المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار العلماء في الرياض مع الأستاذ أسامة حمدان ممثل حماس في لبنان



-Cheetah-
16-01-2009, 08:33 PM
حوار العلماء في الرياض مع الأستاذ أسامة حمدان ممثل حماس في لبنان




أجرى مجموعة من العلماء وطلبة العلم من بينهم د.ناصر العمر المشرف العام على موقع المسلم اتصالاً هاتفياً مع الأستاذ أسامة حمدان ممثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في لبنان، وقد استعرض الاتصال اطمئناناً إلى أحوال المقاومة في غزة، وكان أبرز ما تناوله الأستاذ حمدان، ما يلي:



تحرك العلماء كان مفاجأة للجميع، ونأمل منهم المزيد


لا نجاهد لعصبية أو حزب ولن نسمح بحرف الجهاد عن طريقة خدمة لأي طرف


العقيدة منطلقنا الوحيد


أعداد المساجد صارت 1800 بعدما كان بالعشرات قبل 40 عاماً


دحلان طلب من حركة الجهاد طلب الأمان لها من العدو لقاء حيادها؛ فردت عليه: نحن حماس.

وفيما يلي نص الاتصال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية لكم من أعماقنا ومن أرض الحرمين ومن عدد من العلماء والدعاة وطلبة العلم ونرجو أن تصل هذه التحية المعطرة إلى كل الشرفاء المناضلين عن قضية من أبرز قضايانا وهي قضية فلسطين كان الله في عونكم وشد من أزركم ونصركم على عدوكم، نصركم نصر للأمة ونحن نهنئكم على النصر القادم بإذن الله والذي باتت تلوح بوادره كما نهنئكم على هذا النصر القائم الآن من الثبات والصمود والمقاومة . أخي الكريم إن تحرير الرايات مطلب ، وتمايز الصفوف وجمع الكلمة من الأهمية بمكان ، نوصيكم بالصبر والتقوى .وقد سرّنا ما سمعنا من كلمات تؤكد هذه المفاهيم.
ثمة عدد من الأسئلة أرجو أن يتسع الوقت لها أنقلها لك نيابة عن عدد من الإخوة والمشايخ.

أخي الكريم، يُخشى أن يفعل اليهود في غزة من القصف والتهجير مثل ما فُعل في نهر البارد في لبنان فهل هذا وارد وما هو الواجب الذي ترونه تجاه هذا إن كان وارداً؟
الحقيقة أن العدو ظن أنه بالقصف سيضعف من عزيمة المجاهدين أو يدفع الشعب للانقلاب على المجاهدين لكن بفضل الله سبحانه وتعالى امتص إخوانكم الضربة الأولى ثم مضوا في طريقهم ، رفعوا علم الجهاد والتف الشعب حولهم . ولذلك يشدد العدو قصفه الآن لأبناء شعبنا العزل لكي يضغط على المجاهدين . وأشير هنا إلى أنهم يرتكبون من الحماقات والجرائم ما لا يظهر في وسائل الإعلام وأضرب لهذا مثلين سريعين : أولهما ما قاموا به من قتل الأطفال في مدينة بيت حانون والصور التي بثتها وسائل الإعلام هي برصاص أصيب به الأطفال في صدورهم وهم نيام عشرات من الأطفال قتلوا وهم نيام في فرشهم وسط بيوتهم والهدف من ذلك هو الضغط على المجاهدين فالقتلى هم إما أبناء المجاهدين أو من أقاربهم و أهليهم، المسألة الثانية قصف المدرسة والتي احتج العدو بأن المجاهدين يطلقون صواريخهم منها على العدو ورغم تكذيبنا لذلك فإن الله سبحانه وتعالى قد فضحهم وتبين كذبهم إذ أعلن في الأمم المتحدة أن أياً من المجاهدين لم يكن يتواجد لا في المدرسة ولا في قربها ولا حتى في محيطها ولم تكن هناك عمليات حربية في هذا المحيط وأن قصف هذه المدرسة إنما تم عن قصد . وحتى الآن سبعمائة بيت هدمت في غزة وأكثر من خمسمائة بيت تضررت في غزة وما زالت المسألة تتواصل . نحن نرجو أن يرتفع الصوت عالياً عن حرمة الإسلام وحرمة المسلمين ودمائهم وأعراضهم وأقول لقد فوجئ عدونا بردة فعل هذه الأمة ونحن في اتصالاتنا السياسية ندرك ذلك كثيراً فقد رأى المؤامرون أن تمر المسألة في أسبوعها الأول دونما تحرك من هذه الأمة وقد يتم إنجاز هذا الأمر في هذا الأسبوع لكن فاجأهم صمود المجاهدين وثباتهم بفضل الله سبحانه وتعالى في أرض المعركة . وعندما نسأل المجاهدين عما يحتاجونه فوالله إن كل ما يقولونه هو : نرجو أن تدعوا لنا أن يثبتنا الله وأن تسألوا كل صالح في هذه الأمة أن يعيننا بالدعاء فلا نرجو إلا رحمة الله وتأييده ونصره .

