المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر و نثر - يَا حُلْوتي ، أخْشَى عَلَيكِ مِنْي اللَّيلةْ .



جِهَاد و كَفَى
18-12-2008, 11:38 PM
مَعذرةً يَا صُحبتي ، قَلبِي حَزِينْ
مِنْ أيْنَ آتي بِالكَلامِ الفَرِحْ !

صلاح عبد الصبور




http://en.netlogstatic.com//p/oo/010/207/10207822.jpg (http://en.netlogstatic.com//p/oo/010/207/10207822.jpg)






وَجهُها ذُو السحنةِ الرِيفيّة البَسيطة ، بسُمْرتِه الصّافية ، بشَفَتاه اللتين لنْ تراهما إلا وهما يرسمان ابْتِسامتها الخافتة ، بعَيناه البُنيتان اللتين تَنْفذان فِي غَمضةٍ لشغافِ قلبك لتَسري بَعدها بأرجاءِ جَسدك رعشةٍ تجعلُكَ تذهلُ مِنْ ذاكَ البريقِ الذي يجوبُ بعيناها وعلى عجلٍ تحاولُ عَبَثًا تَحاشي النَظرُ لها خلال عيناها لكنكَ أيضًا تحاولُ أن تتلصصُ لتنظرَ خلالهما حينَ ينشغلُ بالها وكثيرٌ ما تكونُ كذلك .
كَمْ حَيْرتني تلكَ الصّبية !
كُلّ تفصيلٍ صغيرٍ بها كان يحملُ أحجيّة ، تَستفزُكَ بالأسْئلةِ والبحث عَن إجَاباتٍ ، لَكني يومًالم أملكُ الجُرأة كَي أحدثها عن أسئلتي ، حَتى كانَ ذلكَ اليّوم !
وَجدتها تبكي لَكنْ بُكاءها كانَ مُرًا ،لم أرها تبكي يومًا وأصدقكم لمْ أتوقعْ تلكَ العينين الصَّارمتين قد يكونُ لهما القُدرةَ على أنْ يبديا تلكَ الدموعِ .
أقفُ بجانبها ذاهلةً ، ثم أتسللُ لأجلسُ لجوارها لا أنطقْ .
كانتْ في ضَعفها تملكُ هَيبةً مضاعفةً عَن هَيبتها الأولى جعلتني أخشى أنْ أمدُ يدي لأخففَ شيئًا مِنْ هَمها ، أخشى أن أرفعَ عيناي لتُقابلني دموعُها المنهمرة ، أخشى أنْ تنطقَ فلا أملكُ الآن حتى حَرفي كلمةٍ مكتملين .
أضعُ وَجهي فَوقَ سَاعِداي المنعقدين وأستجمعُ ما بَقي بِي مِن شَجاعة لأسألها
" يَا صَديقتي ، أي سر عظيم يحملُه قلبكِ ؟ "
لماذا كانَ ذلكَ ما نطقتُ به ، لا أعرفْ لَكني وددتُ برغبةٍ عارمةٍ أن أعلمَ سرها أو قُل أسرارها الكثيرة .
لمْ تنظرْ إليّ لكنها توقفتْ عَن بكائها ، لم تَنهرني كَمَا اعتَقدت ولمْ تسألني عن شيء بل جاء صَوتها غريبًا كأني أسْمَعها لمَرتي الأولى .
" يَا حُلْوتي ، أخْشَى عَليكِ مِنْي اللَيلة "
كَانَ صَوتها يحملُ شيئًا لم أتبينْ كنهه ، شيءٌ كَرهته دونَ أن أعرفه .
أمْعَنتُ النَظرَ إلى ترابِ الأرض وقَلبي يَمْلأه خوفٍ لم أستشعرهُ قبلًا وفضلتُ الصَّمت .
بَدتْ أنها تضحكُ وهي تَقول
" لا تُؤاخَذيني ولا تُسيئي فَهمي ، قَلبُكِ أبْيَضْ ، مَا أظُنه يَحْتَمل "
تنظرُ إلَيَّ وَهي تمررُ يَدها خِلال شَعري ثُم تُتابعُ ضَحكها المُسْتَفز
" تَعرفينْ ، تُشبهينها كثيرًا لولا أنكِ أصغرْ "
ثُم مضت بعيدًا و صوتُ ضحكها ما زالَ في أذني ، لم أمتلكُ شجاعتي لأشيعها بنَظري إلا حِينَ خَفتَ صَوتَها .
عَزمتُ أنْ أغادر وأنسى كُلّ ما حدثَ الليلةَ لكنَ الأقدار كانتْ تَقولُ أشياءَ أخرى .
فإذا بِها تركتْ دَفترها هُنا فتلقفته يَدي ، عَزمتُ أن أعيدهُ لها لَكن ما لبثَ فضولي السالف يُعاودني فأقررُ أنْ أطالعه قبلَ أنْ أعيده ، بضع خَربشاتٍ فوقَ قَليل من الورق والصفحات الكثيرة الأخرى مازالت بيضاءْ .


