المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قوة لا تغلب و سلاح لا يُقهر .. يا أهل الجهاد ..أين نجد هذا السلاح؟



أبو مسلم وليد برجاس
30-12-2008, 09:41 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

قوة لا تغلب و سلاح لا يُقهر
يا أهل الجهاد ..أين نجد هذا السلاح؟
http://www.imagegratis.com/hosting/uploads/c7d9ff29ea.jpg
بقلم الفقير إلى الله أبو مسلم وليد برجاس
جماع الإيمان ونصف الدين - والإنابة نصفه الثاني- وأعلى مقامات اليقين، وأشرف أحوال المقربين ،
وهو نظام التوحيد ، ومنزلته أوسع المنازل وأجمعها ،وهو مفتاح كل خير لأنه أعلى مقامات التوحيد ،
وهو قوام العبادة و من أوجب واجبات القلب.
يقول أحد الصالحين لابنه: هل أدلك على القوة التي لا تغلب؟ قال: نعم، قال: توكل على الله .
من يتقِ الله يحمد في عواقبه *** ويكفه شر من عزوا ومن هانوا.
من استجار بغير الله في فزع *** فإنّ ناصره عجز وخذلان.
فالزم يديك بحبل الله معتصماً *** فإنه الركن إن خانتك أركان.
التوكل على الله ؛هو صدق اعتماد القلب على الله عز وجل في استجلاب المصالح، ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة ، وتحقيق الإيمان بأنه لا يعطي ولا يمنع ولا يضر ولا ينفع سواه
والتبرؤ من حولك وقوتك ، وتفويض الأمر إلى الله ثقةً بحسن تدبيره وعظيم تقديره وكمال لطفه،
فيلتحف الثقة بالله و يطمئن قلبه بموعود الله ، فيولد الرضا عن الله عز وجل.
عرى العقيدة جلت عن مساومة *** ما قيمتي في الملا من غير معتقدي

وصية محمد - صلى الله عليه وسلم - للأولين والآخرين
روى الترمذي و أحمد أن النبى– صلى الله عليه وسلم- قال لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما :
"يا غلام! إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرّف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف }
زاد أحمد في المسند : واعلم أن الفرج مع الكرب، وأن النصر مع الصبر، وأن مع العسر يسراً }.
قال بعض الصالحين: إذا أردت أن توصي حبيبك أو صاحبك أو ابنك فقل له: احفظ الله يحفظك.
( فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } [يوسف:64]
قالها يعقوب لما ضاع منه يوسف،ومكث أربعين سنة ،فرده الذي هو خير حافظاً وهو أرحم الراحمين
وهذه قصص مختارة لعلها تزيد فى الإيمان(1)
أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء؟
في عام 1991م ، رصدت أجهزة فريق من المهندسين الفرنسيين بركانا سينفجر في دولة ( جزر القمر ) في يومٍ قد تم تحديده ، وسارع العلماء والصحفيون والمصورون من أنحاء العالم لمراقبة هذا الحدث وتصويره ،
فلما كانوا هناك سمعوا أصواتاً .. فسألوا عن مصدر هذه الأصوات ، فقيل لهم هذه أصوات المسلمين في مساجدهم .. فقال رئيس المهندسين : ماذا يفعلون ؟
قالوا : يتضرعون إلى ربهم أن يدفع عنهم هذا البركان فلا ينفجر .. فقال : وهل يمكن أن ينصرف هذا البركان المتحقق الوقوع بهذا الكلام ؟!
احضِرُوا لي بعض هؤلاء المسلمين .. فلما جاؤوا إليه قال لهم : إنَّ البركان سينفجر في ساعة كذا من يوم كذا كما رصدت الأجهزة وصورت هذا الغليان تحت القشرة الأرضية ، وهو في اتجاهه إلى أعلى ، ولا يمكن أن يتراجع قط !
فقال المسلمون : لكننا نؤمن أن الأرض لله والسماء لله والكون لله فالخلق خلقه والحكم حكمه والقضاء قضاؤه فلا يكون شيءٌ في كونه إلا بأمره ، ولا يحدث شيءٌ في كونه إلا بإذنه فإن شاء انفجر البركان وإن لم يشأ لم ينفجر .
فقال رئيس المهندسين : افعلوا ما بدا لكم ، وإن لم ينفجر البركان دخلت معكم في دينكم .. فذهب المسلمون إلى مساجدهم يهرعون إلى ربهم بالتضرع والدعاء ، وجاءت ساعة الصفر والجميع في انتظار الانفجار من المصوِّرين والصحفيين ..
وكانت المفاجأة الكبرى أن البركان لم ينفجر في الوقت المحدد ومر يومٌ ويومان وثلاثة ولم ينفجر البركان ، فأعلن ذلك المهندس إسلامه وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله (2)
ومما يستفاد من القصة
1- الدعاء مخ العبادة وهو مستجاب لا سيما دعاء المضطر.
2- تعرف على الله فى الرخاء يعرفك فى الشدة.
3- الثقة بالله وحسن الظن به.
4- لاحول – لاحركة ولا مشيئة فى الكون – ولاقوة إلا بالله

ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها
رجل من غامد كان عنده بستان على طرف جبل ، وكانت القرود دائماً تهاجمه وتفسده.. أخذ سلاحه وانتظر إلى ظل شجرة بعد المغرب ، فتأخرت ولم تأت ، ونام الرجل من شدة تعبه ،
يقول : أحسست شيئاً على صدري ، فأفقت فإذا هو ثعبان كبير جداً فمه أمام فمي ، لو تحركت لقتلني فأيقنت بالهلاك وقلت في نفسي : جئت لأحمي البستان من القردة فإذا بي أذهب ضحية .
