المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنا أحب صالح الفوزان



Mr.alOne
10-09-2008, 03:58 PM
أنا أحـب صـالح الفـوزان



ثمة شيء واحد لو لم يكن صالح الفوزان يتوافر إلا عليه لكان خليقا بأن يحب من أجله، وأن يمحض بسببه نبل الإجلال. وذلك نظير ما كان للفوزان من علامة فارقة بات يعرف بها أيا يكن حجم اختلافك معه.
هذا الـ(صالح) -يا من تشغبون عليه من كلتا الطائفتين - إنما يتوافر على الصدق، وما فتئ ينفق حياته في سبيل تحريه ابتغاء أن يكتب عند الله صادقا.
... وبكل، فما من شيء في أيامنا هذا هو أشد ندرة من "الصدق" بمفهومه الأوسع دلالة إذ بتنا جراء ندرته في وحشة من أمرنا، وبالكاد نظفر فيما بيننا بمن جعل الصدق له مبتغى لا يحيد عنه مهما تكن غائلة الرياح وشدتها.
وحيثما يممتم وجوهكم شطر مشكلاتنا كبيرها والصغير منها إلا وعمود فقار أسبابها يعود بداهة للافتقار إلى الصدق وامتثاله حياة.
ومهما يكن من أمر، فحسبي أني قد بلوت شيئا مهما من خبر الفوزان - وذلك من لدن ناسه وأقرانه وتلامذته- فألفيته في "الشماسية" مسقط رأسه هو ذاته في "معهد بريدة العلمي" إذ لم يبرح الصدق، وما كانت "الرياض" لتهبه لونا آخر. أو إن شئت توصيفا أليق لحاله فقل: إن "الكرسي" الذي غشيه مرارا لم ينبت له لسانا آخر غير الذي كان ينطق به قبلا.
صالح إذن كان ابن مرحلة واحدة وحسب. ذلك أنه امتلك وجها واحدا.. وحظي بعباءة واحدة.. ودان لله تعالى بولاء واحد... وعاش محبا لكنف واحد ولم يتقلد برقبته إلا بيعة واحدة، في حين تكاثرت من حوله الوجوه واختطف الناس في ولاءاتهم و... و...!
وتاليا فكثيرون إذن سواه قد عبروا ذات الطريق التي سلكها "الفوزان"..، وأكثر منهم نفر أثقلت كواهلهم ذات البضاعة التي أحسن فيها الفوزان الاتجار مع الله تعالى.. وضارعوه في القبض على بقايا من أثر النبوة هذا ما قد باحت به ألسنتهم مرارا وقبالة الملأ دون أن يشي بذلك سمتهم. وهاهنا يكبر المقت عند الله تعالى.
بينما الماشون رويدا من أولئك النفر في منعرجات أوساخ الدنيا هم من قد أبانت عن خطواتهم العاثرة شدة تلهفهم فيما ابتغوه من دسامة الصيد الذي إن خفي بالضرورة عن "الجماهير/العامة" فقد تفطن له ولي الأمر ومن قبل فإن ربي لا يضل ولا ينسى، في الأثناء التي كان فيها "الفوزان" وثلة من الأولين معه يفصحون عما يدينون الله تعالى به أيا تكن أمكنة مقالاتهم إن في حجرات بيوتاتهم التي ما من أحد يشركهم المكث فيها!..،أو في قاعات الدرس للخلص من تلامذتهم.. أو في المسجد للعامة من الناس.. أو بين يدي السلطان قولا واحدا سرا وجهارا دون أن تلتاث بأدواء السياسة الماكرة إنما هو النصح ليس غير.
هاهنا يكمن الفرق ما بين الفوزان وسواه.
وثمة حقيقة شرعية يتوكد سوقها هاهنا وهي: أن المؤمن ليس بمنأى عن البخل ولا عن الجبن لكنه بأي حال لا يكذب.. وقد جاء ذلك خبرا مرفوعا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.
لعل فيما مضى إجمالاً أبين عنه تفصيلا بالتالي:
1ـ كان"الفوزان" ولم يزل بعد في معزل عن وضر دنس الأدلجات وما كانت تفعله في العادة من شر مستطير يوهن الإيمان والعلم معا إذ تنأى بصاحبها في الغالب عن موافقة الحق بينما تسوقه ظلما وعدوانا في سبل اتباع الهوى والتقوت للدنيا بالكذب.
2ـ منذ الاقتحام الآثم للحرم المكي (جناية جهيمان ورفاقه) حتى آخر ما طال هذا البلد المبارك من أحداث فتن التكفير والتفجير والفوزان لم يحفظ عنه سوى قول واحد ورؤية شرعية ثابتة.. وهاهنا ربانية المواقف التي يصاحبها السداد جراء الصدق.
3ـ لم يستعد السلطة على من يختلف معهم أو أن يشغب عليهم، على الرغم من أن مخالفيه كثر وليسوا طيفا بل أطياف وطرائق قدد منهم من تربص به الدوائر.
4ـ لا تكاد تفتقده صحافة دون أن يعبأ بمكان نشر مقالته وذلك لأنه حفي ببث ما يعتقده ديانة فيما يرومه من إبراء الذمة وفق مقتضى فهومه، ما جعلنا نقرأ الفوزان بوصفه كتابا واحدا بمتنه وهامشه، بينما اضطربنا بالمرة في قراءة (الآخرين) ممن لهم أكثر من متن أما هوامش متونهم فحدث عن عددها كثرة ولا حرج.
ولئن كان الفوزان كذلك، فإنه سيبقى الأجدر إجلالا مهما اتسعت رقعة اختلافنا معه، والأليق بأن تحسب له سابقته التي لم يطرأ عليها تلون أو ضبابية وذلك أنه لم يكن له في اشتغالاته العلمية والدعوية مآرب أخرى.
وبعد.. فإني من مدرسة ابن عباس رضي الله عنه بينما "الفوزان" من مدرسة ابن عمر رضي الله عنه... وحسبنا أن نصوصنا الشرعية تسع فهوم هاتين المدرستين ينضاف إليها مدرسة ابن مسعود رضي الله عنه وما من تثريب يؤاخذ فيه على مختلفين فيما يحتمله دال النص.
قلت ما سلف على سبيل الحكاية وإلا فلست بمقام "الفوزان" علماً وديانة وفقهاً وسناً كما أني في المقالة كلها رغبت أن أجرد اسمه من أيما لقب وذلك أن الدكترة والمشيخة والعلامة باتت ألقابا توزع بالمجان وإن بيعت فهي بأبخس الأثمان.
وأيما أحد رام أن يجل أحدا - في زماننا هذا - فليجرده من الألقاب.







بقلم: خالد صالح السيف
أكاديمي سعودي في جامعة القصيم

OSTORAH
10-09-2008, 04:08 PM
شكرا اخي الكريم
الله يحفظ الشيخ الفوزان

جزاك الله خير ^^

Mr.alOne
10-09-2008, 10:39 PM
آمين،
جَزَاكَ اللهُ خيراً، عَلَى مروركَ الكريم وَ دعواتكَ الطيبة..

مجتهدن
12-09-2008, 07:14 AM
بارك الله فيك

Mr.alOne
13-09-2008, 07:34 PM
و فيك أخي الكريم