kit kat kitty
10-02-2009, 07:42 PM
المعلق :
المظلة الواقية في سيارتي متوقفة، أهي خطأ غير مقصود أم إشارة بأن المعلومات جاهزة؟
تصادم بالصدفة، أم حرفة جاسوسية مثيرة؟ تمرير لرسالة سرية، عمال التمديدات الهاتفية، هل يصلحون الخطوط أم يتنصتون؟
وخلف هذه الستائر أتوجد أسرة عادية أم هو مخبأ لأحد العملاء المزدوجين؟
يتعامل اللاعبون في لعبة التجسس بالحيلة، والخديعة، والإغراء، والخيانة.
متحدث:
يجب أن يمتلك الجاسوس ميزات الشرطي والعسكري، وأن يتميز بقوة الإقناع، وذلك ليستطيع أن يكسب إلى جانبه شخصاً من الطرف الآخر.
المعلق:
هذا الرجل هو أحد القلة الناجين من هذه اللعبة.
كان أولجو ديفسكي عميلاً للمخابرات الروسية لكنه تجسس للغرب أيضاً.
أولجو ديفسكي :
تمكنت بكل سهولة من وضع كمية من وثائق الـ"KGB" الفائقة السرية في جيبي، حيث أخرجتها من مكتب للمخابرات الروسية وأخذتها لاجتماع سري في شقة أخرى مستأجرة، حيث كانوا يصورونها مباشرة وكانت مهامتي إعادة هذه الأوراق بشكل آمن، وبكل مرة كنت أصاب بتوتر شديد، فإذا أمسكني أحدهم وهذه الأوراق في جيبي، فإن هذا سيعني الموت.
المعلق :
أولجو ديفسكي، رجل متعدد الأقنعة، فهو لا يستطيع العودة إلى روسيا حيث سيلاقي حكماً بإعدامه، لكنه سينقلنا إلى عالم الجاسوسية، هذه اللعبة المميتة، الأغرب من الخيال، والتي تُلعب منذ القدم، وبأعلى المخاطر.
موسكو: هذا هو القسم الأجنبي للمخابرات الروسية، للاتحاد السوفيتي سابقاً.
متحدث:
كانت الـ"KGB" منظمة قاسية ووحشية وغير إنسانية، فقد قتلت أبناءها ووضعت الملايين خلف القضبان، وأعدمت الكثيرين بغض النظر عن جنسياتهم أو مواقفهم السياسية.
أولجو ديفسكي :
كانت هناك نشاطات استخبارية كتجنيد العملاء السريين في الدول الأجنبية، وكان يطلب قدر عالٍ من المعرفة في هذه الدول الغربية، كان الأمر تحدياً فانضممت إلى الـ"KGB".
المعلق :
من مركزها في سجن لوبيانكا بموسكو امتدت عمليات الـ"KGB" الاستخبارية لجميع أنحاء العالم، وساهمت في أجواء الخداع، لكن لعبة الـ"KGB" التي جرت طوال القرن العشرين لعبة بدأت منذ آلاف السنين.
الجاسوسية قديمة كقدم التاريخ، قد يصنع أو يدمر التجسس إمبراطوريات بأكملها.
في القرن الثاني قبل الميلاد، وفي براري قرب البحر الأسود كان هناك طفل في الحادية عشر من عمره، يتدرب لأن يصبح أول أستاذ في التجسس.
كان ميثرودوتس وريث عرش بونتي في المنفى بعد أن طردته والدته، فقرر الانتقام.
متحدث:
كانت نشأته غريبة للغاية، وانتهى به الأمر متجولاً في تركيا الحديثة لعدة سنوات يتجسس في هذه الأرض لحين تمكنه من العودة لإقصائها وربما لتلاقي ميتة رهيبة.
http://www.majddoc.com/cms/images/icons/totop.gif (http://www.majddoc.com/main.aspx?function=Item&id=11838&lang=#top)
المعلق :
تعلم ميثرودوتس مهنة التجسس في صغره، وطبق دروسها بوحشية، فلجأ للخداع، حيث اخترق البلاط الملكي متنكراً ثم اعتلى السلطة، بعدها استخدم ذكاءه في احتلال القرى المجاورة، ثم لجأ للاستبداد بتوظيف الشرطة السرية للمحافظة على السلطة.
متحدث:
لدينا أسطورة تدعى ميثرودوتس الملك الذي يرى كل شيء، كان يخرج بنفسه ليتجسس على الجميع، فجاءت فكرة الملك الذي يتنكر ثم يتسلل ليلاً قافزاً عن الجدران، وقد يتحدث لرجل كهل في السوق، وفي اليوم التالي يأتي به إلى القصر ليقطع رأسه ؛ لأن المكل شخصياً هو من تحدث إليه.
