Dr.Me7seN
09-10-2008, 05:34 AM
السلام عليكم ...
هذه تجربة من حياتي حددت لي طريق حياتي :
كانت البداية كالبداية رن جرس الهاتف واذا هو رجل مجهول يسأل عن البيت الصحيح ...!
قلت نعم هذا بيت فلان الفلاني فقال :سيارتك الكذاوكذا حدث لها حادث مروري ونحن الآن في المكان الفلاني....
وقع الخبر على رأسي كالفأس المسرع فقسم عقلي وتفكيري نصفين :
1- ماذا حدث لأخي السائق لتلك السيارة وأختي الصغيرة الآتية معه ..؟؟؟؟؟!!!!
2- ماذا أقول لأمي الخائفة المتلهفة لعودة إبنتها الصغيرة من المدرسة وقد تأخرت ساعتين عن العادة ...؟؟؟
وضعت سماعة الهاتف وبدون أن أتحدث لأحد انطلقت مع السائق ( قبل حصولي على سيارة ) وقلت له بأقصى سرعة إلى شارع كذا كذا فوجدت السيارة مصطدمه بحاوية نفايات كبيرة موجودة لوجود إعادة ترميم لأحد البيوت في شارع جانبي ....
وركضت بأسرع ما أتاني الله من سرعة إلى السيارة و ........
لم أجد أحد !!!!!!!!!!!!!!!!!!
رن جهازي الهاتف فرددت بنع أنا فلان الفلاني فقال المتحدث : معي أخوك فلان وأختك الصغيرة وانا انقلهم الآن إلى مستشفى التأمينات ( رعاية الرياض ) لمعالجتهم من حادث مروري....
قفزت إلى السيارة وقلت للسائق توجه بل طر بنا إلى المستشفى المذكور....
فانطلق السائق مسرعا إلى المكان ودخلت البوابة... وإذا بشاب في العشرين من عمره يقف مقابل الباب فانطلقت إليه باحساس داخلي بأنه المتصل علي قبل قليل وقد كان متسمراً أمام الباب كأنه ينتظر بلهفه شخص ما أو شي ما !!!!
فتوجه إلي كما توجهت إليه وبدأت فقلت له : انت فلان ؟؟
فقال : نعم يبدو انك فلان أخوانك في غرفة الطوارئ .
ولكني لم أدعه يكمل كلامه بل منذ قال نعم والتفت الى باب مكتوب عليه غرفة طوارئ إنطلقت إلى الغرفة فوصلت فدخلت واذا بممرض كبير الجسم خلف الباب مغلقه وانا اطرق بقوة واسمع صياح او صوت عالي في الداخل واذ يخرج لي الممرض ويمسكني مبعدني قائلاً : من انت ؟؟ وما هذا الازعاج ؟؟ وانا أصرخ : أين أخي فلان ؟؟ واختي فلانه ؟؟؟ أين هم ؟؟ أريني إياهم...
فاذا هو يقول هم بالداخل انتظر دقائق فدخل وتبعته ولم انتظر فاذا هو يؤشر علي لشخص في الداخل...
فأتاني مسرع واذا هو الدكتور المسؤول واذ هو يهدئني قائلا : قل لا إله إلا الله ما فيهم إلا العافية .. ولكنهم يرتاحون في الداخل ....
فأتت صورتهم فبالي على أسرة نائمين أو شيء من هذا القبيل .... وانا ابن السادسة عشر الذي لم يصادف موقف طارئ في حياته حتى الآن...بل وانا الآن لوحدي....
وفي تلك اللحظة تذكرت أمي وإذا هاتفي يرن بـ"الوالدة" فوضعته على الوضع الصامت بتفكير سريع مني بأن اراهم أولاً ثم أطمئن أمي وأهلي بصحتهم ....
دخلت الغرفة وقد أراحني كلام الدكتور .... واذا بحالة الطوارئ والعديد من الدكاترة والممرضات في الغرفة يذهبون و ياتون ...
واذا بأخي مستلقي على فراش من الجهة اليمنى مربط بانواع الأنابيب والتي بدت لي كأسلاك لجهاز كمبيوتر و مثبت لرجله اليمنى التي تبدو مكسورة في الساق ... وملفوف حول رقبته المثبت للرأس وهو يصيح ويقول : معليش معليش ... لا تصيحين كل شي زين .!! وانا افكر سريعاً : إلى من يتحدث ؟؟؟ فوجدت إجابتي في الجهة اليسرى من الغرفة واذا اختي الصغيرة إبنت الثلاث سنوات بنفس حالة أخي مع وجود مثبت للرأس و جرح في الجهة اليمنى من رأسها يسيل منه الدم ....
آه الدم من أختي ... والجرح والالم التي تعانيه ....
لم أستطع الإحتمال فبانت على وجهي آثار الهلع والرعب ... وبدت على عيني آثار الدموع ....