ثم تذكرت سلاحاً أعطاناه الرسول صلى الله عليه وسلم وأنا قد أهملته ؛ وهو دعاء نزول المنزل
فذكرته وقلت : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق .
فو الله ما أكملته حتى شعرت بشيء آخر يقفز على بطني فقلت هذه مصائب تتابعت وظننته ثعباناً آخر ..
وإذا بقنفذ يقفز ويلقف الثعبان ثم يتدحرج بعيداً عني ، فقمت ولا أصدق أنني سلمت . وسألت الجماعة هل رأيتم قنافذ من قبل في بلادنا .. فقالوا : لا ، أبداً .
فحفظه الله بحفظه للسنة ودعاء النبى صلى الله عليه وسلم.
( فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } [يوسف:64]
وصدق الله (إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم)56هود
فالعين يحفظها الله إذا حفظت الله، والسمع يحفظه الله يوم يحفظ الله، وكذلك اليد والرجل.

موسى الرضيع و فرعون الطاغية العنيد.. من يمكر بمن؟
كم ينخدع الطغاة فى قوتهم فينسون إرادة الله تعالى وتدبيره ،ومكره بالكافرين !
فرعون يصدرالأوامر بذبح المواليد، تخوّفا من طفل سيكون على يده هلاك فرعون العنيد ،
وتحتار أمه، وترجف خشية أن تتناول عنقه السكين ، ويوحي إليها ربها: (أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ} 39 سورة طه
وهذا منتهى التحدي، وقد أُعلنت الطوارئ .
وإذا بالقدرة الإلهية تحمل هذا الغلام إلى فرعون، مجرداً من كل قوة ومن كل حيلة، عاجزاً عن أن يدفع عن نفسه أو يستنجد، وكأنها تقول له:
يا فرعون! لا تتعب نفسك في البحث عن هذا الغلام الذي سيكون ذهاب ملكك على يده، فها هو وقد سقته بين يديك، فإن كان لك كيد أو تدبير فاصنع ما تريد.
وإذا بفرعون نفسه يبحث لموسى عن المراضع، ويأتيه بهن واحدة تلو الأخرى حتى آل إلى أمه (كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [(13) سورة القصص].
ويتربى موسى في قصر فرعون تحت رعايته وإشرافه، وفرعون يطعمه ويغذيه فينمو بين عينيه ويكون مصيره فى النهاية على يديه (لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} [(8) سورة القصص]

رجل أصابته دعوة أبيه
كثير من الناس يتحجج بعدم توفر الوقت لطلب العلم فانظر لمن توكل على الله وطلب العلم وهو يخدم والده
وبر الوالدين من أعظم أسباب الحفظ والتوفيق
يقول أحد الدعاة : أذكررجلاً كان في ضعف وضيق حال , كان يذهب ويسعى لوالده فإذا جاء بالأجرة في يومه جاءووضعها على الطاولة ويستحي أن يمد يده لأبيه .. فلما سألته عن ذالك ، قال : أستحي أن أرفع يدي على يد أبي فتكون منّة على والدي.
يقول :كنت لما أضع المال بين يديه يَدْعُ الله لي ويقول : اللهم ارزق ابني القرآن واجعله من أهله ..
فجلس سنين طوالا وهو تائه في الأعمال حتى شاء الله يوماً وهو راجع من عمله أن يلتقي بعالم كان عمدة للفتوى في بلده ، فقال : أي بني ما هذا الذي أنت فيه ؟
قال : ما ترى ، أسعى للرزق ، قال العالم : هل لك أن تجعل لي يوما من أسبوعك؟ .. قال : نعم ونعمت عيني بذلك ،
فما زال يتردد على ذلك العالم حتى جاءاليوم الذي يناقش فيه رسالة في الدكتوراة في تفسير القرآن العظيم .. فلما دعي للمناقشة وجلس ، إذا بشيخه وأستاذه يقوم له مهابة وإجلالا ًلما كان فيه من العلم والخشية ..
وقال : تفضل يا شيخ فلان .. فجلس يبكي !!
فقال له: تبكي ونحن نريد أن نُجِلَّك ، فقال :تذكرت دعوت أبي رحمه الله !.
المستضعفون الأقوياء
شعب مجاهد صابر محتسب يتحمل الحصار والجوع ولا يتحمل الضيم ، إنه شعب فلسطين تلك الأداة القدرية الإلهية التى يجرى الله بها سننه ويحقق وعده ويكسر بها شوكة الباطل العنيد ،ولكن جانب الصورة الآخر لا يراه الكثير
إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً ( النساء : 104 فمع كل عملية استشهادية يقع قتلى وجرحى يقع الرعب والهلع فى قلوب اليهود... لما؟
لأن الفلسطينيين لا يملكون عشر معشار ما يملكه اليهود من العدة والعتاد والسلاح
والأنكى أنهم محاصرون ومضيق عليهم من القريب و البعيد ،فماذا لو ملك الفلسطينيون السلاح وأزيلت الحدود والعوائق ؟
ما السر فى قوتهم وبأسهم ؟ إنه صدق اللجؤ إلى الله وحسن التوكل عليه.
وصدق الله : لأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَيَفْقَهُونَ( الحشر : 13
فصار همّ كل يهودى انج سعد فقد هلك سعيد ! وصدق الله : سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ الأنفال :12
ووقفت حين رأيت طفلاً شامخاً ***قاماتنــــا من حــولـه تتقـــــزم.
