المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سر الحضارة الإسلامية و الأوروبية التاريخية و المستقبلية



Ibrahim
24-01-2009, 10:21 AM
سر الحضارة الأوروبية و الإسلامية التاريخية و المستقبلية

أخواني و أخواتي طلاب العلم و غير طلاب العلم الكرام. و أخُص بالذكر أي شخص يحب التعلم و يسعى ألا يكون عدو نفسه بتعليم نفسه و نبذه للجهل سواء من طلاب العلم في أوطانهم أو طلاب العلم خارج أوطانهم. أود أن أبشركم بأن الخير كله قادم للمسلمين بإذن الله و هذا من خلال رسالتي البسيطة و الرؤية المتواضعة التي أقدمها بأدلة تاريخية عن نجاح الأمة الإسلامية سابقاً و تباعها بالنهضة و التفوق التاريخي الأوروبي الحديث
http://1.bp.blogspot.com/_m0ydZ0elDGw/SXqPAujGJ0I/AAAAAAAAA3M/wBzi8lpu40o/s1600-h/New+Bitmap+Image.bmp

تعامل أوروبا مع الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى

أثبتت الدراسات التاريخية أن أوروبا في العصور المظلمة و تحت سيطرة و هيمنة الكنيسة، انتشار الجهل و الفقر و التخلف في الشعوب الأوروبية بينما كان المسلمين في أوجهم و سيادتهم للدنيا. كانت اختراعات المسلمين تنفع الناس في كل أنحاء العالم إلا أن هذه الاختراعات تمت مواجهاتها و اعتُبرت "أدوات الشيطان" عند الكنيسة في أوروبا و تم منع الكثير منها عن العامة و اعتُبرت سببا لهلاك أوروبا في ذلك الوقت. و لم يفق الأوروبيين من ظلمات جهلهم العميق إلا بعد أن تقبلوا كتب المسلمين و اختراعاتهم و بغض النظر عن مصدرها و كانت تُدرس و يتم تحليلها بعمق

حتى أنه كان من معروف انتشار اللغة العربية في أوروبا كلغة للعلم و تفشي سفر الأوروبيين "كمبتعثين" أو كطلاب علم للحضارات الإسلامية (خصوصاً للأندلس) لنهل العلوم بشتى مجالاتها فأحسن الأوروبيين الاستفادة من اختراعات المسلمين و بل لم يقفوا على ذلك و سعوا لتطوير اختراعات جديدة و تم احتضان و تطوير العلوم الإسلامية في كل المجالات مما أنشأ و ما يسمى ببداية نهضة أوروبا الحضارية و العلمية و الفكرية و ثورتها على التخلف و الجهل

تعامل المسلمين مع الاختراعات الأوروبية في العهد القريب

التلغراف ، الراديو ، التلفاز ، السينما ، الدش ، الإنترنت .... الخ كلها اختراعات غربية سُميت في الفترة الأولى من ظهورها (وحتى الآن) في بعض بلاد المسلمين بأدوات الشيطان أو بالمنكرات أو خلافه. حتى أن من المظاهر المعروفة في بعض المدن المسلمة أن هذه الأدوات كانت تواجه بحرب شنعاء و كان يعتقد الكثير أن هذه الأدوات هي سبب لهلاك المسلمين. فعلى سبيل المثال الراديو كان يحرق أمام العامة و التلفاز كان يتم تكسيره و السينما قد يرفض الاقتراب منها الكثير ، و من أهم و أواخر الاختراعات التي غيرت العالم "الإنترنت" ، حيث أن بداية انتشاره كانت عصيبة و تم حصاره اجتماعياً بل و مُنع أحياناً عائلياً

السبب الرئيسي في وجهة نظري المتواضعة هي أن هذه الأدوات كان ينقل من خلالها "مادة" و فكر هؤلاء المخترعين و هو أمر طبيعي كونهم أول من سيستغل الاختراع. فرفض المجتمع في كثير من الأحيان هذا الفكر و لم يكن يرغب الكثير بوصول هذه المادة للعامة. و بالرغم من أن الدافع كان خيراً في كثير من الأحيان إلا أنهم انشغلوا بمحاربة هذه الأدوات بدل من خلق "مادة" بديلة تستخدم لمليء الفراغ الذي يحتاجه الناس عند استخدام هذه الاختراعات

إلا أن هذا بدأ يتغير في عصرنا الحالي و بالرغم من عدم تواجد "مادة" وليدة في بلاد المسلمين في السابق ، إلا أن "المادة" الإسلامية أصبحت أكثر و انتشرت بشكل واسع و أصبح هناك مليء لهذا الفراغ بشكل تدريجي و لنا في قناة "المجد" مثالاً إسلاميا واضحاً كنا نتمنى تواجده منذ ظهر الدش

