LongJohnSilver
14-11-2008, 08:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
"الناس ما عادت زي زمان"
"زمان أول تحول"
كثيراً ما نسمع هذه العبارات الرنانة ، وغالباً من يقولها - حين يقولها - يبدو مشعاً بالحكمة والمعرفة والخبرة بالحياة ، وحين يقول عبارة على غرار السابق ، فإنه قد نطق (أمراً كبيراً).
كنت وأنا صغير حين أسمع هذه العبارة ، أحاول تخيل الناس الذين (زي زمان)
كنت أضع في مخيلتي الكثير من التصورات لهؤلاء الناس..
أقول: كنت ؛ لأن هذا كله تغير.
أصبحت أعرف الآن: أن البشر هم البشر ، سواء كانوا الآن أو كانوا (من زمان).
لم تكن الحياة جميلة ، ولم يكن الناس لطفاء ، ولم يكن ال(غش) وال(كذب) من الصفات التي لا يعرفها أحد.
كان الرجال يسرقون ، والنساء يكدن المكائد لنظيراتهن من النساء ، كما يحصل الآن تماماً.
الفرق كان: الرقابة
كان الناس يخافون من (الفضيحة) أو من أن (يتحدث عنهم الآخرون بسوء) لأسباب ، منها الرياء ، أو السمعة ، أو حتى الخوف على مستقبل أبنائه وبناته. لهذا السبب كان من لا يخاف الله يبتعد عما يمكن أن يضر بسمعته.
البعض قد يخاف من العقاب أو من إقامة الحد. للأسف ، معظم الدول لا تقيم الحدود الشرعية ، ولا داعي لذكر أمثلة.
من يخاف الله يخاف الله ، سواء كان من (أهل العصر الجوراسي) أو من الوقت الحاضر. كما يقولون: إن الكلب ذو ذيل معوجّ. الصالح يبقى صالحاً ، والفاسد هو من فسدت نفسه ، لا فعله.
أذكركم بقصة قد تعرفونها جميعاً ، حصلت في عهد سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وهو يتفقد أحوال الرعية.
في أحد البيوت كانت تعيش فتاة وأمها العجوز ، كانت الأم تطلب من ابنتها أن تغش اللبن والحليب بإضافة الماء معللة بأن (عمر) لن يراهما. قالت الفتاة فيما معناه: حتى لو لم يرنا عمر ، فإن رب عمر يرانا دائماً.
الأم هي من (ناس زمان) ، والبنت كذلك ، والفرق بينهما كبير. وليس هذا هو شاهدي على الموضوع على أية حال.
الشاهد في الموضوع: بعد أن أنهى سيدنا عمر جولته التفقدية لأحوال الرعية ، خطب تلك الفتاة لأحد أبنائه.
الآن: لو كان الناس (زي زمان) لما اهتم سيدنا عمر كثيراً ، ولوجد بدل هذه الفتاة مائة فتاة غيرها. لكنه كان يدرك كما ندرك نحن: أنه ليس الجميع يخاف الله حقاً.
صحابي آخر اسمه جليبيب - رضي الله عنه - كان فقيراً ، ولم يكن أحد يريد أن يزوجه بسبب فقره.
ذهب إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم وذكر له ذلك ، فقال عليه الصلاة والسلام: فقال له رسول الله اذهب الى بيت فلان وقل لهم ان رسول الله يطلب يد ابنتكم.
ذهب الرجل ، وبدأت مراسم الزواج ، فخرج الرجل ملبياً نداء الجهاد في ليلة عرسه ، وقتل شهيداً.
الآن: لو كان الناس (زي زمان) لزوجوا الرجل رغم فقره اقتداء بالحديث "إن جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه" ،،، أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
الذي حصل هو كما يحصل في الوقت الحاضر: لا أحد يزوج ابنته قبل أن (يؤمن مستقبلها) ، وتأمين المستقبل هذا يحتاج إلى المال. لاحظوا أنه في الأيام الماضية لم يكن التعليم ذو أهمية كما هو اليوم (نعم ، هذا أمر كان (من زمان) مختلفاً عن الآن).
من الأمور المختلفة الآن هي كثرة الفتنة. ليست للفتن بداية ولا نهاية ، لكنها كثيرة ، مروراً بالمد الشيعي ، والتبشير النصراني ، وجمعيات حقوق المرأة ، وغيرها.
الكل يقول كلاماً مغرياً منطقياً ، والكثيرون يصدقونه.
هنا تأتي وظيفة العقل: لا تصدق كل ما يناسب هواك / لا تصدقي كل ما يناسب هواكِ
ووظيفة المربي: عليك ألا تثق في أبناءك / طلابك دائماً. وتذكر الحديث: "كلكم راعٍ ، وكلكم مسؤوول عن رعيته......" .......الحديث
ما يستفاد من الموضوع:
لا شيء. حتى إنني لم أصغ الموضوع بالطريقة التي أتخيلها..
الحياة تغيرت ، لكن البشر هم البشر ، لم يتغيروا.
(زمان) أيضاً كان يوجد اللصوص والأوغاد والقتلة والمحتالون وقطاع الطرق ، وبكثرة!
