المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شعر نبذة عن بعض شعراء الجاهلية



ايدا وانغ
22-02-2009, 06:14 PM
نشأة الشِّعر الجاهلي:

الشعر عند العرب هو الأثر العظيم الذي حفظ لنا حياة العرب في جاهليتهم، وإذا كانت الأمم الأخرى تخلد مآثرها بالبنيان والحصون فإن العرب يعولون على الشعر في حفظ تلك المآثر ونقلها إلى الأجيال القادمة. يقول ابن سلام: "وكان الشعر في الجَاهلية عند العرب ديوان علمهم ومنتهى حكمهم به يأخذون وإليه يصيرون"[1]. فالشعر عند العرب له منزلة عظيمة تفوق منزلة تلك الأبنية. ومع اهتمام العرب العظيم بالشعر إلا أننا لم نقف على محاولاتهم الأولى، وإنما وجدنا شعراً مكتمل النمو مستقيم الوزن تام الأركان.

لقد اجتهد عدد من الباحثين فحاولوا تعليل نشأة الشعر العربي، فمنهم من قال إن شعراء العرب عندما سمعوا وقع أخفاف الإِبل على الأرض قلدوها فأنشأوا الأوزان الشعرية وقد ساعدهم في ذلك الحُدَاء وهو سَوْقُ الإبل والغِنَاءُ لها. ومنهم من قال إن أصل الأوزان الشعرية السجع الذي تطور إلى بحر الرجز، ثم نشأت البحور الشعرية الأخرى. ومنهم من قال إن أصل الأوزان يرجع إلى الغناء فالعربي في صحرائه يحتاج إلى الترانيم والغناء فيأخذ مقاطع من الكلام يغني بها فتطور ذلك حتى أصبح شعراً موزوناً مقفى[2.[

والشعر العربي قديم ولكن الذي وصل إلينا هو ما قيل في العصر الجاهلي، ومما يدل على قِدَم الشعر قول امرىء القيس:
عُوجَا على الطّلَلِ المُحيلِ لَعَلَّنَا

نَبْكِي الدِّيَارَ كَمَا بَكَى ابنُ حِذَامِ

وقول عنترة:

هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ من مُتَرَدَّمِ

أم هلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّـم
فبكاء الديار في زمن امرىء القيس ليس جديداً فقد بكاها شعراء قبله منهم ابن حذام الذي لم يصل إلينا من شعره شيء، وأما عنترة فيقول لقد سبقنا الشعراء إلى المعاني فإذا قلنا شعراً فإنما نكرر معاني القدماء. وقد قال ابن سلام: "ولا نجد لأولية العرب المعروفين شعراً ، ويرى ابن سلام أن أول ما وصل إلينا من الشعر قول العنبر بن عمرو بن تميم:

قَدْ رَابَني من دَلْوِيَ اضْطِرَابُهَا
والنَأيُ في بَهـْرَاء وَاغْتِرَابُـهَا
إنْ لا تَجِئْ مَلأىَ يَجِئْ قِرَابُهَا [ [ 3


ووصلت إلينا بعد ذلك أشعار المهلهل بن ربيعة وامرئ القيس وغيرهم من شعراء الجاهلية، فأول من قصد القصائد وأكثر من قول الشعر الذي وصل إلينا هو المهلهل بن ربيعة التغلبي الرَّبَعِي، وعلى هذا تكون قبيلة ربيعة هي أول قبيلة عرف فيها الشعر، ومن شعراء هذه القبيلة في العصر الجاهلي: طرفة والحارث ابن حلزة والأعشى وعمرو بن كلثم. والشاعر الثاني الذي يلي المهلهل في القدم امرؤ القيس وهو شاعر قحطاني أصله من اليمن ولكنه عاش في نجد بين القبائل العدنانية، وشعره أقدم شعر جيد.