المعلق :
بعد تعزيزه لقاعدته السلطوية استخدم ميثرادوتس الاستخبارات العسكرية لتوسيع إمبراطوريته.
قام بغزو أوكرانيا ثم تقدم إلى اليونان وأطلق حملة لطرد الرومان الأقوياء من آسيا الصغرى.
متحدث:
ما إن اصطدم بالرومان، حتى بدا أن جميع فتوحاته التالية نفذت بواسطة التواصل مع الناس في المدن الإغريقية وجزرها، والتي كانت جميعها متعاطفة مع فكرة طرد الرومان، ولذلك فإن ضرباته لم تكن عشوائية، بل بدا أنها حملة ذات تنظيم دقيق وجيد.
المعلق :
أحد مخاطر عالم التجسس هو أن المتآمرين قد يتعرضون للخداع في النهاية، وهذا ما حدث مع ميثرودوتس عندما كان يعد لغزو إيطاليا، فقد قاد ابنه ثورة ضده.
انتهت إمبراطورية مثرودوتس فهل خلف بالتأكيد إرثاً مخيفاً تمثل في المجتمع الذي أنشأه، وفي استخدام الاستخبارات في غزواته؟
هذه مهنة أستاذ التجسس الذي يرأس الجاسوسية الحديثة.
في عام 1917 سيطر البلاشفة على السلطة في روسيا، وشعرت معها الولايات السوفيتية بجنون الارتياب، وصممت على سحق أعدائها.
قاد المعركة ضد قوى الثورة المضادة أشد ضباط لينين تعصباً وهو فيلكس جيرزنكسي.
من مركزه الرئيسي في موسكو في سجن لوبيانكا خطط فيلكس الحديدي أسلوب الـ"KGB" الذي يرفض المساومة مع أعدائه السياسيين داخل وخارج الوطن.
أولجو ديفسكي :
نشرت منظمة يمينية في إيطاليا في بداية الخمسينيات كتاباً عن معسكرات الإبادة والسخرة في الاتحاد السوفيتي آنئذٍ تمكنت الـ"KGB" في إيطاليا وبمساعدة عملاء سريين من تدمير المكاتب التي كانت تملك الكتاب المطبوع حديثاً والجائزة للبيع، وقد دمر بواسطة سكب سائل سام ذو رائحة كريهة عليه في عملية تعتبر الأكثر إثارة لكنها لم تكن سارة .
المعلق :
كما فعل ميثرودوتس من قبله استخدم فيلكس الاستخبارات، وتوسع خارجياً أيضاً.
أصبحت الـ"KGB" خبيرة في تجنيد العملاء الأجانب لتشجيع الأهداف الشيوعية.
أولجو ديفسكي:
كانت هناك ثلاثة أساليب فقط، كان أولها التقارب الأيدلوجي والثاني المصالح المادية التي تعني مجرد المال فقط، والثالث هو العامل النفسي ومنطقه الذي هو مجازي للابتزاز.
http://www.majddoc.com/cms/images/icons/totop.gif (http://www.majddoc.com/main.aspx?function=Item&id=11838&lang=#top)
المعلق :
لاقى مجندو الـ"KGB" نجاحاً باهراً.
كيم فيلبي الدبلوماسي حلقة الوصل مع الاستخبارات الأمريكية والرئيس المحتمل للمخابرات البريطانية، شيوعي فر إلى الاتحاد السوفيتي عام 63.
آرنت راهولد عضو مناصر للحكومة النرويجية والذي خان أسرار أنظمة دفاع النيتو وباعها للروس.
آلدريت إيمز جاسوس المليون دولار، والموظف الكبير السابق في المخابرات الأمريكية، والذي سيمضي بقية حياته في السجن.
أولجو ديفسكي:
كان وغداً ساخراً وفعل ذلك من أجل المال، وزود عدة أشخاص بالمعلومات، من بينهم أنا، وعدد آخر من العملاء الأمريكيين أعدموا جميعاً باستثنائي.
المعلق:
من ضمن الذين خانهم أولدريش كان عالم الصواريخ السوفيتي الذي كان يمرر أسرار الصواريخ للغرب، وأعدمه الـ"KGB".
لكن الـ"KGB" تجاوزت حدود تجنيد الجواسيس المفردين، فقد علم فيلكس جوزينكسي دائرة شرطته السرية إدارة اللعبة على مستوى واسع.
مع نهاية الحرب العالمية الثانية حول حلفاء الغرب أعينهم عن الألمان، فقد ظهر الاتحاد السوفيتي لنشر الشيوعية عبر أوروبا، وكانت وكالات التجسس الغربية بحاجة لعملاء يخترقون الكريملن لكشف مخططات ستالين.