طفـل صغيــر غير أن شـــموخه*** أوحى إلــي بأنه لا يــهــــــزم.
طفل صغيــروالمدافـــع حولــه*** مبهـــورة والغاصبــون تبرمــوا.
من أنت ياهذا؟أعدت تسأولي*** والطفل يرمقنـــــي ولا يتكلم.
أنا من ربوع القدس طفل فارس***أنامؤمــن بمبادئي أنا مسلم.
وإذا سألتـم عن حقيقة حالنـــا *** فلدى حجارتنا الجواب المفحم.
سكت الرصاص فيا حجارة حدثي***أن العقيــدة قـــوة لاتهــــــــزم.

لمن ألتجىء؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : " و ما رجا أحد مخلوقاً و لا توكل عليه إلا خاب ظنه فيه, فإنه مشرك, قال تعالى:{ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق } الحج:31.
يقول أحد الدعاة : أذكر رجلاً تنكدت عليه وظيفته .. فاصفرَّ وجهه ونحل جسمه.. فسألني عن بعض من يتوسط له في حاجته قلت له : هناك من يحل لك الموضوع ويكفيك همك .. قال : يؤثِّر عليَّ فلان رئيس الإدارة ؟ قلت نعم يؤثِّر .. قال تعرفه ؟
قلت : نعم أعرفه .. قال أتستطيع أن تكلمه ؟ قلت نعم أكلمه وتستطيع أن تكلمه أنت .. قال من ؟ قلت : الله .
قال هه ! قلت : هو الله عز وجل اتقي الله , لو قلت لك فلان من البشر لقلت هيا , فلما قلت لك الله قلت هه , إنك لم تعرفه في هذه المواقف .. وكان له ثلاثة أشهر لم تحل مشكلته ويبحث عن وظيفة أخرى .
وخرج من عندي وقد قلت له جرب دعوة الأسحار(3) , ألستَ مظلوما وقد ضاع حق من حقوقك .. قال بلى .. قلت : قم في السحر كأنك ترى الله واشكو إليه كل ما عندك ..
وشاء الله بعد أسبوع أن ألقاه .. وإذا بوجهه مستنير.. قال : والله قمت من مجلسك ولم أبحث حتى عن ذلك الرجل الذي كنت أوسّطه وعلمت أني محتاج إلى هذا الكلام فمضيت إلى البيت ومن توفيق الله إنني قمت في السحر كأن شخصاً أقامني ..
فصليت ودعوت الله وُلذتُ به كأنني أراه وأصبح الصباح وقلت أريد أن اذهب إلى المكان الفلاني الذي فيه حاجتي ، وإذا بشيء بداخلي يدعوني للذهاب من طريق في خارج المدينة لا حاجة لي فيه ..
فذهبت ومررت على إدارة معينة لم أرى مانعاً من السؤال فيها كأن شخصاً يسوقني ، فدخلت على رئيس تلك الإدارة وإذا به يقوم من مقعده ويرحب بي ويقعدني بجواره ويسأل عن أحوالي ..
فقلت : والله موضوعي كذا وكذا .. فقال أين أنت يا شيخ ؟ نبحث عن أمثالك .. وخيَّرني بين وظيفتين أعلى مما كنت أطمع فيه .. فقمت وأنا لا أكاد أصدق .. وإذا بهمي قد فرج ..
وانتهت معاملتي في ثلاثة أيام وزملائي قد تعينوا قبلي بعشرة أيام ما انتهت معاملاتهم ..
فيا أيها الأحبة ما حالنا عند نزول الشدائد والمحن وبمن نلوذ ونلتجئ ؟ (4)
قال الله ـ عز و جل : و من يتق الله يجعل له مخرجاً و يرزقه من حيث لا يحتسب و من يتوكل على الله فهو حسبه} الطلاق:2و3
إذا اشتملت على اليأسِ القلوبُ*** وضاق لما بهِ الصدرُ الرحيبُ.
ولم تر لانكشافِ الضرِ وجهُاً *** ولا أغنى بحيلته الأريبُ.
أتاك على قنوطٍ منك غوثٌ *** يمـنُ به اللطيفُ المسـتجيبُ.
وكل الحادثاتِ وإن تناهت*** فموصولٌ بها الفرجِ القريب.

ما سقطنا لأن الحافظ الله
يحكى أحدهم : كنا في سفر قبل أيام وأقلعت بنا الطائرة وما أن مضت دقائق من سفرنا إلا ويحدث شيء غريب في الطائرة حيث أعلن عن وجود عطب في إحدى محركاتها وكانت تمايل بنا تمايل كدنا نموت من الهلع الذي أصابنا منه.. فكان من الناس من يندب حظه الذي أركبه هذه الطائرة .
ومنهم من يصرخ ويصيح حتى أني رأيت امرأة تخرج شعرها وتقول : يا خسارة لن أراك حبيبي بعد اليوم .
ومنهم من ثبته الله فكان عامل ثبات للآخرين
و إذا بشيخ كبير أيقظه الصراخ فقال ما الأمر؟
قالوا له :الطائرة تسقط!! .
فقال الشيخ :اللهم كما أريتنا قوتك وقدرتك اللهم فأرنا رحمتك وعفوك .
فوالله ما هي إلا دقائق قلائل والطائرة تستمر في طيرانها وقد هدأ الضجيج الذي كان على متنها بعدها أعلن قائد الطائرة أن المحرك اشتغل وزال العطل .