والقبيلة الثانية هي قبيلة قيس فقد اشتهر من شعراء هذه القبيلة في العصر الجاهلي عدد كبير منهم النابغة: الذبياني والنابغة الجعدي ولبيد بن ربيعة. وتأتي قبيلة تميم في الدرجة الثالثة فالشعر العربي نشأ ونقل عن هذه القبائل الثلاث، وهذا لا يمنع أن تكون قبيلة مضر بجميع فروعها تقول الشعر، وأن القبائل العدنانية والقحطانية فيها شعراء في العصر الجاهلي.

ومواطن نشأة الشعر الجاهلي بلاد نجد والحجاز والبحرين (شرقي الجزيرة العربية)، أما اليمن وعمان فلم تكونا موطناً لنشأة الشعر العربي؛ أما اليمن فكانت لغته في الجاهلية اللغة الحميرية، وأما عمان فكان يخالط سكانه الفرس والهنود.

ومن خلال تتبعنا لنشأة الشعر واكتماله يظهر لنا أن امرأ القيس هو رائد الشعر الجاهلي، لأن شعره هو أول شعر قوي مكتمل يتناقله الرواة.

وقد عاش امرؤ القيس في النصف الأول من القرن السادس لميلاد المسيح ويأتي بعد امرئ القيس من الشعراء المشهورين الحارث بن حِلِّزَة اليشكري البكري الرَّبَعِي. ويلي الحارث بن حلِّزة عمرو بن كلثوم، وبرز عنترة العبسي بعد عمرو بن كلثوم، ويلي عنترة زهير بن أبي سُلْمَى؛ فقد ذاعت شهرته على رأس المائة السادسة لميلاد المسيح، واشتهر لبيد بن ربيعة العامري الذي أدرك الإِسلام. فهؤلاء الشعراء وغيرهم هم الذين وصلت إلينا أشعارهم، وكلهم قد عاشوا في العصر الجاهلي، وأقدمهم لا يتجاوز خمسين ومائة سنة، فتكون مدة العصر الجاهلي خمسين ومائة سنة[.[ 4





رواية الشعر العربي:

الشعر العربي وصل إلينا عن طريق الرواية، فالذين رووا الشعر الجاهلي بعد ظهور الإسلام كانت روايتهم لا تتعدى الجد الرابع أو الخامس. أما ما يقال عن تدوين الشعر بالكتابة في العصر الجاهلي فهو قول فيه نظر.

وقد تضاربت الآراء حول كتابة المعلقات وتعليقها على الكعبة؛ فياقوت الحموي ينفي ذلك بقوله: "ولم يثبت ما ذكره الناس من أنها كانت معلقة على الكعبة[[5" فالكتابة محدودة في العصر الجاهلي وليست شائعة وإنما يعتمد العرب في حفظ أشعارهم وتَدَاولها على الرواة، والشعر الجيد يفرض نفسه على الرواة فيتناقلونه ويحفظونه، والدليل على ذلك قول المُسَيَّب ابن علس[: [6

فَلأُ هْدِيَنَّ مَعَ الرِّيَاحِ قَصِيـدَةً

مِنِّي مُغَلْغَلَةً إلى القَعْـقَاعِ

تَرِدُ المِيَـاهَ فَمَا تَزَالُ غَـرِيْبَةً

في القَوْمِ بَيْنَ تَمَثُّلٍ وسَمَاعِ


ومنذ أن عرف الشعر الجاهلي وله رواة ينقلونه إلى من بعدهم؛ فالأعشى يروي شعر المسيب بن علس، وطرفة يروي أشعار المتلمس. وهناك سلسلة من الرواية المتصلة نجعلها مثلاً لرواية الشعر الجاهلي؛ فشعر أوس بن حجر رواه زهير بن أبي سلمى، وزهير روى شعره الحطيئة، والحطيئة راويته هُدْبَة بن خشرم، وهدبة بن خشرم روى عنه جميل بثينة، وجميل بثينة روى عنه كُثيِّر عزة[7] .
فمن خلال ما تقدم يتضح لنا اهتمام العرب برواية الشعر الجاهلي وحفظه وتناقله.
وكان العرب في عصر صدر الإسلام يحفظون أشعارهم على الرغم من الاشتغال
بالفتوحات؛ فقد اشتهر عن أبي بكر رضي الله عنه بأنه راوية للأنساب وللشعر، وفي زمن النزاع بين قريش والمسلمين كان أبو بكر هو الذي يخبر حسان بمثالب قريش،