مثال آخر لاختراع تأخر استغلاله كثيراً هي "الإنترنت" ولو تمت معاملتها على أنها مجرد "أداة" لنقل المعلومة و تم قبولها ، بل و احتضانها بأسرع وقت ممكن لاستغلالها بما ينفع المسلمين و غير المسلمين لتفوقنا و أمسكنا الريادة أو حتى تبعيتها أمام شعوب العالم بالمحتوى العلمي أو الأدبي أو التقني المنتشر الآن في الإنترنت

الإلتقاء عند نقطة إلتقاء : الاستفادة من العلوم بغض النظر عن مصدرها

بالرغم من تأخر مجتمعات المسلمين في استغلال أي اختراع ، إلا أنهم استدركوا أنفسهم في نهاية الأمر و بدأت "المادة" الإسلامية في الظهور على أيدي شباب صغير في السن في كثير من الأحيان

قد يعزوا سبب التأخر، الأسلوب السلبي جداً في معاملة العلم أو الاختراعات خصوصاً بعد البحث عن مصدرها. و بسبب هذه النظرة تأخر الأوروبيون في العصور الوسطى في الحضارة و النهضة إلا أنهم نهضوا في النهاية و الآن هم يسودون العالم كأوروبيين و كأمريكان ، و مازلنا نحن كمجتمعات إسلامية نحاول جاهدين مواكبة الركب و قشع مظاهر التخلف التي قد تسودنا أحياناً باسم الدين و الدين منها براء

فالرسول صلى الله عليه وسلم استخدم الفكر الفارسي (المتقدم آنذاك) بمشورة سلمان الفارسي رضي الله عنه في حفر الخندق. و تابع ذلك المسلمون و على نفس النهج بالاختراع و نهل العلم من غيرهم من الحضارات سواء من الهند أم من الصين أم من اليونان أم من أي حضارة رائدة في أي المجالات وثم تطويرها و تجديدها و تصحيح ما فيها من أخطاء. فعلى سبيل المثال الفلسفة اليونانية (وقد كان لهم التفوق في الفلسفة) بها الكثير من الأفكار المخالفة للإسلام إلا أن المسلمين تعاملوا معها بذكاء و استفادوا من إيجابياتها و طرحوا سلبياتها و لنا في كتب فلاسفة المسلمين مثال حي نستطيع دراسته كنموذج في طريقة استخلاص المفيد من الرديء في كتب عباقرة المسلمين من الفارابي أو ابن سيناء أو غيره

و بالرغم من أي سلبية نجدها في عالمنا الإسلامي اليوم في نبذ العلم و التأخر عن تقبله إلا أن بشائر الخير نجدها بإذن الله كثيرة و منها ظاهرة سفر طلاب العلم من الدول الإسلامية إلى الدول الرائدة في العلوم لنهل العلم منها و لنفع المسلمين عند العودة لبلادهم

هناك بشائر أخرى كثيرة لا يسعنا ذكرها كلها منها ظهور دعاة الاستفادة من العلم الحديث لدى الغرب و دمجه بما لدى المسلمين من فكر و علم كطارق السويدان و سلمان العودة و غيرهم الكثير و الذي نتمنى ظهور غيرهم و ذلك للدور الإيجابي الذي يقومون به

في النهاية، أدعوا الله لنفسي وللمسلمين بإخلاص نيتي و نية كل طلاب العلم المسلمين في كل مكان في العالم لله رب العالمين و وضع نهضة المسلمين و نفع البشر بشتى العلوم في كل أنحاء العالم للبناء و لتعمير الأرض كما صنع أجدادنا من العلماء و المفكرين

فالسر في نهضة الحضارات يكمن بتأمل العاقل في قوله تعالى (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) في هذا المقطع أتركُكم مع البرنامج العلمي الألماني "عجائب العالم" (مترجماً للعربية) الذي يوضح علوم المسلمين الدفينة و كيف تعاملت معها أوروبا آنذاك على هذا الرابط (http://blog.abunadi.net/2009/01/blog-post_23.html)
أخوكم إبراهيم خليل أبونادي

caspers
24-01-2009, 12:06 PM
والله الكلام اللي عم تقوله كلام سليم وواقعي
لكن أعتقد ان المسلمين المتنورين (وهم كثر ) بدأو بالاهتمام بشكل أكبر بالمجالات التي قلت عنها
وخصوصا ً مجال الاعلام

Ibrahim
26-01-2009, 04:51 AM
الحمدلله الخير في الناس كثير اخي الكريم
أشكر لك ردك