المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية تعتيم إعلامي على الخسائر الأمريكية في أفغانستان



abeosama50
05-01-2002, 01:15 PM
أكد مسؤول في وزارة الدفاع الامريكية مقتل احد افراد القوات الخاصة في حادث تبادل اطلاق النار شرق افغانستان، وهي المرة الاولي التي تعترف فيها الحكومة الامريكية رسميا بمقتل احد جنودها في افغانستان بنيران معادية.
ففي جميع المرات السابقة كان المتحدثون الرسميون الامريكيون يردون سقوط اي قتلي من جانبهم الي نيران صديقة ، ويعملون قدر الامكان علي عدم اعطاء الخصم، سواء كان تنظيم القاعدة او حركة طالبان، اي رصيد معنوي في هذا الصدد.
وافادت تقارير اخبارية عديدة سقوط طائرات عمودية امريكية اثناء مواجهات في مناطق مختلفة من افغانستان، وتضمن احد اشرطة الشيخ اسامة بن لادن صورا لابنائه الي جانب احداها، ولكن المسؤولين الامريكيين اضطروا للاعتراف بسقوط احدي طائراتهم وعزوا ذلك لاسباب تقنية.
الامر المؤكد ان هناك عملية تعتيم علي الخسائر البشرية الامريكية في افغانستان، وتعمل فرق الانقاذ الخاصة علي انتشال المصابين او القتلي بسرعة فائقة، ونسف اي حطام لطائرة كانت تقلهم وسقطت بنيران معادية او صديقة.
ومقتل جندي امريكي او اثنين بعد شهرين ونصف الشهر من القصف، وبدء المعارك العسكرية، ليس خسارة كبري، اذا ما قارنا ذلك بالانهيار السريع لحكم حركة طالبان، وتقدم القوات المعارضة في معظم الجبهات، وتشتيت معظم عناصر تنظيم القاعدة، ولكن الاهمية تكمن في حدوث هذه السابقة، وامكانية تطورها.
وربما من السابق لاوانه الاغراق في المبالغة، واصدار احكام متسرعة، مثل القول بانها بداية حرب استنزاف للقوات الامريكية في افغانستان تشنها بعض قوات طالبان، وما تبقي من تنظيم القاعدة. ولكن هذا الاحتمال يظــــل واردا، ويصعــــب استبعاده.
وعلينا ان نذكر (بتشديد حرف الذال) بان القوات السوفييتية دخلت كابول في غضون ايام لمساندة نظام كارمال، ولم تبدأ المقاومة الفعلية لها الا بعد عام. والشيء نفسه يقال ايضا عن الغزو الاسرائيلي للبنان، والتدخل العسكري الامريكي في فيتنام.
القيادة العسكرية الامريكية حققت نجاحا كبيرا في الاشهر الثلاثة الماضية عندما انهت حكم طالبان، ووفرت الغطاء الجوي لتقدم قوات المعارضة دون ان تخسر جنديا واحدا حسب البيانات الرسمية. ويبدو ان العنصر الاساسي الذي حقق هذا الانجاز، وهو القاذفات العملاقة من طراز (بي 52) لم يعد مفيدا، لانه لم تعد هناك اهداف يمكن ضربها اولا، ولان الغارات الاخيرة احدثت خسائر كبيرة في المدنيين واثارت غضب السكان المحليين من اعداء حركة طالبان.
فالغارة الامريكية التي استهدفت قرية شرق افغانستان امس الاول اسفرت عن مقتل سبعين شخصا علي الاقل من بينهم 17 رجلا وعشر نساء و25 طفلا، ولا يوجد من بينهم عنصر واحد من عناصر القاعدة او تنظيم طالبان الامر الذي دفع بالاخضر الابراهيمي المبعوث الدولي في افغانستان الي المطالبة بتحقيق رسمي، والتعبير عن قلقه الشديد.
الموقف في افغانستان ما زال غائما، ومفتوحا علي جميع الاحتمالات، خاصة ان الشيخ اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة ما زال حيا يرزق، بينما لا يستطيع احد ان يؤكد مكان الملا عمر زعيم حركة طالبان، وطالما ان الرجلين مختفيان، فان المهمة الامريكية لم تنته في افغانستان، وامامها العديد من المفاجآت، السارة وغير السارة.