المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر و نثر شىء آخر غير لقآء العيون



رورو حبيبتى
27-10-2008, 02:11 AM
شىء آخر غير لقآء العيون



شىء أشبه بإنشطار كائن الى نصفين



كل توجه فى طريق *** فى ميلاد الحياة الأم



ويتوه الجزء بين ضياع وتمرد



يحاول أن يطيل الثمرة



فيحدث حركات بهلوانية لا تليق به



فيسقط !



ثم يعاود، وينصب آماله وأحلامه لتنتظم سلما ويصعد فربما يطيلها



ولكنه يصعد الهواء *** فيسقط !



وفى عناد جُبل عليه



يجرب الحيل المفزعة



فيستخدم أعمدته التى إنتصبت بها قامته



وأعلن لها عهده الأول وأسلم اليها قياده



التى صنعت لوجوده القيمة ** اليوم يستخدمها ليطيل الثمرة



يساوم عليها



ولكن فى لحظة تردد يسأل



أهكذا يفعل الشرفآء



أم أنه سيعود خاسرا الإثنين معا ؟!



وفى تلك اللحظة



كشف له تردده بعض من الشرف يبقى لديه



وليس عليه غير أن يصبر



فقد تأتى النهاية ** ويسلم الوديعة ** يسلمها شريفة



لم تعرف الخضوع لغير سيدها



وحين تعود بين يديه



فثم الأمان



فلتصبر



وها قد يأتى يوم



قد ذابت ملامحه التى كانت فى الحلم البعيد



اليوم يبدو حقيقة



ربيعه الآخر



شطره المفقود



وكأن كل ما كان ** ما كان الا ليعده لهذا اللقآء الخيالى



وبين آونة تمر وأختها *** يسقط المنطق قلبا وقالبا*** والعقل يتضآئل فى صمت كأنه يموت



لتبدأ دراما الخلق الثانى *** الخلق الجديد *** لكنه ليس من عدم ولا الى عدم



إنه أشبه بالعودة للوطن *** إنه إكتمال *** وتدور الدوائر بين موت وحياة



اليوم



الآن !



يموت الخوف والإغتراب



وكأن شيئا خطيرا ينفصل عنك***ويبدوا أمامك يحتضر*** وكلما إنفصل شيئا فشيئا عنك*** كانت مراحل الخلق الجديد ** بداخلك تبدأ



يحتضر هو**لتحيا أنت وهى***



ليكتب الحياة للكائن العتيق الذى لتوه إكتمل فى غفلة الشيطان



ذلك المخلوق الغبى ما كان ليفوت خلق كهذا دون بصماته اللعينة..



ويبدأ الحوار



هو: لكن غبآءه كتب لنا الحياة *** ولكن أتراه يتركنا هكذا طويلا ؟



هي: وماذا يفعل يا حبيبي بعد أن اكتملنا!



فلكم كان فعله عظيما بي قبل أن ألقاك**وكنت برحمة ربى أحتمل وكثيرا ما كنت أهوى وأسقط من الدوار



أسقط في مرارة معلقة** بين ما هو كائن وما رجوت أن يكون



لكنى كنت بدونك** واليوم بعد أن لقيتك أصبحت بدايتى ونسيت شطري الأول



نسيت ضعفه وحيرته** نسيت ضياعه** وتذكرت فقط رؤية هذا الضياع وهو يحتضر بميلادنا الجديد



هو: نعم حبيبتي



لكنني كنت في حيرة من شيء ما...!



أود أن أسألك عنه رغم أنى أعرف الإجابة ولكن تطوق أذني لسماعه منك -



لكم وددت لهذا اليوم أن يأتي**وأسمعني في صوتك** في صوتك أنتي يا حبيبتي



هي: كيف عرفتك؟ أليس كذلك!



هو: نعم



هي: شاركتك حيرتك وأتعجب كيف عرفتك وقد كنت تائهة عن نفسي التي بين جنبتى



ولكن لو تصدقني القول** أقسم لك أنني أحسستك** شعرتك** لم أعرفك بل شعرتك



كالنور! هل رأيت النور؟!



