المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الثقة 2 :



icestreame
03-11-2008, 11:35 PM
يمكنُ أن يُضغطَ الإيمانُ كلهُ ، والمعرفةُ كُلها ، واليقينُ كُلهُ .... في كلمةٍ واحدة: هو أنكَ واثِقٌ بالله ، واثِقٌ من أنَّ اللهَ لا يُضيّعُ عبدهُ المؤمن زوال الكون أهون على اللهِ من أن يُضيّعَ مؤمناً أطاعه ، سبحانكَ إنهُ لا يَذِلُ من واليت ولا يَعُزُ من عاديت ، سيدنا رسول الله كانَ مع أصحابهِ وكانوا فقراء ، ضعفاء ، مقهورين ، محتاجين وكانت ثقتهم بربهم لا حدود لها .
لمّا التقى بهِ عُديِ بن حاتم قالَ له : لعلكَ يا عُديُ بن حاتم إنما يمنعكَ من دخولٍ في هذا الدين ما ترى من حاجتهم .. ويمُ الله ليوشِكنَّ المالُ أن يفيضَ فيهم حتى لا يوجد من يأخذهُ .. واثق .. أنا والله الذي لا إله إلا هو إن رأيتُ شاباً مستقيماً ضابطاً لجوارحه ، ضابطاً لمشاعره ، يصلي أناء الليل وأطرافَ النهار ، يغضُ بصرهُ عن محارم الله ، يتحرّى الحلال ، مستعدٌ أن يُضحي بكلِّ شيء من أجلِ مرضاة الله عزّ وجل .. والله الذي لا إله إلا هو أقول لهُ وأنا واثِقٌ مما أقول لهُ كثقتي بأنَّ هذه شمسٌ في رابعةِ النهار : الله سبحانهُ وتعالى سيوفِقُك ، وسيرفعُك ، وسيُعِزُّك ، وسيُعطيك وسيُقرُّ عينَك .. أبداً .. الإيمان كلهُ أن تكونَ واثقاً بالله .

.. الموضوع واسع جداً ، كُلُ المعاصي التي يقترفُها الناس لِضعفِ ثِقتهم بالله ، كُلُ اليأسِ الذي يُصابُ بهِ الناس لِضعفِ ثِقتهم بالله ، كُلُ القنوط حينما يطيعُ مخلوقاً ويعصي خالِقاً ضعيفُ الثِقةِ بوعدِ الله .. رأى أنَّ إرضاء هذا المخلوق أثمنُ من رِضاءِ الله عزّ وجل ، وأنَّ سخطَ هذا المخلوق أعظمُ عِندهُ من سخطِ الله ، ليسَ واثِقاً بكلام الله، ولا واثِقاً بِما عِندَ الله من نعيمٍ مُقيم، ولا ما عِندَ الله من عذابٍ أليم

أهلُ القُرب يبحثونَ عن دليل يُوصِلُ إلى الله .. فرقٌ بينَ من يُقيم لكَ الدليل على وجودهُ ومن يُقيم لكَ الدليل على الوصول إليه .. الحقيقة هذا الدرس من مستوى غير دروس ترسيخ الإيمان ، هذه الدروس أساسُها كيفَ نصل ، كيفَ يكون القلب سليماً ، كيفَ نُقبل ، كيفَ نستسلم ، كيفَ نفوّض ، كيفَ نتوكل ، كيفَ نثق ، فنحنُ لا في مقولة نؤمن أو لا نؤمن ، نحنُ في مقولةِ نصل وكيفَ نصل ومتى نصل ، وإذا وصلنا ماذا نفعل بعدَ الوصول