المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 26 نوفمبر الهندية



إسلامية
27-11-2008, 01:00 PM
في واحدة من أعنف الهجمات التي شهدها العالم خلال السنوات الأخيرة، قتل وأصيب نحو ألف شخص في سلسلة هجمات استهدفت فندق تاج محل بالاس الأثري واوبروي ترايدنت الفخم، ومطعم شهير، ومركز للشرطة، ومستشفى، ومحطة القطارات الرئيسية شاتراباتي شيفاشي، مطار محلي.


حتى كتابة هذه السطور كان المهاجمون يحتجزون رهائن وتتريث السلطات الهندية في الهجوم بعدما أعلنت وكالة الأنباء الفرنسية أن السلطات الأمنية قتلت 4 من المهاجمين وتمكنت من القبض على 9 بينما يعتقد أن 6 على الأقل لم يزالوا يحتجزون الرهائن الذين تحدثت مصادر عن وجود أمريكيين وبريطانيين بينهم.


عبر البريد الإلكتروني إلى وكالات الأنباء، تبنت جماعة تدعى مجاهدي ديكان لم تكن معروفة من قبل إلا على نطاق ضيق، هذه الهجمات.


كالعادة تنوعت الجهات التي يعتقد أنها مسؤولة عن الحادث؛ فملابسات الحادث تخدم عدة جهات أو تضر أخرى؛ فباكستان التي شهدت عملية تفجير لفندق ماريوت بإسلام أباد في 20 سبتمبر الماضي، وأسفر التفجير حينها عن مقتل 53 شخصاً قد تبدو مستفيدة إذا ما كانت قد توصلت أو حتى لم تتوصل إلى الفاعل الحقيقي في التفجير، إذا ما وضع بالاعتبار قوة التأثير على الاستثمار والسياحة في البلاد بعد هذا الاختراق الأمني الواضح فيها، والذي ستفيد منه الهند، التي بدورها قد عانت الأمر نفسه..


كلا الدولتين قد واجهت حوادث عنف مجهولة المصدر، إذ تبنت جماعة فدائيان إسلام الباكستانية الهجوم الأول، ومجاهدي ديكان، وكلتاهما لم تزل بدائية ـ إن كانتا موجودتين أصلاً ـ بدرجة تحول بين أي منهما على تنفيذ عمل معقد كهذا.


أكانت الاستخبارات في كل من الهند وباكستان مسؤولة عن العمليتين على الترتيب؟ أم أن دولة ثالثة يعنيها أن توضع الدولتان على حافة الصراع مجدداً بعد أن خطتا في طريق التطبيع خطوات لا بأس بها في الآونة الأخيرة، لاسيما بعدما قيل في كلا العمليتين أن الأمريكيين مستهدفون على الأقل بالتخويف من التعامل مع العاصمتين لاسيما في ملفات "الإرهاب"؟


الموساد لا يغيب طبعاً عن أصابع الاتهام؛ فهو ضيف على كل حادثة بالإشارة إليه من قبل الخبراء، لاسيما أن ظفر الإسلام خان رئيس تحرير صحيفة ملي جازيت الهندية أومأ إلى هذا الاحتمال عندما قال: " هناك جهات خارجية لها مصلحة في هذا، هناك إسرائيل لها مصلحة في هذا وهناك منظمات هندوسية متطرفة لها مصلحة في هذا وحدث هنا خلال السنوات الأخيرة أن هناك من الهندوس المتطرفين يقومون بتعبئة القنابل"، وأضاف بأن أول التفجيرات حدثت في مقر كان لا يرتاده إلا اليهود.


وفي الحقيقة لا عجب؛ فهم كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله، وقد يكون احتمالهم وارد، وأيضاً كما قال خان: أن الصحف وقد امتلأت عناوينها الرئيسية وصفحاتها الأولى بالحديث عن الإرهاب الهندوسي المتنامي، واعتقال العديد من خلاياه، هي تضع الهندوس المتطرفين أيضاً في قفص الاتهام، لاسيما بعدما هددت عناصر منهم بقتل الضابط المسؤول عن مكافحة الإرهاب في بومباي.. وقد قتل اليوم في الهجوم، لكن القضية مفتوحة على كافة الاحتمالات.. ولعل أبعدها احتمالاً أن تكون جماعة مجاهدي ديكان هي العقل المدبر للعملية حتى لو كانت يقيناً هي ما نفذتها!!

http://almoslim.net/node/102887 (http://almoslim.net/node/102887)