اتجهوا إلى دول البلطيق مثل لادفيا، لتوانيا، وأستونيا، حيث كان مقاتلو الحرية يبحثون عن الدعم للنضال ضد موسكو.
متحدث:
كان علينا القتال لنسترد حريتنا وكان هذا هو هدفنا الأقصى.
المعلق :
نقل دائرة الاستخبارات البريطانية السرية هؤلاء الانفصاليين من البلطيق إلى لندن، ليتم تدريبهم كعملاء، كما أعادتهم إلى الاتحاد السوفيتي للنضال من أجل أهدافهم، ولجمع المعلومات عن الغرب.
لكن البريطانيين لم يدركوا بأن هؤلاء العملاء كانوا سيقعون في فخ واضح في لعبة كبيرة من الخداع لا تضاهيها أعظم روايات الجاسوسية.
أدركت الـ"KGB" نية بريطانيا، فقامت بنسج خيوط عملية معقدة للإيقاع بجواسيس الأعداء في الشرك.
سمة الجاسوسية ترتكز على أن لا شيء ولا أحد يبدو على ما هو عليه، كما أن عملاء الاتصال الذين تم تجنيدهم والوثوق بهم من قِبَل البريطانيين لم يبدوا بالتأكيد على صورتهم ذاتها.
أولجو ديفسكي:
كنت عميلاً للـ"KGB" وكانت مهامتي تتعلق بإقناع العملاء البريطانيين بأنني قومي وبأنني أحب قادتي المنظمة القومية في ريدا، وقد نجحت تماماً في ذلك.
المعلق:
كانت الأجهزة التي يستخدمها العملاء البريطانيون تحت سيطرة الـ"KGB"، وحركات المقاومة التي انضموا إليها كانت من طلائع الـ"KGB"، والمعلومات التي كان العملاء يرسلون بها إلى بريطانيا تعرضت للتلاعب على يد الـ"KGB".
متحدث:
أثناء إقامتنا في الغابة كنا نبقى على اتصال يومي مع الـ"KGB" باستخدام حفر مخفية للرسائل، كنا نمر يومياً على هذه الحفر لإرسال التقارير إلى موسكو عن نشاطاتنا، ولتمرير الرسائل التي استلمناها من لندن، وكنا نتلقى أيضاً المعلومات التي سنبعث بها إلى "MI 6" بهذه الطريقة استطعنا تشويش معلومات بريطانيا.
كانت إحدى حفرنا هنا حيث يسهل تمويهها بعد استخدامها.
http://www.majddoc.com/cms/images/icons/totop.gif (http://www.majddoc.com/main.aspx?function=Item&id=11838&lang=#top)
المعلق :
استمرت لعبة الخداع والتلاعب ستة أعوام، وحتى بداية الخمسينيات، تم التحايل على البريطانيين لقبول معلومات الـ"KGB" الخاطئة دون نقاش.
أولجو ديفسكي:
كان يسمح لي بإعطاء معلومات ضئيلة القيمة فقط، معلومات سخيفة يصعب تصديقها.
المعلق :
كانت عملية البلطيق لو أن الـ"KGB" لم تتشابك مصالحها، فمن بين المعلومات التي أرسلتها إلى لندن، كانت عينة من المياه مأخوذة من نهر بالقرب من المفاعل النووي السوفيتي، كانت المياه كثيفة الإشعاع، أثارت شكوك البريطانيين، فقام البريطانيون بإنهاء العملية مخلفين عملاءهم الذين قتلوا أو سجنوا.
متحدث:
وقعت دون إدراك مني في شباك الاستخبارات السوفيتية، لكن لماذا كانت هذه المخاطرة؟
المعلق :
كانت لسعة البلطيق نتاج عبقرية فيلكس جونزنكسي في الجاسوسية.
متحدث:
ما زالت صوره معلقة في مكاتب دائرة الأمن والمخابرات الروسية، وما زالت أعماله البطولية تدرس في المدارس الروسية الخاصة.
المعلق:
هل كان سيرمانس فيلد أعظم الجواسيس على الإطلاق؟ هل كان الأكثر تنظيماً بين أساتذة الجاسوسية في العالم؟
لكن لدن بلانش كانت إحدى عملياته التي رأت النور، ورغم صورته الرائعة إلا أن البريطانيين لم يعلنوا إلا القليل عن غموضها.
هناك إحدى الروايات التي تكشف عن هذه المنظمة القادرة على الانقلابات الجاسوسية.