ففكر الدكتور بأنه لا يحتاج إلى مصدر آخر من الإزعاج فأشار إلى أحد مساعديه فأخذني إلى الخارج مرة أخرى .... وانا في حالة يرثى لها وعلى شفير البكاء ....
فمع خورجنا من باب الغرفة سقطت على ركبتي ... وانا أبكي بكاء مر ... بكاء حرقه .... وفكرت وانا ابكي : اختي ... أخي ......... أمي !!!!!! عائلتي ماذا سأقول لهم ؟؟؟؟؟
ثم توصلت باني الرجل هنا فيجب أن أذهب وأهدئ أخي بدلاً أن أضيف له بكائي غير المفيد فقمت خلال ثانيتين كنت قد أخرجت ما بداخلي كله .....
ودخلت على أخي وقد غسلت وجهي وقلت له : أهدئ اختي بخير .. ( لأنه لا يستطيع النظر إليها بوجود الستارة بينهم ) وقد نوموا أختي وحمد ربي لذلك فهدأ قليلاً ....
خرجت واجريت إتصال على البيت .... قلت لأمي حصل كذا وكذا وكذا والسائق آت في الطريق ليأتي بكم ( علما بان البيت قريب ).
واذا هي خمس دقائق واذا أختي الكبرى وأختي الوسطى وأمي عند أختي وأخي الأكبر وانا اهدئ وهم يبكون وانا في أشد اللهفة لتلك الدمعة ولكني متحكم بأعصابي وذلك لأني أبي مسافر في الخارج واخي في تلك الحالة وانا الرجل الوحيد.
علمتني تلك التجربة بضرورة التحكم بالأعصاب والتفكير في أشد الحالة زعزعة ...
وباحتكاكي مع المستشفيات في الشهرين التي تلت قررت أن أصبح طبيب مع كرهي لذلك الدكتور الذي قال لي أن كل شي بخير وجعلني أظن أن اخي واختي "ما فيهم الا العافية " فبالنسبة لي كانت تلك الجروح والكسور ليس بالمريحة لعدم علمي بشدة نعمة الصحة وان تلك ليست أسوأ حالة كانت ممكن حدوثها لهم لا قدر الله ....
تأثرت بالحدث تأثراً إيجابياً والحمدلله وكانت تجربة قاسية علمتني أن الحياة قاسية أقسى من ما كنت أتوقع بكثير ....
تحياتي لكم وأتمنى أن تكون أعجبتكم ....
هذه تجربة من حياتي حددت لي طريق حياتي :
كانت البداية كالبداية رن جرس الهاتف واذا هو رجل مجهول يسأل عن البيت الصحيح ...!
قلت نعم هذا بيت فلان الفلاني فقال :سيارتك الكذاوكذا حدث لها حادث مروري ونحن الآن في المكان الفلاني....
وقع الخبر على رأسي كالفأس المسرع فقسم عقلي وتفكيري نصفين :
1- ماذا حدث لأخي السائق لتلك السيارة وأختي الصغيرة الآتية معه ..؟؟؟؟؟!!!!
2- ماذا أقول لأمي الخائفة المتلهفة لعودة إبنتها الصغيرة من المدرسة وقد تأخرت ساعتين عن العادة ...؟؟؟
وضعت سماعة الهاتف وبدون أن أتحدث لأحد انطلقت مع السائق ( قبل حصولي على سيارة ) وقلت له بأقصى سرعة إلى شارع كذا كذا فوجدت السيارة مصطدمه بحاوية نفايات كبيرة موجودة لوجود إعادة ترميم لأحد البيوت في شارع جانبي ....
وركضت بأسرع ما أتاني الله من سرعة إلى السيارة و ........
لم أجد أحد !!!!!!!!!!!!!!!!!!
رن جهازي الهاتف فرددت بنع أنا فلان الفلاني فقال المتحدث : معي أخوك فلان وأختك الصغيرة وانا انقلهم الآن إلى مستشفى التأمينات ( رعاية الرياض ) لمعالجتهم من حادث مروري....
قفزت إلى السيارة وقلت للسائق توجه بل طر بنا إلى المستشفى المذكور....
فانطلق السائق مسرعا إلى المكان ودخلت البوابة... وإذا بشاب في العشرين من عمره يقف مقابل الباب فانطلقت إليه باحساس داخلي بأنه المتصل علي قبل قليل وقد كان متسمراً أمام الباب كأنه ينتظر بلهفه شخص ما أو شي ما !!!!
فتوجه إلي كما توجهت إليه وبدأت فقلت له : انت فلان ؟؟
فقال : نعم يبدو انك فلان أخوانك في غرفة الطوارئ .
