك فريق يعتبره فعلاً وصية ابن لادن، بينما يرى فريق آخر يتكون خصوصاً من مسؤولين سياسيين في وزارة الدفاع الأمريكية أن ابن لادن سيرسل شريط فيديو آخر في مرحلة لاحقة قد يكون حينذاك وصيته الأخيرة.
وكانت "الوطن" أول من كشف في عددها الصادر يوم 21 نوفمبر الماضي أن ابن لادن سجل وصيته على شريط فيديو وطلب بثه وإذاعته بعد مقتله. وأنه يدعو في هذا الشريط إلى مواصلة ضرب أمريكا والمصالح الأمريكية. وذكرت "الوطن" في حينه أيضاً أن ابن لادن طلب من بعض المقربين ومن أحد أبنائه أن يقتلوه إذا ما حاصره الأمريكيون لكي لا يقع في الأسر وبعد أيام قليلة من صدور عدد "الوطن" المشار إليه أكد قيادي أصولي مقرب من زعيم القاعدة ويقيم في لندن في تصريح صحفي أن ابن لادن أصدر بالفعل فتوى طلب فيها من المقربين منه قتله لكي لا يقع في الأسر.
وذكرت المصادر الدبلوماسية الأمريكية والأوروبية المطلعة لـ"الوطن" أن شريط الفيديو الجديد سجل في النصف الثاني من نوفمبر الماضي وليس بالضرورة بعد السابع من ديسمبر كما يحاول ابن لادن الإيحاء بذلك من خلال حديثه عن مرور شهرين على بدء الحرب الأمريكية في أفغانستان في السابع من أكتوبر الماضي. إذ إن ابن لادن يتحدث في هذا الشريط عن "هجوم وقع قبل أيام" ضد مواقع للقاعدة في خوست، وهذا الهجوم وقع فعلياً يوم 16 نوفمبر الماضي. ويبدو ابن لادن في هذا الشريط الجديد منهكاً نحيلاً شاحب الوجه غائر العينين ضعيف النبرة خلافاً للعادة.
وأكدت هذه المصادر لـ"الوطن" أن ما يجعل هؤلاء المسؤولين الأوروبيين وفريقاً من المسؤولين الأمريكيين على قناعة بأن الشريط الجديد هو وصية ابن لادن الأخيرة الأمور الأساسية الآتية الواردة في هذا الشريط:
أولاً: للمرة الأولى يتحدث ابن لادن علناً وفي شريط فيديو وبشكل مفصل ومطول وتحليلي ليس فقط عن هجوم 11 سبتمبر الإرهابي ضد أمريكا بل أيضاً عن سائر العمليات والهجمات الإرهابية ضد أمريكا ومصالحها، معتبراً أنها "مشروعة ومباركة". ولم يسبق لابن لادن أن أشاد بهذا الوضوح وبشكل مفصل ومسهب وبصورة متعمدة بمنفذي هجوم 11 سبتمبر الإرهابي إذ وصف هذا الهجوم بأنه "إرهاب محمود" و"ضربة مباركة" واعتبر أن منفذي هذا الهجوم بل سائر الهجمات ضد أمريكا هم "شهداء" ولو لم يشعر ابن لادن بأن هذه قد تكون رسالته الأخيرة وأن الفرصة لن تتاح أمامه مرة أخرى على الأرجح لتسجيل رسالة جديدة لما كان قدم هذا التحليل التبريري المفصل لكل ما قام به هو وتنظيم القاعدة من عمليات إرهابية وتخريبية ضد أمريكا. والملاحظ أيضاً أن ابن لادن حرص على إضفاء طابع ديني على رسالته هذه.
ثانياً: للمرة الأولى يذكر ابن لادن بشكل محدد جنسيات منفذي هجوم 11 سبتمبر ضد أمريكا مؤكداً بذلك علناً وصراحة وليس خلسة أنه مسؤول عن هذا الهجوم، إذ إنه يعرف تماماً من الذين نفذوه، وهذا يعني أن ابن لادن يعتبر أنه لم يعد لديه ما يخسره ولذلك فضح دوره في هذه العملية.
ثالثاً: للمرة الأولى يتحدث ابن لادن علناً وفي شريط فيديو عن احتمال مقتله إذ يقول "إن نهاية أمريكا قريبة ونهايتها ليست متوقفة على وجود العبد الفقير، قتل أسامة أم بقي". وهذا يعني أن ابن لادن كان يدرك لدى تسجيله هذا الشريط وحده ومن دون أي من كبار المسؤولين في القاعدة أن نهايته قريبة سواء على أيدي المقربين منه الذين طلب منهم قتله لكي لا يقع في الأسر أو على أيدي القوات الأمريكية والأفغانية.
رابعاً: يدعو ابن لادن في هذا الشريط وللمرة الأولى بهذا الوضوح من يعتبرهم أنصاره إلى تنفيذ عمليات إرهابية وتخريبية جديدة ضد أمريكا وكأنه اعتبر لدى تسجيله الشريط أنه لن تكون لديه فرصة أخرى لتوجيه مثل هذه الرسالة إلى أنصاره. إذ يقول ابن لادن في هذا الشريط: "أركز على أهمية استمرار العمل الجهادي ضد أمريكا عسكرياً واقتصادياً... إن أمريكا قد تراجعت والنزيف الاقتصادي مستمر إلى اليوم ولكن يحتاج إلى ضربات أخرى وأن يجتهد الشباب في البحث عن مفاصل الاقتصاد الأمريكي ويضرب العدو في مفاصله".
إضافة إلى هذه الملاحظات التي توقف عندها المسؤولون الأوروبيون والأمريكيون وسجلوها، فقد لاحظ هؤلاء أن ابن لادن لم يكن يعرف تماماً ما يجري في أفغانستان لدى تسجيله هذا الشريط إذ توقع أن تستمر الحرب "سنوات" وقال إن المعارك الجارية في أفغانستان تظهر بوضوح مدى عجز الحكومة الأمريكية ومدى الضعف الأمريكي ومدى هشاشة الجندي الأمريكي في الوقت الذي كانت القوات الأمريكية تسقط نظام طالبان وتقضي على تنظيم القاعدة وتمهد لقيام نظام جديد في أفغانستان.
باريس: عبد الكريم أبو النصر
كشفت مصادر دبلوماسية لـ"الوطن" أن مسؤولين في دولة أوروبية بارزة معنيين مباشرة بملف تنظيم القاعدة توصلوا إلى قناعة بأن شريط الفيديو الجديد لأسامة بن لادن هو في الواقع وصيته ورسالته الأخيرة إلى من يعتبرهم أنصاره، وأكدت المصادر الأمريكية والأوروبية أن هؤلاء المسؤولين الأوروبيين المعنيين خصوصاً بشؤون الحركات الإسلامية في العالم توصلوا إلى هذه القناعة ورفعوا تقريراً رسمياً بشأنها إلى الجهات المتخصصة بعد تحليل دقيق لشريط الفيديو الذي جرى بثه مساء الخميس، ونتيجة معلومات يملكونها عن تنظيم القاعدة وزعيمه. وأوضحت المصادر أن هؤلاء المسؤولين الأوروبيين تشاوروا في شأن مضمون الشريط مع مسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وفي وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين، وخرجوا بانطباع أن هناك انقساماً في الرأي بين الأمريكيين حول هذا الشريط، فهناك فريق يعتبره فعلاً وصية ابن لادن، بينما يرى فريق آخر يتكون خصوصاً من مسؤولين سياسيين في وزارة الدفاع الأمريكية أن ابن لادن سيرسل شريط فيديو آخر في مرحلة لاحقة قد يكون حينذاك وصيته الأخيرة.
وكانت "الوطن" أول من كشف في عددها الصادر يوم 21 نوفمبر الماضي أن ابن لادن سجل وصيته على شريط فيديو وطلب بثه وإذاعته بعد مقتله. وأنه يدعو في هذا الشريط إلى مواصلة ضرب أمريكا والمصالح الأمريكية. وذكرت "الوطن" في حينه أيضاً أن ابن لادن طلب من بعض المقربين ومن أحد أبنائه أن يقتلوه إذا ما حاصره الأمريكيون لكي لا يقع في الأسر وبعد أيام قليلة من صدور عدد "الوطن" المشار إليه أكد قيادي أصولي مقرب من زعيم القاعدة ويقيم في لندن في تصريح صحفي أن ابن لادن أصدر بالفعل فتوى طلب فيها من المقربين منه قتله لكي لا يقع في الأسر.
وذكرت المصادر الدبلوماسية الأمريكية والأوروبية المطلعة لـ"الوطن" أن شريط الفيديو الجديد سجل في النصف الثاني من نوفمبر الماضي وليس بالضرورة بعد السابع من ديسمبر كما يحاول ابن لادن الإيحاء بذلك من خلال حديثه عن مرور شهرين على بدء الحرب الأمريكية في أفغانستان في السابع من أكتوبر الماضي. إذ إن ابن لادن يتحدث في هذا الشريط عن "هجوم وقع قبل أيام" ضد مواقع للقاعدة في خوست، وهذا الهجوم وقع فعلياً يوم 16 نوفمبر الماضي. ويبدو ابن لادن في هذا الشريط الجديد منهكاً نحيلاً شاحب الوجه غائر العينين ضعيف النبرة خلافاً للعادة.
