المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شهر الله المحرم



حمصي
28-12-2008, 08:57 PM
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خاتم النبيين و بعد

فإن شهر الله المحرّم شهر عظيم مبارك وهو أول شهور السنّة الهجرية و هذا شيء يسير جمعته من كلام أهل العلم في بعض ما ورد في هذا الشهر:

حرمة الأشهر الحرم

الأشهر الحُرُم قال الله فيها :
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ .. الآية (36) سورة التوبة

قال قتادة: ان الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة و وزرا من الظلم فيما سواها و ان كان الظلم على كل حال عظيما و لكن الله يعظم من أمره ما يشاء
وقال : إن الله اصطفى صفايا من خلقه : اصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس رسلا واصطفى من الكلام ذكره واصطفى من الأرض المساجد واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم واصطفى من الأيام يوم الجمعة واصطفى من الليالي ليلة القدر فعظموا ما عظّم الله . فإنما تُعَظّم الأمور بما عظمها الله به عند أهل الفهم وأهل العقل

فضل صيامه
من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل).

و خص فيه يوم عاشروء بمزيد فضل
فعن أبي قَتادةَ رضي الله عنه قال: سُئِل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامِ يومِ عاشوراء فقال: (يكفِّرُ السَّنَةَ الماضِية) رواه مسلم.

وصامه النبي صلى الله عليه وسلم سنين عديدة، فلما كان في آخر عمره صلى الله عليه وسلم أُخبر بأن اليهود تُعظِّم هذا اليوم وتتخذه عيداً، فأراد أن يخالفهم، فقال: "لئن بقيت إلى قابل لأصومنَّ التاسع" أخرجه مسلم

التاريخ في هذا اليوم

حصل في هذا اليوم حدثان عظيمان

الأول: نجاة موسى عليه السلام و مهلك فرعون

قال ابن عباس رضي الله عنهما، : قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء, فقال: "ما هذا؟". قالوا: هذا يوم صالح, هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى. قال: "فأنا أحق بموسى منكم". فصامه وأمر بصيامه. أخرجه البخاري ومسلم

الثاني: استشهاد الحسين رضي الله عنه
استشهد الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك في يوم الجمعة، سنة إحدى وستين بكربلاء من أرض العراق، وله من العمر ثمان وخمسون سنة وكان هذا من المصائب العظيمة على الأمة

قال ابن تيمية رحمه الله : « وكان قتله - رضي الله عنه - من المصائب العظيمة؛ فإن قتل الحسين , وقتل عثمان قبله : كانا من أعظم أسباب الفتن في هذه الأمة وقتلتهما من شرار الخلق عند الله »
------------------------------------------------
لطيفة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه : «ومن أحسن ما يذكر هنا : أنه قد روى الإمام أحمد، وابن ماجه، عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يصاب بمصيبة فيذكر مصيبته وإن قدمت فيحدث عندها استرجاعا كتب الله له مثلها يوم أصيب) هذا حديث رواه عن الحسين ابنته فاطمة التي شهدت مصرعه، وقد علم أن المصيبة بالحسين تذكر مع تقادم العهد فكان في محاسن الإسلام أن بلغ هو هذه السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أنه كلما ذكرت هذه المصيبة يسترجع لها فيكون للإنسان من الأجر مثل الأجر يوم أصيب بها المسلمون»
------------------------------------------------

الا أننا هنا ننبه الى ان مصابنا بالحسين سبقه مصابنا بعمر ابن الخطاب و عثمان بن عفان و علي رضي الله عنهم و كلهم خير من الحسين رضي الله عنهم أجمعين و مع هذا فلم تتخذ أيام مقتلهم مأتما و كذلك لا يتخذ هذا اليوم مأتما كما يفعله الرافضة قبحهم الله و لا علاقة لصيام عاشوراء باستشهاد الحسين رضي الله عنه

و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على اله و صحبه وسلم