المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر و نثر ...مما طال غيابك ستعود...



انت املي
08-11-2008, 04:45 PM
اخي انت حر وراء السدود .........اخي انت حر بتلك القيود
اذا كنت بالله مستعصما .........فماذا يضرك كيد العبيد



أخي ... يا رفيق الدرب ونور العين ...
يا من علمتني وهذبتني وأخذت بيدي إلى طريق الرشاد ...
يا أخي منذ أثقلتك القيود و ابتلعتك غرف التحقيق والزنازين وأنا انتظرك ...


أنتظرك مع كل فجر جديد وأشتاق لوقع خطواتك سائراً باشتياق للمحراب تبدأ رحلة تنفسك قبل أن تفتح الشمس عينيها تسابق العصافير في زقزقتها و الحمائم في نوحها
... كم أحن لصوت الأذان ينساب من روحك صافياً عذباً وأشتاق لترانيمك وشدوك ... وتنتظر روحي أن تحلق بها في ملكوت الله بطيب تجويدك وعذب قراءتك...


أنتظرك يا أخي تدخل البيت متسللاً مخضباً بالشحبار والسخام ومعطراً برائحة الطلاء تشير لي من بعيد هل الطريق سالك ؟ هل هناك أحد من الحرس في الطريق ؟ ثم تشق طريقك إلى الحمام وتخرج مبتهجاً ابتهاج المنتصرين ...


أنتظرك وأغمض عيني علّ طيفك يمر بين جفني فأعتقله وأمسكه من تلابيبه وأرتاح من ملاحقته ...
أنتظرك وأتذكر يوم كنا صغاراً تتعالى أكفنا وأصواتنا ...
يوم كنا كالديوك صباحاً وكالحمائم في ساعات المساء أتذكر كيف كنت تتفنن في إغضابي ...


ولا أنسى عندما كنا نتفق على الجميع ونرفع راية الوحدة على من سوانا ...
أتذكر أحلامنا الوردية التي كنا نرسمها بقطرات الندى بمعية نور القمر والنجوم وهمساتها و همهماتها ...
أتذكرك مع كل كتاب ومجلة وشريط أهديتني إياه أو أتيتني به من المسجد .
أنتظرك يا أخي وأتذكر كل لحظة عشت فيها العمر بقربك .
أتذكُر يا أخي روما التي حلمنا بفتحها ؟ كم تخيلنا أسوارها مزينة برايات التوحيد ندخلها فاتحين مكللين بالغار والزيتون ... فأحلامنا تجاوزت حدود الوطن آمنَّا بنصر الله لنا إن نحن نصرناه وأن معركة التحرير باتت وشيكة والنتيجة محسومة ومعروفة نصر مؤزر يضج في فضاءات هذا الكون ، ولكنهم اعتقلوا أحلامك يا أخي كما اعتقلوك .



وها هي الأيام تمر ويطول حجزك ويصدأ قيدك ويصدأ قلبي وأشعر بالغربة؛ فقد غاب عني مؤنسي و سندي غاب من أشعل في طريقي القناديل وأعدني للوقوف في وجه الطوفان ، ولكني لم أتخيل أن أقف في وجهه وحدي ، بُعدك يا أخي علمني معنى الوحدة وسقاني كأس الحزن حتى ارتويت ...


ولكني لم أنساك فإنك تمر بخاطري ليل نهار أدعو لك في جوف الليل وفي ساعات السحر أن يخفف الله عنك ضيق التحقيق وأن يرزقك النوم أمنة نعاساً ...
أدعو لك بالصبر والثبات ... أتراك يا أخي أحسست بأنفاسي الحرّى تقطع الفيافي إليك أتراك سمعت نجواي تتسرب من بين شقوق الزنزانة ... أتراك شعرت براحة تتفجر في قلبك في ساعات دعائي لك ؟



كم نفتقدك ... افتقدك الأهل والأحباب ورفاق الدرب واشتاقت إليك شجرة البلوط وسفح الجبل ...
أفتقدك وأبحث عنك في الشارع مع أطفال الحي مع الشباب مع الشيوخ ...
أبحث عنك في زوايا البيت أرقب مكانك خالياً على موائد الإفطار في رمضان فأكتم العبرة وأبلع الغصة وأدعو لك ...
أتذكُر كيف كنا نعد العدة لإحياء رمضان وكيف كنا ننتظر حلول العيد بشغف لنرسم البسمة على شفاه الآخرين ونحتفل به رغم كل المنغصات ،
يا أخي لم يعد لصباحات العيد بهجة بدونك فعيدي يوم تعود
يا أخي لا زلت أنتظرك يوم العيد لتنثر علينا من ريحان روحك وتعطر أجواءنا بأريج قلبك .



ثم كان أن رأيتك يا أخي خلف القضبان فمتُّ واقفة في شموخ وانكسرت نفسي وتجمد على لساني كل بيان ... فمكان الصقور السماء ومكان الأحرار التحليق في الفضاء ... مكانك يا أخي بين النجوم ولكنك ومن معك صنعتم خلف القضبان وطناً للنجوم وتألقتم هناك... حينما رأيتك انهرت في داخلي وكتمت الألم الذي كاد يتفجر من عيني خشية عليك وتثبيتاً لك، ولكنك أشربتني من قوتك وزرعت في نفسي شيئاً من صبرك وصمودك وطوقتني بعزتك ، وقلت لي يا أخية هذا زمنكم لهذا اليوم أنا أعددتك فاثبتي وامضِ واحمِ ظهري وكوني أنا ..وتنفسي عني هواء الحرية ..



يا أخية لا تتألمي لا تتراجعي فإننا نرسم في مدافن الأحياء حكاية الثبات ونعيش ملحمة الصمود ، فاجتهدي وتجملي بالصبر واحملي فكري لتكوني من أبطال تلك الملحمة وانتظريني حتى أعود ، فلا السجن سيبقى ولا السجان ، انتظريني واكتبي فصولاً من وهمهم بأن يكسروا شوكتنا ويضعوا في معاصم جهادنا القيود ، انتظريني وأعدي بيارق التحرير فحلمنا ليس ببعيد ، والنصر بات وشيكاً يحتاج شيئاً من جهدٍ ودماءٍ وبارودٍ ... يا أخية انتظريني حتى أعود .
اللهم فك قيد اسرانا وعجل لهم بالفرج القريب
لا تنسوه من الدعاء