المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صباح الخير يا صبا ..... من قصص الانتهاكات بحق العراق الجريح



انتصار الآلوسي
01-03-2009, 10:55 PM
صباح الخير يا صبا

انتصار إبراهيم الآلوسي



صباح الخير أيتها الزهرة الموجوعة . صباح الخير يا ابنة العراق وأنت تلوذين بين الألم والآهات , ما ابغض الاحتلال الذي أوجع قلبك الصغير ياحديثية الثرى , صباح موجوع محمل بالأسف على أحلام أجهضها الاحتلال وشوهها قبل أن يسمع لها صدى , فصباح الخير أيتها الطفلة العراقية الشامخة .



صبا اليتيمة الذي نحر الاحتلال اسرتها وأبادها عن بكرة أبيها , طفولة أجهضت في وقت مبكر لتحمل مسؤولية ألامها قبل الأوان وتكبر مع الجراح . مجزرة حديثة الشهيرة التي راح ضحيتها أسرة بكاملها وها هي صبا الطفلة التي رأت كل شيء .




ـ في الليل أسمع صوت جندي المارينز وهو يصرخ بكلمات لم نفهم منها شيئا سوى انه غاضب خائف . دخل منزلنا عنوة وأطلق الرصاص على الجميع فأباد عائلتي بكاملها وبقيت أسبح في بركة دماء أخي الذي وهبني روحه .



تحدثت صبا وهي تستذكر ما حدث بألم ينقبض له القلب ويفتح جروح الشعب العراقي الذي ينزف في كل لحظة دماء طاهرة .



ـ جاء أبي يونس وكان يتحدث عن عملية استهدفت ناقلة أمريكية , في صباح ( 19 ـ 11 ـ 2005 ) المشئوم الذي طبع تاريخه في كل خلية من عقلي , سمعنا دوي انفجار هائل فركض الجميع مختبئين خلف والدي الذي قال لنا لا تخافوا ابقوا بقربي . وجلس الجميع ملتصقين به . وبعد وقت قال سوف اخرج لأرى ما هذا الانفجار فخرج وعاد مسرعا وأغلق باب المنزل وقال لنا لا تخرجوا لان المقاومة دمرت ناقلة للأمريكان وهم الان في حالة هيجان ويطلقون النار على الجميع , ثم سمعنا ضجة كبيرة وأصوات دبابات الجيش الأمريكي وصراخ جنودهم فركض الجميع حول أبي فقال لنا لاتخافوا لن يدخل منزلنا لكن قبل أن يكمل حديثه دوى انفجار كبير وامتلاء البيت بالدخان والأمريكان فركضت مسرعة أحاول الاختباء خوفا منهم , بعدها جاء الوحيد أخي محمد راكضا خلفي يقول لي صبا لا تخافي سوف اقتلهم إن اقتربوا منك .



وتضيف هذه الصبية التي صار عمرها ثلاثة عشرا عاما وهي تستذكر ما حدث لطفولتها قبل أن تطفئ شمعة العشر أعوام , وهي تتحدث بذاكرة مليئة بهذه التفاصيل المريرة . ابتلعت صبا عن مضض دموعها وحزنها وأكملت :ـ



ـ كان محمد أخي الوحيد والذي لم يكمل الرابعة من عمره , كان ملتصقا بي , حين شعرت بالخوف تحركت غيرة الرجولة فيه فخبأني تحته ونام فوقي وهو يقول لا تخافي مع محمد لكن احد جنود المارينز الذي أطلق النار على والدي , بعدها صرخت أمي لماذا تفعلون ذالك بنا , التفت إليها نفس الجندي وافرغ ما بقي من رصاص عليها حتى تناثر لحمها وامتلاء المكان بالدماء , عندها أغمض محمد عيني وقال لا تنظري لكن خالتي أخذت تصرخ وتقول اهربوا من هولاء المجرمين . اهربوا . فقام احد الجنود بسحبها من شعرها ورماها فوق الأرض وكتم صراخها بالرصاص حتى استحالة غرفة الجلوس الى مسلخ من الدماء وقطع لحم متناثر.



صمتت صبا لفترة تجتر بها روحها وتحاول أن تستنشق بعض الهواء بسرعة لتذبح دموعها البريئة قبل أن تسقط على وجنتيها الذابلتين وبصوت مذبوح أكملت حديثها :ـ



ـ اختبأن أخواتي خلف زينب أختي الكبرى تحت البطانية ( سبأ أختي الصغيرة ونور التي تبلغ من العمر الثمان سنوات وعائشة احد عشر عاما وأختي الكبيرة زينب وهي في الثالثة عشر) , رفع احد الجنود البطانية من فوق أخواتي وصرخ بصوت مرعب وهو يرتجف من القسوة ثم أطلق النار عليهن بشكل كثيف كنت وأخي محمد الذي كان يرتجف من الخوف فوقي تحت الغطاء حين أطلق النار علينا والذي اخترق جسد حبيبي الصغير فأغرقني بدمه بعدها رفع جندي المارينز الغطاء فأغلقت عيني لئلا يقتلني أنا الأخرى. ثم قاموا بتفتيش المنزل كله خوفا من ترك أي بصمة تشير إليهم أو شاهد عيان وبعثروا كل الإغراض وهم يتصارخون بعدها خرجوا والابتسامات الصفر تملا أفواههم وكأننا نحن الأعداء المحتلين الطغاة , ليدخلوا الى المنزل الأخر .



وأضافت الصغيرة :ـ لقد غبت عن الوعي لا اعرف كم من الوقت وحين فقت قفزت من تحت أخي وقمت بتحريكه علني اسمع لروحه نفس لكن من دون فائدة فقدت مزقته رصاصات الاحتلال وكذلك سبأ ونور وعائشة وزينب ثم خرجت الى غرفة الجلوس ابحث بين الدماء ونثارات اللحم عن من يحمني إلا أن الجميع كانوا قد فارقوا الحياة !! .



سكتت صبا وهي تحاول سرد الرواية بكاملها علها تخفف من حدة مأساتها :ـ



ـ لن أنسى صورهم التي لم تفارق عيني أبدا , اذكرها لحظة بلحظة . ربما تقولين بما تفكر هذه الصبية الصغيرة !! في والدي وأمي وأخواتي و أخي الوحيد الصغير محمد ؟؟ ماذا فعلوا ؟ لا يمكن لا أحد أن يجيب عن سؤالي , فوالدي كان مزارعا في أرضه ونحن كانا نساعده ونذهب الى المدرسة فقط , وها هي الأرض حزينة تبكي أين أهلي ؟ أين أولادي ؟ لماذا ذبحهم جنود المارينز ؟؟ ما الجريمة التي ارتكبتها ؟؟



ثم أضافت لقد أختبأت تحت ضريح أخي الحبيبة . لقد اختبأت بدماء محمد لكن هذه ليست النهاية , فالنهاية حين يرحل الاحتلال بعد إن ينالوا العقاب من الشعب العراقي ومن الله الذي سيعاقبهم على ما فعلوه بأهلي وتركوني بلا أهل , يتيمة وحيدة في بيت مهجور . مازالت ذكراهم تملئ أركانه , ومازال صوت أخي يرن في المنزل ودمائهم تصرخ من سيثأر لنا وللشعب العراقي ؟؟؟ ومنذ ذلك اليوم المشئوم لم اسمع من يقول لي صباح الخير يا صبا .





الأسماء والعناوين هي ذاتها لان العائلة قد تم إبادتها عن بكرة أبيها

إسلامية
09-03-2009, 11:05 PM
انا لله وانا اليه راجعون

هناك الكثير من المجازر والامور البشعه التي فعلها الاحتلال بالعراق
ولكن المخجل هو صمت العرب والمسلمين والعالم
اين الانسانيه من هذا اي بشر هؤلاء اي قلب يحملون اين ضمير العالم كما يدعون

العراق لن يحرر الا على يد مخلصين موحدين

اهلا وسهلا بك اختي الكريمة انتصار الآلوسي
ننتظر مقالاتك وبارك الله فيك