سبحان الله يمهل ولا يهمل قريب ممن دعاه فلولا رحمته لكان أمر آخر لا يعلمه إلا هو وما أعظم الكلمات التي أطلقها ذلك الشيخ المطمئن الواثق برحمة الله فكم نحن بحاجة لمثل ثبات ذلك الرجل
كم نطلـب الله فـي خيـر يحـل بنـا *** فــــإن تــولــت بـلايـانــا نـسـيـنـاه.
ندعوه في البحر أن ينجي سفينتنا *** فإن رجعنا إلـى الشاطـئ عصينـاه.
ونركب الجـو فـي أمـن وفـي دعـة *** فـمــا سـقـطـنـا لأن الـحـافــظ الله.
وتوكل على الحىّ الذى لا يموت
قال حاتم الأصم لأولاده : إني أريد الحج . فبكوا وقالوا : إلى من تكلنا ؟
فقالت ابنته لهم : دعوه فليس هو برازق . فسافر فباتوا جياعا وجعلوا يوبخون البنت فقالت : اللهم لا تخجلني بينهم . فمر بهم أمير البلد وطلب ماء ، فناوله أهل حاتم كوزا جديدا وماء باردا ، فشرب وقال : دار من هذه ؟ فقالوا : دار حاتم الأصم ، فرمى فيها قلادة من ذهب ، وقال لأصحابه : من أحبني فعل مثلي ، فرمى من حوله كلهم مثله . فخرجت البنت تبكي !!
فقال أمها : ما يبكيك ؟ و قد وسع الله علينا ، فقالت : مخلوق نظر إلينا فاستغنينا ، فكيف لو نظر الخالق إلينا ؟
حجابى حجابى
عادت تلك المرأة المصرية مع زوجها - من الحج- فى الباخرة وبينما يتجاذبان أطراف الحديث سمعا جلبا وصراخا ووقع أقدام ، وإذا بالناس يصرخون السفينة تغرق فرجعت مذعورا وقلت لزوجتي هيا بنا نخرج السفينة تغرق فقالت :لا ما أخرج حتى ألبس حجابي كاملا !
فحاولت أن أبين لها أن الناس الآن ما ينشغلون بالنظر إلى النساء الناس في خطر عظيم
قالت: لن أجادل في هذا الأمر ولكنى الله لن أخرج من هذه الغرفة إلا وقد لبست حجابي كاملا !
يقول: فلبست حجابها والناس يتدافعون يريدون النجاة بأنفسهم
العجيب أنها كانت مطمئنة ما كانت عليها علامات الذعر ولا الخوف ولا الهلع يول ثم خرجنا وقد لبست حجابها كاملا يقول :وبينما أنا ممسك بيدها ضغطت على يدي وقالت لى : هل أنت راض عني؟
قلت نعم و استغربت إلى سؤالها هل هذا هو مكان السؤال يقول: ففرحت واستأنست وضحكت.
وذهبنا نريد النجاة لكن حال بيني وبينها الموج غرقت السفينة جاءت فرق الإنقاذ فأنقذت من أنقذت وعجرت عن إنقاذ البقية يقول فكنت من الناجين أنا وأولادي بحثت عن زوجتي في الناجين فلم أجدها ذهبت إلى جثث الغرقى يقول وجدتها ميتة في حجابها.
لا إله إلا الله أين نساؤنا من هذه المرأة تخرج الواحدة منهن وهي في أمن وفي سعة تتعطر وتتزين وكأن الناس لها محارم!

تأمين مستقبل الأولاد
الناس إنما يؤتون من قلة تحقيق التوكل, و وقوفهم مع الأسباب الظاهرة بقلوبهم, و مساكنتهم لها, لذلك يتعبون أنفسهم في الأسباب, و يجتهدون فيها غاية الاجتهاد , و لا يأتيهم إلا ما قدر لهم, فلو حققوا التوكل على الله بقلوبهم لساق إليهم أرزاقهم مع أدنى سبب, كما يسوق إلى الطير أرزاقها بمجرد الغدو و الرواح, و هو نوع من الطلب و السعي, لكنه سعي يسير
هذا هو عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد لما حضرته الوفاة جمع أبناءه، وقال: ما خلفت لكم مالاً، خلفت لكم الواحد الأحد: ( إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ } [الأعراف:196] إن كنتم طائعين فسوف يحفظكم الله، وإن كنتم عصاة فما تركت لكم ما تستعينون به على المعصية.
فحفظ الله أبناءه بعده، حتى قال العلماء: كان أبناؤه من أغنى الأغنياء في الناس.
وهذا هو القاهر الخليفة العباسي قال: أكتنز للدهر، أحتفظ بالمال لليالي وللأيام السود، فحفر بركاً في الأرض وملأها من الذهب والفضة، لكن ما اعتمد على الله،
وقال لأبنائه: يا أبنائي لا تخشوا الفقر، فقد ملأت لكم في هذه الخزانات والبرك ما لو وزع على أهل بغداد لكان كل بغدادي تاجراً.
فماذا فُعِل به لما خالف أمر الله؟ خلع من خلافته وسلب ماله وسملت عيناه بالحديد الحار حتى عمى، صار يقف على أبواب المساجد ويقول: من مال الله يا عباد الله!
فانظر إليه يوم ضيع الله كيف ضيعه الله، وانظر لذاك يوم حفظ الله كيف حفظه الله.
