المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر و نثر صفحات من مذكراتي



Sander
09-09-2008, 03:35 AM
"دعيني أنثر صفحة من مذكراتي هنا أيضاً... لا بأس.. لن أنساها.. و لن تتغير.. ستبقى ملك لنا.. هي تحكي حكايتنا نحن.. أنا و أنتِ.
لا تخافِ.. أنتِ لن يعرفك أحد.. لا أحد سيمسك بسوء.. أنتِ بآمان.. قد قطعت عهداً بأن لا أسمح لأحد بأن يمسكِ بسوء مادمت حياً".
__________________

كما يفعل الأدباء: صفحة من مذكراتي

( غادة )
__________________

"أنتِ الوحيدة التي تطالبني بدين في هذا العالم.. لا أحد يطلبني بشيء غيرك... فقط أنتِ مسموح لكِ بملاحقتي أينما ذهبت".

"هي ليست كالبقية.. هي متميزة.. فريدة! لا أحد مثلها".

"نسجت عالماً من خيوط وهمية و جعلتني بطلُه، كل الأحداث تدور حولي ولا أحد سواي... لابد و أنه حلم!!".


كان الفارس وحيداً، لم يكن يحب أحد حقيقةً بل كان أنانياً تهمه نفسه أولاً و آخراً.
كان لطيفاً، طيباً حنوناً و يعاني من سذاجة و شيء من العفوية.
الفارس.. لم يكن يعرف للحب طريق.. قد أحب نفسه و فقط..
كل مشاعره النبيلة تجاه الآخرين كانت مجرد إحترام لا أكثر...

كان يحترم الجميع و يقدر كل شيء.. لم يعاني سوى من أمرين: الكبرياء و الطيبة.
كانا يتضاربان معاً في كل شيء.. لا تخدم الطيبة الكبرياء ولا الكبرياء يخدم الطيبة..
رغم ما يعاني من تناقض.. كان متوازناً دائماً و كأنه لحن موسيقي عذب.

الفارس وجد كنزاً لم يكن ليحلم بإيجاده يوماً.. وجد أميرة أحلامه دون أن يبدأ البحث عنها حتى!!
كانت غيداء فاتنة.. تحمل كل ما يتمنى من صفات.. و قد تعلق بها لدرجة الجنون.. بات يحلم بها ليل نهار..
كانت تلك أولى تجارب الحب التي يعيشها.. كان الأمر جميلاً بقدر ما كان مؤلماً...

هي بالمقابل أحبته و عشقت تعلقه بها.. وجدت اللذة في ضعفه أمامها.. أمتعتها رؤية دموعه الحالمة..
كانت تعيش أمراً لا تفهمه.. لكنها أحبت ما كانت تعيشه... لم ترد لتلك الأيام أن تنقضي.. راحت تماطل و تنغمر و أياه في علاقة أبدية..
أرادت الإستمتاع بتلك الأيام قدر المستطاع.. لم تهتم للعواقب ابداً.. كانت غافلة تماماً... ظنت بأن الأمر سيطول و ينتهي كما الأساطير!

الفارس كان مجنونها و كانت ساحرته... بات كل شيء أسود حالك في غيابها.. كل القصص لا تحلو سوى بوجودها..
تمكنت منه و جعلت منه عبداً لها.. صار يسأل نفسه "مالي لا أملك قرار نفسي؟ متى أصبحت خاتماً بيديها تقلبها كيفما شاءت؟؟"
لم يعلم بأن كل ذلك سينقلب ضده بين ليلة و ضحاها....

تحطم يوم قالت أن لا لقاء بيننا بعد اليوم... لا ينتمي أحدنا للآخر... ليمضي كلاً منا في طريق و لتكن تلك النهاية.
حاول الإبتعاد لما أدرك مدى العذاب الذي سيعيشه بها أو بدونها.. حاول إقناع نفسه بأنه سيكون بخير إن رحلت هي.. حاول و لم يفلح...

