المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أما آنَ لقلبكَ أن يُحر ِم ؟!



أحْـــــمَـدْ
26-11-2008, 01:48 AM
بِسْمِ اللـَّهِ الرَّحـْمـَنِ الرَّحِـيمِ
السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُه


لبيك اللهم لبيك ..
لبيك لا شريك لك لبيك ..
إن الحمد والنعمة لك والملكلا شريك لك لبيك ..
لبيك لبيك ..
لبيك حقاً وصدقاً ..

لبيك لبيك ..
لبيك تضرعاً وشوقاً ..
مهللين مكبرين ملبين نداء رب العالمين ..
يحدوهم الأمل ..
ويحفهم الخوف والرجاء ..
رافعين أكف الضراعة إلى الله -عز وجل- راغبين في مغفرته و رضوانه ..
و على عرفات مناجين ربهم ، ساكبين العبرات في تلك الرحبات ..

فما أروع هذا المشهد! وما أعظمه!

فهنيئاً لكم أيها الحجاج هذا النسك و تلك العبادة التي هي تلبية نداء و طاعة ، و شوق و محبة في كل لحظة و ساعة ..
سائلاً الله أن يجعل حجكم مبروراً و سعيكم مشكوراً و ذنبكم مغفوراً ..
هنيئاً لكم يا وفد الرحمن ورودكم على ربكم و هنيئاً لكم إحرامكم و طوافكم و سعيكم و تقبل الله طاعتكم و أخرجكم من ذنوبكم كيوم ولدتكم أمهاتكم ..

أما أنت يا من لم يمنّ الله عليك بالحج هذا العام

فأرِق على تخلفك من الدموع ما تيسر ..
ولا تحلق رأس دِينك بالذنوب ..
وقم لله باستشعار الخوف و الرجاء ..
و إن كنت قد بعدت عن حرم الله فلا تبعد نفسك بالذنوب عن رحمة الله ، فإن رحمة الله قريب ممن تاب واستغفر ..

و إن كنت لم تحرم ببدنك أما آن لقلبكَ أن يُحرِم ؟!
أما آن لقلبك أن يقصد وجه الله وحده ؟؟

أماآن لقلبك أن يصغى لنصيحة ابن القيم وهو يخاطبه ويهمس فى أذنه :

" و الأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الإيمان و المحبة و التعظيم و الإجلال و قصد وجه المعبود وحده دون شيء من الحظوظ سواه ، حتى تكون صورة العملين واحدة ، و بينهما في الفضل ما لا يحصيه إلا الله ، و تتفاضل أيضاً بتجريد المتابعة ، فبين العملين من الفضل ، بحسب ما تفاضلان به في المتابعة ، فتتفاضل الأعمال بحسب تجريد الإخلاص و المتابعة تفاضلاً لا يحصيه إلاالله تعالى "


أما آن لقلبك أن يتطهر من الذنوب ؟؟
وأن يتذوق حلاوة الطاعة و يستشعر لذتها ؟؟

و يعقل وصية وهيب بن الوردحينما سُئل ـ رحمه الله ـ:
أيجد لذة الطاعة من يعصي ؟
قال : ولا من همّ - نوى المعصية - ! - أي من همّ بالمعصية - !
فإذا كان يا قلب هذا أثر الهم بالمعصية فما بالك باقترافها ، و الولوغ فيها و الإصرار عليها ؟!

أما آن لك أن تُحرِم ؟!


يقول ابن الجوزي -رحمه الله-:
" و ربما كان العقاب العاجل معنوياً ،
كما قال بعض أحبار بني إسرائيل:
يا رب كم أعصيك ولا تعاقبني ؟
فقيل له:
كم أعاقبك وأنت لا تدري! أليس قد حَرَمتُك حلاوة مناجاتي ؟!

فرُب شخص أطلق بصره فحرم اعتبار بصيرته ، أو لسانه فحرم صفاء قلبه ، أو آثر شبهة في مطعمه فأظلم سرُّه ، و حُرِمَ قيام الليل و حلاوة المناجاة ، إلى غير ذلك ..

أما آن لك يا قلب أن تستمتع لطبيب القلوب الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى
عندما تحدث عن عقوبات الذنوب و المعاصي :
" و من عقوبات الذنوب أنها تُضعف في القلب تعظيم الرب جل جلاله ، و تُضعف وقاره في قلب العبد و لا بد ،شاء أم أبى ، و لو تمكن وقار الله و عظمته من قلب العبد لما تجرأ على معاصيه ..
فإن عظمة الله تعالى و جلاله في قلب العبد تقتضي تعظيمَ حرماته ، و تعظيمُ حرماته تحول بينه و بين الذنوب "



فأحرِم يا قلب عن الذنوب
و اقصد وجه علام الغيوب
تنلِ القرب المطلوب

بقلم ، د / عمرو الشيخ


لاَ تَنْسُونِى مِنْ دَعْوَةٍ ضـَارِعـَةٍ خَالِصَةِ صَالِحَةٍ بِظَهْرِ الْغَيْبِ
وَ جَزَاكُمْ اللَّهُ خَيْراً

وَ السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُهْ
أَخُوكُمْ المُحِبُّ لَكُمْ فِى اللَّه

إسلامية
27-11-2008, 10:25 PM
جزاك الله خيراستاذنا واخينا في الله أحْـــــمَـدْ
ورفع الله قدرك في الدنيا والاخرة

أحْـــــمَـدْ
08-01-2009, 01:39 PM
بِسْمِ اللـَّهِ الرَّحـْمـَنِ الرَّحِـيمِ
السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُه


جزاكِ اللهُ خيرا ً أختنا الفاضلة و مشرفتنا القديرة على كَرَمِ المرورِ و طِيبِ الردّ

باركَ اللهُ في جهدكِ و نفعَ بكِ


وَ السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُهْ