طه الزروق
26-02-2009, 12:21 AM
نقاش الروح و الجسد....
http://www.montada.com/picture.php?albumid=1047&pictureid=7208
الجسد : أيا روح أرشيديني..فقد كثر علي اللغط و ظللت الطريق...
الروح : إني لك ناصحة..وكم نصحت غير ذي مرة ولا من معتبر..
الجسد : مرتي هاته أتوب فيها..وإن عدت ففارقني..
الروح : إنك عائد و إني مفارقتك..و لكن بقدر و أجل مسمى..
الجسد : قد مللت العصيان..قد أشربت مرارا ظنكة..
الروح : اعلم رحمك الله...
ان لا أضر على الناس من الناس..و لن تجد أضر عليك منهم ما حييت..إن مدح الناس لك، كرجل وضع بعر في يده فقبظ عليها كفه فقال له الناس : إن بيدك تمرة.قال: لا، قالوا بل بيدك تمرة. ولازالوا عليه حتى صدقهم فأكلها...
و ذاك مثل من أصغت أذنه لمدح الناس، و إن علم أنهم لكاذبون..
إن مدحوك غررت، فهويت و كل مغرور خاسر، و إن ذموك أرقوك و عذبوك، فلا تكن إمعة لك أذن لهم..فالزم الكتمان عبد الله و احفظ لسانك تقي نفسك..
إن عبدت الله فتنوك، و إن عاهدوك خانوك، و إن اطمئننت لهم غذروك..
الجسد : صدقت..يا روح من أين لي بالحكمة؟..
الروح : اعلم رحمك الله...
أن الحكمة لا تتعلم من الكتب و لا المجالس و لا المشايخ و لا المواعظ....و إنما تنال من مواقف الحياة..فكن وقافا عد الابتلاء متدبرا لحالك متفكرا في مآلك مقيدا لخواطرك بقلمك...
الجسد : صدقت ...يا روح.. كيف يطغى الجسد على الروح؟
الروح : اعلم رحمك الله...
أن من النساء ما إن نظرت في مرآة فوجدت حسنها و جمالها قالت : أنى تذل هاته؟... فيذلها الله لما تألهت عليه..
و أن من الرجال..ما إن نظر في المرآة فوجد مرتبته و منزلته قال : أنى يذل الله هذا؟ ...فيفقره الله لما تأله عليه..
فلا يغرنك طيب العيش..و دفىء الفراش و وقار الناس و عافية البدن..قال الحق سبحانه : "و تلك الايام نداولها بين الناس"
و إن حدثتك نفسك منشدة : أنى يجوع هذا و يفتقر أنى يذل هذا و يحتقر
فقل لها لو شاء الله لذهب بك و جاء بقوم آخرين يحبهم و يحبونه و ما ذاك على الله بعزيز..
الجسد : صدقت...و كيف لي بالتواضع؟
الروح : إن قارون لما سئل عن ملكه من اين له به قال "إنما أوتيته عن علم"...فابتلعته الارض.. فلا تقلن عن مقام بلغته..انما اكتسبته عن سهر الليالي و ابتغاء المعالي و تحصيل العلم و مجابهة الظلم..بل قل كما قال ذو القرنين لما صمم أعظم سد في تاريخ بني ادم "قال هذا رحمة من ربي"..
و انسب الفضل لاهله..
الجسد :صدقت...و القناعة ؟
الروح :اعلم رحمك الله...
أن الحبيب صلى الله عليه و سلم...كان إذا وضع الطعام إن أحب أكل و إن كره ترك... فلا تكن سبابا او لعانا او متأففا من نعم الله عليك..وظيفة او دراسة او زوجا او صحة او مالا.. فتزول عنك فتعود محصورا مذموما..
الجسد : صدقت ...و الرضى؟
الروح : أن تعلم أن تدبير الله عز وجل للعبد من تدبير العبد لنفسه...ولة انك اطلعت الغيب لوجدت ما فعل ربك خيرا... و أن الله ليكره عبده على الابتلاء،مغفرة للذنوب و تصحيحا للعيوب كما يكره اهل المريض مريضهم على الدواء و يقولون : ذق إن عاقبته خيرا...
الجسد : صدقت..يا روح إسألي لي الهداية؟
الروح : اعلم رحمك الله..
انك اذا سألت العبد يغضب و الله إن لم تسأله يغضب...و ان الله لا يعجل لعجلة العباد..فالاستجابة لا يختار ساعتها العباد و انما رب العباد...
و كم من مفتون بنعم الله عليه و كرمه عليه مغرور باستجابة الله له فرح بستر الله عليه..
فان الله قد يستجيب لعبد لا لكرامته عليه...و لكن ليطرده من بابه لذميم خلقه و سوء صنيعه و سقوطه من عينه فيظن العبد انه كريم عند الله و ذاك من الغرور..
و انك ما استجيب لك و انت قائم على المعصية فذاك من استدراج الله لك.