بدأت القصة من الدانمرك عام 74 وفي أحد نوادي كوبن هاجن الرياضية عندما قام العميل البريطاني مايكل بإجراء أول اتصال مع مصدر هام وجديد للمعلومات.
اتخذ ضابط الـ"KGB" أولج جوديسكي قراراً بخيانة الاتحاد السوفيتي.
قام جوديسكي ولمدة عشرة أعوام بتسليم المئات من وثائق الـ"KGB" من سفارات الاتحاد السوفيتي في كوبنهاجن ولندن، وكان يلتقي مع ضابط الاتصال البريطاني مخاطراً بحياته.
جوديسكي :
ما كنت أفكر فيه، هو أنني وأثناء تناولي للغداء في شقة آمنة، رتبتها المخابرات البريطانية، وبحوزتي تلك الوثائق التي استعرتها أن هناك رجل في مركزنا مسؤول عن السيطرة على كل شيء، ومن بينها الوثائق السرية للـ"KGB"، وبإمكانه أن يقوم بتفتيش مفاجئ فقد كان يتمتع بصلاحيات القيام بمثل هذا التفتيش على جميع مكاتب الضباط.
ومن ضمنها الأدراج والخزائن الحديدية، وسوف يكتشف اختفاء اثنتي عشرة وثيقة، وسيكون السؤال هنا هو انتظار من سيقوم بإعادتها داخل الخزنة، وهذا ما كنت أتوقعه في كل مرة.
http://www.majddoc.com/cms/images/icons/totop.gif (http://www.majddoc.com/main.aspx?function=Item&id=11838&lang=#top)
المعلق:
في عام 85 تحقق كابوس أوليج جوديسكي عندما استدعي فجأة إلى موسكو فقد أخبر جاسوس سوفيتي داخل وكالة المخابرات الأمريكية ضابطاً في الـ"KGB" بأن لديهم عميلاً مزدوجاً.
متحدث:
في قضية السيد جوديسكي، كنت أعلم بأن "SIS" تملك مصدراً جيداً، لقد تمكنت من تجميع بعض الملاحظات، مما سمح لنا بمعرفة شخصيته.
في النهار كان يتم تخدير جوديسكي للتحقيق معه داخل مركز الـ"KGB"، وأثناء الليل كان داخل منزله تحت المراقبة، وحاول البريطانيون تهريبه عبر الحدود الفنلندية.
جوديسكي :
خلال فترة هربي لم أكن لأصدق نفسي ولا عيناي، وكنت أقوم بكل ذلك وأنا أشعر بأنني أصور فيلماً، كان يفترض بي الذهاب إلى زاوية أحد الشوارع أحد الشوارع في موسكو وأن أقف هناك تحت عمود الإنارة لخمس دقائق حاملاً كيساً بلاستيكياً للتسوق في يدي، وبعد بضعة أيام، وفي موقع محدد من الطريق بين لينين جراد، وهو شارع سانت بيتر سبورج الآن، وبين الحدود الفينلندية ستأتي سيارتان بريطانيتان في الساعة الثانية لمرافقتي.
تمكنت من مراوغة المراقبة في يوم الجمعة، وأخذت القطار من موسكو إلى لينين جراد، وفي صباح اليوم التالي، وكم كنت سعيداً عند رؤيتي للموقع المحدد، فلم أكن قد شاهدته أبداً في حياتي، بعد ذلك أمضيت بعض الوقت وفي الثانية من بعد الظهر وبعد تأخير لمدة ثلث ساعة، وصلت السيارتان البريطانيتان، فقفزت داخل إحداهما، واختبأت بداخلها، أوقفت السيارة خمس مرات، وكنت أشعر بتوتر شديد، لكننا في النهاية غادرنا الأراضي السوفيتية ووضع السائق شريط موسيقى فيلندية.
المعلق :
كان جوديسكي واحداً من الذين لعبوا لعبة العميل المزدوج المميتة بين الشرق والغرب، ونجا منها، لكن حصوله على الشهرة، كان بسب أهمية مساهماته، فقد كان هو من هرب المعلومات التي ساعدت مايكلو تاتشل على فتح صفحة العلاقات الودية مع الزعيم السوفيتي جوربت شوف عام 85.
لكن هناك جزء آخر من قصة جوديسكي فبعد فراره جاء إلى أميركا للقاء المخابرات المركزية عندما قابله وحقق معه الرجل الذي خانه، أولدريش إيمز.