ومعرفته تكل مبنية على حفظه لأشعار العرب وما قيل في تلك القبيلة أو في ذلك الرجل من الشعر، وكان الصحابة والتابعون يروون الأشعار في المسجد، بل إن ابن عباس لا يجد حرجاً في إنشاد قصيدة كاملة لعمر بن أبي ربيعة المعروف بغزله، وهذا يدل على اهتمام العرب برواية الشعر في عصر صدر الإسلام والعصر الأموي. والشعراء الكبار في العصر الأموي هم الذين كوَّنوا أنفسهم عن طريق رواية الأشعار.
فهم شعراء ورواة؛ ولذلك نجد الفرزدق [8]يفتخر بروايته شعر الفحول يقول:

وَهَبَ القَصَائِدَ لي النَّوَابغُ إذ مَضَوْا

وأبو يَزِيْدَ وذو القُروحِ وجَرْوَلُ

والفَحْلُ عَلْقَمَةُ الذي كانت له

حُلَلُ المُلوكِ كَلاَمُه لا يُنْـحَل[[9

وأخو بَـني قَيْـسٍ وهُنَّ قَتَـلْنَه

ومُهَلْهِلُ الشُّعَـراءِ ذَاكَ الأَوَّلُ[[10

والأعْشَيَانِ كِلاَهُـمَا ومُرَقـِّشٌ

وأخُو قُضَاعـَةَ قَوْلـُهُ يُتَمثَّـلُ
وكان جرير وهو من كبار الشعراء في العصر الأموي يروي كثيراً من الشعر.
ومثل الفرزدق وجرير غيرهما من الشعراء الإسلاميين، وبعد انتهاء القرن الأول برز في الكوفة والبصرة رواة نذروا أنفسهم لرواية الشعر بل إنهم جعلوا رواية الشعر وتدوينه حرفة لهم ومن هؤلاء:
-1 أبو عمرو بن العلاء وكان من أشهر رواة البصرة وقد توفي سنة 154هـ وهو من الرواة الثقات


2- حماد الراوية وهو من رواة الكوفة، وقد روى أشعاراً كثيرة إلا أنه متهم بوضع الشعر، وقد توفي سنة 155 هـ[11] .

-3المفضل الضَّبى من رواة الكوفة وهو صاحب الاختيار المعروف بالمفضليات وقد رواه عنه ابن الأعرابي. وقد توفي سنة 189 هـ .

-4 أبو عمرو الشيباني من رواة الكوفة وقد جمع شعر مائة وثمانين قبيلة وقد توفي سنة 206 هـ .

-5 أبو عبيدة من رواة البصرة وقد توفي سنة 210 هـ[12]

- 6 لأصمعي من أشهر رواة البصرة وقد توفي سنة 213 هـ [13]

- 7 بن الأعرابي: من رواة الكوفة وكان من تلاميذ المفضل الضَّبي، وهو من أشهر رواة الشعر، وقد توفي سنة 231 هـ [14]

وقد انصبت الرواية ودونت في دواوين شعرية نجدها بين أيدينا الآن ومنها:
المفضليات، والأصمعيات، وحماسة أبي تمام، وحماسة البحتري، وكتاب الشعر والشعراء لابن قتيبة، وطبقات فحول الشعراء لابن سلام الجمحي، وعلى الرغم من الاعتماد على التدوين في القرن الثالث الهجري إلا أننا نجد السند أي سند الرواية يثبت في الكتب المدونة؛ لما له من الأثر في النفوس؛ فأبو الفرج الأصبهاني صاحب كتاب الأغاني يعتمد على الرواية في إثبات الشعر الذي دونه في كتابه الذي بلغ واحداً وعشرين جزءاً، وهو من أشهر كتب الأدب التي ألفت في القرن الرابع الهجري.
وبهذا العرض المفصل لرواية الشعر الجاهلي نكون قد وقفنا على رواية الشعر الجاهلي ووصوله إلينا في هذا العصر.