شاب مؤمن يدخل الساحر المستشفى، ويعجز شياطينه!!(3)
يحكى أحد السحرة:" كنت في يوم من الأيام أمام الناس لاستعراض السحر، ومعي خناجر ، أغرسها في بطني، وفي جنبي، فلا أؤذى، والناس منبهرة ، كيف أطعن نفسى، ولا يحصل شيء؟!.
كانت الشياطين كالدرع في صدري، فكنت أضرب، ولاأؤذى وبينما كنت في نشوة الفرح أمام هؤلاء الضعفاء الذين قد قلّ الإيمان في صدورهم...إذا أنا بشاب عليه سيما النبي صلى الله عليه وسلم، ثوبه، لحيته، سكينته، سمته.
فيخرج السواك منفمه ويتمتم بقراءة آية الكرسى الله لا إله إلا هو الحي القيوم)البقرة: ٢٥٥
وما إن نطق بتلك الآية - إذ والله - تناثرت الشياطين، فما استقرت السكاكين إلا في جنبي، وعلى أثرها نقلت إلى المستشفى.
فجاءني الشياطين في أول يوم، صرخت فيهم: كيف تتركوني؟.قالوا: والله لو رأيت يوم أن دخل ذلك الشاب، ونطق بآية الكرسي طُردنا من المدينة كلها.
قلت للشياطين: أنا لا أريد من اليوم أعمالا تعملونها لي، ما أريد إلا هذا الشاب...فأخذوا يتوعدونه...فذاك شيطان يقول: والله لأخرج عينيه أمام والديه.
والثاني يقول: سوف أفجر الدماء في عروقه،وآخر يهدد حتى اطمأننت أنهم سينتقمون لي.
وفي كل يوم يذهبون ثم يرجعون، ولا يقدرون على شىء.
بشروا ماالخبر؟.قالوا:ما قدرنا... كل يوم بهذا الحال.
يقول:فذللت للشيطان، وفعلت أفعالا لم أكن لأفعلها... كلّها أريد مددا من الشياطين حتى يؤذوا ذاك الشاب الصغير...
عرفت بيته وأخذت شيئا من ملابسه... حتى أتمكن منه.يقول:وفوجئت أن الشياطين تأتي وتقول:خلاص لن نعدك بعد اليوم... ما نقدرعليه.
وصدق الله(إن عبادي ليس لك عليهم سلطانٌ وكفى بربك وكيلاً)الإسراء: ٦٥ ثم طلعت من المستشفى، وقعدت ثلاث سنوات.
وأنا في كل يوم أرسل له شياطين، ويرجعون صفر الأيدي لا يمكنهم الله سبحانه وتعالى منه.
ما الذي كان يعمل؟قال:الشياطين تأتيني تقول: هذا الرجل لا يفوّت صلاة والصلاة نجاة.
وصدق النبى صلى الله عليه وسلم : "من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمةالله"
" ومن كان الله معه فمن يضره ..ومن كان الله عليه فمن ينصره؟!!
وصدق الله (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون)النحل: ٩٩ وصدق الله(ألا إن أولياء الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوايتقون)يونس: ٦٢ - ٦٣
شياطين الدنيا كلها ما تقدر ولو اجتمعت على أن يضروك لأن القوة لله جميعا ولا يفلح الساحر حيث أتى .
لم يحفظ جوارحه ..عشق فتنصر
حب الدنيا والركون إلى شهوات النفس والغرور بها تحول بين العبد والتوكل على الله وهو عزيز
ذكر الإمام ابن كثير في البداية والنهاية (11/68) في حوادث سنة 278هـ فقال :
وفيها توفي عبده بن عبدالرحيم قبحه الله .
ذكر ابن الجوزي أن هذا الشقي كان من المجاهدين كثيرا في بلاد الروم ، فلما كان في بعض الغزوات والمسلمون محاصرو بلدة من بلاد الروم إذ نظر إلى امرأة من نساء الروم في ذلك الحصن فهويها فراسلها :ما السبيل إلى الوصول إليك ؟
فقالت : أن تتنصر وتصعد إلي ، فأجابها إلى ذلك ، فما راع المسلمين إلا وهو عندها ، فاغتم المسلمون بسبب ذلك غما شديدا ، وشق عليهم مشقة عظيمة ، فلما كان بعد مدة مروا عليه وهو مع تلك المرأة في ذلك الحصن
فقالوا : يا فلان ما فعل قرآنك ؟ما فعل علمك ؟ما فعل صيامك ؟ما فعل جهادك ؟ ما فعلت صلاتك ؟
فقال : اعلموا أني أنسيت القرآن كله إلا قوله : ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلهيهم الأمل فسوف يعلمون . وقد صار لي فيهم مال وولد .
فأوتى من قبل جهله بمقام ربه وغروره بنفسه فنعوذ بالله من الخذلان
إذا الإيمان ضاع فلا أمان *** ولا دنيا لمن لم يحيى دينا .
ومن رضى الحياة بغير دين *** فقد جعل الفناء لها قرينا.
حسبنا الله ونعم الوكيل
من أقوى الأسباب في جلب المنافع ودفع المضار
قال ابن عباس: " حسبنا الله ونعم الوكيل " قالها إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين ألقي في النار ، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قال له الناس (إن الناس قد جمعوا لكم).
قال ابن القيم رحمه الله: هو حسب من توكل عليه وكافي من لجأ إليه وهو الذي يؤمن الخائف ويجير المستجير فمن تولاه واستنصر به وتوكل عليه وانقطع بكليته إليه ، تولاه وحفظه وحرسه وصانه ، ومن خافه واتقاه ، أمنّه مما يخاف ويحذر وجلب إليه ما يحتاج إليه من المنافع.
