mohamad300ccc
10-01-2009, 12:18 AM
مرقة باللحمة
ما كاد ينجو من الموت في المستشفى وماكاد يلتقط انفاسه في بيته بعدما رجع اليه وما كاد يلتقط انفاسه من تعب طلوع السلم وارتقاء الدرجات ويستقر قاعدا فيه وماكاد يحين موعد تناول وجبة الغداء قبل العصر بقليل وما كادت المائدة تكتمل باناء حساء اللحمة الساخن تتصاعد الأبخرة منه والرائحة الشهية.
وما إن وقعت عيناه على المنظر الشهي حتى امتدت يده بالملعقة متجهة نحوه لتغرق فيه لكن يد الأبناء والزوجة كانت لها بالمرصاد تقف حائطا دونها وبلوغ الهدف !! حسب تعليمات الطبيب طبيب القلب الذي أشرف عليه في المستشفى .
صاح فيهم معترضا : كبّوكم من الدكاترة ... –دعوكم من الطبيب – تركوه فما مرت دقائق حتى مات .
فهكذا يرى العجائز الأطباء ونصائحهم . ..
فما معنى طعام من دون دسم إلا أنه بدون فائدة وبلا نفع .
تذكر إحداهن أنها كانت في صغرها إذا قرصها الجوع في البرية اختلست زيارة لمخزن البيت تلتقط منه لقمة سمن بري حر ولا يعرفون سواه لتلقي بها في معدتها تطفيء به جوعتها وماهي إلا دقائق بينما هي تلعب إذ تقيئها .
المهم كان السمن علامة من علامات الغنى والصحة والكرم فمن لا يغبر شاربه لايدسمه .
ثم ذهب مثلا... ودعك من أضرار كثرة السمن والدهون على القلب والشرايين . .. ونتائج البحوث العلمية ففي عالم العادات والتقاليد لا مكان لها من الاعراب .
فقالوا على الشيء والموضوع والشخص منزوع الدسم فيطلق إذن على كل ما خلا من المعنى و القيمة أورخص ثمنه . وانحط قدره . وصار زبدا وغثاءا.
فإذا انتظم المجلس مثلاً واكتمل الحضور وترقبت العيون وأصغت الآذان وصمت الجميع ليسلموا عنان الحديث لمن كانوا يأملون فيه مرادهم وينشدون فيه موردهم أو تسلمه منهم غفلة وحيلة وكان الخاطف هذا ثرثاراً متقعراً فارغ الرأس فوضوي العبارة فلا أدب ولا علم ولا وعظ.
ليضرب الجلوس أخماساً بأسداس .
ويطلبون العوض من الله على ما ستمضي بهم من ساعات غير مأسوف عليها. ..
وقد كانوا يترقبونها بفارغ الصبر .. لتذهب عنهم عناء العمل طوال النهار وتنسيهم جهد تعليم الأبناء وحل مشكلات البيت والأولاد ..
لا لتزيدهم رهقا وتعباً.
فتهامسوا فيما بينهم : كلام من غير دسم
أو مرقة بدون لحمة .
ثم صاح قائلهم ...
يا ناس مرقة باللحمة ....أسعفونا .
ما كاد ينجو من الموت في المستشفى وماكاد يلتقط انفاسه في بيته بعدما رجع اليه وما كاد يلتقط انفاسه من تعب طلوع السلم وارتقاء الدرجات ويستقر قاعدا فيه وماكاد يحين موعد تناول وجبة الغداء قبل العصر بقليل وما كادت المائدة تكتمل باناء حساء اللحمة الساخن تتصاعد الأبخرة منه والرائحة الشهية.
وما إن وقعت عيناه على المنظر الشهي حتى امتدت يده بالملعقة متجهة نحوه لتغرق فيه لكن يد الأبناء والزوجة كانت لها بالمرصاد تقف حائطا دونها وبلوغ الهدف !! حسب تعليمات الطبيب طبيب القلب الذي أشرف عليه في المستشفى .
صاح فيهم معترضا : كبّوكم من الدكاترة ... –دعوكم من الطبيب – تركوه فما مرت دقائق حتى مات .
فهكذا يرى العجائز الأطباء ونصائحهم . ..
فما معنى طعام من دون دسم إلا أنه بدون فائدة وبلا نفع .
تذكر إحداهن أنها كانت في صغرها إذا قرصها الجوع في البرية اختلست زيارة لمخزن البيت تلتقط منه لقمة سمن بري حر ولا يعرفون سواه لتلقي بها في معدتها تطفيء به جوعتها وماهي إلا دقائق بينما هي تلعب إذ تقيئها .
المهم كان السمن علامة من علامات الغنى والصحة والكرم فمن لا يغبر شاربه لايدسمه .
ثم ذهب مثلا... ودعك من أضرار كثرة السمن والدهون على القلب والشرايين . .. ونتائج البحوث العلمية ففي عالم العادات والتقاليد لا مكان لها من الاعراب .
فقالوا على الشيء والموضوع والشخص منزوع الدسم فيطلق إذن على كل ما خلا من المعنى و القيمة أورخص ثمنه . وانحط قدره . وصار زبدا وغثاءا.
فإذا انتظم المجلس مثلاً واكتمل الحضور وترقبت العيون وأصغت الآذان وصمت الجميع ليسلموا عنان الحديث لمن كانوا يأملون فيه مرادهم وينشدون فيه موردهم أو تسلمه منهم غفلة وحيلة وكان الخاطف هذا ثرثاراً متقعراً فارغ الرأس فوضوي العبارة فلا أدب ولا علم ولا وعظ.
ليضرب الجلوس أخماساً بأسداس .
ويطلبون العوض من الله على ما ستمضي بهم من ساعات غير مأسوف عليها. ..
وقد كانوا يترقبونها بفارغ الصبر .. لتذهب عنهم عناء العمل طوال النهار وتنسيهم جهد تعليم الأبناء وحل مشكلات البيت والأولاد ..
لا لتزيدهم رهقا وتعباً.
فتهامسوا فيما بينهم : كلام من غير دسم
أو مرقة بدون لحمة .
ثم صاح قائلهم ...
يا ناس مرقة باللحمة ....أسعفونا .