يمكننا استثناء المناطق المسلمة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجود الصحابة.. فقط
"الناس ما عادت زي زمان"
"زمان أول تحول"
كثيراً ما نسمع هذه العبارات الرنانة ، وغالباً من يقولها - حين يقولها - يبدو مشعاً بالحكمة والمعرفة والخبرة بالحياة ، وحين يقول عبارة على غرار السابق ، فإنه قد نطق (أمراً كبيراً).
كنت وأنا صغير حين أسمع هذه العبارة ، أحاول تخيل الناس الذين (زي زمان)
كنت أضع في مخيلتي الكثير من التصورات لهؤلاء الناس..
أقول: كنت ؛ لأن هذا كله تغير.
أصبحت أعرف الآن: أن البشر هم البشر ، سواء كانوا الآن أو كانوا (من زمان).
لم تكن الحياة جميلة ، ولم يكن الناس لطفاء ، ولم يكن ال(غش) وال(كذب) من الصفات التي لا يعرفها أحد.
كان الرجال يسرقون ، والنساء يكدن المكائد لنظيراتهن من النساء ، كما يحصل الآن تماماً.
الفرق كان: الرقابة
كان الناس يخافون من (الفضيحة) أو من أن (يتحدث عنهم الآخرون بسوء) لأسباب ، منها الرياء ، أو السمعة ، أو حتى الخوف على مستقبل أبنائه وبناته. لهذا السبب كان من لا يخاف الله يبتعد عما يمكن أن يضر بسمعته.
البعض قد يخاف من العقاب أو من إقامة الحد. للأسف ، معظم الدول لا تقيم الحدود الشرعية ، ولا داعي لذكر أمثلة.
من يخاف الله يخاف الله ، سواء كان من (أهل العصر الجوراسي) أو من الوقت الحاضر. كما يقولون: إن الكلب ذو ذيل معوجّ. الصالح يبقى صالحاً ، والفاسد هو من فسدت نفسه ، لا فعله.
أذكركم بقصة قد تعرفونها جميعاً ، حصلت في عهد سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وهو يتفقد أحوال الرعية.
في أحد البيوت كانت تعيش فتاة وأمها العجوز ، كانت الأم تطلب من ابنتها أن تغش اللبن والحليب بإضافة الماء معللة بأن (عمر) لن يراهما. قالت الفتاة فيما معناه: حتى لو لم يرنا عمر ، فإن رب عمر يرانا دائماً.
الأم هي من (ناس زمان) ، والبنت كذلك ، والفرق بينهما كبير. وليس هذا هو شاهدي على الموضوع على أية حال.
الشاهد في الموضوع: بعد أن أنهى سيدنا عمر جولته التفقدية لأحوال الرعية ، خطب تلك الفتاة لأحد أبنائه.
الآن: لو كان الناس (زي زمان) لما اهتم سيدنا عمر كثيراً ، ولوجد بدل هذه الفتاة مائة فتاة غيرها. لكنه كان يدرك كما ندرك نحن: أنه ليس الجميع يخاف الله حقاً.
صحابي آخر اسمه جليبيب - رضي الله عنه - كان فقيراً ، ولم يكن أحد يريد أن يزوجه بسبب فقره.
ذهب إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم وذكر له ذلك ، فقال عليه الصلاة والسلام: فقال له رسول الله اذهب الى بيت فلان وقل لهم ان رسول الله يطلب يد ابنتكم.
ذهب الرجل ، وبدأت مراسم الزواج ، فخرج الرجل ملبياً نداء الجهاد في ليلة عرسه ، وقتل شهيداً.
الآن: لو كان الناس (زي زمان) لزوجوا الرجل رغم فقره اقتداء بالحديث "إن جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه" ،،، أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
الذي حصل هو كما يحصل في الوقت الحاضر: لا أحد يزوج ابنته قبل أن (يؤمن مستقبلها) ، وتأمين المستقبل هذا يحتاج إلى المال. لاحظوا أنه في الأيام الماضية لم يكن التعليم ذو أهمية كما هو اليوم (نعم ، هذا أمر كان (من زمان) مختلفاً عن الآن).
من الأمور المختلفة الآن هي كثرة الفتنة. ليست للفتن بداية ولا نهاية ، لكنها كثيرة ، مروراً بالمد الشيعي ، والتبشير النصراني ، وجمعيات حقوق المرأة ، وغيرها.
الكل يقول كلاماً مغرياً منطقياً ، والكثيرون يصدقونه.
هنا تأتي وظيفة العقل: لا تصدق كل ما يناسب هواك / لا تصدقي كل ما يناسب هواكِ
ووظيفة المربي: عليك ألا تثق في أبناءك / طلابك دائماً. وتذكر الحديث: "كلكم راعٍ ، وكلكم مسؤوول عن رعيته......" .......الحديث
ما يستفاد من الموضوع:
لا شيء. حتى إنني لم أصغ الموضوع بالطريقة التي أتخيلها..
الحياة تغيرت ، لكن البشر هم البشر ، لم يتغيروا.
(زمان) أيضاً كان يوجد اللصوص والأوغاد والقتلة والمحتالون وقطاع الطرق ، وبكثرة!
يمكننا استثناء المناطق المسلمة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجود الصحابة.. فقط