المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأ فغان لوحدهم في الميدان



جلال الأفغاني
16-11-2008, 10:27 AM
أخواني الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه أول مشاركة لي في المنتدى أرجو أن تحوذ على إعجابكم
رأينا في الفترة الأخيرة كيف أن أعداء الله من الصليبين و أعوانهم قد صرحوا مرات و مرات أن لا سبيل للنصر على طالبان والمقاومة الأفغانية لذا عرضوا التفاوض مع المجاهدين وجها لوجه وعرضوا أيضاً أن يرفعوا إسم الملا عمر من القائمة السودا قائمة الإرهابيين المطلوبين لأمريكا ولكن المقاومة رفضت العرض و إشترطت لبدء المفاوضات إنسحاب الغزاة من أرض أفغانستان ، مما إضطر الحلفاء إلى التوسل للسعودية لإجراء دور الوسيط في حل المشكلة وحفظ ماء وجهم وتخليصهم من هذه الورطة.
من المعلوم أن الإعلام في الحرب الأفغانية الصليبية مكتوم ومقيد كلياً و أكثر ميادين المعارك والإشتباكات تقع في مناطق جبلية و نائية فالخبر لا يصل بالمصداقية والشفافية المطلوبة كما كان الحال في العراقلكن من المؤكد أن المعارك هنا أشد ضراوة وأكثر تلفاً للعدو الصليبي.
تعرفون جميعاً مدى معاناة الأفغان و مدى المحنة والمأساة التي يمر بها الأفغان في حربٍ ضروس متواصلة منذ ثلالثة قرون، وما خلفت تلك الحرب من يتامى وثكالى و أرامل وشهداء و قتلى وجرحى ومعوقين وخراب ودمار والأدهى تغير النفوس وتلاشي النظام والقانون, مما أدى إلى أن تعتبر أفغانستان أفقر دولة على خارطة العالم، نعم أفغانستان فقيرة و معدمة مادياً لكنها غنية بالرجال الأشداء والهمم التي لا تلين، إنها أرض معطاء، إنتاجها الخير في أبنائها البررة الذين واجهوا أعتى إمبراطوريات العالم وهزمتهم جميعاً ودكتهم دكا وهذه هبل العصر تتحبط تكاد أن تواجه مصير خصمها الدب الأحمر، حقاً أن أفغانستان هي الرباط الأول والسد المنيع للإسلام.
رغم كل الألم رغم كل الحزن رغم الجوع ورغم كل مشاكل الحياة إلا أن الأفغان قد برهنوا للعالم أنهم رمز للشموخ رمز للصمود رمز للوفاء ورمز للإسلام.
دعونا نتعرف على الأفغان عن كثب، من هم الأفغان ولماذ كل هذا العناد والمقاومة المستمرة.
في البداية الأفغان هم مجموعة قبائل أرية تجمعها لغة مشتركة هي لغة البشتو ويسمى المتكلم بها بشتوني أو كما يحلو للفرس (أفغان) وأفغانستان كدولة تضم أعراق مختلفة وهي البشتون( الأفغان) والطاجيك (الفرس) ومجموعة عناصر تركية مثل الأوزبك والتركمان والقرغيز والإيماق و بعض البلوش و الهزارة المغول وقبائل أرية أخرى.
التوزيع السكاني كالتالي:
البشتون 70% والطاجيك 12% والمغول 9% والازبك 6% والتركمان 1% و2% أقليات أخرى.
عرفنا كذلك الإتحاد الشمالي والذي معظمه يتكون من تحالف الأعراق الغير البشتونية وشرذمة قليلة من الخونة البشتون أمثال سياف.
تشكل الإتحاد الشمالي أصلاً لمواجهة المد البشتوني أولاً بقيادة حكمتيار ولاحقاً بقيادة الملاعمر زعيم حركة طالبان.
يتمركز البشتون في شرق ، جنوب وجنوب غرب ، وسط وغرب أفغانستان مع وجود نسبة كبيرة منهم في بعض ولايات الشمال فمثلاً في بغلان وقندوز يشكل البشتون 70% من السكان أما ولايات الشمال الأخرى فتتفاوت النسبة من 30 إلى 50% هذا في أفغانستان وفي باكستان أيضاً عدد كبير من البشتون يعشون بالقرب من الحدود بين البلدين.
أما الأعراق الأخرى فأكثريتها تتمركز في شمال أفغانستان ووسطها مثل باميان وبنجشير.
تسمية أفغانستان تأتي من الأغلبية الأفغانية (البشتونية)، بمعنى وطن الأفغان فكلمة ستان في اللغات الأرية القديمة تعني وطن والأفغان كما قلت هم البشتون.