فقط ترى الأشياء** لاتراه ولكن تحسه حرارة وضياء



كالنسيم** هل رأيته** بل شعرته فبعث في نفسك النشوة والفرح



وهكذا أنت



أحسستك قبل أن أراك



قبل أن تلتقي عيوننا



وأنا في خطوات أقترب وسط الجمع أليك** شعرت بشيء يهزنى وكأني في أقل من اللحظة خرجت من جسدي وحدوده** لم أشعر بالأرض من تحتي** حين سمعت كلماتك السحرية التي كانت أشبه بأسهم تشير إلى سر اللعبة وقرار العين



كلمات كنت أعرفها** خرجت من خاطري في لحظات نطقك بها



فوجدتني وكأنني بعض يلتئم ببعضه الآخر



وأحسست أيضا بإحساسك نحوى** في ابتسامتك الرقيقة



التي أعلت في وجهي حمرة الخجل من أن أتأمل بلطف



عوض السنين والعمر الحزين



كل هذا قبل لقاء العيون



وفى خلسة فعلت** وأنا في شوق لأراها** وأحاورها وتحاورني** في خلسة حتى دون أن تلحظ أنت !



هو: وأنا يا حبيبتي لم أكن أتصور أنه بين هذا الجمع ** في الحوار والجدل العلمي وعقلي كله معهم** أشعر بقلبي ودقات جديدة تجاور دقاته بل تطاردها



أسمعها



أقسم أنى كنت أسمعها



خافتة تعلو وتعلوا باقترابك** حتى أنستني كل من حولي وكأنها أسدلت سترا بيني وبين الوجود ليختفي كل ما دونك أنتي ** يا حبيبتي



سمعت في تلك الدقات نذير بميلاد وموت



وعرفت أن شيء منى سيولد وآخر سيموت



فانتفضت جوارحي لتكتب النهاية للماضي وما يحمل من ألم وغربة وضياع



من برودة استعمرت قلبي سنينا طويلة** عانيتها وحدي** وتجرعت مرارتها وحدي** حتى يئست من النجاة



وانتبهت حبيبتي وعلمت أن الموت كان للألم *** والميلاد هو ميلادك الذي بدأت به سعادتي



وبدأت عيني لتأخذ مسارات ليس فيها غير أن تؤدى اليكى



إلى عينيك الصديقة



وكل هذا** قبل لقاء العيون** وعرفتك



عرفت أنك هي



وأن الله برحمته ** قد وضع حدا لمعاناتي في البحث عنك ** ولضياعك في الاحتماء بي



هي: كنت أعرف أن الله سيهديني أليك



دون اجتهاد منى



وقد كنت يا حبيبي بعضا من حواري الدائم معه



تعلمت قبل أن ألقاك الكثير



تعلمت أن العيون لها أحاديث كثيرة غير الوضوح والصدق وشرف الشعور البكر



لها لغات متعددة** مقنعة جدا ومؤثرة



وكان لي في زيفها نصيب



مرة وراء مرة ** كبوة وراء كبوة



تتغذى عل أحلامي الخضراء



حاولت مرارا أن أقي نفسي شر الخديعة** لكن خائنة الأعين وأسرار النفوس ليست في علم غير الله



فعرفت أن إجتهادى لن يجدي** وأن الله له حكمة في تلك العثرات التي اجتاحت طريقي البريء



كانت رسالة منه** من معلمي الأول والأخير** كما عودني



ليقل لي من خلالها أنه شيء آخر غير لقاء العيون** وغير سحر الكلمات** وغير الخطوط الساذجة التي ترسمها أيدينا الصغيرة** لنجتاز الطريق



واليوم أيها الحبيب رأيت رسالته رؤيا عين



ولم أكن في شك منها أبدا * ولكن لرؤيتها مذاق غريب* حالة من الراحة والسكينة والحياة* الحياة التي لم أعرفها من قبل* بدأت لتوها الآن



