jo00ory
18-02-2009, 11:37 AM
شعرت بعينها تثقب الظهر وتطبع على القلب قبلة......
فاستدرت.
رأيتها هناك خلف السياج تشير إلي "اذهب" "اذهب"
على سلم الطائرة تمنيت لو استدرت مرة أخرى لكني خجلت من الأجساد المندفعة خلفي.... فاندفعت... حمدت الله أن أهداني مقعدآ بجوار النافذة كي أدفن رأسي على صدرها تاركآ العنان لدموعي المعتقلة منذ أمس....
سألتني المضيفة شيئآ لم أسمعه فالتفت إليها شاكرآ وعدت سريعآ إلى الصدر الزجاجي أبثه غضبآ ممزوجآ بحزن ورغبة طفولية في الصراح....
لكن نظرتها الفزعة لمرأى دموعي ظلت تطاردني طوال سنوات الغربة....
فجأة تذكرت أني لم أرى سواها من بين جيش المودعين الذي أصر على تشيعي إلى المطار....
وأنها لم ترتد السواد كعادتها منذ سنوات بل الأزرق الكحلي الموشى بزهرات بيض زادتها جمالآ ونضارة....
أعادني إلى يومي الدراسي الأول
يدي في يدها تضاحكني طوال الطريق وترسم لي حلمها بأن تراني مهندسآ كاخوالي....
وأنا فرح بالحلم وبالحلوى وبالمدرسة التي ظننتها نزهة جديدة لكن المارد الحديدي الذي وقف بيننا فجأة....
وإشارات بيدها "اذهب" "اذهب" قرصا القلب فانسالت دموعي تعاتبها على خدعة لم أكن مستعدآ لها....
كانت تعتقد أن رحيلي حياة وأن بقائي إلى جوارها يعني ملاحقة لن تكف وسجنآ وتعذيبآ وربما موتآ....
فاختارت أن تقسو على قلبها ليحيا الحلم....
اصطحبني عامل الفندق إلى غرفتي وهو يثرثر بمزاياها بينما عيناي تبحثان عن الهاتف....
اندفعت إليه أظغط أزراره فظغط صوت الباب المغلق بعنف على بقايا القلب....
جائني صوت شقيقتي.. مشتاقآ سألتها عنها فأخبرتني أنها نامت للتو بعد نحيب هد جسدها فأسلمها لغفوة....
سألتني إن كنت أرغب في إيقاظها فرفضت ووعدتها بإتصال آخر في الصباح....
لكن الصباح لم يأت قط لأنها توفيت....
وظلت بقايا العمر تحاصرني بندم أجتره كل مساء....
فاستدرت.
رأيتها هناك خلف السياج تشير إلي "اذهب" "اذهب"
على سلم الطائرة تمنيت لو استدرت مرة أخرى لكني خجلت من الأجساد المندفعة خلفي.... فاندفعت... حمدت الله أن أهداني مقعدآ بجوار النافذة كي أدفن رأسي على صدرها تاركآ العنان لدموعي المعتقلة منذ أمس....
سألتني المضيفة شيئآ لم أسمعه فالتفت إليها شاكرآ وعدت سريعآ إلى الصدر الزجاجي أبثه غضبآ ممزوجآ بحزن ورغبة طفولية في الصراح....
لكن نظرتها الفزعة لمرأى دموعي ظلت تطاردني طوال سنوات الغربة....
فجأة تذكرت أني لم أرى سواها من بين جيش المودعين الذي أصر على تشيعي إلى المطار....
وأنها لم ترتد السواد كعادتها منذ سنوات بل الأزرق الكحلي الموشى بزهرات بيض زادتها جمالآ ونضارة....
أعادني إلى يومي الدراسي الأول
يدي في يدها تضاحكني طوال الطريق وترسم لي حلمها بأن تراني مهندسآ كاخوالي....
وأنا فرح بالحلم وبالحلوى وبالمدرسة التي ظننتها نزهة جديدة لكن المارد الحديدي الذي وقف بيننا فجأة....
وإشارات بيدها "اذهب" "اذهب" قرصا القلب فانسالت دموعي تعاتبها على خدعة لم أكن مستعدآ لها....
كانت تعتقد أن رحيلي حياة وأن بقائي إلى جوارها يعني ملاحقة لن تكف وسجنآ وتعذيبآ وربما موتآ....
فاختارت أن تقسو على قلبها ليحيا الحلم....
اصطحبني عامل الفندق إلى غرفتي وهو يثرثر بمزاياها بينما عيناي تبحثان عن الهاتف....
اندفعت إليه أظغط أزراره فظغط صوت الباب المغلق بعنف على بقايا القلب....
جائني صوت شقيقتي.. مشتاقآ سألتها عنها فأخبرتني أنها نامت للتو بعد نحيب هد جسدها فأسلمها لغفوة....
سألتني إن كنت أرغب في إيقاظها فرفضت ووعدتها بإتصال آخر في الصباح....
لكن الصباح لم يأت قط لأنها توفيت....
وظلت بقايا العمر تحاصرني بندم أجتره كل مساء....