المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر و نثر إعتراف كاتب



حسين أحمد سليم
31-10-2008, 10:25 AM
إعتراف كاتب

بقلم: حسين أحمد سليم

أنا لا أعرف إلى أين تقودني الكتابة؟! ولا أعرف إلى أين يقودني الحبّ الصّادق؟! ولا أعرف إلى أين تقودني الحقيقة التي أبحث عنها؟! وكلّ الذي ينبغي عليّ أن أعرفه, أن أعيش ذاتي والحقيقة رغم مرارتها مع النّاس, وأن أفهم العالم والحياة المعاصرة بتناقضاتها وقوانيننها المحرّكة, على أساس المصداقيّة مع الذّات, وقدسيّة الحبّ الشّفيف الذي أحمل للنّاس في صدري...

عندما أكتب, فأنا لا أخطّط مسبقا للكتابة, فالكتابة عندي ليست هيكلا حروفيّا, أرود رحابه في وقت الفراغ, الكتابة عندي أعتبرها مشروعا آخر يجذبني للبوح والجهر بالحقيقة, أمسك القلم وليس في ذهني إلاّ عاصفة وزوابع من الخواطر والكلمات, ثمّ أبدأ بتشكيل هذه العاصفة, وتطويع زوابع الكلمات, أحاور بالتّخاطر كلّ أشكال التّصوّرات والرّؤى, ثمّ أخرج مدركا بالخواطر كلّ الحقائق, محاكاة تتوالد من رحم الحبّ الصّادق...

بعدا آخر ليس بالمنظور المرئيّ, في كتاباتي أحقّق العلاقة الإنسانيّة, حتّى منتهى الإحساس الكامن في صدري, أعبر كثيرا عنه عند ضفاف البكاء, المتولّد من الوجد المفرز من طبيعة العلاقة مع الآخرين, أنا أعيش البوح في كلماتي حتّى الثّمالة, وأحيا الجهر في بوحي حتّى الجرأة, وعندما تتجلّى الأفكار ثملى, أحاول أن أشرك الآخرين منتهى أحاسيسي ومشاعري, تجسيدا للحقيقة التي أبحث عنها, في قالب من الحبّ الزّمني وأبكي...

كثيرا ما أطرب أثناء فعل الكتابة, أمسك القلم بجرأة الواثق بالنّفس, أواجه الورقة بقوّة العارف بالبعد الآخر, وأحرّض التّفكّر عندي, ريادة الوعي الباطني, ومناجاة العرفان الذّاتيّ, منذ البدء في الحرف الأول, فالكلمة الأولى, فالخاطرة الأولى, حتّى آخر حرف في خاطرتي, أبدا لا أنكفيء لحظة, أعيش حروفي وكلماتي وخواطري, أغوص بعيدا في الآفاق, أهيم فرحا وحزنا في الأعماق, وفي كلّ الحالات أمارس فرحي ونشوتي, لأنّني مشحون القلب بالحبّ الشّفيف, وأشحن حبّا الآخرين بما أحمل من الحبّ...

كلّ ما يهمّني يا نجمة الصّبح القدريّة, أن أقول الحقيقة تبريكا بالحقيقة, وأن أمارس البوح قناعة بما أحسّ به من المعاناة, وأن أجهر بجرأة في القول دون مواربة, لا يغريني اليمين ولا اليسار في الزّخرف, الجادة الوسطى عروة وثقى لمساراتي, كلّ ما أتوق إليه إيصال الحبّ إلى من أحبّ, وليس في إهتماماتي أيّ موازنات أخرى, سياسيّة كانت أو طائفيّة أو مذهبيّة أو... هو فعل حركة المصداقيّة مع النّفس, وجرأة البوح في الموقف الحرج, لا يثنيني المكان ولا الزّمان عن الجهر بالحقيقة, طالما رحمة الله ومودّته شملت شملت فكري وقولي وعملي, ورسمت لي مسارات الهدى إلى الحبّ, وشكّلت لوحة حياتي بالإيمان بالله...

إيديولوجيا الكتابة عندي, رؤية واضحة لكلّ الأمور, أمارس فيها الإقتحام لكلّ الأشياء, رسالة تحريضيّة فاعلة على إسم الثّورة البيضاء, فعل حركة الرّفض لممارسات الشّرور, أحمل خطوط فورانها بشخصيّتي منذ ولادتي, أندغم في خواطري وأتمازج كلّيّة, وأضجّ وعيا وعرفانا بكلّ المؤثّرات, توكيدا لمصداقيّتي ككاتب مع نفسي أوّلا وآخرا, حملت وأحمل وأبقى حاملا مسؤوليّة الكتابة تكليفا في غمار الحياة, أتكامل مع ثلّة رفعها الله للمستوى الأرقى في تقوى البوح والجهر بالحقائق...

غالي الساهر
31-10-2008, 02:49 PM
كلام منطقي وتفسيرات جميلة لما تشعر به في الكتابة

ليس لدي تعليق مطوّل وليست لدي إضافة فـ لكل منّا لهُ أسلوبهُ ورأية فأنت ملك نفسك :)

أشكرك على المقال الجيد وتمنياتي لك بمواصلة كتابتك للإستفادة والإفاده .

تحياتي
غالي الساهر