أولجو ديفسكي:
الشخص الذي كان في الاستخبارات الأمريكية المركزية والذي اعتبرته شخصاً لطيفاً ومهذباً من بين جميع الموظفين هناك، كان ينظر في عيني وربما كان يقول بداخله: أيها الأحمق لماذا لم تمت عندما قمت بتسليم
المظلة الواقية في سيارتي متوقفة، أهي خطأ غير مقصود أم إشارة بأن المعلومات جاهزة؟
تصادم بالصدفة، أم حرفة جاسوسية مثيرة؟ تمرير لرسالة سرية، عمال التمديدات الهاتفية، هل يصلحون الخطوط أم يتنصتون؟
وخلف هذه الستائر أتوجد أسرة عادية أم هو مخبأ لأحد العملاء المزدوجين؟
يتعامل اللاعبون في لعبة التجسس بالحيلة، والخديعة، والإغراء، والخيانة.
متحدث:
يجب أن يمتلك الجاسوس ميزات الشرطي والعسكري، وأن يتميز بقوة الإقناع، وذلك ليستطيع أن يكسب إلى جانبه شخصاً من الطرف الآخر.
المعلق:
هذا الرجل هو أحد القلة الناجين من هذه اللعبة.
كان أولجو ديفسكي عميلاً للمخابرات الروسية لكنه تجسس للغرب أيضاً.
أولجو ديفسكي :
تمكنت بكل سهولة من وضع كمية من وثائق الـ"KGB" الفائقة السرية في جيبي، حيث أخرجتها من مكتب للمخابرات الروسية وأخذتها لاجتماع سري في شقة أخرى مستأجرة، حيث كانوا يصورونها مباشرة وكانت مهامتي إعادة هذه الأوراق بشكل آمن، وبكل مرة كنت أصاب بتوتر شديد، فإذا أمسكني أحدهم وهذه الأوراق في جيبي، فإن هذا سيعني الموت.
المعلق :
أولجو ديفسكي، رجل متعدد الأقنعة، فهو لا يستطيع العودة إلى روسيا حيث سيلاقي حكماً بإعدامه، لكنه سينقلنا إلى عالم الجاسوسية، هذه اللعبة المميتة، الأغرب من الخيال، والتي تُلعب منذ القدم، وبأعلى المخاطر.
موسكو: هذا هو القسم الأجنبي للمخابرات الروسية، للاتحاد السوفيتي سابقاً.
متحدث:
كانت الـ"KGB" منظمة قاسية ووحشية وغير إنسانية، فقد قتلت أبناءها ووضعت الملايين خلف القضبان، وأعدمت الكثيرين بغض النظر عن جنسياتهم أو مواقفهم السياسية.
أولجو ديفسكي :
كانت هناك نشاطات استخبارية كتجنيد العملاء السريين في الدول الأجنبية، وكان يطلب قدر عالٍ من المعرفة في هذه الدول الغربية، كان الأمر تحدياً فانضممت إلى الـ"KGB".
المعلق :
من مركزها في سجن لوبيانكا بموسكو امتدت عمليات الـ"KGB" الاستخبارية لجميع أنحاء العالم، وساهمت في أجواء الخداع، لكن لعبة الـ"KGB" التي جرت طوال القرن العشرين لعبة بدأت منذ آلاف السنين.
الجاسوسية قديمة كقدم التاريخ، قد يصنع أو يدمر التجسس إمبراطوريات بأكملها.
في القرن الثاني قبل الميلاد، وفي براري قرب البحر الأسود كان هناك طفل في الحادية عشر من عمره، يتدرب لأن يصبح أول أستاذ في التجسس.
كان ميثرودوتس وريث عرش بونتي في المنفى بعد أن طردته والدته، فقرر الانتقام.
متحدث:
كانت نشأته غريبة للغاية، وانتهى به الأمر متجولاً في تركيا الحديثة لعدة سنوات يتجسس في هذه الأرض لحين تمكنه من العودة لإقصائها وربما لتلاقي ميتة رهيبة.
http://www.majddoc.com/cms/images/icons/totop.gif (http://www.majddoc.com/main.aspx?function=Item&id=11838&lang=#top)
المعلق :
تعلم ميثرودوتس مهنة التجسس في صغره، وطبق دروسها بوحشية، فلجأ للخداع، حيث اخترق البلاط الملكي متنكراً ثم اعتلى السلطة، بعدها استخدم ذكاءه في احتلال القرى المجاورة، ثم لجأ للاستبداد بتوظيف الشرطة السرية للمحافظة على السلطة.
متحدث:
لدينا أسطورة تدعى ميثرودوتس الملك الذي يرى كل شيء، كان يخرج بنفسه ليتجسس على الجميع، فجاءت فكرة الملك الذي يتنكر ثم يتسلل ليلاً قافزاً عن الجدران، وقد يتحدث لرجل كهل في السوق، وفي اليوم التالي يأتي به إلى القصر ليقطع رأسه ؛ لأن المكل شخصياً هو من تحدث إليه.