أما المفاجأة الثانية لعدونا فهي تحرك الأمة من اليوم الأول وبعضهم يقول لنا صراحة إننا ندرك أن موقفكم هذا يزداد قوة بتفاعل الأمة معكم لا سيما عندما يتكلم العلماء الأعلام في هذه الأمة ووالله إننا نكتشف أن تأثير خطاب العلماء الذي ربما يستهين به البعض في عالم السياسة هو أشد على عدونا من حديث كثير من الساسة وذلك أن عدونا يدرك ما هو دور العلماء وما هي مكانتهم لهذا نحن سندافع عن أرضنا وحقنا وشعبنا وأهلنا فإننا نرجو أن يشاركنا أبناء الأمة في الدفاع عن ذلك قبل أن تحل الكارثة فهذا عدو لا يرقب في مؤمن إلاًَ ولا ذمة ولعله مع يأسه وفشله كل يوم يلجأ أكثر إلى مزيد من القتل والمجازر أكثر مما فعل.

بارك الله فيك، سمعنا في أخبار اليوم أن صواريخ الكاتيوشا أطلقت من جنوب لبنان.. ما هي آثار هذه الصواريخ على العدو وهل هي من جهات يمكن أن تغير النصر لصالحها؟
في الحقيقة حتى اللحظة نحن لا زلنا نتقصى الأمر لنعرف من هي الجهة التي ربما تقف وراء إطلاق الصواريخ وأطمئنكم أن من يطلق الصواريخ بغض النظر عن رغباته وأهدافه فإننا بإذن الله سبحانه وتعالى لا نقبل أن يغير صمود المجاهدين وصبرهم وجهادهم وتضحيتهم في صالح راية غير الراية التي نحمل ونؤمن أن الجهاد تحت لوائها فمن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله. نعم نحن نسعى لتحرير أرض فلسطين لكن لا نفعل ذلك لا على عصبية ولا لانتماء لعرق ولا لجنس ولا لقوم وإنما نفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى ولو كان فعلنا هذا لمنفعة في الدنيا فإن الذي يريد هذه الدنيا لا يقبل أن يُقتل فإن ذلك يفوت كل المنافع.
أما مدى تأثير ذلك على عدونا فأصدقكم القول إن العدو يقلقه أن يفعل أي أحد من أمتنا شيئاً ضده في هذه المعركة فهو يريد أن يظهر العمليات وكأنها فقط ضد حركة حماس وضد المجاهدين على أرض فلسطين ولهذا فالعدو يؤلمه ويؤذيه أن يتحرك احد من أبناء هذه الأمة بمقاومة ومدافعة . ولا شك أن معرفة الفاعل تزيدنا اطمئنانا لكننا على أية حال تعالى سنجعل من ذلك بعون الله فائدة ومنفعة للمجاهدين وليس ضرراً عليهم أو على قضيتهم.

أخي الكريم، المشايخ الأكارم يقومون بالدفاع عنكم في هذه القضية وبتأكيد تحرير الرايات. ما المعطيات التي من الممكن أن تزيدونا بها طمأنينة في مثل هذه القضية؟
إخواني الكرام بمناسبة الحديث عن الراية التي لا بد أن تكون واضحة أقول أولا : إننا ونحن نمارس الجهاد والمقاومة ونمارس السياسة أيضاً لم نغفل قضية نعتبرها الأصل ونعتبرها الأهم وأعني بذلك قضية الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وتربية الجيل على طاعة الله سبحانه وتعالى وعلى العقيدة الصحيحة . ولولا فضل الله علينا بذلك لما ثبتت الصفوف ولما قاوم المجاهدون ولما تواصل الجهاد ، ذلك أن الذي يفضي إلى هذا الصبر والمصابرة في الميدان إنما هو عقيدة راسخة تربط الإنسان بالله سبحانه وتعالى ولا تربطه بأشخاص في قيادة أو بقرار في تنظيم . وأعتقد أن هذه المسألة وأعني بها التربية الصحيحة وربط الإنسان بالله وقوة العقيدة هي التي تعصم المجموع من الوقوع في الزلل حتى ولو أخطأ البعض في هذا المجموع فإن مجموع المجاهدين سيكونون عوناً إلى رده إلى جادة الصواب ، هذه هي المسألة الأولى.

أما المسألة الثانية فنحن واضحون في كل علاقاتنا إن أي علاقة هي علاقة سياسية وإننا لا نقبل أن تتجاوز علاقاتنا هذه الحدود إلا مع من يحمل عقيدتنا ونطمئن إليه في هذا ويطمئن إلينا ولا تأمنوا إلا لمن تبع دينكم، فنحن لا نأمن إلا لهؤلاء لكنني أقول وفي المقابل أيها الإخوة إن الباب مفتوح لمن يشاركنا في جهادنا وصبرنا وبلائنا وانتصارنا أيضاً .. كل من نثق في دينه وعقيدته من أبناء أمتنا، نحن نعلم أن ضغوط السياسة قد لا تتيح للبعض أن يقف موقفاً واضحا ونعلم أن حسابات السياسة وربما حسابات المصالح العامة قد لا تسمح له أن يقول ما يعتقده وما يؤمن به لكننا هنا وفي هذه المعركة وفي ظل هذا التجاذب الذي تعيشه أمتنا ويعرفه علماؤنا نريد تضحية أيضاً في هذا الجانب بالوضوح وضوح الوقوف إلى جانب المقاومة وإلى جانب حركة حماس وإلى جانب المجاهدين في فلسطين حتى لا يُترك الأمر إلى مزايد . ونحن لا نملك ضبط المزايدات ولا منعها بغض النظر عمن يقوم بها ومدى قربه أو بعده . لكننا ندعو إخواننا ممن نثق بهم من هذه الأمة أن يقفوا موقفاً صريحاً وواضحاً لا يقف عند حد التأييد بل إعلان التأييد والتأكيد عليه فنحن من هذه الأمة وندرك أننا لن نعتز إلا بدين الله سبحانه وتعالى وأن الأساس في ذلك تمام العقيدة وصوابها .
ثالثا : أود أن أشير أيها الإخوة إلى أمر هام يدركه بشكل واضح كل من يشاهد ما يجري في فلسطين . لكم أن تعرفوا أن غزة وحدها قبل أربعين عاماً لم يكن فيها سوى بضع عشرات من المساجد أما غزة اليوم ففيها أكثر من ألف وثمانمائة مسجد يعمرها الناس بالعبادة ويقوم عليها خيرة من العلماء الأفاضل الذين درسوا على أيدي مشايخ هذه الأمة وعلمائها ويعلّمون الناس دينهم وهذه هي القاعدة عندنا ومن أحب أن يرى ذلك فإنني أسأل الله عز وجل أن يفتح علينا قريباً وأن يفتح هذه الحدود ليأتي العلماء ويروا ما هو الخير الذي يعيش عليه إخوانكم بفضل الله سبحانه وتعالى.

