طه الزروق
07-02-2009, 12:20 AM
تساءلتُ مرة..
- لماذا يتبـادر إلى فكري أحيـانا بأنني مجنون ؟!..
- لعلك كذلك !!.. ثم.. ليس المجنون أن تعترف بذلك..
- أنا أعترف بجنوني، يعني أني نقيضه ؟!.. هه.. محـال..
- هذا ما تراه أنت.. أما المعتوه الحق فيرى النـاس مجـانين.. لا هو..
- قد صدق.. أو ليس أختار له عالما اصطنعه بخياله، و طابت معيشته في أكنافه.. فلماذا لا يتراكض الناس خلف الجنون ليحققوا أمنياتهم البعيدة ؟!..
- لأنهم يفصلون عـالمهم الحسّـي..
- ولو كـان مُـرّا ؟!.. هذا غبـاء..
- الغبـاء أن تتخيّل نفسك ناجحا وأنت.. هه..
- قد أفكر أحيانا في العزلة، لأتخلص من صفـاتي الإنسـانية.. ناجح.. أم.. فاشل.. أو ربمـا.. لا هذا و لا ذاك..
- ولكنك في آخر المطـاف، لست منعزلا.. مادمت تفكر في النـاس و الفرار منهم ومن صفـاتهم..
- إذن ما الحل في رأيك ؟!.. أريد أن أختفي عن هذه الإسقـاطات الآدمية.. أريد.. صدقني..
- لن تُعفى منها مهما فعلت.. إذا أنت اختفيت.. سيقولون: ميت أو هارب من فضيحة... إذا تجاهلتهم... فبك مسّ شيطاني أو أنت مريض نفسي.. وأنت تعرف الباقي..
- البـاقي.. أن أتنكر لهم في كل يوم بحلة شخص...
- أنت في هذه الحـالة... غريب الأطوار.. وقد يتطور حـالك للجنون..
- سأدّعي سفرا إلى أرض بعيدة... وأختلي وحدي..
- بذلك أنت كـاذب مع نفسك.. وهو إسقـاط آخر لقنه لك النـاس.. و سيطول غيـابك فيقولون...
- مات !!.. هارب من فضيحة !!.. ما دليلهم في هذا ؟.. إن هم إلا يفترون..
- لكنك أول من افترى.. هل تذكر ؟!..
- أغلب الظن أنهم تعمدوا محـاصرتي...
- لكنك موافق عليه بطبيعة الحـال..
- لاشك أنك تسخر مني.. كيف أتفق معهم و أنا..
- أنت تتكلم لغتهم.. وترتدي ثيـابا كالتي يرتدون.. وتمشي بلبـاقة مصطنعة كما يفعلون.. لك ما لك و عليك ما عليك...
- إذن... هذا هو الحل بنظرك !..
- أي حل تقصد ؟...
... و لا زال يناجي نفسه جهرا، مخترقا السبل.. إذ يشرع في نزع ثيـابه والتلفظ بأشيـاء غريبة.. ويلوح بكلتا يديه سخطا... حتى صار كما ولدته أمه..
أهو مجنون ؟!.. أم يعيش على الفطرة ؟!.. في كلتا الحـالتين لا يسع من صـادفه إلا أن يتمتم بأدعية خفية، و يضرب كف بكف.. ويغض بصره لينطلق غير عابئ ولا مهتم..
كذلك مـآل من جابه النـاس في حقه وهو ملكهم.. ما عسى يفعل المرء بحـاله ؟.. قد يذهب البعض إلى كوننا جميعا مجانين لأننا اتفقنا أول الأمر على.. على ماذا ؟!.. في الحقيقة.. على كل شيء.. في حياتنا الخـاصة.. حتى حرياتنا في أسمائنا و رغباتنا.. وها نحن نجني ثمرات الأجداد... أجداد ؟!... أتراهم كـانوا مجـانين ؟؟!!..
- لماذا يتبـادر إلى فكري أحيـانا بأنني مجنون ؟!..
- لعلك كذلك !!.. ثم.. ليس المجنون أن تعترف بذلك..
- أنا أعترف بجنوني، يعني أني نقيضه ؟!.. هه.. محـال..
- هذا ما تراه أنت.. أما المعتوه الحق فيرى النـاس مجـانين.. لا هو..
- قد صدق.. أو ليس أختار له عالما اصطنعه بخياله، و طابت معيشته في أكنافه.. فلماذا لا يتراكض الناس خلف الجنون ليحققوا أمنياتهم البعيدة ؟!..
- لأنهم يفصلون عـالمهم الحسّـي..
- ولو كـان مُـرّا ؟!.. هذا غبـاء..
- الغبـاء أن تتخيّل نفسك ناجحا وأنت.. هه..
- قد أفكر أحيانا في العزلة، لأتخلص من صفـاتي الإنسـانية.. ناجح.. أم.. فاشل.. أو ربمـا.. لا هذا و لا ذاك..
- ولكنك في آخر المطـاف، لست منعزلا.. مادمت تفكر في النـاس و الفرار منهم ومن صفـاتهم..
- إذن ما الحل في رأيك ؟!.. أريد أن أختفي عن هذه الإسقـاطات الآدمية.. أريد.. صدقني..
- لن تُعفى منها مهما فعلت.. إذا أنت اختفيت.. سيقولون: ميت أو هارب من فضيحة... إذا تجاهلتهم... فبك مسّ شيطاني أو أنت مريض نفسي.. وأنت تعرف الباقي..
- البـاقي.. أن أتنكر لهم في كل يوم بحلة شخص...
- أنت في هذه الحـالة... غريب الأطوار.. وقد يتطور حـالك للجنون..
- سأدّعي سفرا إلى أرض بعيدة... وأختلي وحدي..
- بذلك أنت كـاذب مع نفسك.. وهو إسقـاط آخر لقنه لك النـاس.. و سيطول غيـابك فيقولون...
- مات !!.. هارب من فضيحة !!.. ما دليلهم في هذا ؟.. إن هم إلا يفترون..
- لكنك أول من افترى.. هل تذكر ؟!..
- أغلب الظن أنهم تعمدوا محـاصرتي...
- لكنك موافق عليه بطبيعة الحـال..
- لاشك أنك تسخر مني.. كيف أتفق معهم و أنا..
- أنت تتكلم لغتهم.. وترتدي ثيـابا كالتي يرتدون.. وتمشي بلبـاقة مصطنعة كما يفعلون.. لك ما لك و عليك ما عليك...
- إذن... هذا هو الحل بنظرك !..
- أي حل تقصد ؟...
... و لا زال يناجي نفسه جهرا، مخترقا السبل.. إذ يشرع في نزع ثيـابه والتلفظ بأشيـاء غريبة.. ويلوح بكلتا يديه سخطا... حتى صار كما ولدته أمه..
أهو مجنون ؟!.. أم يعيش على الفطرة ؟!.. في كلتا الحـالتين لا يسع من صـادفه إلا أن يتمتم بأدعية خفية، و يضرب كف بكف.. ويغض بصره لينطلق غير عابئ ولا مهتم..
كذلك مـآل من جابه النـاس في حقه وهو ملكهم.. ما عسى يفعل المرء بحـاله ؟.. قد يذهب البعض إلى كوننا جميعا مجانين لأننا اتفقنا أول الأمر على.. على ماذا ؟!.. في الحقيقة.. على كل شيء.. في حياتنا الخـاصة.. حتى حرياتنا في أسمائنا و رغباتنا.. وها نحن نجني ثمرات الأجداد... أجداد ؟!... أتراهم كـانوا مجـانين ؟؟!!..