المعلق :
بعد تعزيزه لقاعدته السلطوية استخدم ميثرادوتس الاستخبارات العسكرية لتوسيع إمبراطوريته.
قام بغزو أوكرانيا ثم تقدم إلى اليونان وأطلق حملة لطرد الرومان الأقوياء من آسيا الصغرى.
متحدث:
ما إن اصطدم بالرومان، حتى بدا أن جميع فتوحاته التالية نفذت بواسطة التواصل مع الناس في المدن الإغريقية وجزرها، والتي كانت جميعها متعاطفة مع فكرة طرد الرومان، ولذلك فإن ضرباته لم تكن عشوائية، بل بدا أنها حملة ذات تنظيم دقيق وجيد.
المعلق :
أحد مخاطر عالم التجسس هو أن المتآمرين قد يتعرضون للخداع في النهاية، وهذا ما حدث مع ميثرودوتس عندما كان يعد لغزو إيطاليا، فقد قاد ابنه ثورة ضده.
انتهت إمبراطورية مثرودوتس فهل خلف بالتأكيد إرثاً مخيفاً تمثل في المجتمع الذي أنشأه، وفي استخدام الاستخبارات في غزواته؟
هذه مهنة أستاذ التجسس الذي يرأس الجاسوسية الحديثة.
في عام 1917 سيطر البلاشفة على السلطة في روسيا، وشعرت معها الولايات السوفيتية بجنون الارتياب، وصممت على سحق أعدائها.
قاد المعركة ضد قوى الثورة المضادة أشد ضباط لينين تعصباً وهو فيلكس جيرزنكسي.
من مركزه الرئيسي في موسكو في سجن لوبيانكا خطط فيلكس الحديدي أسلوب الـ"KGB" الذي يرفض المساومة مع أعدائه السياسيين داخل وخارج الوطن.
أولجو ديفسكي :
نشرت منظمة يمينية في إيطاليا في بداية الخمسينيات كتاباً عن معسكرات الإبادة والسخرة في الاتحاد السوفيتي آنئذٍ تمكنت الـ"KGB" في إيطاليا وبمساعدة عملاء سريين من تدمير المكاتب التي كانت تملك الكتاب المطبوع حديثاً والجائزة للبيع، وقد دمر بواسطة سكب سائل سام ذو رائحة كريهة عليه في عملية تعتبر الأكثر إثارة لكنها لم تكن سارة .
المعلق :
كما فعل ميثرودوتس من قبله استخدم فيلكس الاستخبارات، وتوسع خارجياً أيضاً.
أصبحت الـ"KGB" خبيرة في تجنيد العملاء الأجانب لتشجيع الأهداف الشيوعية.
أولجو ديفسكي:
كانت هناك ثلاثة أساليب فقط، كان أولها التقارب الأيدلوجي والثاني المصالح المادية التي تعني مجرد المال فقط، والثالث هو العامل النفسي ومنطقه الذي هو مجازي للابتزاز.
http://www.majddoc.com/cms/images/icons/totop.gif (http://www.majddoc.com/main.aspx?function=Item&id=11838&lang=#top)
المعلق :
لاقى مجندو الـ"KGB" نجاحاً باهراً.
كيم فيلبي الدبلوماسي حلقة الوصل مع الاستخبارات الأمريكية والرئيس المحتمل للمخابرات البريطانية، شيوعي فر إلى الاتحاد السوفيتي عام 63.
آرنت راهولد عضو مناصر للحكومة النرويجية والذي خان أسرار أنظمة دفاع النيتو وباعها للروس.
آلدريت إيمز جاسوس المليون دولار، والموظف الكبير السابق في المخابرات الأمريكية، والذي سيمضي بقية حياته في السجن.
أولجو ديفسكي:
كان وغداً ساخراً وفعل ذلك من أجل المال، وزود عدة أشخاص بالمعلومات، من بينهم أنا، وعدد آخر من العملاء الأمريكيين أعدموا جميعاً باستثنائي.
المعلق:
من ضمن الذين خانهم أولدريش كان عالم الصواريخ السوفيتي الذي كان يمرر أسرار الصواريخ للغرب، وأعدمه الـ"KGB".
لكن الـ"KGB" تجاوزت حدود تجنيد الجواسيس المفردين، فقد علم فيلكس جوزينكسي دائرة شرطته السرية إدارة اللعبة على مستوى واسع.
مع نهاية الحرب العالمية الثانية حول حلفاء الغرب أعينهم عن الألمان، فقد ظهر الاتحاد السوفيتي لنشر الشيوعية عبر أوروبا، وكانت وكالات التجسس الغربية بحاجة لعملاء يخترقون الكريملن لكشف مخططات ستالين.