يتبع
http://www.montada.com/picture.php?albumid=1047&pictureid=7208
الجسد : أيا روح أرشيديني..فقد كثر علي اللغط و ظللت الطريق...
الروح : إني لك ناصحة..وكم نصحت غير ذي مرة ولا من معتبر..
الجسد : مرتي هاته أتوب فيها..وإن عدت ففارقني..
الروح : إنك عائد و إني مفارقتك..و لكن بقدر و أجل مسمى..
الجسد : قد مللت العصيان..قد أشربت مرارا ظنكة..
الروح : اعلم رحمك الله...
ان لا أضر على الناس من الناس..و لن تجد أضر عليك منهم ما حييت..إن مدح الناس لك، كرجل وضع بعر في يده فقبظ عليها كفه فقال له الناس : إن بيدك تمرة.قال: لا، قالوا بل بيدك تمرة. ولازالوا عليه حتى صدقهم فأكلها...
و ذاك مثل من أصغت أذنه لمدح الناس، و إن علم أنهم لكاذبون..
إن مدحوك غررت، فهويت و كل مغرور خاسر، و إن ذموك أرقوك و عذبوك، فلا تكن إمعة لك أذن لهم..فالزم الكتمان عبد الله و احفظ لسانك تقي نفسك..
إن عبدت الله فتنوك، و إن عاهدوك خانوك، و إن اطمئننت لهم غذروك..
الجسد : صدقت..يا روح من أين لي بالحكمة؟..
الروح : اعلم رحمك الله...
أن الحكمة لا تتعلم من الكتب و لا المجالس و لا المشايخ و لا المواعظ....و إنما تنال من مواقف الحياة..فكن وقافا عد الابتلاء متدبرا لحالك متفكرا في مآلك مقيدا لخواطرك بقلمك...
الجسد : صدقت ...يا روح.. كيف يطغى الجسد على الروح؟
الروح : اعلم رحمك الله...
أن من النساء ما إن نظرت في مرآة فوجدت حسنها و جمالها قالت : أنى تذل هاته؟... فيذلها الله لما تألهت عليه..
و أن من الرجال..ما إن نظر في المرآة فوجد مرتبته و منزلته قال : أنى يذل الله هذا؟ ...فيفقره الله لما تأله عليه..
فلا يغرنك طيب العيش..و دفىء الفراش و وقار الناس و عافية البدن..قال الحق سبحانه : "و تلك الايام نداولها بين الناس"
و إن حدثتك نفسك منشدة : أنى يجوع هذا و يفتقر أنى يذل هذا و يحتقر
فقل لها لو شاء الله لذهب بك و جاء بقوم آخرين يحبهم و يحبونه و ما ذاك على الله بعزيز..
الجسد : صدقت...و كيف لي بالتواضع؟
الروح : إن قارون لما سئل عن ملكه من اين له به قال "إنما أوتيته عن علم"...فابتلعته الارض.. فلا تقلن عن مقام بلغته..انما اكتسبته عن سهر الليالي و ابتغاء المعالي و تحصيل العلم و مجابهة الظلم..بل قل كما قال ذو القرنين لما صمم أعظم سد في تاريخ بني ادم "قال هذا رحمة من ربي"..
و انسب الفضل لاهله..
الجسد :صدقت...و القناعة ؟
الروح :اعلم رحمك الله...
أن الحبيب صلى الله عليه و سلم...كان إذا وضع الطعام إن أحب أكل و إن كره ترك... فلا تكن سبابا او لعانا او متأففا من نعم الله عليك..وظيفة او دراسة او زوجا او صحة او مالا.. فتزول عنك فتعود محصورا مذموما..
الجسد : صدقت ...و الرضى؟
الروح : أن تعلم أن تدبير الله عز وجل للعبد من تدبير العبد لنفسه...ولة انك اطلعت الغيب لوجدت ما فعل ربك خيرا... و أن الله ليكره عبده على الابتلاء،مغفرة للذنوب و تصحيحا للعيوب كما يكره اهل المريض مريضهم على الدواء و يقولون : ذق إن عاقبته خيرا...
الجسد : صدقت..يا روح إسألي لي الهداية؟
الروح : اعلم رحمك الله..
انك اذا سألت العبد يغضب و الله إن لم تسأله يغضب...و ان الله لا يعجل لعجلة العباد..فالاستجابة لا يختار ساعتها العباد و انما رب العباد...
و كم من مفتون بنعم الله عليه و كرمه عليه مغرور باستجابة الله له فرح بستر الله عليه..
فان الله قد يستجيب لعبد لا لكرامته عليه...و لكن ليطرده من بابه لذميم خلقه و سوء صنيعه و سقوطه من عينه فيظن العبد انه كريم عند الله و ذاك من الغرور..
و انك ما استجيب لك و انت قائم على المعصية فذاك من استدراج الله لك.
يتبع