الورقةُ الأولى : هِي







صَوتُ ضَحِكاتها مازالَ يترددُ ، يَكْفي أنْ أغمضَ عيني كي أنصتَ له .
عيناها الحَالمتان يَمْلؤهما سلامٌ ويُومضان بسكونِ ملائكةٍ تقطنُ بينَ جفنيها ، حاجباها اللذان يفيضان بالفرحِ وهما يقفان كحارسين حينَ تنامُ كطفلةٍ في حضنِ أمها ، أنْفها الدقيقُ يتسللُ خلاله الهواء تَمْلأه الرغبة بأن يلتحمَ بِها ويلمسَ خلال تجواله في جسدها الغَضِ اللين حَنينَه للجنةِ ، شفاتها اللتان تبدوان دائمًا كأنها للتو تلقتيا قبلتها الأولى ، يداها الناعمتان ، قَدمَها الصغيرتان يحلقان حينَ تَرقصُ ،
فُستانها الوردي المزكرش ، سِلسلتها التي تحملُ دالية أمها ذات الخرزة الزرقاء واليد الذهبية يَعلوها اسم الله لتحميها من عيونِ خلقِ الله ، كُلُّ كُلُّ تفاصيلها المَنسية تحضرُ فقطْ حينَ أغمضُ عيني .
كنتُ الأسعدُ حظًا فوقَ تلكَ الأرض .
نعمْ ، كنتُ الأسعد لأن بينَ كلِّ الناسِ عرفتُ واحدةٍ الملائكة الذين يمشون فوقَ الأرض وكانت سعادتي لا تحتملُ الوصف حينَ كنتُ أنا من بين كلِّ الناسِ التي منحه قلبها المساحة .
وتساقينا سويًا أيام الفرح و أيام الحزن ، اتكأت عليها حينَ لمْ تَحملني قَدَماي ، احتملت قلبي حين خاض في أحزانه وتَولت عَني الحَديثَ حينَ سأمتُ الناس .
تلكَ الصَّبية السَّاذجة !
كيفَ ابتهجت لأجلي أكثر مما ابتهجتُ لنفسي ؟!
كيفَ – يا صَديقتي - كنتِ كما أنتِ ؟!
حينَ كنتُ أقول لها ذالك كانت تُزيدُ دَهشتي بإجابتها
" احتملتني كثيرًا ، كيفَ لا أفعل ؟
صديقتي ، أنتِ الأجزاء المفقودة في قلبي ، وأنا أجزائكِ المفقودة "

لم أفهمها !
لم أفهمها إلا حينَ تاهت مني تلكَ الأجزاءِ من جديد !

حِينَ ضاعت هي مني .
حِينَ ضاعت هي منها هي نفسها !

لمْ يَعدْ يطالعكَ هذا السّر الملائكي الذي كانَ يحتويها ، تَبدل بجراحٍ غائرةٍ ، صارت في تيهها ركامًا وحطامًا بغيضًا تَعلوهُ رائحة العَفن .
كلُّ تفاصيلها الصغيرة كانت بطيئًا تشحبُ وتنسحبُ في هدوءٍ لتبدو صَديقتي كأن الموتَ اصطفاها لنفسه .
عيناها تتلفتان في لهفةٍ مَريضة ، لم أعدْ أرى خلالهما الأحلام القَديمة لم يعدْ بهما إلا حيرة وأشياء سوداء لم تجدْ غير صَديقتي لتقتنصه .
جسدُها الهَزيلُ غادرهُ ربيعه ، يَداها دائمتا الارتجاف .
لمْ تعدْ تراها إلا وهي شاردة أو بأحسنِ الأحوالِ ترددُ اسمه .