الخاتمة والتوصيات


في خاتمة هذا البحث لا يسعني سوى التقدم بالشكر لكل من ساهم في أن يفتح لنا هذه الأفق لنتعرف على هذا المجال من الأدب العربي . يمكن لقارئ البحث أن يجد تركيزاً واضحاً على الشعر الجاهلي وذلك لما وجدنا فيه من معلومات رائعة ومفيدة، وكم أننا مقصرين في هذا الجانب وأننا يجب أن نتجه لقراءة المزيد من هذه الكتب التي تلمنا بالمعاني السامية .

وأود أن أختم بحثي بأن أوصي جميع من سيقرأ هذا البحث بأن يرجع إلى قائمة المصادر والمراجع، ليقرأ ويتوسع بهذا المجال لنكون ونبقى في مصف الأمم والشعوب ونفتخر دائماً بما لدينا من شعر عربي.

وأتوجه بالشكر إلي كل من ساندني وقدم لني يد العون في تقديم هذا البحث من زميلاتي وأخواتي اللاتي لم يتقاعسن عن أية مساعدة .


أوصي بــــ :

1. توفير كتب عن الشعر الجاهلي في مكتبة المدرسة .
2. إقامة مسابقات في حفظ الشعر الجاهلي بين الطلاب.
3. توزيع نشرات شعرية عن الشعر الجاهلي .






المصادر والمراجع


1. طبقات فحول الشعراء 1/23.
2. تاريخ الأدب العربي لبروكلمان 1/ 51 والعصر الجاهلي لشوقي ضيف 185والحياة الأدبية في العصر الجاهلي لمحمد عبد المنعم خفاجي 211.
3. ديوان امرئ القيس شرح السندوبي ص 200. وابن حذام رجل من طيء - ابن سلام 39.
4. طبقات فحول الشعراء 1/11.
5. معجم الأدباء10/ 266.





في النهاية اهدي كل من رد على مواضيعي كل الشكر والمحبة :heart:

ايدا وانغ
22-02-2009, 06:23 PM
ردووووووووووووووووووووو

سيف الكلمة
23-02-2009, 12:17 PM
عند وضع دراسة أو نبذة وإدراج مراجع لها كمنقولة عنها .. يفضل التدقيق الإملائي وخاصة على الأسماء
مثل أبو الفرج الأصفهاني وليس الأصبهاني ...
مثل إمرأ القيس .... إمرؤ القيس .. ومنهم من كتبها أمرئ القيس ..حتى لوكان قبلها حرف ناصب أو غيره فالإسم لايتغير..
طبعا هذا رأي لاأكثر
شكرا على المشاركة والموضوع القيم
تحياتي
,,,,,,,,,,,,,,,
,,

ايدا وانغ
23-02-2009, 01:35 PM
مشكور على الرد لم يكن لدي الوقت لتدقيق الاملائي والشكر لك

sara saeed
25-02-2009, 09:47 PM
يسلمووووووووو

ايدا وانغ
27-02-2009, 05:26 PM
http://www.iraqchooseslife.com/pic/thankyou/2.gifعلى المرور

قلب الحياة
23-09-2009, 08:38 AM
مجهووووووووووود
تستحقين عليه
الشكر والإطراء
سلمت الأنامل
تقبلي ودي ووردي
وأعتذر على تأخري

ايدا وانغ
02-10-2009, 04:24 AM
مشكور اخوي على المرور

bebeto3005
11-10-2009, 02:17 AM
شكرا جزيلا

ايدا وانغ
12-10-2009, 07:16 PM
العفو اخوي منور