أخي الكريم، هناك تخوف ممن يشاركونكم الهم ، هذا التخوف من أطراف عربية تسعى من خلال المفاوضات إلى ترتيبات معينة مثل المبادرة المصرية الفرنسية. ما رأيكم في ذلك؟
لا شك إخواني الكرام أن التخوف من المشروع العربي أمر وارد، وهو حاصل، ولعلي أشرت في حديثي أن كل الجهود حتى الآن تتجه في اتجاه فرض شروط العدو وأخذها بعين الاعتبار. والبعض يبرر ذلك بأن الأمة ضعيفة، وأننا لا نستطيع أكثر من ذلك، ونحن نقول لهم إن المجاهدين في أرض الميدان مستعدون بإذن الله سبحانه وتعالى للصمود والثبات، ونحن واثقون في ذلك، ولكم أن تثقوا في الله عز وجل، كما يثق هؤلاء المجاهدون وأن تصمدوا في السياسة ولو يسيراً حتى يتراجع عدونا. هذا القرار موجود فلذلك نحن نرجو أن يكون للعلماء قولهم في هذا الجهد. في هذا السياق أود أن أتحدث عن المبادرة المصرية فأقول التالي : حقيقة أيها الإخوة المبادرة المصرية وُضعت بعد تشاور مع الجانب الفلسطيني الذي تشاور مع عدونا فيما يحقق له المصلحة.
إني أقولها لكم وبصراحة إن هذه المبادرة تخدم العدو ولا تخدم مجاهدينا في أرض المعركة وقد ناقشنا الجانب المصري في تفاصيلها فكان الكلام واضحاً على النحو التالي: إن وقف إطلاق النار لمدة قصيرة يعني وقف المقاومة وهذه المدة القصيرة ليست للاستعداد ولا للإعداد، وإنما كي يكون هناك تفاوض مع العدو مباشر من طرف أبي مازن أو غير مباشر بالوكالة عنا، ويهدف هذا التفاوض إلى مسألتين:
الأولى: تحقيق وقف طويل المدى للمقاومة لا يقل عن عشر سنوات.
والثانية: أن هذه المفاوضات للتسوية وصولاً إلى أي اتفاق يتفق عليه الفلسطينيون والصهاينة وقد ناقشنا ذلك معهم وكان هذا النقاش قبل إعلان المبادرة، وقلنا إن هذه المبادرة تضر بمصالحنا وتضر بالمجاهدين وتضر بالمقاومة كان الرد واضحاً إن الرئيس المصري سيعلن هذه المبادرة بغض النظر عمن يقبلها أو يرفضها وبغض النظر عما تقولون فهذه المبادرة سيتم الإعلان عنها وأنتم إن لم تستجيبوا لها فهذا سيضر بكم في صيغة من التهديد . فكان جواب إخواننا : لكم أن تعلنوا ما تشاؤون إذا لم تسمعوا هذا فنحن نقول لكم إننا لن نقبل ذلك وسنرد ذلك وميدان الجهاد هو الذي سيحدد إن كانت هذه المبادرة سيكتب لها النجاح أو يكتب لها الفشل ولا نحسب أن المجاهدين سيأخذون بها.
المسألة الثانية أيها الإخوة في المبادرة المصرية أن وفد وزراء الخارجية العرب الذين ذهبوا إلى مجلس الأمن الدولي ورغم إدراكنا أن مجلس الأمن الذي تؤثر فيه وتقوده الولايات المتحدة لن يخدم مصالح هذه الأمة ولن يدافع عن المجاهدين فيها فقد كان أساساً في قتال المسلمين تحت عنوان الإرهاب ومكافحة الإرهاب ورغم إدراكنا لكل ذلك فقد فوجئنا وفوجئ وزراء الخارجية العرب أن وزير خارجية مصر يطرح مبادرة خاصة بمصر غير المبادرة العربية التي توافق وزراء الخارجية على طرحها ويطرح ذلك مفاجئاً لهم ودون اعتبار للموقف الذي اتفق عليه وهذا دفع الكثيرين للسؤال عن تأثير ذلك وإحداثات ذلك على الموقف العربي وعلى الدور العربي وعلى هذا الجهد الذي يُبذل وعما إذا كان المطلوب جهداً يضعف المجاهدين ويحبط قدرتهم ويحبط موقفهم، كذلك أيها الإخوة هذه المبادرة في مضمونها الحقيقي هي طلب من المجاهدين كي يعلنوا الاستسلام وليس دعماً للمجاهدين، لكننا هذه المرة سنظل بإذن الله صامدين في ميدان الجهاد وهذا الجهاد لن يوقفه كل بيان وكل موقف أو أي موقف وأي بيان لا ينحاز إلى المجاهدين ولا ينحاز إلى جهادهم ولا ينحاز إلى حقهم وقضيتهم.
أما ما يتعلق بدخول آخرين على الخط؛ فأنا أقول لكم وبكل صراحة فقد قلنا للكثيرين ممن سألوا هذا السؤال: نحن لا نريد من أحد دعماً أو إسناداً بقتال أو معركة هنا أو هناك بل إننا نريد من أمتنا الدعم المادي والمعنوي وأنا أعدكم أننا لن نسمح أو سنبذل كل جهد ممكن. ونرجو أن تكون أمتنا معنا في ذلك وأن تبذل الجهد في ذلك إلى جانبنا لا نفرح بأن يقترف هذا النصرَ وأن يقترف هذا الجهاد وهذه التضحيات أحد لا نثق به ولا نعتمد عليه ولعلي هنا أقول إننا نرجو أن يكون العلماء والمشايخ هم ومن يوافقهم من السادة والقادة إلى جانب هذا الجهاد على أرض فلسطين لأننا نرجو أن يكونوا شركاء معنا في هذا النصر إن شاء الله تعالى كما كانوا شركاء في دعم هذه المقاومة منذ أن انطلقت ولله الحمد والمنة.

