المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طاقم أوباما ..ثوابت الحقد ومتغيرات الثياب



إسلامية
03-12-2008, 11:03 PM
http://almoslim.net/files/images/thumb/121693271_0-thumb2.jpg


عشية الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قدّمنا ها هنا رؤية موضوعية لمراهنات البعض على الفوز المتوقع لباراك أوباما، قبل أن تُعْلَن هوية المرشح الفائز رسمياً. وذهبنا إلى أن المتغير الوحيد سيكون في الشكل والأسلوب، في حين تبقى ثوابت السياسة الأمريكية المعادية تاريخياً للإسلام والمسلمين، وبخاصة في الستين سنة الماضية. وقد بنينا تلك الرؤية على براهين وأدلة ناصعة، عبر استقراء الماضي والحاضر، وإدراك طبيعة التركيبة الفعلية للنظام السياسي الأمريكي، وتحديد العوامل الحاسمة فيه بصرف النظر عن الأشخاص المتربعين في رأس هرم السلطة التنفيذية.
وبعبارة أكثر وضوحاً: لم نكن في ذلك نخمّن أو نرجم بالغيب، ولا كنا متعجلين نستبق الأحداث، ولا مؤدلجين ننطلق من أحكام جاهزة أو مواقف مسبقة.
وسبحان الله!!جاء سلوك أوباما في تأليف إدارته، ليؤكد صحة استنتاجاتنا ودقة تشخيصنا وتوقعاتنا الموضوعية المجردة من الأهواء والميول ومن السذاجة النفسية والعاطفية.
فوزارة الخارجية باتت في عهدة هيلاري كلنتن ذات المواقف شديدة الولاء لليهود، والانحياز المبالغ فيه-حتى بالمقايسس الأمريكية-لكيان التوسع والعدوان في تل أبيب. ولعل المتابع ذي الذاكرة غير القوية ما زال يذكر تصريحاتها الاستفزازية ضد أوباما في فترة تنافسها معه للحصول على ترشيح الحزب الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية.علماً بأن كلنتن بالذات يجب أن تكون أقل حماسة للكيان الصهيوني –لأن مخاصمته مستحيلة هناك في ظل التوليفة السائدة!!-، وذلك بسبب الدور الرئيسي الذي قام به اللوبي اليهودي في فضيحة زوجها بيل كلنتن مع المتدربة اليهودية المشهورة مونيكا لوينسكي!!وفي المقابل،سارع رئيس حكومة العدو إيهود أولمرت إلى الترحيب بتسلم هيلاري كلنتن منصب وزارة الخارجية الأمريكية لأنها صديقة حميمة لدولته وللشعب اليهودي على حد وصفه!!
أما إبقاء أوباما على روبرت جيتس وزيراً للدفاع في الإدارة الجديدة التي ستتولى السلطة رسمياً منتصف شهر يناير المقبل، فلا يقل دلالة على الهوية الأكيدة للسياسة الأمريكية الخارجية خلال السنوات الأربع المقبلة. فهذا الرجل الذي اختاره بوش الابن سابقاً ليكمل مهمة احتلال العراق وتوابعها، وليواصل تدمير أفغانستان ونشر الإرهاب في باكستان، يحافظ على موقعه في إدارة يزعم رئيسها أنه جاء لينسف سياسات خَلَفه بوش الصغير، ولا سيما في العراق؟ فكيف ينسجم هذا الادعاء مع تثبيت أبرز صانعيها؟
ومنصب مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي يدخل في الدائرة نفسها، فقد آل هذا الموقع الحيوي إلى صقر آخر هو الجنرال المتقاعد جيمس جونز، وأوكلت وزارة العدل إلى إيريك هولدر الموظف السابق فيها وهو من ذوي الأفكار المحافظة جداً!!
وقد تولت حاكمة أريزونا جانيت نابوليتانو منصب وزيرة الأمن الداخلي!!وكأن الإدارة الجديدة أصبحت ملتقى الصقور الذين ينتمي بعضهم إلى الديموقراطيين وكثير منهم جمهوريون سابقون أو حاليون!!
والخلاصة أن هذه التعيينات الجلية في ثبات الاستراتيجية الأمريكية بعامة-حتى في القضايا الدولية خارج العالم الإسلامي-استفزت محللين غربيين مرموقين، من بينهم محرر الشؤون الخارجية في موقع بي بي سي الصحفي الشهير رينولدز، الذي اعتبر التشكيلة بمثابة خيبة أمل لكل الذين راهنوا على تغيير جذري في السياسة الأمريكية الخارجية في ظل رئاسة أوباما. وهي إشارة إلى حجم المفارقة بين التوقعات المبنية على شعار أوباما الانتخابي:التغيير، وبين ملامح السلوك العملي بدءاً من تكوين فريق مساعديه وكبار مرؤوسيه. وأشار رينولدز إلى أن هذه البوادر سوف تلقى شعبية واسعة في أوساط دعاة القبضة الحديدية الأمريكية في الساحة العالمية.
وما استنتجه محرر بي بي سي ضمناً،صرح به الرئيس الجديد شخصياً، إذ بات شعاره اليوم بكل جلاء ووضوح:يجب أن تبقى الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة أقوى جيش في العالم!!
فهل بقي للسذج ما يضحكون به على أنفسهم بعد الجهر بهوية أمريكا الراسخة بالقول والفعل؟


http://almoslim.net/node/103192 (http://almoslim.net/node/103192)