ولكني لم أدعه يكمل كلامه بل منذ قال نعم والتفت الى باب مكتوب عليه غرفة طوارئ إنطلقت إلى الغرفة فوصلت فدخلت واذا بممرض كبير الجسم خلف الباب مغلقه وانا اطرق بقوة واسمع صياح او صوت عالي في الداخل واذ يخرج لي الممرض ويمسكني مبعدني قائلاً : من انت ؟؟ وما هذا الازعاج ؟؟ وانا أصرخ : أين أخي فلان ؟؟ واختي فلانه ؟؟؟ أين هم ؟؟ أريني إياهم...
فاذا هو يقول هم بالداخل انتظر دقائق فدخل وتبعته ولم انتظر فاذا هو يؤشر علي لشخص في الداخل...
فأتاني مسرع واذا هو الدكتور المسؤول واذ هو يهدئني قائلا : قل لا إله إلا الله ما فيهم إلا العافية .. ولكنهم يرتاحون في الداخل ....
فأتت صورتهم فبالي على أسرة نائمين أو شيء من هذا القبيل .... وانا ابن السادسة عشر الذي لم يصادف موقف طارئ في حياته حتى الآن...بل وانا الآن لوحدي....
وفي تلك اللحظة تذكرت أمي وإذا هاتفي يرن بـ"الوالدة" فوضعته على الوضع الصامت بتفكير سريع مني بأن اراهم أولاً ثم أطمئن أمي وأهلي بصحتهم ....
دخلت الغرفة وقد أراحني كلام الدكتور .... واذا بحالة الطوارئ والعديد من الدكاترة والممرضات في الغرفة يذهبون و ياتون ...
واذا بأخي مستلقي على فراش من الجهة اليمنى مربط بانواع الأنابيب والتي بدت لي كأسلاك لجهاز كمبيوتر و مثبت لرجله اليمنى التي تبدو مكسورة في الساق ... وملفوف حول رقبته المثبت للرأس وهو يصيح ويقول : معليش معليش ... لا تصيحين كل شي زين .!! وانا افكر سريعاً : إلى من يتحدث ؟؟؟ فوجدت إجابتي في الجهة اليسرى من الغرفة واذا اختي الصغيرة إبنت الثلاث سنوات بنفس حالة أخي مع وجود مثبت للرأس و جرح في الجهة اليمنى من رأسها يسيل منه الدم ....
آه الدم من أختي ... والجرح والالم التي تعانيه ....
لم أستطع الإحتمال فبانت على وجهي آثار الهلع والرعب ... وبدت على عيني آثار الدموع ....
ففكر الدكتور بأنه لا يحتاج إلى مصدر آخر من الإزعاج فأشار إلى أحد مساعديه فأخذني إلى الخارج مرة أخرى .... وانا في حالة يرثى لها وعلى شفير البكاء ....
فمع خورجنا من باب الغرفة سقطت على ركبتي ... وانا أبكي بكاء مر ... بكاء حرقه .... وفكرت وانا ابكي : اختي ... أخي ......... أمي !!!!!! عائلتي ماذا سأقول لهم ؟؟؟؟؟
ثم توصلت باني الرجل هنا فيجب أن أذهب وأهدئ أخي بدلاً أن أضيف له بكائي غير المفيد فقمت خلال ثانيتين كنت قد أخرجت ما بداخلي كله .....
ودخلت على أخي وقد غسلت وجهي وقلت له : أهدئ اختي بخير .. ( لأنه لا يستطيع النظر إليها بوجود الستارة بينهم ) وقد نوموا أختي وحمد ربي لذلك فهدأ قليلاً ....
خرجت واجريت إتصال على البيت .... قلت لأمي حصل كذا وكذا وكذا والسائق آت في الطريق ليأتي بكم ( علما بان البيت قريب ).
واذا هي خمس دقائق واذا أختي الكبرى وأختي الوسطى وأمي عند أختي وأخي الأكبر وانا اهدئ وهم يبكون وانا في أشد اللهفة لتلك الدمعة ولكني متحكم بأعصابي وذلك لأني أبي مسافر في الخارج واخي في تلك الحالة وانا الرجل الوحيد.
علمتني تلك التجربة بضرورة التحكم بالأعصاب والتفكير في أشد الحالة زعزعة ...
وباحتكاكي مع المستشفيات في الشهرين التي تلت قررت أن أصبح طبيب مع كرهي لذلك الدكتور الذي قال لي أن كل شي بخير وجعلني أظن أن اخي واختي "ما فيهم الا العافية " فبالنسبة لي كانت تلك الجروح والكسور ليس بالمريحة لعدم علمي بشدة نعمة الصحة وان تلك ليست أسوأ حالة كانت ممكن حدوثها لهم لا قدر الله ....
تأثرت بالحدث تأثراً إيجابياً والحمدلله وكانت تجربة قاسية علمتني أن الحياة قاسية أقسى من ما كنت أتوقع بكثير ....
تحياتي لكم وأتمنى أن تكون أعجبتكم ....