عن بهيم العجلي عن رجل من أهل الكوفة قال:بينا أنا في بستان لي إذ خُيل إلي شخص أسود ففزعت منه فقلت: حسبي الله ونعم الوكيل فساخ في الأرض (غاص فيها) وأنا أنظر إليه وسمعت صوتاً من ورائي يقرأ هذه الآية (ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره) فالتفت فلم أر شيئاً.

وكتب عامل أفريقية إلى عمر بن عبد العزيز يشكو إليه الهوام (دواب الأرض المؤذية) والعقارب فكتب إليه وما على أحدكم إذا أمسى وأصبح أن يقول ( وما لنا ألاّ نتوكل على الله ) الآية .
وهاهم أصحاب الكهف والرقيم في نومهم بالكهف تاركين الكفر وأهله كيف حفظهم الله من بطش الكافرين وجعلهم للناس آية.

الأوزاعي(7)يصدع بالحق فى مواجهة الموت
ذكر الذهبي و ابن كثير وغيرهما: لما فتح عبد الله بن علي العباسي دمشق ، وهو عم أبي جعفر المنصور ، ما كان يتبسم، حرسه ما يقارب ثلاثين ألفاً،
دخل دمشق فقتل في ساعة واحدة ستة وثلاثين ألفاً من المسلمين، وأدخل بغاله وخيوله في المسجد الأموي، ثم جلس للناس وقال للوزراء: هل ترون أن أحداً سوف يعترض علي؟
قالوا: إن كان فـالأوزاعي .
قال: ائتوني به، فذهب الجنود إلى الأوزاعي فما تحرك من مكانه، قالوا: يريدك عبد الله بن علي .
فقال: حسبنا الله ونعم الوكيل، انتظروني قليلاً، فذهب فاغتسل ولبس أكفانه تحت الثياب؛ لأنه يعرف أن الأمر ليس فيه إلا الموت، ثم قال لنفسه: الآن آن لك يا أوزاعي أن تقول في الله ولا تخشى في الله لومة لائم.
(و توكل على الحي الذي لا يموت)
قال الأوزاعي: دخلت فإذا سماطين من الجنود -صفان- قد سلوا السيوف ولاقوا بين رؤوسها، فدخلت من تحت السيوف حتى بلغت إليه، وقد جلس على سرير وبيده خيزران، وقد انعقد في جبينه من الغضب،
قال: فلما رأيته والله الذي لا إله إلا هو كأنه أمامي ذباب، ووالله ما تذكرت أهلاً ولا مالاً ولا زوجة، وإنما تذكرت عرش الله إذا برز للناس في يوم الحساب.
قال: فرفع طرفه وبه من الغضب ما الله به عليم، لا يتكلم إلا بالدم، والسياف واقف عنده مسلول السيف، والوزراء جلوس عن يمينه وعن يساره،
فلما جلس قال: ما رأيك يا أوزاعي في الدماء التي أرقناها وأهرقناها؟
قال الأوزاعي فى ثبات المؤمن فى موقف ينسى المرء فيه اسمه : حدَّثنا فلان عن فلان، إلى أن قال: عن ابن مسعود رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: "لا يَحِلُّ دمُ امرئٍ مسلمٍ إلاَّ بإحدى ثلاث: الثيِّبُ الزاني، والنَّفس بالنَّفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة" - متفق عليه –
فإن كان من هؤلاء فقد أصبت، وإن لم يكن فدماؤهم في عنقك.
قال: فنكت بالخيزران، ورفعت عمامتي أنتظر السيف، ورأيت الوزراء يستحضرون ثيابهم ويرفعونها عن الدم.
قال: وما رأيك في الأموال؟
قلت: إن كانت حلالاً فحساب، وإن كانت حراماً فعقاب!!
قال: خذ هذه البدرة (كيس مملوء بالذهب).قال: لا أريد المال.
قال: فغمزني أحد الوزراء، أي: خذ الكيس؛ لأنه يريد أدنى علة لكي يقتله، قال: فأخذ الكيس فوزعه على الجنود حتى بقي الكيس فارغاً فرمى به وخرج، وهو يقول: حسبنا الله ونعم الوكيل، قلناها يوم دخلنا وقلناها يوم خرجنا: ( فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ } [آل عمران:174].
إنا لعمري إن صمتنا برهـةً *** فالنار في البركان ذات كـمون
تالله ما الطغيان يهزم دعوة *** أبداً وفي التاريخ بر يميني
ضع في يدي القيد،ألهب أضلعي *** بالسوط،ضع عنقي على السكين
لن تستطيع حصار فكري ساعةً *** أو نزع إيماني ونور يقيني
فالنور في قلبي وقلبي في *** يدي ربي وربي ناصري ومعيني
سأعيش معتصماً بحبل عقيدتي *** وأموت مبتسماً، ليحيى ديني

لاملجأ من الله إلا إليه
هاهم الروم وقد أتوا فى جمع عظيم فى مؤتة بلغ مائتى ألف ناهيك عن سلاحهم وعتادهم وكان المسلمون عددهم ثلاثة آلاف مقاتل أى بمثابة ساقية فى محيط وظن البعض أن هذا عذر للرجوع والنكوص عن قتال الروم
فيرد قائل من المسلمين :"والله ما نقاتلهم بعدد ولا عدة وإنما نقاتلهم بهذا الدين
ويقتل القواد الثلاثة ويستلم الراية خالدبن الوليد سيف الله
فيسأله رجل :إلى أين الملجأ والمهرب.. إلى سلمى وأجا(6) فيجيب خالد بلسان المؤمن الواثق بالله :
لا إلى سلمى ولا إلى أجا *** ولكن إلى الله الملتجا
وهو ما عبّر عنه صلى الله عليه وسلم لأبى بكر الصديق وها فى الغار وقد احتوشهما الكفار: "ما ظنك باثنين الله ثالثهما"، هذا اليقين وهذا النصر هو ثمار ظلال العبودية لله وحده الذي يلتجأ إليه.