ماذا تقترحون علينا في دعم القضية سوى الأشياء المعتادة والتي تزيد في عزائمكم ومن جانب آخر توهن أعداءكم؟ وإلى ذلك، كيف تقييمكم لمبادرة اتحاد العلماء التي زارت عدداً من القادة؟
أولاً أخي الكريم وإخواني الكرام، نحن نحسن الظن بأمتنا، ونعرف من يسأل سؤال الحريص، ومن يسأل سؤال المشكك الطاعن في الجهاد، ونعلم أن علماءنا الكرام وهم يسألون ويتحققون أن هذا من دافع حرصهم على سلامة المسيرة وصواب المنهج، وهذا من فضل الله، أن هذه الأمة بخير وأن علماء هذه الأمة لا يزالون يحرصون على صواب المنهج وسلامة المسيرة، وهذا أمر نحمد الله سبحانه وتعالى عليه؛ فنحن لا يسرنا كثيراً أن يختل المنهج وأن نضل الطريق مهما كانت الإنجازات التي تتحقق وإنما ما يسرنا ويسعدنا أن يكون المنهج على خير وعلى ما يرضي الله سبحانه وتعالى. ذلك أن غاية ما نرجو في هذه الدنيا أن يرضى الله عنا، وأن يكتب لنا الأجر وأن يرحمنا يوم نلقاه؛ ولهذا نحن نقدر أن سؤال العلماء في هذه المسألة هو للتثبت من جهة، وللنصح من جهة أخرى، وللرد والدفاع عن المقاومة والجهاد على أرض فلسطين من جهة ثالثة.
أما ما يتعلق بدور العلماء والمشايخ وأبناء أمتنا في دعم المجاهدين؛ فالحمد لله لم تقصر هذه الأمة معنا، لكننا إذ نطلب من علمائنا الكرام مزيداً فإننا نقتدي بما قاله أهلنا الطمع في الأجاويد كما يقال عندنا في فلسطين، ونحن نطمع بالعلماء وفضلهم؛ فإن هذا يعني مدعاة فخر أن العلماء هم من يدافعون عن هذا الجهاد على أرض فلسطين نحن هنا نعني نرجو من إخواننا العلماء الاعتناء بمسألتين:
المسألة الأولى: تحريض هذه الأمة على دعم الجهاد فقولهم وفعلهم له مكان مؤثر بين الناس، وأنا أذكر فيما أذكر أخانا الشيخ نزار ريان أحسبه شهيداً عند الله سبحانه وتعالى، هذا الرجل الذي أفتى بعدم جواز الهروب من البيوت تحت وطأة التهديد، وهو الذي دفع الناس لمواجهة المشروع "الإسرائيلي" قبل أربع سنوات، كان "الإسرائيليون" يتصلون ببيت من البيوت لتحذير أصحابه بأن البيت سيقصف بعد ربع ساعة أو نصف ساعة ويطلب منهم الفرار من البيت؛ فيفر أهل البيت، ثم يقصف البيت؛ فتصدى لذلك داعياً أبناء شعبه ليشكلوا رداً على هذا ويحتشدوا في البيوت؛ فيحرقها كيد العدو هذا الرجل عندما طُلب إليه أن يغادر بيته رفض ذلك قائلاً إن من يفتي للناس عليه أن يلتزم هو أولاً بفتواه، وكان دفع لذلك ثمناً ربما يعتبره البعض باهظاً، لكننا نرجو أن يكون ذلك شاهداً من شواهد صدقه مع الله سبحانه وتعالى. إذن تحريض الناس تحريض الأمة على الجهاد أمر مطلوب، وعلى دعم ونصرة المجاهدين أمر مطلوب، ونرجو أن يشدد عليه في هذا الوقت خاصة وأن عدونا يراهن على الزمن كي تضعف عزيمة الأمة وكي تتراجع.
أما المسألة الثانية التي نرجوها من العلماء فهي الحديث مع أولي الأمر بألا يتركوا هذه الحركة وهذا الجهاد على أرض فلسطين ليستفيد منه غير الصالحين، وألا يتركوا هذا الجهاد على أرض فلسطين كي يزايد فيه البعض أو يزايد عليه البعض وألا يتركوا المجاهدين في الميدان وحدهم وأن يكونوا إلى جانبهم وأن يتجاوزوا كثيراً من الضغوط وأن يتجاوزوا كثيراً من النميمة التي تقال لهم في أسرة السياسة الدولية حول الحركة والمجاهدين وقد ثبت بالواقع أن ما يقال في السياسة الدولية هو تحريض يهدف إلى دعم الكيان الصهيوني وليس حرصاً على الأمة. هذا الأمر أصبح أكثر إلحاحاً وأصبح مطلوباً أكثر اليوم، ذلك أن البعض من أبناء أو من قادة هذه الأمة ورجالاتها لا زال ينظر إلى الأمور نظرة في غير موضعها، نرجو أن يسدد العلماء وأن يصوب العلماء ذلك وألا يُترك المجاهدون في الميدان واحذروا من التضليل. نحن نعلم أن الناصر والمعين والمغيث هو الله سبحانه وتعالى، ونحن لا نرجو شيئاً إلا من الله سبحانه وتعالى هو حسبنا لكننا أيضاً نحسب أن هذه الأمة هي جزء من عدة الجهاد والمواجهة مع عدونا، وهي أمة جعلنا الله سبحانه وتعالى جزءاً منها (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً) ولسنا بصدد أن نتبرأ من أمتنا أو نخرج على أمتنا أو أن نسيء الظن فيها، ونحن نرجو من علمائنا أن يقفوا معنا.
هاتان مسألتان أساسيتان فضلاً عما تفضلتم وأشرتم إليه من عمل يتم بشكل دائم من دعم للمجاهدين وتوفير لمقومات هذا الدعم، وأنا أقول لكم بصدق أيها الإخوة، المقاومة والجهاد على أرض فلسطين مما منَّ الله به علينا فهذا الجهاد إنما يرتبط بالأمة، وهي التي تسنده، والأمة لا تقصر ولا تبخل؛ فكل فعل يجري اليوم على أرض فلسطين هناك ثواب فيه لكل من قدّم ذلك؛ فهذا هو فعل هذه الأمة وبلاء هذه الأمة.
أما مبادرة اتحاد العلماء؛ فنحن نشكر لهم ذلك؛ فالتعبير عن دور العلماء في هذه الأمة لابد أن يكون واضحاً، وإن كنت أتمنى أن يزداد ضغط العلماء على أولي الأمر وعلى صانعي القرار؛ لأن كثرة الإلحاح تحقق النتيجة وربما تعادل شيئاً كثيراً من الضغوط السياسية ضد هؤلاء القادة، ولا شك أن القادة سمعوا كلاماً واضحاً من العلماء نرجو أن يترك أثره لكنني أرجو أيضاً أن يتابع العلماء هذا الجهد بأشكال ووسائل مختلفة دعماً لهذه المبادرة وتأكيداً لها وأيضاً دعماً للجهاد والمقاومة على أرض فلسطين ولا شك أن دعوة اتحاد العلماء لجعل يوم الجمعة يوماً لنصرة المسلمين هي دعوة طيبة نرجو أن يبذل كل قادر جهده لإنجاحها وأن تتواصل هذه النصرة حتى يكتب الله سبحانه وتعالى لنا الفرج والنصر إنه ولي ذلك والقادر عليه.

