المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذه قصة من تاليفي .. مارايكم



آسية العربية
26-09-2008, 02:48 PM
:33:رجل لا يبكي






رن الهاتف...مرت دقيقة...توقف الرنين.. وهو غير عابئ..



احمد ينظر بذهول تام كما لو كان مجردا من أفكاره..كما لو لن حبل الواقع قد انقطع فا صبح سارحا في خياله الرحب..ضائعا بين طيات ذكرياته الفسيحة و كل ما صادفه في حياته يبحث و يبحث في كل ارجاء عقله و منطقه عن سبب واحد..سبب مهما كانت درجة سخافته.. سبب كفيل باستمراره في حلقة الايام المتكررة التي يعيشها..



'من انا؟؟..من انا فعلا؟؟'



نظر حوله باحثا عن مهربا من نفسه..فوقع بصره على كومة الاوراق المبعثرة امامه.. لا خلاص



شعر بالاختناق..بالرغبة في الاختفاء من الوجود..ليته يمحى ببساطة من الدنيا و ما فيها..



شعر بالسأم...ثم خالجته حرارة..حرارة قاتلة حرارة خانقة تحول دون تنفسه.. ود لو يصرخ ..ود لو يبكي عسى ان تخفف دموعه من حرارته التي تخمد انفاسه ..لكنه تذكر انه لا يستطيع ان يبكي بل لا يستطيع ان يذرف دمعة واحدة.. هكذا عودته السنين او بالاحرى هكذا تدرب طيلة سنوات و سنوات في اكادمية الرجال ' انت رجل و الرجل لا يبكي'...كم من مرة اوشك فيها ان يسيل عبرة لكنه تجلد و تذكر قول والده..'انت رجل.....انت رجل.....انت رجل...و الرجل لا يبكي..



لطالما شعر ان العيون تحدق فيه كما لو كانت في ريبة من رجولته..



;و لطالما شعر بالحنق تجاه الايناث..تجاه المراة عدوه اللدود..لا لشئ..سوى انه كان يخشى ان يضعف يوما فيصبح اسير عدوه اللدود..هكذا تدرب في اكادمية الرجال على كبح عواطفه و مشاعره.. و الويل الويل لمن يتهاون يوما و يبوح يوما..او الويل الويل لمن يبكي فراقا..فان ذاك الضعيف الحقير لا يستحق اللقب المقدس 'رجل' و جزاؤه الطرد الابدي من اكادمية الرجال



احس بالضيق و كان الجدران تحاصره..الحرارة القاتلة التي تختلجه قد بلغت اقصاها..كتم انفاسه ..ضغط على كفيه..و اغمض عينيه بقوة.... ثم فجاة خيمت عليه لحظة...لحظة سحرية شعر فيها بزوال تلك الحرارة...شعر فيها ببرد و سلام... لقد اذرف دمعة..احس بسخونتها على خده..فضحك و تتالت ضحكاته و تتالت دمعاته و شعر لاول مرة انه طليق..انه رجل باتم معنى الكلمة..






النهاية

شاهين2010
27-09-2008, 03:55 AM
جميلللللة القصة ...
شكرا اختي

رفعت خالد
29-09-2008, 01:31 PM
السلام عليكم..

صراع داخلي عنيف جعله يضغط على صدغيه و يمط شفتيه.. ماذا يفعل ؟.. يكسر تلك القاعدة الرجولية اللزجة و القاطعة كالسيف.. و قد بدأ يراها سخيفة.. أم.. يظل أسيرها للأبد.

لكنه ذرف الدمعة و ابتسم و توالت الدمعات و تبعتها ضحكات... هذا أجمل مشهد من القصة :D.. جميل فعلا.

لكن ألا ترين أن (العدو).. الإناث يعني، هن من يعيرن من يبكي من الرجال.. فماذا تتوقعين من زوجة رأت زوجها منهارا يبكي ؟.. ستقول له الاستفهام المقيت إياه.. أنت رجل.. ها ؟.. و الرجل لا يبكي.

أنتن من اخترعتن هذه القاعدة العبقرية.. و هي متأصلة في نفس كل رجل في العالم.. لا أحملك المسؤولية أنت بالذات :D، لكن بالتأكيد هناك امرأة يونانية أو مغولية لها اسم من قبيل (يوحناخيست).. هي من قالت ذلك لزوجها أول مرة.

عاشقOnimosha
08-10-2008, 06:34 AM
أقول لسى في ناس تفكر ان الرجل لازم مايبكي...!!!

ومشكورة يا اسية الحلوة

واهلا بك في المنتدى

Dr.Me7seN
09-10-2008, 04:40 AM
جميلة جدا....

ما اقدر اقول اكثر من كذا ....

تحياتي

سوسوالحلوة
09-10-2008, 05:06 PM
ماشاء الله قصة جميلة ورائعة فعلا
نتمنى منك المزيد..
لا تبخلي علينا بقصصك الجميلة
(أرجو التعليق منك على قصصي جميعها لو سمحت)

آسية العربية
12-10-2008, 12:02 PM
لكن ألا ترين أن (العدو).. الإناث يعني، هن من يعيرن من يبكي من الرجال.. فماذا تتوقعين من زوجة رأت زوجها منهارا يبكي ؟.. ستقول له الاستفهام المقيت إياه.. أنت رجل.. ها ؟.. و الرجل لا يبكي.

أنتن من اخترعتن هذه القاعدة العبقرية.. و هي متأصلة في نفس كل رجل في العالم
00000
اولا شكرا على الرد و التعليق..
اما بعد فاني لا افهم كيف تحتقر المراة رجلا يبكي,,و و اضح ان المراة التي تتحدث عنها محدودة التجارب بحيث لا تعرف الرجل الا من خلال ابيها.. و كيف هو الاب الشرقي حسب رايك؟؟
احمد المذكور في قصتي يعاني صراعا داخليا.. بين الماضي و الحاضر.. الرجل في الماضي لا يبكي ابدا و يكون عادة قاس و جامد كالصخرة.. اما رجل الحاضرفهو يستطيع ان يتحرر من تلك القوانين القديمة التي تحرمه من التعبير و في راي الخاص عدم القدرة على التعبير و الابداء تعد من اسباب اللجوء الى العدوانية و القسوة..
لا يمكن ان تكون المراة مخترعة للقاعدة العبقرية كما قلت.. لان كل شخص مسؤول عن ذاته و هو الذي يختار كيف يكون و مع من يكون..

آسية العربية
12-10-2008, 12:05 PM
شكرا جميعا.. على ل الحال ..