ناداها في يأس ُمتيم:"لم كل هذا؟ لماذا الآن؟؟"
أجابت في كبرياء أنثى:"القدر حكم بأن لا نجتمع معاً في حكاية.. و ذاك أمرٌ ماضٍ شئنا أم أبينا"

جادل نفسه كثير ثم صمت.. كان يجب أن يقتنع بأن هذه النهاية محتمة.. لا مفر منها..
بلمح البصر... تلاشى حلمه... أنقطع... تم إغتياله... لم تكن هناك نهاية.. أنتهى قبل أن يبلغها!
لماذا...؟ لماذا تسلب أجمل أحلامنا في شبابها.....؟ أي خطيئة أرتكبنا... أي معصية..؟


"شعرت بقلبي ينزف دماً لأول مرة.. شعرت بألمٍ قاتل يمزق الجانب الأيسر من جسدي...
شعرت بقواي تخور.. لم أقوى على النهوض.. جثوت على ركبتاي... شعرت بدموعي تنهمر ولا قوة لي على ردعها..!
أغمضت عيناي لإعطي نفسي شيء من الراحة.. لم أرد أن آرى أو أسمع أي شيء ... كل ما كنت أسمعه حينها هو صدى صوتها و صوت أنفاسي المتلاحقة...
كنت أشعر بحرارة دموعي المنسابة على خداي... لم أقوى على مسحها.. لم أهتم أن رآها أحد.. كنت منهاراً بحق...
أردت أن أغمض عيناي طويلاً... أردت أن أبقى ساكناً دون حراك... أردت للزمن أن يتوقف لي للحظة حتي ألتقط أنفاسي و أعود للنهوض...
لم يعد الوقت يهم... لم تعد إهتماماتي اليومية و مشاغلي تهم.. لا شيء مهم......... ليت الزمن يتوقف للحظة....."

"حين فتحت عيناي.. وجدت نفسي أتوسد الأرض و قد جفت دموعي... مضى الليل .. و أقبل الصباح... لا أدري كم مضى من الوقت تماماً...
كل ما أعرفه هو أنني أمضيت أسوء ليلة في حياتي لوحدي.. و بأني لم أحلم ليلتها بشيء جميل...
لما أفقت بقيت ساكناً أسترجع شريط الماضي... لماذا نتعذب؟ لماذا لا تستجيب لنا الظروف؟ لماذا أعيش هكذا نهاية...؟
لا أظن بأني سأجد إجابة لتلك التساؤلات المعترضة... لا يهم.. لا شيء يهم..

"أشعر بإنحناء جسدي... أكاد أسقط.. أتمنى أن لا أعثر... لا أظنني أستطيع النهوض ثانية..
ربما.... يمكنني الإستناد على جدار ما الآن... لا مانع لدي من الإتكاء على عصى أيضاً.. سأبقى متوازناً.. يجب أن لا أنهار ثانية ً.."


"غيداء..
كنتِ شمعة تضيء طريقي.. و قد انطفئتِ قبل أوانك.. كيف أمضي و أنا على غير هدى؟
لست أعرف الطريق... لا دليل لدي..
من تراه سيمسك بيدي ليدلني... أين الطريق... لا شيء يبدو كما كان الآن... لاشيء.."


بقلم: الفارس
Sep/9/2008

فريـــســـكـــا
09-09-2008, 02:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أبدعت في نثرك وأتقنت في انتقاء كلماتك كعادتك دائما

جميل أن أقرأ لك بعد غياب فكتاباتك تشعرني بالألفه

حزن القلب يبدأ كبيرا و يخبو مع الأيام

والفارس قدير على تخطي الصعاب جميعها

سلمت من كل شر أخي وسام

ودمت دائما بحفظ الرحمن

نزار المصري
09-09-2008, 06:18 PM
تحتاج الى صفحات للتعليق ..... غير ان مذكراتك تبوح بسر عنك

شفافيتك الزائده موضع أحترام...... كما انك راق فى حروفك

تقبل كل الود

لا اله الا الله

ياسمين الشام
14-09-2008, 12:31 PM
لديك اسلوب سرد جميل ومؤثر..
لا أدري ما إذا كانت القصة حقيقية أم لا ..
لكن الحب أحياناً يعمينا عن بعض الحقائق التي نتبينها عند التوقف قليلاً مع أنفسنا ...

من الرائع ان نشاهد لك أعمالاً هنا باستمرار..
بارك الله بك..