أخي الكريم.. في عبارات مختصرة هل قُسِّمت غزة فعلاً، وما العلاقة بفصائل الجهاد الأخرى في فلسطين، وانتهاء ولاية عباس ماذا أعددتم لها؟
أولاً بالنسبة لتقسيم غزة، تحدث العدو طويلاً عن تقسيم غزة إلى نصفين، وعلل ذلك أن دخول آلاته العسكرية إلى منطقة بيت ساريم هو إنجاز له في هذا الجانب. أقول لكم وبصدق عندما وضع إخوانكم خطة للدفاع عن غزة منذ أكثر من عام درسوا هذه المنطقة التي يتحدث العدو عن دخولها، وكان تقييمهم أن هذه المنطقة لا جدوى عسكرية من الدفاع عنها أو الوجود فيها، وأن من يتواجد فيها هو هدف سهل للعدو بطائراته بالدرجة الأولى، ولذلك كان قرار المجاهدين ألا يتواجد فيها أحد إلا على طرفيها بعيداً عن العدو الذي استهدف من منطقتين، والكل يعرف أن المعارك في هاتين المنطقتين شرسة والضغط على العدو من هاتين المنطقتين أيضاً كبير وأعني بذلك حي الزيتون ومنطقة المخيمات الوسطى ولهذا لم يحدث دخول العدو إلى هذه المنطقة تأثيراً أساسياً في المعركة ولا خللاً على أداء المجاهدين بفضل الله سبحانه وتعالى. يحاول العدو اليوم أن يضغط على منطقة في جنوب قطاع غزة ليحدث اختراقه ولكن صمود المجاهدين حتى اللحظة يمنعه من ذلك نسأل الله لهم الثبات والنصر والتمكين هذا ما يتعلق بتقسيم غزة.
أما ما يتعلق بانتهاء ولاية محمود عباس؛ فنحن أعلنا أنه بانتهاء ولايته لن تكون له شرعيته القيادية. أما ماذا أعددنا لذلك؛ فنحن قد قررنا أن نتعامل مع المسألة بما لا يعمق الخلافات الداخلية، لكن في المقابل بما لا يعطي لهذه الراية مبادرة ولا مكاناً ولا فرصة كي تقدم تنازلات، ولهذا أعلنا يوم أمس بوضوح أنه إذا ما انتهت ولايته فلن يتم شيء أبرمه أو اتفق عليه مع عدونا، ونحن من طرفنا سنتعامل من خلال إدارة الأمر في غزة قبل المعركة وبعدها بإدارة تخدم الناس وتقيم بينهم العدل بإذن الله سبحانه وتعالى.
وقد دعونا إلى لقاء يضم قادة قوى الشعب الفلسطيني ورجاله كي يتم بحث موضوع القيادة الفلسطينية، ولعل انتهاء هذه المعركة بنصر للمجاهدين يسهل كثيراً من الإجابات وكثيراً من التغييرات، أملين من الله سبحانه وتعالى أن يوفق في أن تتحول قيادة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية إلى من يخشى الله سبحانه وتعالى ويؤمن به ويتوكل عليه ونحسب أن أموراً كثيرة ستتغير وأن مسار هذه القضية سيتغير إلى محبه وما يرضي الله سبحانه وتعالى.
بالنسبة للفصائل الأخرى، نحن دعونا كل الفصائل للتنسيق، وشكلنا ما يمكن تسميته بغرف فتح عمليات لكي تسهل المشاركة، وتنسق الجهود، والحمد لله رب العالمين، هناك مشاركات جيدة من الإخوة في الجهاد الإسلامي، رغم محاولة البعض إحداث خلل بيننا؛ فقد اتصل محمد دحلان ببعض القياديين في حركة الجهاد الإسلامي، وطلب إليهم ألا يشاركوا في المعركة واعداً إياهم بالتدخل لدى "الإسرائيليين" بألا تقصف مواقعهم ومؤسساتهم ومجاهدوهم، وأن يكون لهم نصيب في إدارة الأمور في غزة بعد انتهاء هذه المعركة وهزيمة حركة حماس، قائلاً إن هذه المعركة ليست معركة الشعب الفلسطيني، وإنما هي معركة حماس؛ فكان أن رد عليه الإخوة بكلمة واحدة فاصلة: نحن لا يمكن أن نكون عملاء ضد المجاهدين، ونحن في هذه المعركة لسنا مع حماس فقط، بل نحن حماس في هذه المعركة، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى، وفي الميدان، تجاوز المجاهدون كثيراً من الثغرات في العلاقة، وكثيراً من السلبيات، وهم يقفون جنباً إلى جنب، ونحن حريصون على دعم كل راغب في الجهاد في مواجهة هذا العدو، طالماً أننا نرى فيه خيراً، ولهذا كثير من المجموعات التي ترفض انتماءاتنا في البعد السياسي المتواطئ مع العدو، قمنا بدعمهم ومساعدتهم؛ كي يساهموا في هذه المعركة، ونحن نسددهم، وإضافة إلى الدعم المادي؛ فأبشركم أننا قد خطونا خطوة ربما لم تكن معهودة من قبل؛ فكل فريق من هؤلاء نحرص أن يصاحبه إما داعية أو شيخ من مشايخنا؛ فيحسن التوجيه؛ ويكون إلى جانب الجهاد والقتال في المعركة والبلاء في الميدان محاولة لتصويب المسار والفهم لما يرضي الله سبحانه وتعالى، بما في ذلك بعض مجموعات في كتائب الأقصى، لاسيما مجموعات أيمن جودة. والحقيقة أن إخوانكم قد تركوا تأثيراً فيهم، حتى أنهم يعني الآن قُطع عنهم كل دعم من قِبَل أبي مازن ومجموعته في رام الله، ويهدَّدون ويُضغَط عليهم كثيراً؛ لأن من كان يدعمهم سابقاً، يعتبرهم قد ضلوا السبيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