فتوكلوا على الله وقطع فى يد خالد تسعة أسياف وثبتت فى يده صحيفة يمانية وكان النصر لأوليائه
إن العقيدة في قلوب رجالها *** من ذرة أقوى وألف مهند
و سل خالدا يوم اليرموك ، كان عدد المسلمين 36ألفا وقد جاء الروم بجيش يضم نحو 250 ألف مقاتل،لهم دويٌّ كدوي الرعد، ودخل منهم ثلاثون ألفًا كل عشرة في سلسلة حتى لا يفروا، قد رفعوا صلبانهم، وأقبل معهم الأساقفة والرهبان والبطارقة. وقد سمع جنديا مسلما قد انخلع قلبه لمَّا رأى منظر الروم، يقول: ما أكثر الروم وأقل المسلمين-
فانزعج من قولته وقال له: بل ما أقل الروم وأكثر المسلمين، إنما تكثر الجنود بالنصر وتقل بالخذلان لا بعدد الرجال، أبالروم تخوّفني؟!
فينصره الله الذي التجأ إليه وتوكل عليه
لا سلطان هاهنا إلا الله
خرج ألب أرسلان -رحمه الله- في يوم الجمعة 463 هجرية في خمسة عشر ألف فارس فقط ليقابل'رومانوس ديوجين'إمبراطور بيزنطة الذى خرج في جحافل أمثال الجبال، في نحوٍ من أربعمائة ألف مقاتل ، كلما مر ببلدٍ من بلاد المسلمين أقطعها بطارقته وقال: هذه لك يا فلان، وهذه لك يا فلان، يوزعها عليهم حتى وزع بغداد عاصمة الخلافة،
وكان من عادة هذا السلطان الصالح أن يصطحب معه في غزواته وحملاته الجهادية العديد من العلماء والفقهاء والزهاد كقيادة روحية ومرجعية دينية،
وكان معه في هذه المرة الفقيه [أبو نصر محمد بن عبد الملك البخاري] الذي قال لألب أرسلان هذه العبارة الرائعة
[إنك تقاتل عن دين وعد الله بنصره وإظهاره على سائر الأديان، وأرجو أن يكون الله تعالى قد كتب باسمك هذا الفتح فالقهم يوم الجمعة بعد الزوال في الساعة التي يكون الخطباء فيها على المنابر فإنهم يدعون للمجاهدين بالنصر] .
وصلى بالناس وبكى خشوعاً وتأثراً ودعا الله عز وجل طويلاً ومرغ وجهه في التراب تذللاً بين يدي الله واستغاث به، ثم لبس كفنه وتحنط وعقد ذنب فرسه بيديه
ثم قال للجنود،: أنا صابرٌ في هذه الغزاة صبر المحتسبين، وملاقيهم وحسبي الله عز وجل،
{من أراد منكم أن يرجع فليرجع فإنه لا سلطان هاهنا إلا الله}
قالوا: نحن معك تبعناك وأعناك فافعل ما تريد،
فلبس الكفن الأبيض وتحنط -أي: وضع من الطيب ما يوضع للميت-ثم امتطى جواده ونادى بأعلى صوته في أرض المعركة{إن هزمت فإنى لا أرجع أبداً فإن ساحة الحرب تغدو قبري}
وقال: ليودع كل واحدٍ صاحبه، وتواعدوا على الموت،
وبهذا المشهد الرهيب الذى تخشع أمامه أشقى النفوس
استطاع 'ألب أرسلان' أن يحول 15 ألف جندي إلى 15 ألف أسد كاسر ضاري ،صاروا على قلب رجل واحد
وعند وقت الزوال من يوم الجمعة اصطدم الجيشان وألب أرسلان على رأس جيشه يصول ويجول كالأسد الهصور ودارت معركة طاحنة في منتهي العنف حاول البيزنطيون حسم المعركة مبكراً مستغلين كثرتهم العددية الضخمة، ولكن ثبات المسلمين أذهلهم وأنساهم كل المعارك التي خاضوها من قبل حتى أصيب الروم بالتعب والإرهاق وذلك عند غروب الشمس،
ثم حاول 'رومانوس' الانسحاب إلى الخلف قليلاً للراحة ومواصلة القتال في اليوم التالي، وعندها انتهز الأسد الباسل الفرصة وشد بكامل جيشه على الرومان حتى أحدث بصفوفهم المنسحبة ثغرة،
أنسال منها فرسان الإسلام إلى قلب الجيش البيزنطي وأمطروهم بوابل من السهام المميتة فوقعت مقتلة عظيمة وانكشفت صفوف البيزنطيين وركبوا بعضهم بعضاً وفرت الفرق الفرنجية المرتزقة من أرض المعركة ووقع في الأسر أعداد كبيرة منهم الإمبراطور 'رومانوس' نفسه!!!.