اتجهوا إلى دول البلطيق مثل لادفيا، لتوانيا، وأستونيا، حيث كان مقاتلو الحرية يبحثون عن الدعم للنضال ضد موسكو.
متحدث:
كان علينا القتال لنسترد حريتنا وكان هذا هو هدفنا الأقصى.
المعلق :
نقل دائرة الاستخبارات البريطانية السرية هؤلاء الانفصاليين من البلطيق إلى لندن، ليتم تدريبهم كعملاء، كما أعادتهم إلى الاتحاد السوفيتي للنضال من أجل أهدافهم، ولجمع المعلومات عن الغرب.
لكن البريطانيين لم يدركوا بأن هؤلاء العملاء كانوا سيقعون في فخ واضح في لعبة كبيرة من الخداع لا تضاهيها أعظم روايات الجاسوسية.
أدركت الـ"KGB" نية بريطانيا، فقامت بنسج خيوط عملية معقدة للإيقاع بجواسيس الأعداء في الشرك.
سمة الجاسوسية ترتكز على أن لا شيء ولا أحد يبدو على ما هو عليه، كما أن عملاء الاتصال الذين تم تجنيدهم والوثوق بهم من قِبَل البريطانيين لم يبدوا بالتأكيد على صورتهم ذاتها.
أولجو ديفسكي:
كنت عميلاً للـ"KGB" وكانت مهامتي تتعلق بإقناع العملاء البريطانيين بأنني قومي وبأنني أحب قادتي المنظمة القومية في ريدا، وقد نجحت تماماً في ذلك.
المعلق:
كانت الأجهزة التي يستخدمها العملاء البريطانيون تحت سيطرة الـ"KGB"، وحركات المقاومة التي انضموا إليها كانت من طلائع الـ"KGB"، والمعلومات التي كان العملاء يرسلون بها إلى بريطانيا تعرضت للتلاعب على يد الـ"KGB".
متحدث:
أثناء إقامتنا في الغابة كنا نبقى على اتصال يومي مع الـ"KGB" باستخدام حفر مخفية للرسائل، كنا نمر يومياً على هذه الحفر لإرسال التقارير إلى موسكو عن نشاطاتنا، ولتمرير الرسائل التي استلمناها من لندن، وكنا نتلقى أيضاً المعلومات التي سنبعث بها إلى "MI 6" بهذه الطريقة استطعنا تشويش معلومات بريطانيا.
كانت إحدى حفرنا هنا حيث يسهل تمويهها بعد استخدامها.
http://www.majddoc.com/cms/images/icons/totop.gif (http://www.majddoc.com/main.aspx?function=Item&id=11838&lang=#top)
المعلق :
استمرت لعبة الخداع والتلاعب ستة أعوام، وحتى بداية الخمسينيات، تم التحايل على البريطانيين لقبول معلومات الـ"KGB" الخاطئة دون نقاش.
أولجو ديفسكي:
كان يسمح لي بإعطاء معلومات ضئيلة القيمة فقط، معلومات سخيفة يصعب تصديقها.
المعلق :
كانت عملية البلطيق لو أن الـ"KGB" لم تتشابك مصالحها، فمن بين المعلومات التي أرسلتها إلى لندن، كانت عينة من المياه مأخوذة من نهر بالقرب من المفاعل النووي السوفيتي، كانت المياه كثيفة الإشعاع، أثارت شكوك البريطانيين، فقام البريطانيون بإنهاء العملية مخلفين عملاءهم الذين قتلوا أو سجنوا.
متحدث:
وقعت دون إدراك مني في شباك الاستخبارات السوفيتية، لكن لماذا كانت هذه المخاطرة؟
المعلق :
كانت لسعة البلطيق نتاج عبقرية فيلكس جونزنكسي في الجاسوسية.
متحدث:
ما زالت صوره معلقة في مكاتب دائرة الأمن والمخابرات الروسية، وما زالت أعماله البطولية تدرس في المدارس الروسية الخاصة.
المعلق:
هل كان سيرمانس فيلد أعظم الجواسيس على الإطلاق؟ هل كان الأكثر تنظيماً بين أساتذة الجاسوسية في العالم؟
لكن لدن بلانش كانت إحدى عملياته التي رأت النور، ورغم صورته الرائعة إلا أن البريطانيين لم يعلنوا إلا القليل عن غموضها.
هناك إحدى الروايات التي تكشف عن هذه المنظمة القادرة على الانقلابات الجاسوسية.