والأفغان كما قلت مجموعة قبائل كبرى تتفرع إلى قبائل أصغر ثم فخوذ حتى تصل إلى العائلات والمجتمع البشتوني مجتمع قبلي محافظ من الطراز الأول، كل قبيلة لها سلومها وعاداتها وزعمائها.
مجموع الشعب البشتوني الأفغاني حوالي الخمسون مليوناً نصفهم في أفغانستان والباقي في باكستان في بيشاور وكويته.
القبائل البشتونية الكبرى هي غلزاي، أبدال، غرغشت، لودي، داود، خليل .....وكرلان، تتفرع كل منها إلى العشرات من القبائل الصغرى.
أكبر تلك القبائل هي غلزاي وتسمى أيضاً (غرزاي، غلجي، خلجي) والأصح هي غرزاي يعني( أبناء الجبل) والمتداول هو غلزاي وهي بقايا الكوشان الكبار والصغار الذين أستوطنوا كابل وقندهار ومن أشهر ملوكهم كنيشكا .
و ثاني تلك القبائل شهرة وقوة هي قبيلة أبدال(الهياطلة) ( Ephthal) .
وكلا القبيلتين لهما باع طويل مع التاريخ، وصراع طويل مع الفرس الإيرانيين، وتكوين إمبراطوريات حكمت إيران ، أفغانستان ،باكستان ، الهند وأجزاء من ما وراء النهر ، ثالث تلك القبائل شهرة هي قبيلة لودي التي حكمت الهند و باكستا ن فترات متلاحقة أشهر ملوكها بهلول اللودي و شيرشاه سوري .
تتفرع غرزاي (غلزاي) إلى قبائل كثيرة أهمها ما يلي:
هوتك، توخي، خروتي،/ أحمدزاي، أندر، تره كي، سهاك ، سليمان خيل، ستانكزي، أكاخيل، نورزي.....
أما قبائل أبدال فتتفرع إلى
ترين، سدوزي، باركزي، الكوزي، بوبلزي، ساكزي ، اتشكزي، اورمر...... كرزي
غزت القبائل الغلزائية الهند مع السلطان محمود الغزنوي وكانت أم السلطان غلزائية من زابل القريبة من قندهار، لذا كان معظم قادة جيشه من أخواله الغلزائين.
وبعد ذلك أتت الدولة الغورية الأفغانية والتي بدورها أيضاً غزت الهند وفتحت أكثرية الهند ونشرت الإسلام فيه وأقمت في دلهي دولة إسلامية تعاقبت عليه عدة عائلات إلى أن إستولى الإنجليز على الهند ورجع الحكم للهندوس.
حكم الغلزين الهند 90 عاماً بإسم الخلج الأفغان(الدولة الخلجية) أتت بعده الدولة اللودية.
و فيما بعد قام ميرويس الهوتكي الغلزائي بطرد الفرس من قندهار وقتل 50000ألفاً منهم فتم له إستقلال قندهار عن الدولة الصفوية الشيعية الفارسية، ومن بعده قام إبنه الشاه محمود الهوتكي بالهجوم على إيران وفتح أصفهان وأسقط الإمبراطورية الصفوية الشيعية وقضى على عرش الشاه حسين الصفوي.
حكم الأفغان إيران 9 سنوات مليئة بالقلاقل والثورات قتل فيها حوالي مليوني إيراني وكذلك الكثير من الروس والأتراك العثمانيين إلى أن إعترف الروس والعثمانيين على سيادة الأفغان على إيران.
و لإختلافات عائلية داخل العائلة الحاكمة سقطت الدولة الهوتكية أولاً في أصفهان ومن ثم في قندهار وسقطت جل أفغانستان بيد نادرشاه الأفشاري التركماني، ولكن بعد مقتل نادرشاه بيد جنوده القاجر رجع القادة الأفغان في جيشه إلى أفغانستان ونصبوا أحمدشاه الأبدالي(25سنة) عام 1747ميلادي حاكماً على أفغانستان فأقام إمبراطورية شاسعة سماها أفغانستان شملت هذه الإمبراطورية أفغانستان ،باكستان، أجزاء من الهند، كشمير و أجزاء من إيران و ما وراء النهر.
حكم أحمدشاه 25 سنة وغزا الهند 11 مرة كل مرة يخمد ثورات الهندوس ويعين حاكماً مسلماً من العائلة المغولية و يرجع إلى ملكه، تقلصت الإمبراطورية في عهد أحفاده واستقطع الإنجليز الجزء المسمى اليوم باكستان، هاجم ال إنجليز أفغانستان ثلاث مرات وإحتلوا كابل لكن لم يطيب المقام لهم فيها ومنيوا بخسائر فادحة وهزائم نكراء لم يهزموا مثلها قط ، قتل في إحدى المعارك فقط 17000جندي بريطاني و 50000من الهنود المرتزقة ، كانت المقاومة أبدالية غلزائية وشاملة.