لا أعلمُ أينَ أختطفها مِني ، كيفَ على سهوةٍ مني استطاع أن يستبدلَها بتلكَ الشبيهة الذابلة ؟!

حينَ تسأل عن السبب ؟!
حزنُ الفَتاة يُخفي وراءه دومًا فَتى !



الورقة الثانية : هُو













الأحَاديثُ ثقيلةٌ ثقيلةٌ فِي حُضُورِ اسْمه البَغيضْ .

مَازالَ مُدَنسًا بقَتلِ حُلمها ، ومَازالَ حُلمه المُدنس يَقتلُ أيَامها .

أيُها السّاكن فِي آلامها ، تَشربتُ مِن كُرهك . !










مساءُ الخيرْ

تحيةٌ للأصدقاءِ القدامى والوجُوهِ التي أرَاها لِمَرتي الأولى ..

مَزاجي الَليلة رَائقٌ جدًا لأمرَ عَليكم ، مِصَدعة قَليلًا ومُنتشية مِنْ جَو المُذاكرةِ الخانق المُزف إلي بمنحَةِ تَدريبي الجَديدة : ) أخباري سعيدة الليلة إذًا عسَاكم مثلي ..

ألاء البنتُ الحُلوة ألتجأ إليكِ ولدفءِ كَلماتكِ فِي هَذه اللَيلة الشّتوية القارسة البرد ، لَكِ يَا جميلة تحياتي وإليكِ أرفعُ تِلكَ المساحة هُنا / أتيتُ فِعلًا هُنا عَلى وَقعكِ..

مَا كُتبَ بأعلى مِن أشباهِ السَردِ القَصَصي مَع افتقاره لعواملِ القصةِ الكلاسيكية فهُنا أفضل مكانها .

أدرجُ مَلحوظة : لَيست عودة، كُتبَ عَليَّ أنْ أتَعثرُ في طُرقِ العودة.
فَمللتُ أجاريها وتَعلمتُ أن أبقَى فتاةً لا تتقنُ أبًدا أنْ تَرجعْ ..

أراكُم في ليلةٍ رائقةٍ أخرى

جِهادْ ..

رابعة العدوية
18-12-2008, 11:45 PM
أحجز مقعدي فقط :)
حتى لا يسبقني احد

رفعت خالد
20-12-2008, 08:40 PM
السلام عليكم..

كلمات حالمات و جو رومانسي حزين.. كذلك اعتدت نصوصك يا جهاد.. و التي غابت بغيابك.. فهل هي عودة أم إطلالة شتوية تبتسمين فيها للأعضاء المتحلقين حول نار الأدب الدافئة ثم تضمين إليك معطفك و تختفين في الظلام البارد.. حيث جئت :).

ياسمين الشام
21-12-2008, 03:09 PM
السلام عليكم..
سأحجز مقعداً أنا أيضاً وأعود..
أهلاً بعودتك...
وأرجو ألا تكون كما قال رفعت!؟..

ألف تحية^_~

ياسمين الشام
22-12-2008, 12:02 PM
رائعة كلماتك وتحمل الكثير من الحزن..الدفء..لا أدري كيف يجتمعان ؟..

لكنهما فعلا ذلك هنا في نصك المبدع..

أسلوب احترافي يملكه القليلون هنا..مع احترامي للجميع..

ينتهي النص حين لا أتوقع...أتوقع تتمة، لكن خيالي يتكفل بها

ليحيلها عالماً بأكمله قد أكون جزءاً منه

وقد يجعل أي شخص نفسه بطلاً للحكاية التي ليست كالحكاية

ملحوظة..بعض الأخطاء النحوية على غرار:

بشَفَتاه اللتان..بشفتيه اللتين

وكثيرٌ : وكثيراً ..