في جوارك أيها الحبيب




هو: كنت مناضل أعرج



له قضية وهدف نبيل** لكن دائم العثرات** بطيء الخطوات** وليله بارد طويل



كلمات الله كانت مرجعي



كنت أقوى بها** كانت تذكرني بشرف الثبات** وحمل الأمانة والأهلية لذاك الشرف



شيء يستوجب اليقظة الدائمة** بين قلوب من الصخر** وعقول لا تعرف غير النهم



كان يعرف ربى محنتي



وفى مناجاتي له كان يرى بعض دمعي الذي لا يخرج إلا بين يديه



كنت لا أحتمل منعه أمامه** كنت أشكو إليه قسوة الأيام والحنين لكي



واسأله هل أنتي وهم ومستحيل لن ألقاه



وأسأله عنك** عن ملامحك** عن عينيك** عن وطني الحبيب ومرساي الأخير



عن الأنس بك** والارتواء من يديك الطاهرة** والسكن أليك



عن نهار يسكننا معا ولا نسكنه** وشمس لا تحرق بل تتلألأ في عيون حبيبتي** وقمر يستدير كوجهها** ونهر بالمودة يصب في قلوبنا فنرتوي ولا نظمأ بعده أبدا



وكلما ضاقت علي الدائرة** وطالت فيها غربتي** أتتني رحمته تذكرني بك وبالميلاد الجديد



كم كنت يتيما بدونك



غريبا حتى بين نفسي وأوراقي



أنتي يا حبيبتي



أنتي جرأة السؤال ويقين الإجابة



أنتي ولا شيء بعدك غير الألم



هي: من كان يظن أن كل هذا سيحدث ؟!



وأستعيدك ثانية** بعد الضياع الكبير



كانوا يسخرون منى إذا ما راو أحلامي تدل عنك



عن غيب تعلق به قلبي وحلمي معا



عن طفل يجعلني أما** ورجل أهدى له قلبي فيصنع به التاريخ** وأب يلملمني إذا ما هويت وأذوب بين زراعية فيهوى شيطاني وأشعر بالأمان



كانوا يسخرون** وكنت أنا أيضا أسخر منهم



كنت أعرف أنهم يجهلون** وأن النصف على موعد بالاكتمال** حتى ولو بعد الموت



اليوم فقط أفتح زراعي للموت *** وكأني أخذت حقي كله من الحياة فقط مع أول بريق من عينيك



مَنً الإله بالسقى** وارتويت راضية** فحمدته ** ولم يبق غير السكن



هو: وتتركينني !



ليس بعد حبيبتي



لتوه الطريق بدأ



هي: كم كنت أحلم أن أموت بين ذراعيك



هو: بل تحيين بينهما لتحمل عنك كل الألم

أسيـــل
18-03-2009, 06:44 PM
غزلت البوح باتقان بديع


والمنتدى يسعد بمدادٍ كمدادك ..

سيف الكلمة
19-03-2009, 03:00 PM
قرأتها سابقا وتكرر الآن ... رغم تشتت أفكاري في بداية النص
خاطرة جميلة .. أعشق هذا الأسلوب في سرد المشاعر والأحاسيس
حتى في اسلوب التخاطب هناك ابداع وتوفيق في توظيف الكلمات
حتى أن القارئ يتعايش مع الصور المطروحة وكلمات الطرفين
موضوع يستحق التميز
لك كل التقدير سيدتي
تحياتي
,,,,,,,,,,,,,,,
,,

shjoonal3in
19-03-2009, 11:12 PM
الموضوع منقول

يرجى مراجعة قوانين القسم (http://www.montada.com/showthread.php?t=487758) قبل الكتابة (:


6- بالنسبة للمواضيع المنقولة : لثقتنا بمواهبكم وأفكاركم وأطروحتكم , سيكون هذا القسم خاص بإبداعاتكم فقط ولذلك فإننا نمنع المواضيع المنقولة منعاً نهائيا ً ، ومن يملك عضويه أخرى في منتدى آخر وينقل خواطره من المنتدى الآخر إلى منتدانا ستعد ضمن الخواطر المنقوله ...
العقوبه : تنبيه وإن تكرر إيقاف ثلاث أيام

الموضوع مغلق