وأكدت هذه المصادر لـ"الوطن" أن ما يجعل هؤلاء المسؤولين الأوروبيين وفريقاً من المسؤولين الأمريكيين على قناعة بأن الشريط الجديد هو وصية ابن لادن الأخيرة الأمور الأساسية الآتية الواردة في هذا الشريط:
أولاً: للمرة الأولى يتحدث ابن لادن علناً وفي شريط فيديو وبشكل مفصل ومطول وتحليلي ليس فقط عن هجوم 11 سبتمبر الإرهابي ضد أمريكا بل أيضاً عن سائر العمليات والهجمات الإرهابية ضد أمريكا ومصالحها، معتبراً أنها "مشروعة ومباركة". ولم يسبق لابن لادن أن أشاد بهذا الوضوح وبشكل مفصل ومسهب وبصورة متعمدة بمنفذي هجوم 11 سبتمبر الإرهابي إذ وصف هذا الهجوم بأنه "إرهاب محمود" و"ضربة مباركة" واعتبر أن منفذي هذا الهجوم بل سائر الهجمات ضد أمريكا هم "شهداء" ولو لم يشعر ابن لادن بأن هذه قد تكون رسالته الأخيرة وأن الفرصة لن تتاح أمامه مرة أخرى على الأرجح لتسجيل رسالة جديدة لما كان قدم هذا التحليل التبريري المفصل لكل ما قام به هو وتنظيم القاعدة من عمليات إرهابية وتخريبية ضد أمريكا. والملاحظ أيضاً أن ابن لادن حرص على إضفاء طابع ديني على رسالته هذه.
ثانياً: للمرة الأولى يذكر ابن لادن بشكل محدد جنسيات منفذي هجوم 11 سبتمبر ضد أمريكا مؤكداً بذلك علناً وصراحة وليس خلسة أنه مسؤول عن هذا الهجوم، إذ إنه يعرف تماماً من الذين نفذوه، وهذا يعني أن ابن لادن يعتبر أنه لم يعد لديه ما يخسره ولذلك فضح دوره في هذه العملية.
ثالثاً: للمرة الأولى يتحدث ابن لادن علناً وفي شريط فيديو عن احتمال مقتله إذ يقول "إن نهاية أمريكا قريبة ونهايتها ليست متوقفة على وجود العبد الفقير، قتل أسامة أم بقي". وهذا يعني أن ابن لادن كان يدرك لدى تسجيله هذا الشريط وحده ومن دون أي من كبار المسؤولين في القاعدة أن نهايته قريبة سواء على أيدي المقربين منه الذين طلب منهم قتله لكي لا يقع في الأسر أو على أيدي القوات الأمريكية والأفغانية.
رابعاً: يدعو ابن لادن في هذا الشريط وللمرة الأولى بهذا الوضوح من يعتبرهم أنصاره إلى تنفيذ عمليات إرهابية وتخريبية جديدة ضد أمريكا وكأنه اعتبر لدى تسجيله الشريط أنه لن تكون لديه فرصة أخرى لتوجيه مثل هذه الرسالة إلى أنصاره. إذ يقول ابن لادن في هذا الشريط: "أركز على أهمية استمرار العمل الجهادي ضد أمريكا عسكرياً واقتصادياً... إن أمريكا قد تراجعت والنزيف الاقتصادي مستمر إلى اليوم ولكن يحتاج إلى ضربات أخرى وأن يجتهد الشباب في البحث عن مفاصل الاقتصاد الأمريكي ويضرب العدو في مفاصله".
إضافة إلى هذه الملاحظات التي توقف عندها المسؤولون الأوروبيون والأمريكيون وسجلوها، فقد لاحظ هؤلاء أن ابن لادن لم يكن يعرف تماماً ما يجري في أفغانستان لدى تسجيله هذا الشريط إذ توقع أن تستمر الحرب "سنوات" وقال إن المعارك الجارية في أفغانستان تظهر بوضوح مدى عجز الحكومة الأمريكية ومدى الضعف الأمريكي ومدى هشاشة الجندي الأمريكي في الوقت الذي كانت القوات الأمريكية تسقط نظام طالبان وتقضي على تنظيم القاعدة وتمهد لقيام نظام جديد في أفغانستان.