كلمة أخيرة ؟
أخي الكريم، ينبغي أن تعلم أنكم أحييتم معاني العزة في الأمة، ولئن اشتكى منكم عضو أو أعضاء؛ فقد تداعى له سائر أجساد الأمة المسلمة من عرب أو عجم. نحن نعتبر أن مثل هذه الأمور هي مكاسب في هذه المعركة، إضافة إلى مكاسب أخرى، المشايخ وطلبة العلم حريصون على تدوينها، وعلى الاستفادة منها، ليس لكم فقط، بل لكل مجاهد صادق.
نعم نحن نقول بكل عزة وافتخار لم يعد للإمكان اليوم الحديث عن مآثر حماس وحدها؛ فغزة كلها حماس، وإن شئت فقل فلسطين كلها حماس، بل كل الشرفاء في داخل فلسطين أو خارج فلسطين هم كلهم، من عرب أو عجم، من أسود وأبيض، بل من امرأة ومن رجل، من صغير أو كبير، كلهم حماس، وكلهم مجاهدون صادقون، لا يغمطون حماس حقها، ولا يغمطون الفصائل المقاومة،كذلك حقها، وكان بودنا أن تطلعوا على بعض مشاعر الأطفال، عندنا لتعلموا كيف يقف الناس خلفكم، وكيف يدعون لكم.

