المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : واشــنطن تتجــرع كأس السم .. وتتســول مفاوضــة طالبــان !!



إسلامية
26-10-2008, 10:25 PM
على الطريقة الأمريكية الهوليودية يمكن القول:من كان يصدق أن ترضخ الولايات المتحدة للتفاوض مع حركة طالبان التي تصفها بأنها منظمة "إرهابية"،وكانت في أدبيات المحافظين الجدد بالذات في صورة مشيطنة لا إنسانية،تطبيقاً للمبدأ الغربي الصليبي التقليدي في تصوير كل من يرفض الإذعان لتعليماتهم(محور الشر- النظام الديكتاتوري الفاسد-أعوان الشيطان....).



ألم تقم واشنطن بغزوها العدواني لأفغانستان وتحشد جيوش الصليب كافة وراء عدوانها،فضلاً عن الخائفين من بطشها،وتشن حملة تشويه وتضليل ضخمة،كل ذلك لإسقاط نظام طالبان في بلد يعد من أشد بلدان العالم فقراً،بعد تحميل كابل وزر أحداث سبتمبر2001م؟



لكن الطاووس المغرور إلى حدود الفرعنة وجد نفسه مضطراً إلى استجداء التفاوض مع طالبان وليس القبول بها كطرف يقف معها على قدم المساواة!!


صحيح أن القوم سعوا إلى التخفّي وراء ألعوبتهم"كرزاي"ليفاوضوا طالبان بصورة غير مباشرة حفظاً لما تبقى من ماء وجوههم،بعد أن أذلهم مقاتلو الحركة بأسلحتهم الفردية الخفيفة المتواضعة،ودراجاتهم النارية المتآكلة.


بيد أن طالبان برهنت عن ثقة بالنفس كبيرة وأثبتت أن الدهاء السياسي لا ينقصها-على العكس من الصورة النمطية التي قدمها خصومها عنها إلى العالم-. رفضت طالبان القبول بالذيل المحلي المصطنع محاوراً ندّاً لها،فاضطر "السادة"إلى وساطة دولية لإقناع الحركة بمبدأ الدخول في مفاوضات سياسية.



وهنا صرخ الحليف الرافضي محتجّاً على الاعتراف الأمريكي القهري مجدداً بعدوه اللدود-طالبان-،فقد ظن ذات يوم أن تآمره مع "الشيطان الأكبر "قد خلّصه من الحكم القوي الذي كان سدّاً منيعاً أمام خطط آيات قم ضد المسلمين وبخاصة في آسيا،وبدرجة أكثر تحديداً في جوار أفغانستان في آسيا الوسطى من جهة وفي باكستان من جهة أخرى.


والواقع أنه ما من قيمة عملية لنحيب طهران،فـ"العم سام" يشاطرها الحقد علينا جميعاً،وبغضه لطالبان على حاله-بل إنه تضاعف بعد أن أفشلته عسكرياً ومرّغت أنوف المارينز بالوحل-.لكن الواقعية الإجبارية في البيت الأبيض وهو على أبواب دخول ساكن جديد،وفي ظل هزائمه النكراء كذلك في العراق،لا يجد بديلاً من تجرع كأس السم،تماماً كما فعل الخميني مكرهاً عشية وقف إطلاق النار بين إيران والعراق عام1988م.



فالغرب-بحكم عبادته للمادة والشهوات-يخوض الحروب بمنطق نفعي محض،فإذا زادت خسائره على أرباحه،فإنه يغيّر مسلكه بمقدار180درجة،ويتجاهل شعاراته التي رفعها لتبرير عدوانه.


لقد حدث ذلك مع الفرنسيين في الجزائر عقب احتلال دام زهاء 130عاماً،وتكرر مع الأمريكيين أنفسهم في فيتنام مطلع السبعينيات من القرن الميلادي المنصرم،وهو ما اضطر اليهود إلى الخروج من قطاع غزة راغمين بعد احتلال همجي استمر نحو أربعة عقود من الزمان!!


وما يزيد من حسرة آيات قم أن نسبة الشيعة في أفغانستان بعيدة كل البعد عن التأثير بنفسها مهما بلغ من إمدادهم لها بالمال والسلاح والدعم التآمري الاستخباري،الأمر الذي يعد اختلافاً ملموساً عن الحالة العراقية،حيث تسلل ملايين من الفرس إلى هناك في ظل الاحتلال الأمريكي المتحالف مع الصفوية المجوسية،لتغيير التركيبة السكانية للبلد. كما أقدم أتباع طهران على تصفية أي توجه شيعي ذي ميول عروبية بل كل تيار لايرضخ لهيمنتها.


http://almoslim.net/node/101206#comment-16590 (http://almoslim.net/node/101206#comment-16590)