ثم غزا الروس أفغانستان وسقطت الدولة الأبدالية، ومرة أخرى برز دور الزعماء الغلزيون في قيادة الجهاد الأفغاني وعلى رأسهم حكمتيار، سياف ، يونس خالص، مولوي محمد نبي مع الزعماء الأخرين وزعيم طاجيكي هو برهان الدين رباني.
وبسقوط الشيوعيين تصارع المجاهدون فيما بينهم وقامت حرب أهلية عنصرية غذتها وأمدتها الإستخبارت الدولية ودول الجوار لغرض عدم تسلم المجاهدين الحقيقين مقاليد الحكم وإقامة الدولة الإسلامية،/ فقامت حرب أحرقت اليابس والأخضر وإنتشر الفساد في الأرض و أصبحت البلاد على شفير التجزئة، إلى أن قام الملاء عمر الهوتكي الغلزاي بجمع مقاتلي قبائل غلزاي وطرد المتنافسين على السلطة خارج البلاد وحشر الباقيين في الجبال وجنب البلاد خطر التجزئة و أزال كل مناظر الشر والفساد فنعم الأفغان في عهده بالأمن المطلق، إلا جيوب مقاومة صغيرة للإتحاد الشمالي بقيادة الهالك مسعود، ثم سقط نظام طالبان تحت طائلة القصف الجوي الأمريكي الغربي وبتعاون أرضي وثيق من شرذمة الإتحاد الشمالي.

و الأن تصاعدت المقاومة من جديد والتي يقودها إثنان من زعماء قبائل غلزاي و هما حكمتيار والملا عمر الهوتكي زعيم طالبان، وفي الجانب الأخر يترأس زعيم قبائل أبدال خلفاً لأبيه رئاسة الدولة العميلة لأمريكا(حامدكرزاي) ويسانده الشماليون وقوات التحالف الصليبي.
يجب أن نعرف أنه ليس كل الأبدليين في جانب الحكومة ولا كل الغلزيون في صف المجاهدين، لأن الأصل هنا ليس قبلي بل ديني فكل من كانت مصالحه مع الدولة والحلف الصليبي ولا يهمه الجانب العقيدي فهو في صفهم ووقف إلى جانبهم وكل من أخذته الغيرة على دينه ووطنه وأهله قاوم الغزاة.
والأفغان كلهم مسلمون فيهم الخائن والمتعاون والمتخاذل وفيهم الأبي، الصادق المجاهد المخلص لقضيته. لكن أكثرية المقاومة يشكلها مقاتلي قبائل غلزاي المشهورون بشدة المراس، مع وجود مقاتلين من كل القبائل بلا تفرقة او تفضيل فكلهم أفغان ومسلمون، أما الأعراق الأخرى الغير البشتونية فالأكثرية ساندو الغزاة وقلة منهم بقوا صامتين.

في الوقت الراهن يفكر الصليبيون في تنصيب رئيس جديد مع قرب نهاية عهد كرزاي الأبدالي يكون هذا الرئيس من قبيلة غلزاي وهناك أربعة أشخاص كلهم غلزيون مرشحون للرئاسة القادمة وهم أشرف غني أحمدزي، سرور أحمدزي، علي أحمد جلالي و زلمي خليل زاد، واحد منهم سيكون خلفاً لحامد كرزاي الأبدالي، الغرض من ذلك هو كسب رضا رجال بعض من القبائل الغلزائية ودفعهم لمحاربة أبناء عمومتهم من المجاهدين، و تشتيت شمل المجاهدين وشق صفهم وتفريق كلمتهم، وأصبح جل إهتمامهم كسب ود بعض زعماء القبائل و إغرائهم بالمناصب والمال مقابل إخلاء أراضيهم من مقاتلي المجاهدين الأفغان كما فعلوا في العراق.

لكن هيهات هيهات ، فالروس قد جربوا هذه الوصفة من قبل عندما أحضروا الدكتور نجيب الله إلى سدة الحكم لنفس الغرض ، إنتهت الوصفة بخروج الغزاة وإعدام نجيب الله بيد أبناء عمومته الغلزييون.
إطمئنوا يا أهل الخليج وناموا قريري الأعين تحت المكيفات في البيوت الفارهة فللحرب رجالها وهناك شعب وهب نفسه للدفاع عن أعراضكم و أعراض المسلمين جميعاً.
و ما أشبه الليلة بالبارحة.
من أفغانستان أرض الرجال