إنا ندرك أن فضل الله سبحانه وتعالى علينا عظيم أن هدانا للإيمان، والله، إن العزة التي يستشعرها إخوانكم مصدرها هذا الدين، وهذا الانتماء إلى الله سبحانه وتعالى الذي قال في محكم كتابه: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون) والله لا يعلم هذه العزة منافق ولا يستشعرها ضال، إنما يستشعرها المؤمنون من أبناء هذه الأمة، ونحن والله نشعر بذلك، ونشعر أننا نقوى بأمتنا وبإخواننا، وأننا اليوم على ثغر من ثغور الإسلام، لا نقاتل فقط دفاعاً عن أنفسنا، وإنما نقاتل في مقدم أمتنا وليس نيابة عنها، لأننا ندرك أن تحرير فلسطين، إنما هو بفعل هذه الأمة مصداقاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "تقاتلون اليهود فتقتلونهم ويقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله.. (لا يقول يا فلسطيني أو يا عرب.. وإنما يا مسلم يا عبد الله) هذا يهودي ورائي تعال فاقتله" أو كما قال النبي عليه الصلاة والسلام، هذه هي معادلة المعركة عندنا، وهذه ثقتنا وإيماننا بالله عز وجل وحسن ظننا بالله بنصره وتأييده والله سبحانه وتعالى لا يخيب رجاء عبده بنصره.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منكم وأن يعينكم وأن يوفقكم لما فيه خير هذه الأمة، وخير الجهاد على أرض فلسطين، وأن يجزيكم خير الجزاء، أن وسعتم صدركم واستمعتم لأخيكم الصغير، بارك الله فيكم حفظكم ورعاكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الشيخ ناصر العمر:
السلام عليكم، يا شيخ، الحقيقة أنا لا أستطيع أن أعبر أكثر مما عبر أخي الشيخ، وما تفضلتم به، ولكن أريد الإشارة إلى نقطة أشرتم إليها، وأشار إليه الشيخ في حديثه، كل بلد يعبر بطريقته المناسبة عن الظرف، ومن أعظم ما نراه نحن الآن في بلاد الحرمين في المملكة العربية السعودية، هو ما يتعلق بالقنوت في المساجد؛ فهي تضج صباحاً ومساءً في آخر الليل بالدعاء لكم، الشيوخ والصغار والكبار، لو تسمعون كيف يدعو الناس في الرياض وفي غيرها وفي مكة وفي المدينة وفي كل مكان، يدعون لكم ويرفعون أيديهم بالدعاء، من هؤلاء الشيوخ والكبار والصغار والرجال والنساء، والله سبحانه وتعالى لن يخيب ظنهم، نعم والله جل وعلا قادر على نصركم، ولكنه يبتلي من عباده (وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ) (محمد:4-6)، نعم (وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ) (آل عمران:141)، فأبشروا، إخوانكم الآن في كل المساجد، بل في كل الأوقات وبالذات في وقتي المغرب والفجر، الشيوخ والناس في سجودهم أفراداً وكباراً كلهم يتضرعون إلى الله، أحببت أن أشير إلى هذه النقطة المهمة في التعبير عن بعض ما يمكن لنصرتكم، وحقكم أكبر من ذلك، لأننا نتكلم عن الأمة، لا نتكلم عن جماعة، ولا عن حزب، وإنما نتكلم عن معركة شرسة بين هذه الأمة العظيمة وبين أعدائها المخذولين بإذن الله فأبشروا وأمّلوا وسترون النصر (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ) (الروم:60).


http://www.almoslim.net/node/105241