المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأسهم و سهام المجتمع



Ibrahim
17-09-2008, 08:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

أنا لست محللاً اقتصاديا وليس لي رؤية ثاقبة في السوق و أترك هذا لفطاحله علم الاقتصاد و خبراء الاستثمار. إلا أنني أحاول ملاحظة التغييرات التي تحدث للمجتمع بسب الأسهم و أتحدث هنا عن التغييرات الاجتماعية و النفسية و ليس الاقتصادية.

عند تطبيق قرار معين من شركة السوق المالية السعودية (تداول) و ذلك للقيام بتطوير السوق، نلاحظ فوراً الهبوط الحاد في الأسهم بغض النظر عن هذا التغيير سواء كان إيجابي أم سلبي. نفس الشيء يحدث عند حصول أي تغيير إقليمي أو عالمي، سواء اقتصاديا أم سياسياً. سبب الهبوط بالعادة يكون خوف المستثمر من أي "تغيير" على الرغم من أن أغلب المحللين في العادة يستغربون من هذا الهبوط ففي فترة معينة أرتفع سعر البترول و هو الدخل السعودي الأساسي إلا أن اضطراب السوق العالمي زعزع ثقة المستثمر في السوق السعودي مما أدى للهبوط و لحصول المزيد من الخسائر. فكأن السوق نبتة نمت للتو لنشأتها تتأثر بأي عامل خارجي أو داخلي سواء هواء أو رشة ماء أو حيوان أو دهس من المارة. هذه النبتة بحاجة لمن يرعاها بمزاج و أفضل راعي لها هو المضارب السعودي.

فعلى سبيل المثال قرار "وحدة تغيير السهم" هو حسب رأي أغلب المحللين إيجابي إلا أن الأثر السلبي الناتج بالهبوط الحاد في المؤشر ليس له أي مبرر.و عند الرجوع للسبب فنجد أن المحللين لا يستطيعوا تفسير هذا الهبوط الحاد بالأسهم إلا للعودة "للعامل النفسي".فعلى سبيل المثال المحلل مازن بغدادي قال: ""تاريخاً سوق الأسهم السعودية تنخفض مع بدء تطبيق كل قرار جديد تصدره الجهات المشرفة على السوق، هذا التأثير السلبي "مؤقت" وسرعان ما سيزول مع تعود المتعاملين على النظام الجديد". مثال آخر لحدث قريب هو "الاثنين الأسود" بتاريخ 16 سبتمبر 2008 ، كما يسميه المحللين الذي تبع إفلاس بنك ليمان بروذرز في أمريكا و الذي قد لا يكون له أي علاقة بسوق الأسهم السعودية ، إلا أن الإفلاس هذا أدى لفوضى بالسوق السعودية و هو ردة فعل نفسية مبالغ فيها كما يقول المراقبون و المحللون.

فهل سيستمر هذا العامل النفسي؟ و هل سيتأثر السوق كلما أفلست شركة أو بنك في أي بقعة في العالم؟ في رأيي أن الأسهم علمت المجتمع سابقاً دروساً في عدم التهور و الانسياق وراء السوق بمبالغ ضخمة عشوائياً، ستعلمه مرة أخرى في تجنب الحرص الزائد و العودة للمخاطرة و لكن بشكل معتدل. فالأسهم بالرغم من بعض تأثيراتها السلبية على جيوبنا إلا أن لها إيجابيات في الحرص على الموازنة في الأمور فنحن في النهاية كما يقول سبحانه و تعالى (أمة وسطاً) و هو ما يميزنا عن باقي الأمم.

ألخص المقال في أن رأيي أن المرحلة المقبلة هي مرحلة "وعي" المستثمر بالموازنة بالإستثمار فلا تفريط و عشوائية و لا حرص زائد في الإستثمار. و أن المرحة التي تليها بإذن الله هي مرحلة إنهاء السيطرة التامة للـ"هوامير" في السوق وذلك من خلال وعي الأغلبية و هو المستثمر العادي.

إبراهيم أبونادي
أبو آيات