ربما من السرعة..أو من ضغط الامتحان

وصدقيني ..الامتحان يفعل أي شيء

ابتداء من النصوص الإبداعية مروراً بتذكر مآسي الكون كلها

انتهاءً بالأخطاء الإملائية البسيطة..

شكراً لأنك مررت هنا ..وحتى لو لم تكن عودة

لكنها بضع كلمات تذهب برد الشتاء القارص

وتذكرنا بالأيام الخوالي الجميلة..

بالتوفيق لك أختي..

ياسمين الشام^_^

shjoonal3in
22-12-2008, 11:05 PM
رائعة جداً ...
اندمجت في جوها إلى آخر درجة ^^
حقيقة أعجبني و أذهلني جداً تعابيرك الدقيقة في الوصف ...
وصف الشخصيات و وصف المشاعر بشكل عام
عموماً أسلوبك يجذب القارئ من البداية حتى النهاية ... بعد أن يكون قد أستشعر كل شيء فجأة تتوقف كلماتك ! (مع أنه محبط أحياناً لكن يجذبني هذا الأسلوب^^)

إطلالة مشرقة ... موفقة بدراستك يا رب (:

إسلامية
25-12-2008, 06:21 AM
حيا الله اختنا في الله جِهَاد و كَفَى
اين انت افتقدنا تواجدك الطيب في المنتدى
نتمنى عدم انقطاعك عنا
اسعدنا جدا رجوعك
وفقك الله وسدد خطاك

Exodia
11-01-2009, 01:10 AM
صباح الخير

نص ٌ رائع ..
ولكن هذه المرة كان أجمل من سابقاتها ( بالنسبة لي ) ..
ويبدو أن عودتك ِ ستكون على أجزاء على أن تغيبي على أجزاء ولن نجدك ِ هنا دوماً ..
تمنياتي لك ِ بالتوفيق

أطيب تحية

جِهَاد و كَفَى
26-01-2009, 08:02 PM
مَسَاءُ الخَير ،

أعْلمُ أنْهَا مُتَاخرة جِدًا لَكني حَقًا اليَوم فَقط انْهَيتُ اختباراتي !

رَابعة ،

كَأنكِ أطَّلتِ : ) ، أعلمُ رَأيكِ مُسبَقًا وإنْ كَانت طَلَتكِ تَختلفْ يا جَميلةْ .

رفعت ،

حَقًا لَمْ يَعُدْ لي فَسحة الوَقْتِ والصَبرْ أيضًا ، كَلِماتُكَ أسْعَدتني (F) ، سَأشاركُ مَعْكم ما اسْتَطعتْ .

ياسمين ،

قَبلًا أعتذرُ لأني لَمْ أذْكركِ يَومَ مَرَرتُ أولَ مرة ، اغْفري لِي.
تَعْلَمينْ أنَّ لَكِ لِسان عَذب ، صِدقًا أبهَجْني إطراؤكِ ، واعْتَذرُ مِنكِ للأخطاءِ الإملائية : ) .

شجون ،

مُباركٌ أولًا مَوقعكِ الرقابي و إنْ كانت جد مُتَأخرة !
مُمتنةً لأن نَصي نالَ إعجابكِ .

إسلامية ،

شُكرٌ كثيرٌ أخْتَصكِ بِه أيتُها الطَيبة .
(F)

إكسو ،

أهلًا بالزميلِ القَديم ، سَعيدةٌ لأنها نالت كل هَذا الإعجاب مِنكَ ، رُبما لأن ليست كثيفة الرموزِ كَما تَكره : ) .


مُمتنةٌ لَكم جَميعًا .

جِهَادْ

خافي الوجد
26-01-2009, 08:20 PM
بعـــد التحيــــه




لا أعلــم متى/كيف .. فاتني هذا الابداع .. اللامتنــاهي

!!

. . .


ولا أعــلم .. كيف أصف سعادتي بعودتك ..

؟؟

متمنيا .. استمراركــ

وإن غبتي سعــادتكــ

. . .



مع خالص الود