بدأت القصة من الدانمرك عام 74 وفي أحد نوادي كوبن هاجن الرياضية عندما قام العميل البريطاني مايكل بإجراء أول اتصال مع مصدر هام وجديد للمعلومات.
اتخذ ضابط الـ"KGB" أولج جوديسكي قراراً بخيانة الاتحاد السوفيتي.
قام جوديسكي ولمدة عشرة أعوام بتسليم المئات من وثائق الـ"KGB" من سفارات الاتحاد السوفيتي في كوبنهاجن ولندن، وكان يلتقي مع ضابط الاتصال البريطاني مخاطراً بحياته.
جوديسكي :
ما كنت أفكر فيه، هو أنني وأثناء تناولي للغداء في شقة آمنة، رتبتها المخابرات البريطانية، وبحوزتي تلك الوثائق التي استعرتها أن هناك رجل في مركزنا مسؤول عن السيطرة على كل شيء، ومن بينها الوثائق السرية للـ"KGB"، وبإمكانه أن يقوم بتفتيش مفاجئ فقد كان يتمتع بصلاحيات القيام بمثل هذا التفتيش على جميع مكاتب الضباط.
ومن ضمنها الأدراج والخزائن الحديدية، وسوف يكتشف اختفاء اثنتي عشرة وثيقة، وسيكون السؤال هنا هو انتظار من سيقوم بإعادتها داخل الخزنة، وهذا ما كنت أتوقعه في كل مرة.
http://www.majddoc.com/cms/images/icons/totop.gif (http://www.majddoc.com/main.aspx?function=Item&id=11838&lang=#top)
المعلق:
في عام 85 تحقق كابوس أوليج جوديسكي عندما استدعي فجأة إلى موسكو فقد أخبر جاسوس سوفيتي داخل وكالة المخابرات الأمريكية ضابطاً في الـ"KGB" بأن لديهم عميلاً مزدوجاً.
متحدث:
في قضية السيد جوديسكي، كنت أعلم بأن "SIS" تملك مصدراً جيداً، لقد تمكنت من تجميع بعض الملاحظات، مما سمح لنا بمعرفة شخصيته.
في النهار كان يتم تخدير جوديسكي للتحقيق معه داخل مركز الـ"KGB"، وأثناء الليل كان داخل منزله تحت المراقبة، وحاول البريطانيون تهريبه عبر الحدود الفنلندية.
جوديسكي :
خلال فترة هربي لم أكن لأصدق نفسي ولا عيناي، وكنت أقوم بكل ذلك وأنا أشعر بأنني أصور فيلماً، كان يفترض بي الذهاب إلى زاوية أحد الشوارع أحد الشوارع في موسكو وأن أقف هناك تحت عمود الإنارة لخمس دقائق حاملاً كيساً بلاستيكياً للتسوق في يدي، وبعد بضعة أيام، وفي موقع محدد من الطريق بين لينين جراد، وهو شارع سانت بيتر سبورج الآن، وبين الحدود الفينلندية ستأتي سيارتان بريطانيتان في الساعة الثانية لمرافقتي.
تمكنت من مراوغة المراقبة في يوم الجمعة، وأخذت القطار من موسكو إلى لينين جراد، وفي صباح اليوم التالي، وكم كنت سعيداً عند رؤيتي للموقع المحدد، فلم أكن قد شاهدته أبداً في حياتي، بعد ذلك أمضيت بعض الوقت وفي الثانية من بعد الظهر وبعد تأخير لمدة ثلث ساعة، وصلت السيارتان البريطانيتان، فقفزت داخل إحداهما، واختبأت بداخلها، أوقفت السيارة خمس مرات، وكنت أشعر بتوتر شديد، لكننا في النهاية غادرنا الأراضي السوفيتية ووضع السائق شريط موسيقى فيلندية.
المعلق :
كان جوديسكي واحداً من الذين لعبوا لعبة العميل المزدوج المميتة بين الشرق والغرب، ونجا منها، لكن حصوله على الشهرة، كان بسب أهمية مساهماته، فقد كان هو من هرب المعلومات التي ساعدت مايكلو تاتشل على فتح صفحة العلاقات الودية مع الزعيم السوفيتي جوربت شوف عام 85.
لكن هناك جزء آخر من قصة جوديسكي فبعد فراره جاء إلى أميركا للقاء المخابرات المركزية عندما قابله وحقق معه الرجل الذي خانه، أولدريش إيمز.
أولجو ديفسكي:
الشخص الذي كان في الاستخبارات الأمريكية المركزية والذي اعتبرته شخصاً لطيفاً ومهذباً من بين جميع الموظفين هناك، كان ينظر في عيني وربما كان يقول بداخله: أيها الأحمق لماذا لم تمت عندما قمت بتسليم