المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ عز الدين القسام الغائب الحاضر



إسلامية
06-02-2009, 11:14 AM
http://almoslim.net/files/images/thumb/izz-1-L-thumb2.jpg




على الرغم من وجود عشرات الشخصيات السياسية والدبلوماسية التي ظهرت في أحداث غزة هذه الأيام والتي قامت بجهود إيجابية أو سلبية، إلا أن الشخصية الأبرز التي كانت حاضرة بقوة في عالم أضحت بؤرته غزة، هو الشخصية التي رسمت معالم الحرية والاستقلال في فلسطين انطلاقاً من غزة، بكتائبها، بصواريخها..



إن القسام ليس فحسب جناحاً لحركة مقاومة عنيدة عصية على الانكسار ولو جاء بتكالب دولي وتواطؤ محلي وإقليمي، وليس صاروخاً يُلجئ مئات الآلاف من الغاصبين إلى المخابئ كالجرذان تحت الأرض.. إنه روح سرت في فلسطين، من يوم أن أطل الشيخ محمد عز الدين بن عبد القادر مصطفى القسام على جبل جنين قبل أكثر من سبعين عاماً يهتف بأنصاره، قائلاً: "موتوا في سبيل"، قبل أن تغتاله عصابات الهمج الصهيونية فيستحيل الجسد البار صاروخاً يرعب القطعان ويزلزل عمقهم الاستراتيجي، وكتائب تتضاعف أعدادها كلما مرت بها محنة، تخرج خبثها وتستبقي تبرها براقاً واعداً جسوراً، وتلك حكمة الله في الشهداء الأبرار ـ نحسبه كذلك ـ؛ يُستمطر بهم نصر الله أن يبقي الله من أثره لأعدائه ما يسوؤهم؛ بذا قضت حكمة المولى القدير..



ولد الشيخ في بلدة جبلة السوريا عام 1882م, و أرسله أبوه إلى مصر ليتعلم في الجامع الأزهر عام 1896م فمكث فيها عشر سنين تأثر فيها بمدرسة الجهاد التي أنشأها الشيخ محمد رشيد رضا التي تابع من خلالها أخبار الحركات الجهادية في العالم الإسلامي ثم عاد إلى بلدته, وفيها قاد أول تظاهرة تضامنية مع الليبيين لدى احتلال الطليان لبلدهم، والتي هتف خلالها السوريون "يا رحيم يا رحمن غرق أسطول الطليان", ودعا إلى التطوع لنصرة المسلمين في ليبيا منتقيًا منهم 150 متطوعًا, و قد حاول السفر إلى ليبيا برفقتهم غير أن العثمانيين منعوه فسافر هو وصديق له لتسليم تبرعات السوريين لشيخ المجاهدين الليبيين عمر المختار ثم عاد إلى سوريا ـ ثمة رواية أخرى تقول إن القسام منع أيضًا من السفر فبنى بالمال مسجدًا في سوريا ـ وفي العام 1918م


احتل الفرنسيون سوريا فباع الشيخ العظيم بيته, واشترى بثمنه 24 بندقية, وسار بأهله إلى جبل صهيون, والتحق بالثورة التي قادها عمر البيطار في جبال اللاذقية, وفي جبال اللاذقية كان موعده مع الجهاد إذ ظل يقاتل الفرنسيين ويحرض المؤمنين على قتالهم إلى أن حكم الفرنسيون عليه بالإعدام غيابيًا, وحاولت فرنسا إغراؤه بعد ذلك بالمال والمنصب لكن الرجل كان أكثر صلابة من كل هذا, واستمر في جهاده بجبال اللاذقية إلى أن ضاق الخناق على المجاهدين, فهجر إلى حيفا مع بعض إخوانه, ووجد فيها ضالته في الدعوة إلى الله من خلال مسجد الاستقلال الذي أصبح إمامه وخطيبه, ومن خلال جمعية الشبان التي ترأسها, وانطلق من حيفا يحرض على تكوين خلايا الجهاد 15 عامًا, وراح يبتاع السلاح سرًا (لم يكن اختيار الجناح العسكري لحركة حماس التي هي من ثمار الجهاد الفلسطيني التليد لاسم " كتائب عز الدين القسام" اعتباطيًا, فالرجل العظيم هذا كان من الفطنة والذكاء بحيث استطاع تكوين خلاياه الجهادية خلال 15 عامًا في سرية وكتمان من دون أن ينكشف أمره برغم تاريخه الجهادي في جبال اللاذقية بسوريا, وتلك كانت من العلامات التي وعتها كتائبه بعد أكثر من نصف قرن) .





وبعد هذه السنوات الطوال بدأت بريطانيا التي كانت تحتل فلسطين, وتفسح الطريق لليهود للشروع في بناء كيانهم الزائل المدعو "دولة إسرائيل" في العام 1948م تفتح عيونها على تحركات القسام, وتستدعيه أكثر من مرة, فشعر القسام بأن أمره قد انكشف أو كاد, وقد كان ينتوي قبلاً أن يفجر الثورة في كل أرجاء فلسطين, بيد أن الأحداث داهمته, فاضطر للخروج مع رفاقه إلى جبل جنين, متمثلاً كلمته الخالدة 'هذا جهاد .. نصر أو استشهاد', وفي جبل جنين لم يتوقف القسام عن تحريض فلاحي جبل جنين على القتال حتى طوقت حملة إنجليزية مركز جهاده وأيقن بالموت و مع هذا لما دعاه قائد الحملة للاستسلام هو وإخوانه أبى قائلاً للقائد: "هذا جهاد في سبيل الله والوطن, ومن كان هذا جهاده لا يستسلم لغير الله" ثم التفت إلى إخوانه وهتف بهم "موتوا شهداء" ثم قاتل رحمه الله حتى قتل عام 1935م , وتفجرت من بعد استشهاده الثورة في كل أرجاء فلسطين.


ثم انبلج أثره من بعد موته بنصف قرن، عندما أنشأت حركة المقاومة الإسلامية حماس التي نشأت في العام 1987 ذراعها العسكري، يحمل اسم البطل.. وفي غزة كان تتويج الملحمة التي حضرها القسام بكلماته: "إنه لجهاد..نصر أو استشهاد"


http://almoslim.net/node/105420 (http://almoslim.net/node/105420)