أسره مملوكٌ من مماليك المسلمين، فلما جيء به إلى ألب أرسلان وفي عنق النصراني حبل ملك النصارى،
فقال: ما تصنعوا بي؟ قال ألب أرسلان: ما تظن أني صانعٌ بك؟
قال: لا أشك أنك تقتلني،
قال: أنت أقل في عيني من أن أقتلك، اذهبوا به فبيعوه،
فطافوا به جميع العسكر والحبل في عنقه ينادى عليه بالدراهم والفلوس فما يشتريه أحد من المسلمين، حتى انتهوا في آخر العسكر إلى رجل من المسلمين قال:إن بعتمونيه بهذا الكلب الذي معي اشتريته!!!
فجاءوا بالجندي ومعه الكلب الثمن، وبملك النصارى إلى ألب أرسلان مجروراً بالحبل، فأخبروه بأن هذا يريد شراءه بالكلب، فقال ألب أرسلان: الكلب خير منه؛ لأنه ينفع، وهذا لا ينفع، لكن خذوا الكلب، وادفعوا له هذا الكلب!!!
وضربه بيده ثلاث مقارع ووضع قدمه على هامة 'رومانوس' تحقيراً وإذلالاً له وجعله يقبل الأرض باتجاه بغداد حيث الخليفة العباسي لإظهار عز الإسلام وأهله .
ثم أمر بإطلاقه وجعل الكلب قريناً له مربوطاً في عنقه وأوصله إلى بلاده؛ نظير دفع فدية كبيرة وفك أسر كل الأسرى المسلمين في سائر بلاد الروم وإلزامه بالقسم بأغلظ الأيمان على عدم العودة مرة أخرى لقتال المسلمين
فلما رأى الروم ما حل بملكهم عزلوه وكحلوا عينيه

إذا أردت قوة القلب وشجاعته وثباته وتحديه للأعداء
فعليك بالتوكل على الله لحديث(... ومن سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله...) (8)
وإذا أردت العزة فعليك بالتوكل على الله
قال تعالى (وتوكل على العزيز الرحيم) ، (ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم) ،( إن ينصركم الله فلا غالب لكم ...) آل عمران : 160(وتوكل على الله وكفى بالله وكيلاً)الأحزاب
إذا أردت الغنى فعليك بالتوكل على الله
عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتعود بطاناً. (9)
قال الحسن: العز والغنى يجولان في طلب التوكل فإذا ظفرا أوطنا .
إذا أردت الحفظ والوقاية من الشيطان فعليك بالتوكل على الله
قال تعالى (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون) وفي حديث( إذا خرج الرجل من باب بيته كان معه ملكان موكلان به فإذا قال:بسم الله قالا:هديت فإذا قال:لا حول ولا قوة إلا بالله قالا:وقيت فإذا قال:توكلت على الله قالا:كفيت قال: فيلقاه قريناه فيقولان:ماذا تريدان من رجل قد هدي ووقي وكفي). (10)
إذا أردت دخول الجنة فعليك بالتوكل على الله
لحديث ابن عباس في السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر. قال في وصفهم: هم الذين لا يتطيرون، ولا يسترقون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون . متفق عليه
فلا أنفع لك من أن تطرح نفسك على باب العبودية وتظهر فقرك وضعفك وصدق لجؤك وحاجتك لخالقك.
اللهُمَّ لا تجعلني ممن يدل عليك ثُمَّ يعرض عنك ، ويدعو إليك ثمَّ يفر منك
أنا الفقير إلى رب البريات***أنا المسيكين فى مجموع حالاتى
أنا الظلوم لنفسى وهي ظالمتي***والخير إن يأتنا من عنده ياتى
لا أستطيع لنفسى جلب منفعة***ولا عن النفس لىدفع المضرات
وليس لي دونه مولى يدبرني***ولا شفيع إذا حاطت خطيئاتى
إلا بإذن من الرحمن خالقنا***إلى الشفيع كما قد جاء في الآيات
ولست أملك شيئا دونه أبدا***ولا شريك أنا فى بعض ذرات
ولا ظهير له كي يستعين به***كما يكون لأرباب الولايات
والفقر لى وصف ذات لازم أبدا***كما الغنى أبدا وصف له ذاتي
وهذه الحال حال الخلق أجمعهم***وكلهم عنده عبد له آتى
فمن بغى مطلبا من غير خالقه***فهوالجهول الظلوم المشرك العاتي
والحمد لله ملء الكون أجمعه***ما كان منه وما من بعد قد ياتى
---------------------------------------
1- قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى : الحكايات عن العلماء ومحاسنهم أحب إليَّ كثير من الفقه لأنها هي آداب القوم وأخلاقهم ..
وقال الله تعالى : ** لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ } .. 2-من كتاب إنهم يبحثون عن الإسلام فأين الدعاة ؟
3- الله لا يجرب بل الثقة بموعود الله يقينا وفى العبارة تجوّز 4-من كتاب : قصص رائعة من الأشرطة النافعة بتصرف .
5- من موقع صيد الفوائد بتصرف 6- جبلين بحائل 7-الأوزاعي الزاهد العابد العالم هو أمير المؤمنين في الحديث ، راوية البخاري و مسلم .
8-رواه ابن أبي حاتم وعبدالله بن أحمد في الزهد والحاكم وابن أبي الدنيا والطبراني وأبو نعيم وأبو يعلى والبيهقي في الزهد من حديث ابن عباس وضعفه العراقي في تخريج الإحياء وحسنه المناوي في التيسير تبعا للسيوطي ،
9-رواه أحمد وابن المبارك والترمذي وابن ماجه والحاكم وصححه ووافقه الذهبي والبيهقي 10- رواه الترمذي وابن ماجه وروى أبو داود نحوه وكذلك أحمد