المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإيثار 2 :



icestreame
30-10-2008, 05:30 PM
الإيثار سُمي إيثاراً لأنهُ يُعطي الكثير ويُبقي القليل ، أما إذا أعطيتَ القليل وأبقيتَ الكثير فهذه منزلة هي أقلُّ من منزلة الإيثار بكثير اسمها السخاء .. سخت نفسُكَ بهذا العطاء أعطيت القليل وأبقيتَ الكثير ، فإذا أعطيتَ بقدرِ ما أبقيت فهذا هو الجود ، فإذا أعطيتَ الكثير وأبقيتَ القليل فهذا هو الإيثار ، الإيثارُ ، الجودُ السخاءُ . ثلاثُ صفاتٍ أساسيةٍ للمؤمن . النبي عليه الصلاة والسلام قالَ مُخاطباً الأنصار :
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمْ أَنَّ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا تَسْتَعْمِلُنِي كَمَا اسْتَعْمَلْتَ فُلانًا قَالَ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ *
.. الأنانية .. فالإنسان بينَ الأثرةِ والمؤاثرة ، بينَ أن يُفضّلَ ذاتهُ وبينَ أن يُفضّلَ غيره، المؤمن دائماً يبتغي رِضوان ربهِ يُفضّلُ رِضوانَ ربهِ ، هو المؤمن لا يؤثر الآخرين إلا ابتغاءَ مرضاة رب العالمين ، إذاً ماذا يفعل ؟ يتخذُ من إكرام الناسِ ومن إيثارهم على نفسهِ سبيلاً إلى الله عزّ وجل ، فالطريقُ إلى اللهِ أساسه الإيثار ، والقطيعةُ مع الله أساسُها الأثرة .. الشُح .. فأنتَ بينَ الأثرةِ والإيثار ، بينَ الجودِ وبينَ الشُح ، بينَ أن تُعطي وبينَ أن تأخذ وقد صدقَ من قال : إذا أردتَ أن تعرِفَ مقامك أمن أهل الدنيا أنت أم من أهل الآخرة .. دقق .. ما الذي يُفرِحُك ، ما الذي يُسعِدُك ، أن تُعطي أم أن تأخذ ، إذا كانَ الذي يُفرِحُكَ أن تُعطي فأنتَ وربِّ الكعبةِ من أهل الآخرة وإذا كانَ يُفرِحُكَ أن تأخذ فأنتَ قطعاً من أهل الدنيا .
صِفتان أساسيتان ، سلوكان عامّان ، حركتان ثابتتان ، إمّا أن تكونَ من أهلِ الأثرة وإمّا أن تكونَ من أهل المؤاثرة .